من قصص الكرم [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     ديوان الشاعر سلطان ب... [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     نداء لأعضاء المنتدى ... [ الكاتب : أبو بتـــــال - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الأجوبة المسكتة [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم لعن المعين [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     ما هي نصيحتكم لأهل ا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     رداً على لستُ سنياً،... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم قول واسطتي الله [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الرد على مدعي الاستش... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     من فتاوى اللجنة الدا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »    

مرحبا بكم في منتدى قبيلة الغنانيم كلمة الإدارة

العودة   منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي فتاوى ، توحيد ، فقه ، مقالات إسلامية ،،،.

رد
أدوات الموضوع
إبحث في الموضوع
قديم 05-26-2011, 06:11 PM
  #1
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي من كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد)للأستاذ الدكتور محمد عبدالله المسعري

بسم الله

السلام عليكم

من كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد)



للأستاذ الدكتور/ محمد بن عبد الله المسعري
u فصل: حديث عدي بن حاتم في تفسير: }اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله{:

v وقد جاء في تفسير هذه الآية عن عدي بن حاتم ــ رضى الله عنه ــ قال: [أتيت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: «يا عدي، اطرح هذا الوثن من عنقك!»، قال: فطرحته؛ وانتهيت إليه وهو يقرأ في سورة «براءة» فقرأ هذه الآية: }اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله{، قال قلت: يا رسول الله، إنا لسنا نعبدهم!، قال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟» قال قلت: بلى، قال: «فتلك عبادتهم»، (وفي رواية: قال: «صدقت، ولكن كانوا يحلون ما حرم الله فيستتحلونه، يحرمون ما أحل الله لهم فيحرمونه»)]، رواه الطبري في «التفسير»، وهذا هو لفظه من طريق أبي كريب، قال: حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا: حدثنا مالك بن إسماعيل؛ وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، جميعاً، عن عبد السلام بن حرب، قال: حدثنا غطيف بن أعين، عن مصعب بن سعد، عن عدي بن حاتم، به. وله في الطبري طرق أخري بطوله ومختصراً.
كمارواه الطبراني في «الكبير» من عدة طرق، وهو كذلك في تاريخ أصبهان، ورواه البيهقي في سننه، وكذلك الترمذي في سننه وقال: (هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث)، كلهم عن عبد السلام بن حرب، وهو ثقة حافظ، أما غطيف بن أعين فهو قليل الحديث جداً، روى عنه عبد السلام بن حرب وإسحاق بن أبي فروة، ذكره ابن حبان في «الثقات» على قاعدته العامة، وذكره البخاري في تاريخه الكبير مع ذكر هذا الحديث من غير جرح ولا تعديل، وضعفه الدارقطني، متعنتاً، هكذا مرسلاً من غير تفسير لجرحه، وتلبعه الحافظ بدون حجة، فلم يصب ولم يحسن.
والحق أنه لم يروى عن غطيف بن أعين هذا قط ما يستنكر، وعدالته ثابته برواية اثنين من الثقات عنه، وعدم ورود جرحة مفسرة معتبرة فيه أصلاً، فهو حسن الحديث، لا بأس به. فالحديث حسن لذاته، متنه مستقيم، تقوم به الحجة، وقد صححه واعتمده الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي في «الإحكام»، وهو صحيح على شرط ابن حبان، وهو صحيح قطعاً بشواهده التالية:
ـ قال الطبري في «التفسير»: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان (يعني الثوري)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري، عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، أنه سئل عن قوله تعالى: }اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله{، أكانوا يعبدونهم؟! قال: لا، (وفي رواية: أما إنهم لم يكونوا يصومون لهم، ولا يصلون لهم، ولكنهم) كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه. وكفاك بهذا الإسناد قوة! وقد أخرجه الطبري بطوله من طرق عدة صحاح وحسان عن حبيب بن أبي ثابت، وروى مثله البيهقي، كما أخرجه الطبري من طريق أخرى عن حذيفة مختصراً بلفظ: (لم يعبدوهم، ولكنهم أطاعوهم في المعاصي!).
ـ وأخرج الطبري بسنده عن ابن عباس في تفسير الآية، قال: (زينوا لهم طاعتهم).
ـ وأخرج بسند آخر عن السدي، قال: قال عبد الله بن عباس: (لم يأمروهم أن يسجدوا لهم، ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم، فسماهم الله بذلك أرباباً).
ـ وأخرج بسنده عن الحسن البصري في تفسيرها، قال: (في الطاعة).
ـ وأخرج بسنده عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير هذه الآية، قال: قلت لأبي العالية: كيف كانت الربوبية التي كانت في بني إسرائيل؟! قال: لم يسبوا أحبارنا بشيئ مضى؛ ما أمرونا به ائتمرنا، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم، وهم يجدون في كتاب الله ما أمروا به، وما نهوا عنه، فاستنصحوا الرجال، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم!


lk ;jhf hgj,pd] (Hwg hgYsghl ,prdrm hgj,pd])ggHsjh` hg];j,v lpl] uf]hggi hglsuvd

__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2011, 06:15 PM
  #2
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي



u فصل: قول ابن مسعود: (الرشا في الحكم كفر)
v جاء في مسند أبي يعلى: حدثني محمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا فطر بن خليفة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق قال: [كنت جالسا عند عبد الله، فقال له رجل: (ما السحت؟!)، قال: (الرشا!)، فقال: (في الحكم؟!)، قال: (ذاك الكفر!)، ثم قرأ: }ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون{]. قال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح، وهو كما قال، فالأثر عن ابن مسعود ثابت صحيح يقيناً، خصوصا مع المتابعات، والطرق، والشواهد التالية:
ــ ففي سنن البيهقي الكبرى: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: حدثنا إبراهيم بن مرزوق: حدثنا مكي بن إبراهيم: حدثنا فطر بن خليفة، عن منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق قال: [سئل عبد الله عن السحت فقال: (هي الرشا)، فقال: (في الحكم؟!)، فقال عبد الله: (ذلك الكفر!)، وتلا هذه الآية: }ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون{]، هذا كذلك إسناد صحيح.
ــ وقد توبع فطر بن خليفة كما في سنن البيهقي الكبرى: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق: أنبأ عمر بن حفص: حدثنا عاصم بن علي: حدثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق قال: [سألت عبد الله يعني بن مسعود عن السحت فقال: (الرشا!)، وسألته عن الجور في الحكم فقال: (ذلك الكفر!)].
ــ وجاء من طريق أخرى عن مسروق كما هو في المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز: حدثنا أبو نعيم: حدثنا شريك، عن السدي، عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله أنه سئل عن السحت، قال: (الرشا!)، قيل: (في الحكم؟!)، قال: (ذاك الكفر!).
ــ وجاء من طريق ثالثة عن مسروق، كما قال النسائي في «المجتبى من السنن»: أخبرنا قتيبة وعلي بن حجر قالا حدثنا خلف يعني بن خليفة عن منصور بن زاذان عن الحكم بن عتيبة عن أبي وائل عن مسروق قال: ( القاضي إذا أكل الهدية فقد أكل السحت وإذا قبل الرشوة بلغت به الكفر)، وقال مسروق: (من شرب الخمر فقد كفر، وكفره أن ليس له صلاة). وهذا كذلك صحيح بذاته، إذا أمنا اختلاط خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي، لأنه اختلط في الآخر، وقد أمنا ذلك بشهادة المتابعات السابقة واللاحقة.
ــ بل وجاء من غير طريق مسروق ففي المعجم الكبير:حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي: حدثنا سعيد بن منصور: حدثنا حماد بن يحيى الأبح عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن بن مسعود قال: (الرشوة في الحكم كفر، وهي بين الناس سحت).
ــ وهذا هو كذلك قول مسروق، وفعله، كما في الطبقات الكبرى: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال حدثنا المسعودي عن بكير بن أبي بكير عن أبي الضحى أن مسروقا شفع لرجل بشفاعة فأهدى له جارية فغضب وقال: [لو علمت أن هذا في نفسك ما تكلمت فيها ولا أتكلم فيما بقي منها أبدا سمعت عبد الله بن مسعود يقول من شفع شفاعة ليرد بها حقا أو يدفع بها ظلما فأهدي له فقبل فذلك السحت! قالوا: ما كنا نرى السحت إلا الأخذ على الحكم؟! قال: الأخذ على الحكم كفر]. هذا الإسناد صحيح إذا أمنا اختلاط المسعودي، لأنه اختلط في الآخر، وقد أمنا ذلك لأن سماع عمرو بن الهيثم، أبي قطن، من المسعودي قديم، وكذلك بشهادة المتابعات السابقة.

__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2011, 06:21 PM
  #3
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي

فصل: قصة مالك بن الدُخْشُم
v الحديث بطوله هو كما في «الجامع الصحيح المختصر» للإمام البخاري: [حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم فوددت يا رسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى فقال سأفعل إن شاء الله قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال لي أين تحب أن أصلي من بيتك فأشرت إلى ناحية من البيت فقام النبي صلى الله عليه وسلم فكبر فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم وحبسناه على خزير صنعناه فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم: (أين مالك بن الدخشن؟!)، فقال بعضهم: (ذلك منافق لا يحب الله ورسوله!)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقل: ألا تراه قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله»، قال: (الله ورسوله أعلم)، قال: قلنا: ( فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين!)، فقال: «فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله!». قال بن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري أحد بني سالم وكان من سراتهم عن حديث محمود فصدقة]
ـ وهو في «الجامع الصحيح المختصر»: [حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري به بطوله كسابقه]
ــ وهو في «صحيح مسلم»: [حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصرى، فساق الحديث بطوله كسابقه]
v وهو في «صحيح ابن حبان»: [أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري أخبره به بعين حديث مسلم]، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح على شرط مسلم)
ــ وهو في «صحيح ابن خزيمة»: [أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم أن محمود بن الربيع الأنصاري أخبره أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري، فساق الحديث بطوله]
ــ وهو في «المعجم الكبير» بنحوه: [حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن عقيل (ح) وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري حدثنا محمد بن عزيز الأيلي حدثنا سلامة بن روح عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم أن محمود بن الربيع الأنصاري أخبره بطوله، قال محمد: (ثم سألت الحصين بن محمد وهو أحد بني سالم من سراتهم عن حديث محمود فصدقه)]
ــ وهو بطوله في «سنن البيهقي الكبرى»: [أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار حدثنا بن ملحان حدثنا يحيى عن الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال حدثني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري، فساق الحديث] ثم قال البيهقي: [رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير]
ــ وهو في «سنن البيهقي الكبرى»: [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن إبراهيم حدثنا بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري به بتمام طوله]، ثم قال البيهقي: [رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل قول الواقع في مالك بن الدخشن بأنه منافق حتى تبين له من أين يقول ذلك لما بينه لم يره نفاقا فرد عليه قوله]
ــ وهو في «الجامع الصحيح المختصر» من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهرى مطولاً: [حدثني إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أنه عقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعقل مجة مجها في وجهه من بئر كانت في دارهم فزعم محمود أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت أصلي لقومي ببني سالم وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه فوددت أنك تأتي فتصلي من بيتي مكانا أتخذه مصلى فقال رسول الله صلى، الله عليه وسلم، سأفعل فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه بعد ما اشتد النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي من بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزير يصنع له فسمع أهل الدار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقال رجل منهم: (ما فعل مالك؟! لا أراه!)، فقال رجل منهم: «ذاك منافق لا يحب الله ورسوله»، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تقل ذاك: ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، فقال: (الله ورسوله أعلم، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين)، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، قال محمود فحدثتها قوما فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوته التي توفي فيها ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم، فأنكرها على أبو أيوب قال: (والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ما قلت قط)، فكبر ذلك علي فجعلت لله علي إن سلمني حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنها عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه إن وجدته حيا في مسجد قومه فقفلت فأهللت بحجة أو بعمرة ثم سرت حتى قدمت المدينة فأتيت بني سالم فإذا عتبان شيخ أعمى يصلي لقومه فلما سلم من الصلاة سلمت عليه وأخبرته من أنا ثم سألته عن ذلك الحديث فحدثنيه، كما حدثنيه أول مرة]
ــ وهو في «مسند أبي داود الطيالسي» أيضاً من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهرى بطوله مع تعقيب لطيف للإمام الزهري: [حدثنا إبراهيم بن سعد قال سمعت الزهرى عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك السالمي قال كنت أؤم قومي بنى سالم وكان إذا جاءت السيول شق علي ان اجتاز واديا بيني وبين المسجد، ..، فساقه بطوله، قال الزهرى: (ونحن نرى ان ذاك قبل ان تنزل موجبات الأمور قد نزل أمر أدركنا العلماء وهم يرون ذلك فمن استطاع منكم ان لا يغتر فلا يغتر ان الله عز وجل فرض على أهل هذه الكلمة أموراً نخشى ان يكون الأمر قد صار إليها)]
ــ وهو في «سنن البيهقي الكبرى» من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهرى مختصراً من غير ذكر لقصة ابن الدخشم: [وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفاريابي حدثنا محمد بن عثمان بن خالد حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن محمود بن الربيع الأنصاري عن عتبان بن مالك بنحوه إلى قوله: فكبر وصففنا خلفه وصلى لنا ركعتين]، ثم عقب البيهقي فقال: [أخرجه البخاري في الصحيح من حديث يعقوب بن إبراهيم عن أبيه أطول من هذا وذكر فيه هذه الألفاظ وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري]
ــ وهو في «الآحاد والمثاني» من طريق معمر عن الزهري في قصة طويلة جميلة إليكها بطولها: [حدثنا حسين بن حسن أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا معمر عن الزهري حدثه: حدثنا محمود بن الربيع زعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها من دلو كان في دارهم قال سمعت عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه، ثم أحد بنى سالم، يقول كنت أصلي لقومي بني سالم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إني قد أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفعل إن شاء الله تعالى فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه معه بعد ما اشتد النهار فاستأذن فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي من بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسناه على خزيرة صنع لنا فسمع أهل الدار وهم يدعون فرآهم أهل الدار فثابوا حتى امتلأ البيت فقال رجل: (أين مالك بن الدخشم؟!)، فقال رجل منا: (ذاك منافق لا يحب الله عز وجل ولا رسوله عليه السلام)، فقال: «لا تقولوه: يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله، عز وجل!»، فقال: (أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين!)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يوافي عبد يوم القيامة وهو يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله عز وجل إلا حرم الله عز وجل عليه النار!». قال محمود فحدثت به قوما فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزوة التي توفي فيها مع يزيد بن معاوية فأنكر ذلك وقال ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قط فكبر علي ذلك فجعلت لله عز وجل علي إن سلمني الله عز وجل حيا حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنه عتبان بن مالك إن وجدته حيا فأهللت من الليل أو من إيليا (الشك مني) حتى قدمت المدينة فأتيت بني سالم فإذا عتبان شيخ كبير قد ذهب بصره وهو إمام قومه فلما سلم من صلاته فجئته فسلمت عليه وأخبرته من أنا فحدثني كما حدثني أول مرة].
ــ وهو في «الآحاد والمثاني»: [حدثنا أبو موسى أخبرنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قال يا رسول الله إن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي فذكر نحوه]
ــ وهو في «السنن الكبرى» للإمام النسائي: [أخبرنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله يعني بن المبارك عن معمر عن الزهري قال أخبرني محمود بن الربيع، زعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم، قال سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم يقوله بنحوه]، وأخرجه بنفس السند في «المجتبى من السنن» مختصراً، وقال الألبانيصحيح).
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قاله بنحوه، وزاد: قال معمر فكان الزهري إذا حدث بهذا الحديث قال: (ثم نزلت فرائض وأمور نرى ان الأمر انتهى إليها فمن استطاع ان لا يغتر فلا يغتر)]
ــ وهو في «المعجم الكبير»: [حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري حدثني محمود بن الربيع بن عتبان بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إني قد أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ولوددت أنك جئت وصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا، فساق الحدي بتمامه، وكذلك تعقيب الزهري المحذر من الاغترار]
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك أنه قاله بنحوه]
ــ وهو في «المعجم الكبير»: [حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري حدثنا أحمد بن صالح أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كانت الإمطارات سألت الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في مصلى أتخذه مصلى فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «سأفعل إن شاء الله»، قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك فأشرت الى ناحية من البيت فقام فكبر فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وحبسناه على خزيرة صنعناها فقال رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذو عدد فقال قائل منهم أين مالك بن الدخشن فقال بعضهم ذاك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل إلا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله فقالوا الله ورسوله أعلم قال فإنما وجهه ونصحته للمنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل قال بن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك. قال أحمد بن صالح: (أو تقولون: الدخشم وهو الصواب).
ــ وفي «المعجم الكبير»: [حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة بن خالد عن يونس عن بن شهاب أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار قال إنه أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله]
v وهو في «صحيح مسلم» من غير طريق الزهري في سياق آخر، فيه زوائد وفوائد: [حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان يعني بن المغيرة قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك قال أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا إنه يقول ذلك وما هو في قلبه قال لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه قال أنس فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه]
ــ وهو بعينه في «مسند أبي يعلى»: [حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك به بعينه]، وقال الشيخ حسين أسد: (إسناده صحيح)
ــ وهو في «مسند أبي يعلى» بزيادات عن حديث مسلم: [حدثنا أبو خيثمة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس عن عتبان بن مالك نحوا من حديث مسلم، وزاد فيه: وأصحابه يتحدثون بينهم ويذكرون ما يلقون من المنافقين ثم أسندوا عظم ذلك إلى مالك بن دخشم قال ودوا أنه دعا عليه يحملونه عليه فقضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوا منه]، وقال الشيخ حسين أسد: (إسناده صحيح)
ــ وهو أيضاً بعينه في «الآحاد والمثاني» من نفس طريق مسلم: [حدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال وحدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك رضي الله تعالى به]
ــ وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا حجاج حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك حدثنا محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك بنحوه، إلى آخر كلام النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا أنه لم يذكر إعجاب أنس بالحديث وأمره ابنه بكتابته]
ــ وهو في «المعجم الكبير» باختصار طفيف: [حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن مغيرة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني تصلي في منزلي فأتخذه مصلى فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل عليه وهو يصلي في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ويذاكرون المنافقين ثم أسندوا عظم ذلك وكبره الى مالك بن الدخشم ودوا أنه دعا عليه فهلك ودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أنه يقول ذاك وما هو في قلبه قال لا يشهد أحد أنه لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو يطعمه النار]
ــ وهو في «مسند أبي يعلى»: [حدثنا أبو حمزة هريم بن عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان عن سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال لقيت عتبان بعد ذلك فحدثني بحديث أعجبني فقلت لابني اكتبه فكتبه قال وقد كان ذهب بصره قال قلت يا نبي الله لو أتيتني فصليت عندي في مكان أتخذه مسجدا قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي وجعل أصحابه يتحدثون قال فذكروا ما يلقون من المنافقين من الأذى فحملوا عظم ذلك على مالك بن الدخشم فكان يعجبهم أن يحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عليه فيهلك فقالوا يا نبي الله إن من أمره كذا وكذا قال فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟!»، قالوا: (إنما يقول ذلك بلسانه، وليس له حقيقة في قلبه)، قال: فقال نبي الله، صلى الله عليه وسلم: «لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخله الله النار أو قال فتطعمه النار أبدا». قال المعتمر: قال أبي: (سمعته من أنس وما حدثت به أحدا)]، وقال الشيخ حسين أسد: (إسناده صحيح). قلت: القائل: (لقيت عتبان بعد ذلك فحدثني بحديث أعجبني فقلت لابني اكتبه فكتبه)، هو أنس بن مالك، رضي الله عنه، وهذا الإسناد الصحيح يثبت أن أنساً وابنه أبا بكر سمعا الحديث أولا من محمود بن الربيع، رضي الله عنه، ثم قدما المدينة فوجدا عتبان بن مالك، رضي الله عنه، حياً فحدثهما به بعينه، ومن هذا يظهر أن على بن زيد بن جدعان، وهو ليس بالقوي، قد حفظ هذا الحديث، كما سيأتي قريباً:
v كما هو في «المعجم الكبير» في قصة طويلة من طريق أخرى: [حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عارم أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا علي بن زيد قال كنا عند أنس بن مالك فقال لابنه أبي بكر حدثهم حديث عتبان بن مالك الأنصاري فحدثنا أبو بكر وأنس شاهد فقال خرجت مع أبي الى الشام فلما أقبل من الشام مشى معنا محمود بن الربيع الأنصاري فشيعنا حتى إذا أراد أن يفارقنا قال ألا أحدثكم بحديث عتبان بن مالك قلنا بلى قال فإنه حدثني أنه ذهب بصره على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا رسول الله فلو أتيت منزلي فبوأت لي فيه مسجدا وصليت فيه فاتخذه مسجدا وإن بصري قد ذهب وضعفت عن الخروج الى المسجد!)، فوعده رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يأتيه فيه فلما كان ذلك اليوم حشد له أصحابه فاجتمعوا في منزلي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعهم يتذاكرون أشد أهل المدينة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظمهم له عداوة فردوا ذلك الى مالك بن الدخشم فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يتذاكرون قال: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»، قالوا يا رسول الله إنه صاحب (..)، قال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى قال: «والذي نفسي بيده لئن كان يقولها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا»، فقال لي أنس احفظ هذا الحديث فإنه من كنوز العلم فلما أتينا المدينة وجدنا عتبان بن مالك حيا فقلت لأبي هل لك في عتبان تسأله عن الحديث الذي حدثناه محمود عنه فانطلقنا فسألناه عنه فحدثنا]، قلت: علي بن زيد بن جدعان ليس بالقوي، ولكن هذه متابعة جيدة تشهد لها الطرق الأخرى.
v وهو في «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: [حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا جرير يعنى بن حازم عن على بن زيد بن جدعان قال حدثني أبو بكر بن أنس بن مالك قال قدم أبي من الشام وافدا وأنا معه فلقينا محمود بن الربيع فحدث أبي حديثا عن عتبان بن مالك قال أبي أي بنى أحفظ هذا الحديث فإنه من كنوز الحديث فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة فسألنا عنه فإذا هو حي وإذا شيخ أعمى قال فسألناه عن الحديث فقال نعم ذهب بصرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ذهب بصرى ولا أستطيع الصلاة خلفك فلو بوأت في داري مسجدا فصليت فيه فاتخذه مصلى قال نعم فإني غاد عليك غدا قال فلما صلى من الغد التفت إليه فقام حتى أتاه فقال يا عتبان أين تحب أن أبوئ لك فوصف له مكانا فبوأ له وصلى فيه ثم حبس أو جلس وبلغ من حولنا من الأنصار فجاؤوا حتى ملئت علينا الدار فذكروا المنافقين وما يلقون من أذاهم وشرهم حتى صيروا أمرهم إلى رجل منهم يقال له مالك بن الدخشم وقالوا من حاله ومن حاله ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت فلما أكثروا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله»، فلما كان في الثالثة قالوا: (انه ليقوله)، قال: «والذي بعثني بالحق لئن قالها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا»، قالوا فما فرحوا بشيء قط كفرحهم بما قال
v وهو في «المعجم الكبير» من طريق أخرى بلفظ فيه نكارة: [حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا عامر بن يساف عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال لما أصيب عتبان بن مالك في بصره بعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب أن تأتيني فتصلي في بيتي وتدعو لنا بالبركة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فدخلوا عليه فتحدثوا بينهم فذكروا مالك بن الدخشم فقال بعضهم يا رسول الله ذاك كهف المنافقين ومأواهم فاكثروا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليس يصلي قالوا نعم يا رسول الله صلاة لا خير فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيت عن قتل المصلين مرتين]. قلت: هذا لفظ منكر، فليس في الحديث شئ عن القتل، ولا محل لذكر «قتل المصلين» أصلاً، والظاهر أن أحد الرواة خلط بين أحاديث متباينة.
ــ لكن اللفظ الأصح هو ما جاء في «السنن الكبرى»: [أخبرنا عبيد بن آدم بن أبي إياس قال حدثنا أبي قال حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعوا فيه وشتموه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي أصحابي فقالوا يا رسول الله إنه كهف المنافقين وملجؤهم الذي يلجؤون إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله قالوا بلى ولا خير في شهادته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشهد بها عبد صادقا من قلبه ثم يموت على ذلك إلا حرمه الله على النار]
فالروايات كلها كما ترى متطابقة في جوهرها، مع الاختلاف اليسير في ألفاظها، وقد رواها كل من محمود بن الربيع، وأنس بن مالك، وابنه أبو بكر بن أنس عن عتبان بن مالك، رضي الله عنهم جميعاً. وكلهم قد أتقن الحديث لأن كل واحد منهم سمعه أكثر من مرة: فمحمود بن الربيع أعاد سماعه بعد أن انتقده أبو أيوب الأنصاري، وشكك في سماعه، فأعاد السماع لقطع كل شك. وأنس وابنه أبو بكر سمعاه من محمود ثم سمعاه مرة أخرى من عتبان نفسه. وقد صدق الحصين بن محمد الأنصاري أحد بني سالم، ومن سراتهم، حديث محمود فهو إما سمعه من عتبان، أو سمعها من ثقاة، غير محمود، عن عتبان: فهؤلاء أربعة من جبال الحفظ والثقة، يصدق بعضهم بعضاً
والحديث بعد ذلك منقول عن هؤلاء نقل تواتر، لا يكاد يخلو منه شئ من كتب السنة، والمتن في غاية النظافة والاستقامة، فهو من أصح أحاديث الدنيا، تقوم به الحجة اليقينية القاطعة، ولا شك.
__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2011, 06:32 PM
  #4
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي

ماهية (سنة الخلفاء الراشدين المهديين)



ماهية (سنة الخلفاء الراشدين المهديين)
أما سنة الخلفاء الراشدين المهديين، إن صحت تلك الفقرة من الحديث، فهي هديهم العام المبني على إرجاعهم كل شيء إلى القرآن والسنة، لا غير، والتزامهم أحكام الله في كل حال: في الحرب والسلم، والعسر واليسر، والغنى والفقر. وفي جمع المال من حقه، وصرفه في مستحقه. وفي إقامة حدود الله على القريب والبعيد، والعدو والصديق. هذه سنتهم التي يجب التمسك بها، وليست هي كسنته، صلوات الله وسلامه وتبريكاته عليه وعلى آله، التي هي جميع أقواله وأفعله وإقراراته، لأنه نبي معصوم، وهم بشر يخطؤون ويصيبون، وينسون ويتذكرون، وتكون منهم المعاصي والذنوب، وقد اختلفت أحكامهم في المسألة الواحدة بما يستحيل شرعاً وعقلاً أن يكون حقاً كله. وعلى كل حال فلا يجوز الاستشهاد بهذه الفقرة لورود الطعن المعتبر في ثبوتها، وعدم ورود متابعات أو شواهد على صحتها، ولأنها لا تفهم إلا بشيء من التأويل والتقييد كما أسلفناه، فحتى لو ثبتت فلابد من بعض تقييد وتأويل، كما سلف.
v وقال الإمام الطبراني في «المعجم الكبير»: [حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي ثنا عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي عن أبيه عن عبد الله بن محمد الجهني عن عبد الله بن الحسن بن علي عن أبيه قال: صعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المنبر يوم غزوة تبوك فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إني والله ما أمركم إلا بما أمركم الله به، ولا أنهاكم إلا عما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب! فوالذي نفس أبي القاسم بيده إن أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله فإن تعسر عليكم شيء منه فاطلبوه بطاعة الله عز وجل»]، وهذا ليس فيه جديد، وإنما هو زيادة شرح وبسط لنصوص القرآن آنفة الذكر، وهو عين قولنا أنه، صلوات الله وسلامه وتبريكاته عليه وعلى آله، لا يأمر إلا بما أمر الله به، ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه، ولا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
v وأخرج الإمام الشافعي في مسنده: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، ولا تركت شيئا مما نهاكم عنه إلا وقد نهيتكم عنه،.وإن الروح الأمين قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها: فأجملوا في الطلب!». هذا مرسل صحيح، مؤيد لما سبقه من كون أمره ونهيه ليس إلا أمر ونهي من الله، لا غير، وفيه زيادة فائدة أنه أكمل البلاغ عن الله، فما بقي خير من واجب أو مستحب إلا أمربه، ولا شر من حرام إلا نهى عنه، فلا يجوز أن يكون فاته شيء، ولا يجوز أن يستدرك عليه شيء.
v وعن طلحة بن نضيلة، رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله في عام سنة: (سعِّر لنا، يا رسول الله!)، فقال: «لا يسألني الله عن سنة أحدثتها فيكم، لم يأمرني بها؛ ولكن اسألوا الله من فضله!». وهذا حديث صحيح، مؤكد لما أسلفناه من كونه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا يأمر بشيء ولا ينهي عن شيء من عند نفسه، وإنما يبلغ فقط عن ربه، جل وعز، في كل صغيرة وكبيرة. والحديث رواه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»، والبيهقي في «المدخل»، والطبراني من طرق، والنصر المقدسي في كتاب «الحجة»، وابن قانع، وابن السكن، وغيرهم.
v وعن عائشة قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ستة لعنتهم، لعنهم الله، وكل نبي مجاب: المكذب بقدر الله؛ والزائد في كتاب الله؛ والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله، ويعز من أذل الله؛ والمستحل لحرم الله؛ رالمستحل من عترتي ما حرم الله؛ والتارك لسنتي»، حديث صحيح، أخرجه الحاكم وقال: (هذا حديث صحيح، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه)، واضطرب فيه الذهبي فوافق الحاكم على تصحيحه في موضع، وسكت في موضع، واعترض في موضع ثالث، ثم أخرجه في «الكبائر»، بعد أن استكمل طلبه للعلم، ونضجت شخصيته العلمية رحمه الله، وقال إسناده صحيح، وهو الحق كما سنبينه في الملحق! وجاء من طرق حسان عن الأئمة زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، رضوان الله وسلامه عليهم. وله متابعة في الطبراني عن عمرو بن سعواء اليافعي، رضي الله عنه، ولكنه زاد سابعاً: «والمستأثر بالفيء».
والحديث حجة قاطعة على أن ترك السنة من أكبر الكبائر الموبقة الشنيعة: في مرتبة واحدة مع الزيادة في كتاب الله، واستحلال محرمات الله، وكل ذلك كفر وشرك بالله، على طرف نقيض من الإسلام، والإيمان، والتوحيد.
v وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب عن رسول الله، في مجالسه، مباشرة، فانتهره رجال من قريش فقالوا: (تكتب عن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر؟!). قال عبد الله: فأتيت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقلت: (إن قريشاً تقول كذا وكذا)! فأومأ إلى شفتيه الشريفتين فقال: «والذي نفسي بيده! ما يخرج مما بينهما إلا الحق! فاكتب!». هذا حديث صحيح، أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهذا لفظه من طريق عبد الواحد بن قيس عن عبد الله بن عمرو. وأخرج نحوه من طريق ثانية، هي طريق يوسف بن ماهك عنه بإسناد صحيح كذلك، وهي نفس الطريق الصحيحة الثانية التي أخرجها أحمد في مسنده. فالنبي، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، معصوم من أن يقول إلا الحق في حالتي الغضب والرضا، على حد سواء. وهو كذلك في حالتي الجد والمداعبة، على حد سواء، كما سيأتي فوراً.
v عن أبي هريرة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إني لا أقول إلا حقا!»، قال بعض أصحابه: (فإنك تداعبنا، يا رسول الله؟!)، فقال: «إني لا أقول إلا حقا». هذا حديث صحيح، أثبتنا صحته في الملحق.
v وأخرج أبو داود، عن العرباض بن سارية السلمي، رضي الله عنه، بإسناد جيد قوي، تقوم به الحجة بذاته، صححه الإمام الحجة علي بن حزم الأندلسي، وحسنه الألباني، وهو صحيح يقيناً، ولا شك، بشواهده، ومتابعاته، كما سيأتي. قال العرباض بن سارية السلمي، رضي الله عنه: [نزلنا مع النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، خيبر، ومعه من معه من أصحابه، وكان صاحب خيبر رجلاً مارداً منكراً، فأقبل إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: (يا محمد! ألكم أن تذبحوا حُمُرنا، وتأكلوا ثمرنا، وتضربوا نساءنا؟!!)، فغضب النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال: «يا ابن عوف! اركب فرسك ثم نادي: إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن، وأن اجتمعوا للصلاة!»، قال: فاجتمعوا للصلاة، فصلى بهم رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم قام خطيباً فقال: «أيحسب أحدكم (وفي رواية: لا أجد أحدكم) متكئاً على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئاً إلا ما في القرآن؟!! ألا وإني، والله، قد أمرت، ووعظت، ونهيت عن أشياء: إنها مثل هذا القرآن، أو أكثر! وإن الله، عز وجل، لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب، إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعطوكم الذي عليهم»].
تأمل هذا الحديث الجميل الجليل، الذي هو من دلائل نبوته، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
ــ ففي الأول نادى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في الناس بأن الجنة حرام على الكفار، ولن يدخلها إلا مؤمن، فليحذر لذلك كل امريء لنفسه، وليفتش عن صدق إيمانه!
ــ ودعاهم إلى الاجتماع للصلاة، ولما خطبهم نبَّه على أن الله، عز وجل، حلل، وحرم، ووعظ، ونهى عن أشياء كثيرة على لسانه هو، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في خارج القرآن، ولم ترد في القرآن، وأنها في الحجية كالقرآن، سواء بسواء، وأنها في العدد مثل القرآن، أو حتى أكثر.
ــ وبعد هذه القاعدة الكبري، أصل قاعدة صغرى: الحرمة الكاملة لكرامة، وأعراض، ودماء، وأموال، وبيوت أهل الذمة، مثل حرمة المسلمين سواء بسواء، ما داموا يخضعون لنظام الإسلام، ويدفعون ما عليهم من خراج، وجزيه، ونحوه. وهذا بيان لقوله تعالى: }حتى يؤتوا الجزية عن يد وهم صاغرون{، (التوبة؛ 9:29). فلفظة «صاغرون» في الآية الكريمة ها هنا: لا تعني الإذلال والمهانة، وانتقاص الحرمة والكرامة، وهو معنى جائز لهذه اللفظة في لغة العرب، كما قال رب العزة، جلت قدرته، لإبليس اللعين: }... فاخرج، إنك من الصاغرين{، (الأعراف؛ 7:13)، وهو ما قال به بعض أئمة الفقه الأعلام، من أمثال الإمام الأعظم أبي حنيفة، وإنما تعني: خاضعون، أي ما داموا يخضعون لنظام الإسلام، ويدفعون ما عليهم من خراج وجزيه ونحوه، ولولا هذا البيان المعصوم القاطع، لوجب علينا فهم «صاغرون» بكل ما تقتضيه في لغة العرب، أو البقاء في حيرة من أمرنا: ماذا نرجح، وهذه ورطة لا أدري كيف يخرج منها «القرآنيون»؟!
v وأخرج أبو داود كذلك عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري! ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه». هذا حديث صحيح، غاية في الصحة. كما رواه ابن ماجه، والترمذي وقال: حديث حسن، وقد قصر رحمه الله في ذلك تقصيراً بيناً، إلا أن يكون سقط التصحيح بغلط من النساخ، فقد أخرجه الحاكم بأسانيد صحاح من طريق سفيان بن عيينة، وآخر من طريق مالك، وثالث من طريق الليث بن سعد، وكفاك بهذه الأسانيد قوة، كما أخرجه الطبراني من طرق، لا سيما مع الشواهد التالية:
v وعن المقدام بن معدي كرب الكندي، رضي الله عنه، قال: حرَّم النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أشياء يوم خيبر، منها الحمار الأهلي، وغيره، فقال رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدَّث بحديثي فيقول: (بيني وبينكم كتاب الله: فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه). وإن ما حرم رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما حرم الله!»، هذا حديث صحيح، في غاية الصحة، إسناده مسلسل بالأئمة الثقات الأثبات، أخرجه الحاكم، وصحح إسناده، وأخرجه كذلك أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد من عدة طرق، وابن حبان في صحيحه، والطبراني من عدة طرق، والطحاوي في «شرح الآثار»، وصححه الألباني ونسبه كذلك إلى عباس الترقفي في «حديثه»، وعدد طرقاً كثيرة له صحاح وحسان.
v وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا أعرفن أحداً منكم أتاه عني حديث، وهو متكيء في أريكته، فيقول: اتل عليّ به قرآناً!»، أخرجه أحمد بإسناد فيه إمام المغازي أبو معشر السندي، وهو صدوق فيه ضعف، وهو عند ابن ماجه من طريق أخرى مستقلة، لكنها أضعف. فلعل أصل الحديث عن أبي هريرة، ومنه هذا الجزء من الحديث، يُحَسًَّن بمجموعهما، وبالشواهد السابقة.
فهذا إذاً نقل تواتر أنه، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، قد أوتيَ «القرآن، ومثله معه»، كما هو لفظ بعض طرق الحديث أو أنه: «قد أمر، ووعظ، ونهى عن أشياء: إنها مثل هذا القرآن، أو أكثر!»، أو «إن ما حرم رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما حرم الله!»، ونحو ذلك من المعاني المتواترة المتطابقة.
v عن الحسن البصري قال: [بينما عمران بن حصين، رضي الله عنه، يحدث عن سنة نبينا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذ قال رجل: يا أبا نجيد! حدثنا بالقرآن! فقال له عمران: أنت وأصحابك يقرأون القرآن، أكنت محدثي عن الصلاة، وما فيها، وحدودها؟! أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب، والإبل، والبقر، وأصناف المال؟! ولكن قد شهدتُ وغبتَ! ثم قال: فرض علينا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في الزكاة كذا، وكذا! وقال الرجل: أحييتني أحياك الله!] وقال الحسن البصري، رحمه الله: [فما مات ذلك الرجل حتى صار من فقهاء المسلمين]، هذا كذلك أثر صحيح، أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد.
قلت: قد أحسن الحسن: وهل يتصور فقه من غير سنة سيد ولد آدم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهديه؟! ومن كان في شك من ذلك فلينظر في «فقه» الخوارج المعروفين بإهمالهم للسنة، وما اشتهروا به من غلو شنيع، وانحراف بغيض، ومن أراد الاستزادة فعليه بأقول «القرآنيين» منكري السنة، وهي أقول مضحكة، بالغة من السخف والتهافت غاية النهاية، تشبه أحياناً أقوال السكارى والمجانين!
فثبت بالأدلة المذكورة أعلاه، يقيناً، وبغيره من البراهين القاطعة الكثيرة المتضافرة، التي يكفر منكرها، ويخرج من الإسلام بجحدها، أن السنة النبوية الشريفة وحي من الله في مقام القرآن في حجيتها وإلزاميتها، سواء بسواء، وإنما تميز القرآن بأنه وحي الله المتلو، أي أنه كلام الله بلفظه، جل وعلا، وبعجز الجن والإنس أن يأتوا بمثله، وبالتعبد بتلاوته.
فحجية السنة النبوية الشريفة، وإلزاميتها لجميع الثقلين إلى يوم القيامة هو جوهر شهادة أن (محمداً رسول الله)، لا يشك في ذلك إلا كافر خبيث ملعون، لا علاقة له بالإسلام، ولا نصيب له من الإيمان، أو جاهل مركب، حماره أعلم منه وأعقل، كجمهور «القرآنيين»، ومن سلك مسلكهم من الحمقى والمغفلين!
__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2011, 06:53 PM
  #5
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي

__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-28-2011, 12:49 AM
  #6
فيصل الـروقي
كاتب ذهبي
 الصورة الرمزية فيصل الـروقي
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 2,996
معدل تقييم المستوى: 16
فيصل الـروقي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

فيصل الـروقي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2011, 03:28 PM
  #7
يـزيـد الـقـبـوري
كاتب ذهبي
 الصورة الرمزية يـزيـد الـقـبـوري
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: عـفـيـف .،.،.!
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 16
يـزيـد الـقـبـوري is on a distinguished road
افتراضي

مشكور جزاك الله خير الجزاء
__________________
سبحآن آلله وآلحمد لله ولآ آله وآلله آكبر
يـزيـد الـقـبـوري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب التوحيد لأبن خزيمة شرح الشيخ : عبدالعزيز بن باز 14 مقطع صوتي ساير بن فاضي الغنامي منتدى الصوتيات الإسلامية 4 01-28-2016 02:54 PM
اثبات كفر الاشاعرة ساير بن فاضي الغنامي المنتدى الإسلامي 2 11-22-2015 01:34 AM
بيان من علماء المسلمين حول حصارغزة فلسطين الشاعر سلطان براك الغنامي المنتدى الإسلامي 5 09-24-2011 05:24 PM
مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 1 03-18-2011 08:52 PM
الردعلى اهل البدع حماية للدين ولايحذرمنه الا الفساق والجاهلين ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 11 03-17-2011 01:13 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

+4. الساعة الآن 06:43 PM.


جميع المواضيع و الردود لا تمثل وجهة نظر ورأي إدارة المنتدى و إنما تمثل رأي كاتبها فقط
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - 2021
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70