واصل الكاتب خالد الغنامي حديثه عن الليبرالية الذي أعلن تراجعه عنها في مقال سابق ، وخصص خالد الغنامي مقال للحديث عن المنتديات الليبرالية ، متسائلاً عن من يقف وراءها ، حيث أشار إلى أن هناك طائفة معادية لأهل السنة تحظى بدعم من ” الفرس ” تقوم بالإشراف على هذه المنتديات ، وتخصص جل المواضيع في الغالب لمهاجمة الصحوة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المقال كاملاً :
من يقف وراء بعض المنتديات الليبرالية؟ سؤال يحتاج منا جواباً. دعوكم من أولئك الشباب الضائعين الذين يقفون في الواجهة. هؤلاء مساكين لا يملكون عقلاً ولا قيماً ولا أهدافاً حقيقية واضحة.
إنما حديثي اليوم هو عن الذين يختفون في الخلف، حيث لوحة التحكم والإشراف العام على تلك المنتديات التي تسمي نفسها بالمنتديات الليبرالية الحوارية.
إن كل هذه المنتديات لا تخلو من أبناء الطوائف من خارج دائرة (أمة السُّنَّة). ليس لدي موقف عدائي من أناس هذه الطوائف من العامة والعاديين الذين يحترمون قيم ومبادئ التعايش في الوطن الواحد، بل هم شركاؤنا في الوطن.
لكن المشكلة هنا ليست مع أناس عاديين، وإنما هي مع ناشطين سياسيين يدركون تماماً وبشكل دقيق ما يمارسونه. هؤلاء من واجبي أن تكون بيني وبينهم عداوة.
عندما تنظر نظرة إجمالية للموضوعات التي تُطرق في تلك المنتديات، حتى لو كان مرورك كما يقال مرور الكرام، فستجد أن المواضيع هي نفس المواضيع، والأفكار هي نفس الأفكار، وربما المعرفات هي نفس المعرفات. المواضيع في الغالب عن الصحوة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون هناك مواضيع موسمية غير هذين الموضوعين.
لكن موضوع الصحوة والهيئة ليسا موسميين، بل يتم علاجهما كل يوم بلا ملل.
وحتى المواضيع الموسمية، يتم ربطها بطريقة أو بأخرى بالموضوعين «الأم» وأن الإسلاميين هم أساس كل بلاء… إلخ. أما الأفكار فتنطلق من رؤية مضادة لدين ومذهب وثقافة هذا البلد، والأعضاء تعرفونهم. الغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا ملاحدة! بل متدينون جداً، لكن ينتمون لمذاهب أخرى!
إنني لا أشك في وجود أيد باطنية تعمل في الخفاء. إنني لا أشك لحظة، أننا أمام غزو فارسي استطاع أن يجمع قلوب البعض ممن يختلف مذهبه عن المذهب الأم في المملكة. غزو ثقافي فارسي يدرك بمكر ودهاء شديد أنك عندما تفقد هويتك، تفقد تبعاً لذلك كلَّ شيءٍ. نعم أنا أكرر سؤال الهوية كثيراً، لكنه يستحق فهو أهم الأسئلة: من أنت؟ وماذا سيبقى منا إن سمحنا لهم أن يُلغُوا هويتنا هكذا؟
عندما تفقد إيمانك واعتزازك بالإسلام كما تعرفه، عندما تفقد محبتك واحترامك للنبي الأكرم كما تعرفه، عندما تفقد محبتك لأبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان كما تعرفهم، عندما لا تعود معجباً بشجاعة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو التميمي كما تعرفهم، عندما تشك في شرف وعفة أمهات المؤمنين كما تعرفهن، فماذا يا ترى سيبقى منك؟
أنا أخبرك، سيبقى منك ريشة في مهب الريح. سيبقى منك عصفور يرفرف بين فوهات البنادق.
سيبقى منك إنسان غارق في الفردانية والأنانية واللامبالاة لأبعد مدى. إنسان يشعر بالقرف والقلق والتشاؤم من كل لحظة تمرّ. إنسان يشعر بعدم جدوى الحياة وسخفها وتفاهتها. إنسان بلا قيم، بلا أخلاق، بلا مُثل عليا. إنسان لا يخطر بباله شيء يحترمه. كيف يمكنك أن تبالي وقد أصبح كلُّ شيءٍ غالٍ، بلا قيمة؟!
عندما تقرأ في كتاب (الجامع الصحيح) للإمام البخاري، ذلك الأثر الطويل الذي يحكي قصة اغتيال حبيبنا وزعيمنا أبي حفص عمر الفاروق وكيف أن أبا لؤلؤة المجوسي استطاع أن يتسلل بين صفوف المصلين في صلاة الفجر ليطعن الفاروق بالسكين في ظهره، عدة طعنات غادرة قاتلة جعلته يصرخ: «قتلني العلج»! فيجب عليك ألا تكون مغفلاً بالدرجة الكافية بحيث تصدق أن عملية الاغتيال الغادرة تلك كانت بمبادرة فردية من ذلك المجوسي، فعدل عمر قد وافقنا على كونه حقيقة، حتى اليهود والنصارى.
وقد ثبت أن عمر سعى عند سيد أبي لؤلؤة لتخفيف العمل عنه.
لقد كانت مؤامرة فارسية مجوسية ثأرت من الزعيم المسلم الذي سقطت في عهده مملكة فارس الأسطورية، فارس بتاريخها الطويل مع العز والملك، ملك يمتد لما قبل المسيحية، مُلك يمتد لما قبل قيام الإمبراطورية الرومانية، مُلك كانت بلاد الإغريق بعظمتها تناضل لمجرد التحرر منه.
إنهم الفرس بمكائدهم ودسائسهم التي لا تنتهي. وذلك الملمس الناعم الأنيق الذي يشبه سلك الحرير، والذي لم يكن يلجأ للعنف إلا في حالات الاضطرار، فكل ما يهمهم كان أن تخضع الأمم لهم.
إن كنت -يا صاحبي- ذلك الفنان الشكلاني أو المتفلسف الوجودي أو الفرداني الأناني الذي يشعر بالقرف من الدنيا ولا يشعر بجدوى أي شيء، إذا كنت ممن يؤمن بنسبية القيم والأخلاق، إذا كنت إنساناً بلا دين، فأنا أخبرك أنك لن تملك القدرة على التحدي والمقاومة.
hg;hjfL ohg] hgykhld p]dem uk hglkj]dhj hggdfvhgdm