السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خير جليس في الزمان كتاب
منذ آلاف السنين والكتاب يحتل مكانة مرموقه في الحضاره الإنسانيه ، ففيه تدون المعارف البشريه على اختلاف ألوانها وتنوع مشاربها . وفيه سجّل الإنسان آلامه وآماله، وبثه شكواه وأحلامه ، ودوّن ما مرت به الإنسانية من صعاب ، وما عانته من ويلات ، وقاسته من حروب .
في الكتاب خُلّد الأبطال بتدوين سيرتهم ، وسُجّلت القصائد والملاحم التي تحكي أمجاد الأمه وانتصاراتها .
وفيه دونت القوانين والقواعد التي تنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ، أو تضبط سلوكه تجاه مواطنيه أو أبناء قبيلته.
وبعد تلك المقدمه اخرج بتسائولات كثيره ومنها :
لماذا لا نقرأ ؟؟؟؟؟؟
ما هي المعوقات التي تمنعنا من القراءة ؟؟؟
و لماذا تهربنا حتى من قراءة موضوع لماذا لانقرأه ؟؟
لماذا صارت فكرة القراءة أمراً مزعجا نتهرب منه ؟
وبعد تلك التسائولات سأكتب عن معوقات القراءة
معوقات القراءة :
1- عدم إدراكنا لأهمية القراءة : فعندما تجهل فوائد شيء ما فلن تهتم به و لن تفكر فيه برأيي جدير بأن نبدأ بالوعي و أن نعيد حساباتنا في أولويات حياتنا ، و ربما هذا الأمر سبب في الكثير من مواطن الضعف فينا ، فنحن نجهل أهمية الكثير من الأمور التي عرفها غيرنا و لم نعرفها ، جهلنا بأهمية التعليم و جهلنا بأهمية الإعلام و جهلنا بأهمية الرياضة و الزراعة و التجارة و الصناعة و كثير من الأساسيات عند غيرنا و الثانويات عندنا مع الأسف
2- الكسل و دنو الهمة : فقراءة كتاب ما تستوجب تركيزآ كاملا و تفرغآ من روتين الحياة و نفوسنا مع الأسف اعتادت الكسل و فترت همتها ففي الماضي كان العلماء يسافرون بحثا عن كتاب سمعوا به بينما نحن نستطيع عبر الإنترنت مثلا أن نتصفح عدة كتب بسهولة و يسر و ربما هذه السهولة جعلتنا كسالى نبحث عن الوجبات السريعة الجاهزة حتى لعقولنا
3- وسائل الإعلام : المرئية و المسموعة و برغم أهميتها التي لا شك فيها لكنها بمجملها لا تقدم الفكر المتكامل مطلقآ و لا تغني عن الكتب أبدآ ، فمعظم البرامج التي نشاهدها إما تجارية الهدف و المضمون و هدفها جذب المشاهد فقط لا غير دون الاكتراث بنوعية المادة التي تقدمها للمشاهد ، أو ترفيهية هدفها التسلية و الإمتاع فقط لا غير أو مشبوهة هدفها تغيير القيم و المفاهيم و تشويه صورة المجتمع العربي و إظهار الغرب بمظهر البطل و المتطور و المنفتح و هذا يشكل خطرا كبيرا على شباب الأمة و يحولهم إلى جهتين متفلتة لا تراعي أدبآ و لا دينآ و لا خلقآ أو متطرفة عنيفة تكفر الناس وتنبذهم و تحول الجميع إلى أعداء
كما أن هذه الوسائل تشجع على الكسل و الخمول و توهم الناس بأنها تغني عن القراءة
4- الصحف و المجلات : و الكتيبات الصغيرة المختصرة التي عودت الناس على الثقافة المعلبة السريعة و جعلت قراءة الكتب أمرآ صعبآ و مملآ و متعبآ في نظر الكثيرين و لو سألت أي شاب عن آخر كتاب قرأه فتأكد أنه سيعطيك اسم أحد هذه الكتيبات المختزلة و المختصرة ليس أكثر
5- عدم العناية بتنظيم الوقت : فتنظيم الوقت يتيح المجال للمطالعة لكن معظمنا لا نسير وفق برنامج محدد و لا ننظم وقتنا و نضيع الكثير من الوقت بلا هدف أو فائدة و حتى أوقات الفراغ نضيعها في اللعب و متابعة التلفاز و النوم
6- المعوقات الماديه : فالكثيرون لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب و لو كانت رخيصة الثمن فالسعي وراء لقمة العيش يأخذ كل تفكيرهم ووقتهم و بالكاد يتمكنون من تأمين أساسيات الحياة و الأسرة
7- المناهج التعليميه : غير الموضوعية و التي تكثف المعلومات و تعتمد على العلم النظري و الحفظ الصم دون اهتمام و لا حب للكتاب مما يجعل الكثيرين يكرهون الكتب بسبب معاناتهم منها أيام الدراسة و الجدير ذكره أنه في الغرب هناك فترة مخصصة للمطالعه من خارج المنهج المقرر للطالب و يطالب كل تلميذ بتقديم ملخص واف ً عن كتاب قرأه مؤخرا و هذا يحفز الذهن على الاستمرار في المطالعة لتصير عادة يوميه تبدأ منذ الصغر و تخصص حوافز تشجيعية و منح و مكافآت لكل من يقرأ كتاباً
8- غياب القدوة : ففي الماضي كان هناك عظماء و قراء يقتدى بهم
فالحافظ ابن حجر العسقلاني مثلا يروى عنه أنه قرأ خلال شهرين أو ثلاثة ما يزيد عن مئة ألف كتاب و كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الإسلام ابن القيم و ابن الجوزي الذي لم يكن يطيق أن يرى كتاباً لم يقرأه من قبل
و كان الجاحظ إذا وقعت عينه على كتاب قرأه من بدايته لنهايته
أما اليوم فقد اختلفت القدوات و صار الشباب يقتدون بالفنانين التافهين و لاعبي كرة القدم و لا يعرفون عن تاريخ و علماء أمتهم شيئآ و لا حول و لا قوة إلا بالله
فقد قيل قديمآ خير جليس في الزمان كتاب فأين نحن من تلك المقوله
وشكرآ
lu,rhj hgrvhxm