مساء يوم أمس وبالتحديد قبيل صلاة المغرب كنت ذاهباً إلى أحد الأصدقاء والذي دعاني للإفطار في مزرعته الخاصة ..
كنت أسير بسيارتي فإذا بسيارة أخرى تلحق بي وتضئ لي بالأنوار .. لم يكن لي إلا أن أوقفت بجانب الطريق ( وشغلت الفليشر )
حتى وقفت السيارة بجانبي وكانت تقل إمرأتين وطفل بجانب السائق ..
ترجّل السائق من سيارته متجهاً نحوي والذي تبدو عليه علامات الغريب بالمنطقه وكانت علامات السفر والإرهاق عنوان في محياه ..
وإليكم تفاصيل الحوار الذي دار بيني وبينه :
السائق : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ( حيّاك الله ياولد )
السائق : الله يبارك فيك ..
أنا : تفضل معي للبيت حياك الله ..
السائق : الله يعافيك والله ياخوي زي منت شايف معي عوائل ومستعجل ( يؤشر بسبابته إلى سيارته ) ...
أنا : حياك الله أنت ومن معك ... والعوايل عند أهلهم .. قلطنا بس قلطنا ... ( عيني إلى سيارته مجاوباً تأشيرة سبابته ) ..
السائق : الله يسلمك بس أنا معي أختي توها متعينه عندكم بالمدرسه والحقيقه مانعرف بالمنطقه ولا ندل المدرسه ونبيك توصلنا للمدرسه ...
أنا : أبشر بعزك ( تركبون معي ) والا على سيارتكم .. السائق : لا الله لايهينك إطلع وحنّا وراك ...
أنا : توكلنا على الله ...
ثم ذهبت بهم إلى أن وصلنا إلى مدرسة البنات .. حينها توقفت وترجلت من سيارتي ,, ثم أوقف سيارته بجوار المدرسه وإتجه نحوي ...
السائق : ماشاء الله المدرسه جديده ...
أنا : إيو الله حكومتنا ماقصرت ..
السائق يناظر يمنةً ويسره ) .. طيب نبي شقق والا سكن .. لأننا مستأجرين في منطقه تبعد من هنا 50 كيلو ومستأجرين غرفة باليومية ... أنا : والله يابن الحلال المنطقه مثل منت شايف .. مافيها شقق ولا شي .. بدوٍ كل واحد في بيته ...
السائق : ( يتنهت من الأعماق ) .. طيب وش الحل ؟
أنا : الله يعينكم .. كان بتسكنون عندنا .. الله يحييكم ...
السائق : ( تستدير عينيه إستدارة إنهماكية في التفكير ) الله يسلمك ماتقصّر ..
صديقي اللي عازمني : ( أبو مهند يتصل بك ... )
أنا : أعطيته مشغول بالزر الأحمر ..
أنا : الله يعـــ ... ( يقاطعني السائق الحديث قائلاً ) :
السائق : شوف .. ياتشوف لنا شقه ؟ ولا تزوج البنت وخلها تداوم من عندك ... !!
أنا : تتغير ملامح وجهي ( أستبق النظر لسيارة المعلمه ) .. فإذا هي منهمكه تتأمل في طلاء جدران المدرسة ... السائق : هاه وش قلت ..
أنا : المعذرة أنا صايم وراح الفطور علي تبي تروحون معي للبيت ؟؟
السائق : الله يسلمك وتقبل الله ,, ماقصّرت يعطيك العافيه ..
أنا : أجل فمان الله ...
السائق : في أمان الكريم ..
ثم ذهبت إلى صديقي ووجدته يصلي المغرب وقد تناول الإفطار ...
وبعد هذا الحوار ..
نوجه هذه الرسالة إلى معالي وزير التربية والتعليم ...
ماذنب هؤلاء الفتيات ؟؟
أنا أتمنى من الوزارة أن تؤمن سكن خاص للمعلمات داخل كل مدرسة كما هو الحال في أسكان الممرضات في مستشفياتنا ..
أتمنى من جميع الأعضاء النقاش وإبداء الرأي حول هذا الموضوع المؤرق والذي أصبح هاجس الجميع ...
:
بقلم / ياسر العضياني