13-10-2011 17:18
يتحدث موقع الفيفا كل اسبوع عن واحد من عمالقة كرة القدم على مستوى العالم، وها هو اليوم يفرد تقريراً مطولاً عن المخضرم البرازيلى ديدى، وإليكم تقرير الموقع الدولى :
بعد مضي أربع دقائق فقط على انطلاق صافرة البداية في نهائي كأس العالم ، هز منتخب السويد الذي كان يلعب على أرضه شباك المنتخب البرازيلي عن طريق نيلس ليدهولم لتصبح النتيجة 1-0. وتحرك ديدي إلى داخل المرمى ليقبض على الكرة بكلتا يديه، ثم وضعها تحت إبطه واتجه صوب وسط الملعب. لكنه لم يركض كما هو متوقع ممن يريد كسب الوقت للبحث عن التعادل، بل سار سيرا وئيدا متمهلا حتى بلغ دائرة منتصف ملعب راسوندا الذي تحتضنه مدينة سولنا.
وبهذه الخطوات، وبوقفته الهادئة، أبلغ فالدير بيريرا رسالته بكل وضوح، وهي نفس الرسالة التي كان يعطيها كلما استقرت الكرة تحت قدميه: لا داعي للذعر، ولا داعي للعجلة؛ فمن يجيد اللعب يعرف كيف يخرج بسهولة من أي مأزق.
ويعود زاجالو بذاكرته إلى الوراء ليقول لموقع الفيفا : "كنت على الطرف الأيسر مستعدا للانطلاق، ورأيت ديدي يتقدم ببطء ممسكا بالكرة. فهرعت إليه وأنا أصيح: هيا يا ديدي، نحن خاسرون! فرد قائلا: اهدأ يا فتى. فريقنا ما زال أفضل من فريقهم. لا تفزع، فسوف نفوز بهذه المباراة. وما أن سمع اللاعبون ذلك حتى حلت السكينة بينهم، وجاء التعادل بعد خمس دقائق، والباقي يعرفه الجميع. هكذا كان ديدي: كان يجعل كل شيء يبدو سهلا، سهلا."
لماذا كل هذا؟
عندما خاض ديدي هذه الموقعة، التي استطاع أن يعيد فيها الطمأنينة إلى لاعبي فريقه وانتهت بانتصارهم على السويد بخمسة أهداف مقابل اثنين وحصولهم على لقب بطولة العالم لسنة 1958، كان قائدا ذا خبرة في الثلاثين من عمره، عشقته جماهير فلومينينسي وبوتافوجو، لكنه لم يكن يسلم من الانتقادات لمشيته الشامخة التي اشتهر بها فوق الرقعة الخضراء. كان الكثيرون يخلطون بين الهدوء والحكمة وبين البطء وعدم الحماس. وكان من آثار هذا الخلط على سبيل المثال فشل مغامرته في ريال مدريد الزاخر بالنجوم من أمثال ألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش في 1959، بعد أن كان قد اختير كواحد من أفضل لاعبي كأس العالم في السنة السابقة، وهي المغامرة التي أشار إليها في حديثه الذي أدلى به لمجلة بلاكار البرازيلية عام 1987.
في ذلك الحديث لم يتخل عن اعتداده بنفسه وهو يقول: "كان الأسبان يعشقون اللاعب الذي ينتزع الكرة بقوة ويلقي بنفسه على الأرض، وأنا لم أكن أتدخل مع أحد بقوة أبدا. كنت أخرج من الملعب وملابسي نظيفة تماما، وهو شيء لم يكونوا يفهمونه. كان يجب علي أن أضع يدي في الوحل وأمسح بها على قميصي. وما ضرورة كل هذا إذا كنت أصل إلى المناطق الأمامية وأضع المهاجمين في مواجهة المرمى؟ لكنهم كانوا يغضبون لأدائي بهذه الطريقة."
إن لاعبا مثل ديدي، يعبر عن شخصيته بهذه القوة في كل لمسة من لمساته، سواء كان يلعب تمريرة جانبية أو يسير بالكرة تحت إبطه، يعتبر شخصية مثالية لمؤرخ يحب الإغراق في الوصف مثل نلسون رودريجيز، الذي تحولت كلماته إلى وصف رسمي لكرة القدم البرازيلية في الخمسينات والستينات. فقد كان هو من وصف ديدي بأدائه الأنيق على أرض الملعب بأنه مثل "أمير حبشي"، فصار هذا الوصف لقبا يعرفه به الجميع. ولا يبدو أن هناك نهاية للسطور المتتابعة التي تفيض في وصف نجم خط الوسط المبدع: "يتعامل ديدي مع الكرة بحب. إنها تبدو وهي بين قدميه كما لو كانت زهرة أوركيد نادرة وحساسة، يجب أن يزرعها المرء باعتناء وهو يشعر بالبهجة." وحتى إن كان في هذه الكلمات مبالغة، فهناك سبب لذلك؛ لأنه قد لا يكون هناك من بين من داعبوا الكرة من هو أقدر من ديدي على إثارة خيال أي كاتب.
آراء الكبار
ربما كان أهم ما يميز ديدي هو شخصيته القيادية المستمدة من هدوئه، الذي كان يصعب أحيانا التفرقة بينه وبين التكبر، والتي كان يوجه بها زملاءه الذين صاروا فيما بعد مرءوسيه. فهو بعد أن أنهى مسيرته في الملاعب بمرور عابر بنادي ساو باولو سنة 1966 شد رحاله إلى نادي سبورتينج كريستال في بيرو ليدرب الفريق الذي كان يلعب ضمن صفوفه في 1963.
وبعد أن توج بطلا للدوري عام 1968 منحه البيروفيون ثقتهم ليتولى تدريب المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 1970 فشكل فريقا قويا استطاع أن يشق طريقه إلى دور الثمانية – حيث خسر على يد البرازيل – وكان كثير من الفضل في ذلك يرجع لفتى في العشرين من عمره كان ديدي هو من وضعه على أول طريق النجومية، هو تيوفيلو كوبيّاس. وفي لقائه مع موقع الفيفا ، شدد هذا الأخير على أهمية وجود خبير أسطوري مثل ديدي كمعلم وموجه: "كان ديدي وراء الأهداف التي سجلتها من الركلات الحرة، والتسديدات التي كنت ألعبها على المرمى، وكان هو الذي جعلني بالتدريب أتقن اللعب بكلتا قدميّ بعد أن كنت أعتمد على قدمي اليمنى."
لكن إذا كنا نتحدث عما يقوله أفضل اللاعبين عن ديدي، فلنستمع إلى هذه التصريحات التي خرجت أثناء كأس العالم 1958 : "أنا لا شيء بالمقارنة مع ديدي؛ لن أصل أبدا إلى مستوى قدميه. إنه مثلي الأعلى. وكانت أول صور اشتريتها هي صوره." فمن الذي قال هذا؟ إنه بيليه! ألا يكفي هذا لندرك مدى روعة الكرة التي كان يلعبها ديدي، بلا تسرع أو توتر؟
Didi ]d]dK v,um hgH]hx hgih]z