بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد يستغرب بعض الأعضاء الأوصاف التي بدرت مني في المشاركات السابقة لذلك المتعالم((ياسر الحبيب)) الشيعي الخبيث الذي سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولذلك أردت أن أقول لعل أن هناك أصلاً لما وصف به
وقد قال تعالى في وصف الوليد بن المغيرة في سورة القلم
((عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ)) [القلم:13] (بَعْدَ) بمعنى: مع، وهذه لغة عدة بلاد، يقولون عن شخص: هو كذا وكذا وبعد هو كذا، ومعنى ذلك: ومع هذه الصفات هو كذا، فقوله: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أي: مع هذه الصفات المذكورة كلها هو معها عتل، ومع ذلك كله هو زنيم، والعتل: هو الجلف الجافي الغليظ واسع البطن كما قال فريق من العلماء أي: كأنه في مطعمه ومشربه رحيب الجوف، أكول شروب ومع ذلك فهو جلف جافٍ غليظ، فتخيل شخصاً بهذه الصورة أكولاً شروباً منوعاً جموعاً للمال، ومع ذلك هو جلف في طباعه غليظ في أقواله وأفعاله، هذا تأويل العتل عند كثير من أهل العلم، (بَعْدَ ذَلِكَ) أي: مع ذلك كله هو (زَنِيمٍ) وفيها أقوال: أحد الأقوال في تفسير الزنيم أنه الدعي أي: ولد الزنا الذي نسب إلى غير آبائه، وقد قيل هذا في الوليد بن المغيرة، والله أعلم فأحد الأقوال بمعنى أن (زَنِيمٍ) بمعنى: دعي إلى غير أبيه. والقول الآخر: أن الزنيم من له زنمة وهو الشيء البارز في الرقبة كزنمة الشاة، فجمع بين الوصف السيئ في الخلق وأيضاً في الخلق فهو ذميم، فوصف بما يقتضي الذم سواء في خلقه أو في أن الله سبحانه وتعالى جعل فيه هذه الصفات الذميمة من الخلق لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى.))
((ووصفي بأنهم إنتاج الدياثة والزنا له أصل و من باب ما يباح عندهم من زواج المتعة وما يحصل من أمور
لم تعد تخفى على أحد في عاشوراء المزعومة لديهم قبحهم الله فيختلط الحابل بالنابل))
أما وصفي بالخبث فهو في حقهم قليل:-
أولا:-
قد اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) النور/ 26 ، فقال بعضهم : هو الخبث والطِّيب في الأقوال ، فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .
وقال آخرون : هو الخبث والطيب من الأفعال ، فيكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .
والقول الثالث في الآية : أن الخبث والطيب هو من الأشخاص في النكاح ، فيكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
ولا مانع من حمل الآية على المعاني جميعها ، وإن كان أظهر الأقوال هو القول الأول ، وعليه الجمهور من المفسرين ، ويليه : القول الثاني .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) أي : كل خبيث من الرجال والنساء ، والكلمات ، والأفعال مناسب للخبيث ، وموافق له ، ومقترن به ، ومُشاكِل له ، وكل طيِّب من الرجال والنساء ، والكلمات والأفعال مناسب للطيب ، وموافِق له ، ومقترن به ، ومشاكِل له ، فهذه كلمة عامة وحصر ، لا يخرج منه شيء ، من أعظم مفرداته : أن الأنبياء - خصوصا أولي العزم منهم ، خصوصا سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق - لا يناسبهم إلا كل طيب من النساء ، فالقدح في عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر قدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المقصود بهذا الإفك من قصد المنافقين ، فمجرد كونها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم يُعلم أنها لا تكون إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح .
فكيف وهي هي ؟ صدِّيقة النساء ، وأفضلهن ، وأعلمهن ، وأطيبهن ، حبيبة رسول رب العالمين ، التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها ، ثم صرح بذلك بحيث لا يُبقي لمُبطل مقالاً ، ولا لشك وشبهة مجالاً فقال :
( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) والإشارة إلى عائشة رضي الله عنها أصلا ، وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعا .
( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) تستغرق الذنوب .
( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) في الجنة صادر من الرب الكريم .
" تفسير السعدي " ( ص 563 ) .
ثانياً:
بشأن قتل من قذف عائشة رضي الله عنها صحيح ، وهذا هو الذي ينبغي على الحكام المسلمين أن يفعلوه ، وهو قتل كل من قذف عائشة رضي الله عنها ؛ لأن الطعن في عرض عائشة تكذيب للقرآن ، وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل واحدٍ من هذين يوجب الكفر المخرج من الملة ، ويستحق فاعله القتل على الردة .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 22 / 185 ) :
اتّفق الفقهاء على أنّ من قذف عائشة رضي الله عنها : فقد كذّب صريح القرآن الّذي نزل بحقّها ، وهو بذلك كافر ، قال تعالى - في حديث الإفك بعد أن برّأها اللّه منه - : ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، فمن عاد لذلك : فليس بمؤمنٍ .
وهل تعتبر مثلها سائر زوجات النّبيّ صلى الله عليه وسلم ورضي اللّه عنهنّ ؟ .
قال الحنفيّة والحنابلة في الصّحيح واختاره ابن تيميّة : إنّهنّ مثلها في ذلك ، واستدلّ لذلك بقوله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) .
والطّعن بهنّ يلزم منه الطّعن بالرّسول والعار عليه ، وذلك ممنوع .
والقول الآخر وهو مذهب الشّافعيّة والرّواية الأخرى للحنابلة : أنّهنّ - سوى عائشة - كسائر الصّحابة ، وسابّهنّ يجلد ، لأنّه قاذف .
انتهى
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
قذْف عائشة بما برأها الله منه : كفر ؛ لأنه تكذيب للقرآن ، وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم ، أصحهما : أنه كفر ؛ لأنه قدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ( الخبيثات للخبيثين ) .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 5 / ص 86 )
(هذا ما أردت توضيحه للقاريء الكريم لأن هناك من يستغرب مثل هذه الأوصاف ويعتبرها صادرة من جهلاء
ولكن بالعكس إن شاء الله هي صادره من عقلاء وبتأصيل ديني ومنطلق عقدي )
هذا والله أعلم
جمعه وكتبه /بناخي الكعاري