الرياض - خالد الشايع
توقّع الخبير في الشؤون الإيرانية علي البلوي انهيار النظام الإيراني قريباً وخروج الرئيس محمود أحمدي نجاد من السلطة جراء الأزمة القائمة بينه وبين المرشد الأعلى للنظام على خامنئي.
وأكد البلوي في تحليله للشأن الإيراني أن لغة إيران العدائية تجاه دول الخليج هي نتاج طبيعي ومعتاد للأزمات الداخليه للنظام وتأتي كمحاولة للتغطية على الشأن الداخلي المتوتر، وشدد على أن حرص السعودية على عدم تصعيدها للغة الحوار العدائي أصاب السياسة الإيرانية في مقتل. انعدام المهنية
ووصف البلوي في حديثه لـ"العربية.نت" مسؤولين إيرانيين بعدم المهنية، لأنهم يتحدثون عن السياسة أكثر من وزير الخارجية، ويقول: "كل وزراء الدفاع الإيرانيين غير مهنيين فهم يعتبرونها وزارة سياسية ويتحدثون عن السياسة أكثر من وزير الخارجية، وهذه ظاهرة منذ علي شمخاني.. القادمون من الحرس الثوري متعودون على التعبئة ولغة التحريض والتوتير.. ولهذا لديهم الحديث عن السياسة شبه دائم".
ويتابع: "منظومة الحرس الثوري قائمة على وجود التوتر مع دول الجوار.. هذه هي عقيدتهم السياسية والعسكرية.. ولهذا السبب تصريحاتهم فيها نوع من النارية.. الملاحظ أن الحرس الثوري الإيراني يختزل الدولة الإيرانية بالكامل.. فهو يختزل وزارة الخارجية ورئيس الجمهورية .. ويتحدث أحيانا بشكل متناقض وبعيد عن السياسة.. فوزير الخارجية كان يحاول تحسين العلاقات مع دول الجوار وقام بجولة في المنطقة وحاول أن يأتي للرياض ولكن ظهر رئيس هيئة الأركان ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان ومؤخرا وزير الدفاع بتصريحات متناقضة.. فهناك نوع من إدارة اللعبة نتيجة حالة شد القوى الداخلي في إيران.. فهناك التيار الديني القوي وهناك مجموعة لها مصالح من الحرس الثوري وهناك نوع من الصراعات الداخليه بينهم".
البحث عن عدو خارجي
ويعتقد البلوي أن النظام الإيراني وصل للذروة ولابد من التغيير، وهو يحاول تحدي ذلك من خلال البحث عن أعداء خارجيين.. ويقول: "وصل النظام الإيراني لذروة الحالة السياسية والدينية.. فإما أنه يتحول لنظام مدني أو أنه يبحث عن عدو خارجي".. ويرى أن مايصدر من المسؤولين الإيرانيين حالة معتادة منهم لصرف الانتباه عن شأنهم الداخلي المتوتر.. ويضيف: "عادة عندما تحدث أزمة داخلية في إيران يبدأون في البحث عن عدو خارجي.. ولكن الجيد أن السعودية ودول الخليج لم تتفاعل مع هذه التصريحات وهذا أصاب الإيرانيين في مقتل.. فهم كانوا يريدون من يرد عليهم مباشرة ليردوا هم عليه وتحدث الزوبعة.. ولكن مقتلهم أنه لم يحدث رد".
ويتابع: "تحليلي أنه كلما اهتزت الصورة في سوريا مثلا أو تقلصت سلطة بشار الأسد كلما تضاعفت الأزمة داخل إيران".
قرب انهيار الرئيس
ويتوقع الخبير البلوي قرب سقوط الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مستدلا بتشابه حالته مع حالة الرئيس الأسبق أبوالحسن بني صدر الذي أجبره الخميني على الاستقالة.. ويقول: "هناك تجربة الرئيس أبو الحسن بني صدر وكيف نجح الخميني في خلق مكونات تشل أطراف بني صدر.. في البداية أبعد كل الكتاب الذين يدعمون الرئيس وعمل على تعطيل كل القدرات التي كان يعمل عليها وزاد من الضعوط عليه حتى استقال.. وباعتقادي أن هناك ضغوطا قوية على النظام الإيراني باتجاه التغيير.. وهذا التغيير يجب أن يكون ضحيته شخص معين".
ويستغرب البلوي من قوة رحيم مشائي السياسية ويعتقد أنها ستهدد قوة المرشد، ويضيف: "يبدو أن لرحيم مشائي دور غير طبيعي في منظومة القرار السياسي الإيراني، بدليل أن كثيرا من الأخبار ظهرت عن إقالته ولكنه مازال موجودا، وهو يتحدث على أن لديه علاقه بالإمام المهدي، وإذا ظهر الإمام أو بدأ أن لأشخاص آخرين غير المرشد لهم علاقة بالمهدي فهذا يعني سقوط (ولاية الفقية)".
خلافات اقتصادية وسياسية
ويشدد البلوي على أن قضية حيدر مصلحي وزير الأمن والاستخبارات الذي أقاله أحمدي نجاد خلافا لإرادة المرشد كان تجاذب قوى بين الرئيس والمرشد انتهت بخضوع الرئيس لسلطة المرشد، مؤكدأ على أن الخلافات الإيرانية الداخليه ذات أسباب اقتصادية بالدرجة الأولى.
ويضيف: "قضية حيدر مصلحي وزير الاستخبارات وإقصائه من قبل الرئيس ثم عودته لمنصبه بالقوة وغياب أحمدي نجاد لأكثر من عشرة أيام كانت نوعا من جس نبض المرشد ومدى قوته بالنسبة للرئيس، ولو لم يُرجع نجاد مصلحي كان سيفقد المرشد سيطرته وسيتوقف احمدي نجاد عن السماع له".
ويتابع "بناء على معلومات وصلتني من داخل إيران فإن أحمدي نجاد أنفق خلال عام واحد إعانات داخليه عبر مكتبه بأكثر من 10 مليارات دولار، وأنفقها لأغراض انتخابية ولكن في الطرف الثاني غالبية رجال الدين لديهم مصالح اقتصادية ومستفيدون من ذلك
والدليل ان رفسنحاني كان يسيطر على شركة النفط الإيرانية ولهذا كان جزء من الخلاف بين احمدي نجاد ورفسنجاني بسبب قضايا النفط، بدليل أنه عندما أعفى نجاد وزير النفط نصب نفسه مشرفا على وزارة النفط مع أن هذا الأمر غير دستوري، فهناك صراع مصالح داخل إيران يتداخل فيه الجانب الديني والجانب المصلحي".
علاقات متينة من إسرائيل
ويشدد البلوي على أن الاهتمام الإيراني بالخليج وقضية فسلطين نابع من الرغبة في التأثير على العالم، ويقول :"عندما انفرط عقد الاتحاد السوفيتي توقع الكثيرون أن تغير إيران من توجهها ونفوذها باتجاه الجمهوريات الإسلامية في الشرق ولكن الإيرانيين يعتقدون الآن أن المنطقة الأهم في العالم استراتيجيا ونفطيا هي منطقة الخليج".
ويشدد الخبير في الشؤون الإيرانية على أن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية علاقة قديمة ومتينة وهي تنبع من اتفاق عقائدي وسياسي، لكنه يشدد على أن السلطات الإيرانية تعرف كيف تخدع شارعها الداخلي بخطاب مختلف عن الخطاب الخارجي.
ويقول: "عندما تم القبض على دبلوماسي إيراني يتجسس على مصر وهو يحمل أجهزة ممنوعة، ولكن بدلا من أن تعتذر إيران خرج وزير الخارجية الإيراني ووزير الاستخبارات للقول بأنه تم اعتقاله بطريق الخطأ وأن مصر قدمت اعتذارا رسميا لإيران.. لهذا نجد أن الخطاب الإيراني الداخلي الموجه للداخل يختلف تماما عما يجري في الخارج.. لديهم ماكينة دعائية هائلة في الداخل.. عدا أن الجانب الديني لديهم دعائي بشكل رهيب ولهذا السبب لا يتأثر الداخل الإيراني بما يحدث في الخارج إلا على مستوى النخبة.. أما الشارع العادي فمغسول الدماغ بشكل كبير".
ويتابع متحدثا عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية قائلا إن "التعاون الإيراني الإسرائيلي فهو أكبر من مجرد سفينة ترسو على الشاطئ وتحمل نفط أوعلاقات، بدليل أن غالبية القنوات الفضائية الممولة من إيران تبث على قمر صناعي إسرائيلي".
ويضيف مؤكدا عل حقيقة :"أفشى أحد السجناء الإيرانيين عندما هرب لتركيا كل أسرار العلاقة السرية بين إيران وإسرائيل.. وأكاد أصل أن هناك توافقا فكريا واستراتيجيا وعقائديا بين البلدين.
hkidhv hgk/hl hgYdvhkd rvdfhW