ذكر بن خالويه أن بن أخت ملك الروم خرج في ألف فارس إلى نواحي منبج ، فصادف الأمير أبا فراس يتصيد ومعه سبعون فارساً فأراده أصحابه على الهزيمة ، فأبي وثبت ، حتى أثخن بالجراح وأُسر ، وكان أخو القائد البزنطي في أسر سيف الدولة ، منذ واقعة الحدث ، فطلب هذا من أبي فراس أن يدفع فداءه ، أو أن يسعى في إخراج أخيه . فكتب بهذه القصيدة إلى سيف الدولة ، أول ما أسر ، يسأله المفاداة واختلف المؤرخون في سنة أسره ، فقيل إنها سنة 384هـ ( 959 م ) وقيل سنة 351 هـ ( 962 م ) :
]دَعــَوتُـك لـلجَفنِ القَـريـــحِ المُـسَـهّدِ لَدَيّ ، وللنّـوم ِ القَليل ِ المُـشــــَرَّد ِ
وما ذاكَ بـــُخلاً بالحَيــــاةِ ؛ وإنـها َلأوّلُ مَبـذول ٍ لأوّل ِ مُجـتَــــد ِ
وما الأسر ُ مِـمّا ضِيقت ُ ذّرعاً بحمله وما الخَطبُ ممّا أن اقولَ له : قَـدِ !
وما زَلّ عَنّي أنّ شَخصاً مُـعَـرَّضاً لنَبـلِ العِـدي ؛ إن لم يُصَب فكأن قدِ
ولَستُ أُبالي أن ظَفــــِرتُ بمـَطلَبٍ يَـكونُ رَخيصاً ؛ أو بوَســــم مُـزَوَّدِ
ولكنّني أختــارُ مَوتَ بَنـي أبـي على صَهَواتِ الخَيلِ ، غَيرَ مُوَســـَّـدِ
وتأبى وآبَى أن أموت َ مُـوَســـــّداً بأيدي النّصارَى ، موتَ أكمدَ أكبَـــدِ
نَضَوتُ على الأيَامِ ثَوب َ جَلادَتي ولكنّني لم أنضُ ثَـوبَ التّـجَلــدِ
وما أنا إلاّ بَين َ أمرٍ ، وضِـدّهِ يُجَدَّدُ لي ، في كلّ يومٍ ، مُجَدَّدِ
فمِن حُسنِ صَبرٍ ، بالسّلامةِ واعدي ومن رَيبِ دَهرٍ ، بالرّدى مُـتَوَعّــــدي
أُقَـَلّـبُ طَـرفي بينَ خِلٍ مُـكَـبَّـلٍ وبينَ صَــفّي ٍ بالحَـديــــدٍ مُـصَفّـَدِ
دَعَوتُـكَ والأبوابُ تُـرتَـجُ دونَنـــــا فكُـن خَير َ مَـدعّـو ٍ ، وأكرَمَ مُـنجِــدِ
فمِثلُكَ مَن يُـدعَى لكُلّ عَظــيمَةٍ ومِثليَ مَـن يُفـدَى بكــُلّ مُســَوَّدِ
متى تـُخـلـِفُ الأيّامُ مِـثلي لكـُم ، فتىً طويلَ نِـجادِ السيـّف رَحبَ المـُـقَـلـَّـدِ
متى تَلـِـدُ الأيـّام ُ مِـثلي لـَكـُم ، فتىً شـَديداً على البأساءِ ، غـَيرَ مـُلـَهَّـدِ
فإن تـَفتـَـدوني ، تـَفـتـَدوا شرَفَ العُلى وأسرَعَ عَـوّادٍ إلـَيها مـُعـَوَّدِ
وإن تـَفتـَدوني تـَفتَدوا لـعـُلاكـُم ُ فتىً غيرَ مـَردود ِ اللسان ِ ولا اليـَد ِ
يـُدافع ُ عن أعراضـِكـُم بلـِسانِـه ِ ويـَضرِبُ ، عـَنكـُم بالحـُسام ِ المـُهـَنـّد ِ
وما كل ّ وَقـّافٍ له ُ مـِثل ث مـَوقـِفي ولا كل ّ وَرّاد ٍ له ُ مثل ُ مـَورِدِي
فـَما كل ّ ومَـن شاء َ المـَعالى يـَنالها ولا كل ّ سـَيـّار ٍ إلى المـَجد ِ يـَهـتَدِي
أقـِلني ! أقـِلني عـَثرَة َ الدّهرِ ، إنـه رَماني بسـَهم ٍ صائب ِ النـّصل ِ مـُقصِدِ
ولو لم تـَنـَل نـَفسي وَلاءَكَ ، لم أكـُن لأ ُورِدَها ، في نـَـصرِه ِ كلّ مـَورِدِ
ولا كنت ُ ألقـَى زُرقا عـُيونـُـها بسـَبعِيـن َ فيهـِم كل ّ أشأم َ أنكـَـد
فلا وأبي ما ساعـِدان ِ كسـَاعـِـدٍ لا ، وأبي ، ما سـَيّدان ِ كـَسـَيّـدِ
ولا ، وأبي ، ما يـَقتـُق ُ الدّهر ُ جانِباً فيـَرتـُقـُه ُ إلا بأمر ٍ مـُسـَـدَّد ِ
وإنـّك َ لَلمـَولى الذي بك َ أقتـَدي وإنـّك َ لَلنـّجم ُ الذي بك َ أهتـَدِي
وأنت َ الذي عـَرّفتـَني طـُرُق َ العـُلى وأنت َ الذي أهدَيتـَني كـُلّ مـَقصـَدِي
وأنت َ الذي بـَلـّـغتــَني كـُل ّ رُتبـَة ٍ مـَشيت ُ إليَها فوق َ أعناق ِ حـُسّـدي
فيَا مـُلبـِسي النـُّعمـَى التي جـَلّ قـَدرُها لقـَد أخلـَقـَت تلك َ الثـّياب ُ فجـَدّدِ
منقوله من احد المنتديات
hp]n v,ldhj hf, tvhs hgpl]hkd