أوضح الاختصاصي النفسي الأسري الدكتور أحمد الناشري أن ما حدث يوم أمس الأول (الأحد) من حادثة الاختلاط المحرم لمجموعة من الفتيات والشباب يأتي ذلك ضمن الجرأة من الفتيات المراهقات الدالة على تنامي نوع من الصراع الذاتي الداخلي في التكوين الخاطئ لتشكل الشخصية في ظل التحرر المفرط من القيم والأخلاق والعادات التي يتحلى بها المجتمع ويشجع عليها الدين ، إن هذا يدل على التراجع الواضح في التربية الاسرية السليمة وغياب القدوة المتمثلة في الوالدين والتأثر بسلطة المؤثرات الخارجية والتفسخ اللا أخلاقي الذي طغى على المجتمع من البث القنواتي المباشر لبعض الفضائيات التي تتبنى هذا النوع من السلوك ،وإن هذه الظاهرة تدل أيضا على انحراف واضح في السلوك مخلوطا بفقدان الحياء الأنثوي الفطري السليم وهو نذير شؤم تجب معالجته واستأصالها والتصدي لها تربويا، وعن تفاصيل الواقعة فقد كشفت لجنة مشكلة من عدد من الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن وكر الخلوات المحرمة الذي أصبح مرتعاً لضحايا الإهمال الأسري والخلل الرقابي التعليمي العام والجامعي وعدم تطبيق اللوائح النظامية للمسئولين عن المنتجعات والاستراحات الاستثمارية حيث وجد ثماني فتيات في خلوة محرمة مع ثمانية شبان بإحدى الاستراحات السياحية بحي المثناة بالطائف يأتي ذلك بعد تلقي الجهات المعنية عن بلاغات تفيد بتوافد صباحي شبه يومي لعدد من الفتيات برفقة عدد آخر من الفتيان حيث قبض عليهم وهم في أوضاع خادشة للحياء في ظل تهيئة المكان بكل أنواع الترفيه كآلات الموسيقى المتقدمة وكاميرة فديو وأكثر من ثلاثين جهاز جوال وعدد من أجهزة الحاسب الآلي ووجبات إفطار إضافة إلى سجائر الحشيش وفوق كل ذلك إعلاء أصوات الموسيقى الصاخبة وقيادة عدد من الفتيات للسيارات بداخل باحة الاستراحة وسباحة عدد آخر بالمسبح الخاص بعد أن هجر الجميع قاعات التعليم تشبثا في العلاقات المحرمة وعبثا في أعرض الناس لدرجة أن احدى المقبوضات شكرت اللجنة المباركة التي باشرت الواقعة وهدأت من روعة صديقاتها بكل جرأة مؤكدة أن الأمر بسيط وسيتم تسليمهن لأولياء أمورهن دون أي عقاب نظامي لهن في رسالة ربما تشير إلى اعتيادها هذا الأمر واتخاذها لمسألة الستر التي سيحضين بها ذريعة لتكرار ذلك ، هذا وقد أحيل الجميع لمركز شرطة السلامة حيث تم بالفعل تسليم الفتيات لأولياء أمورهن فيما تم التحفظ على الشبان بتهمة الخلوة المحرمة حيث ستتم إحالة ملف القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام تمهيدا لرفعها للمحكمة إضافة إلى التنسيق مع مكافحة المخدرات لاتخاذ اللازم بشأن الحشيش المضبوط لدى المقبوض عليهم علما أن الكفالة تجيز إخراجهم لحين إقرار الحكم الشرعي بحق المتهمين.
ومن جهة صرح ل "الرياض" مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي قائلا: "بلا شك أن من لم يكن حريصا على الستر فيتجرأ على انتهاك الحرمات أو يجاهر بذلك او يكون ممن له سوابق في ما يخالف الشرع فإنه يجب النظر في معاقبته ذكرا كان او انثى وعلى كل رب أسرة استشعار المسئولية الشرعية نحو ذلك امتثالا لقوله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا قووا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكل مسئول عن رعيته" وما حصل في استراحة الطائف يدل على الاهمال الاسري والتربوي فيجب على جميع المواطنين والمقيمين الاهتمام برعاية أبنائهم وبناتهم وتجنيبهم كل وسائل الانحراف المشينة.
يذكر أن "الرياض" وخلال أربع وعشرين ساعة انتظار لم تجد أي تجاوب من المتحدث الرسمي بشرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري حيث أهمل كل الرسائل التي كانت تطالب بتصريحه الرسمي حول القضية وكأن ذلك ليس من صميم عمله المناط به مما يبعث الكثير من علامات الاستفهام حيال ذلك لأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجاهل صحيفة "الرياض" التي تسعى دائما وأبدا إلى التواصل مع الجهات الرسمية لإبراز الجهود التي تقوم بها مما يتطلب اتخاذ المسئول عن هذا التجاهل قرارا يعيد الأمور إلى نصابها لكي يقوم المتحدث الإعلامي الأمني بدوره الذي كلف به لا أن يكون التكليف شرفياً دون عمل حقيقي نافع ومبرز للجهود الأمنية المباركة في محافظة الطائف.
elhk fkhj lvi ,p]i