أي حيرة تنتابوني حينما اتأمل مشهدين عظيمين يقع بين ساعتين من ساعات العمر .
أعتذر من الجميع .. فالمشهد ليس كوميدياً .. بل مؤلم .. و محزن .. ليس لكل المشاهدين ..
بل لمن قال الله فيهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}
¤•¦ ( مشهد الساعة الخامسة )¤•¦
¤•¦ [مشهد الساعة السابعة ]¤•¦
[مشهدان يعرضان ليس بينهما إلا ( 100 ) دقيقة تقريباً . يشكل منعطف كبير في حياة المسلمين .].
¤•¦ ( مشهد الساعة الخامسة )¤•¦
مع بداية فجر يوم جديد ظهرة لنا طائفة تغلبت على هواء نفسها وغلبت شيطانها ..
وقامت في نشاط وحيوية توضأة واحسنت الوضوء لبست أجمل الثياب ..
متجهة بنفس منشرحة وقلوب مؤمنة إلى بيت من بيوت الله تمشي بسكينة ووقار ..
ترجوا رحمة ربها وتخشى عذابه . استنشقوا عبير الطاعة .. واكتسوا بثياب الإنقياد ..
فجمعت لهم سعادة الدنيا والأخرة .
يسيرون هم وأبناءهم بعد أن أيقضوا أهليهم لأداء صلاة الفجر جماعة في المساجد ..
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمُهُ ..
وفي المقابل وفي نفس الساعة طوائف من المسلمين كثر لا يزالون على فرشهم يتقلبون ..
وبصوت الشخير يتنفسون .. بال الشيطان في آذانهم .. فأثقل عليهم التقرب إلى ربهم بأعظم عبادة يجتمع فيها ملائكة الليل والنهار ..
¤•¦ [مشهد الساعة السابعة ]¤•¦
فما إن تأتي تلكم الساعة والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج وبدأ وقت الدراسة والدوام ..
إلا وتزدحم الشوارع بالسيارات في حركة سريعة لا تسمع فيها إلا أصوات المنبهات ..
وطرقات تتدافع .. ومتاجر يتزاحم عليها الزبائن داخلين خارجين ...
¤•¦ ( نـــتـــيـــجـــة )¤•¦
. يا عشاق الساعة السابعة : كيف تهنئون بالنوم والناس في المساجد مع قرآن الفجر يعيشون ..
وإلى لذيذ خطاب الإله يستمعون وفي ربيع جنانه يتقلبون؟!
إن من آثر لذة الوسادة على العبادة حريّ بالخسارة ومحروم من سلوك طريق السعادة.
¤•¦ ( نـــتـــيـــجـــة )¤•¦
. يا عشاق الساعة الخامسة : ما أسعدكم يوم جاهدتم أنفسكم وزهدتم في لذة الفراش ..
لتحصلوا على البراءة من النفاق، ولتكونوا أهلاً لبشارة النبي بدخول الجنان .. وتنالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الله عنهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا .
¤•¦ ( وقفة تأمل )¤•¦
إن هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والساعة السابعة صباحًا هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من ديننا.
حين تتذكر هدوء الساعة الخامسة صباحًا في مقابل هدير السابعة صباحًا ..
فأخبرني بالله عليك هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى .
صلاة الفجر ميزان ومقياس لمعرفة أهل الإيمان، من حافظ عليها شُهِد له بالإيمان ..
ومن تخلف عنها دلّ ذلك على خلل في إيمانه وقسوة في قلبه واستسلام لنفسه وهواه ..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن).
ادعو لكاتبه وناقله
hgtvr fdk uahr hgshui hgohlsi ,uahr hgshfui