أيمن حسن – سبق: قال الكاتب البريطاني برندان أونيل أمس إن قرار السعودية السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى والترشح للمجالس البلدية قفزة رائعة تجاه الديمقراطية، لكن هذا
التغيير الذي يتم
بـ"إرادة وأيدي السعوديين" يُقلق منظمات الغرب، حتى أن ردود أفعال هذه
المنظمات اتسمت بعدم الارتياح.
وتحت عنوان "لماذا تشعر المرأة
الغربية بعدم الارتياح لحصول أختها السعودية على حق الانتخاب والترشح؟" رصد أونيل في صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية ردود فعل منظمة العفو الدولية والمنظمات الناشطة في مجال حقوق المرأة، وقال: "رغم أن قرار السعودية السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى والترشح للمجالس البلدية قفزة رائعة تجاه الديمقراطية لكنه أثار خليطاً غريباً من عدم الارتياح وهزِّ الكتف تعبيراً عن اللامبالاة؛ فها هي منظمة العفو الدولية، التي طالما قادت الحملات من أجل منح المرأة السعودية حق التصويت، تقول تعقيبا على القرار (أن تكون آخر دولة في العالم تمنح المرأة حق التصويت لا يُعَدّ إنجازاً عظيماً)، كما تشكك العديد من المنظمات في جدوى القرار، زاعمين أن حق الانتخاب لا يضمن للمرأة السعودية الحصول على حقوقها. وتخرج علينا المقالات متسائلة: لماذا يجب على المرأة أن تنتظر كل هذا الوقت؟".
ويرد أونيل متسائلاً: "لماذا يحاول كثيرون التهوين من قيمة هذا التطور في حياة المرأة السعودية؟ بالتأكيد مشاركة المرأة لن تكون كاملة، ولن تتغير حياة السعوديات في يوم وليلة".
ثم يشير الكاتب إلى أن مسيرة التطور في حياة السعوديات لا تختلف - من حيث الفترة الزمنية - عن غيرها التي تخص نساء الدول الأخرى، ويقول: "لقد حصلت المرأة البريطانية على حق التصويت لمن هن فوق سن الـ 30 عاماً 1918، ولم تتساوَ مع الرجل في حق التصويت بالسن نفسها إلا بعدها بعشر سنوات، عام 1928، ولم تساهم بشكل كامل في مجتمعها إلا بعد ذلك بعقود طويلة، لكن لا أحد ينظر إلى ماضي معاناة المرأة البريطانية في سبيل حقوقها المدنية بوصفها مواطنة، التي امتدت منذ 1910 حتى حصلت على حق التصويت بالتساوي مع الرجل عام 1928، ولم يقل لماذا كان على المرأة البريطانية الانتظار كل هذه السنوات للحصول على حق التصويت، وهو ما يقال الآن عندما يتحدثون عن المرأة السعودية!".
ويضيف الكاتب "إن قرار السعودية السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى والترشح للمجالس البلدية تطور رائع؛ لأنه يتضمن الاعتراف بأن المرأة السعودية كائن يمارس السياسة، والنساء السعوديات مواطنات يحملن الكثير من الأفكار، ولهن الحق في التعبير عنها، وهو ما يعني أنهن سيرفعن أي قمع يمارَس عليهن".
ثم يعود الكاتب للتساؤل "إذن لماذا تثير المنظمات الحقوقية كل هذه الضوضاء وعدم الارتياح حول قرار يساوي بين المرأة السعودية والرجل في حق التصويت؟". ويجيب الكاتب "لأن هذا التحول السياسي المؤثر حدث بأيدي العرب والسعوديين أنفسهم، ولم يحدثه الناشطون المهذبون ذوو البشرة البيضاء في الغرب! إن هذا القرار يكشف أن أهم التحولات في العالم العربي تأتي بأيدي أصحابها ونتيجة جهودهم؛ فالمرأة السعودية لم تتوقف عن حملاتها للحصول على حقوقها".
ويضيف الكاتب "إن هؤلاء لم يحصلوا على حقوقهم من خلال حملات التعاطف التي يقودها مفكرون من لندن إلى واشنطن مروراً بباريس. لقد حقق العرب خلال تسعة أشهر أكثر مما حققته جيوش النشطاء الغربيين على مدى 30 عاماً".
ويضيف الكاتب "هذه التغييرات والقرارات تجعلنا نتساءل عن جدوى هذه المنظمات الحقوقية البعيدة تماماً عن واقع هذه المجتمعات. وحصول المرأة السعودية على حق التصويت والانتخاب يؤكد أن أي تغيير حقيقي لن يقوم إلا بأيدي وعقول أصحابه وبإرادتهم الحرة".
جدير بالذكر أن برندان أونيل محرر موقع "سبايكد" المستقل، الذي يهتم بثقافة إنسانية رحبة، تقوم على التسامح ونبذ الكراهية بين البشر، وتأكيد فَهْم الثقافات المختلفة دون تحيز، وأن تطور الثقافات يتم من داخلها.
;hjf fvd'hkd: hgjyddv fJ"Yvh]m ,Hd]d hgsu,]ddk" dErgr hglk/lhj hgyvfdm