سنة 1864م أصدر قيصر الإمبراطورية الروسية ألكسندر الثاني القرار المشؤوم بترحيل
الشركس المسلمين وطردهم من
بلادهم بعد انتصار روسيا في حرب القوقاز (1814-1864م)، وتم ضم تلك البلاد إلى حظيرة دولة الروس.
بعد استسلام الإمام شامل سنة 1859 ونفيه إلى المدينة المنورة، تم ابتلاع كل الأراضي القوقازية المسلمة من قِبَل الروس؛ الذين كان طموحهم السيطرة على البحر الأسود، وجعله بحيرة روسية من كل السواحل، كان الجنرال نيكولاي ييفدوكيموف أول من ظهر بفكرة إعادة توطين الجبليين من القوقاز الغربي في الإمبراطورية العثمانية؛ فكتب أن “إعادة توطين الجبليين المستعصيين عن الحل” في تركيا هو الطريقة الأسهل لإنهاء حرب القوقاز. وذلك في حين أنه يعطي الحرية لهؤلاء الذين “يفضلون الموت على الولاء للحكومة الروسية”.
ولقد اضطرت الشعوب القوقازية المسلمة لترك أراضيها؛ لأن الحكومة الروسية خيّرتهم بين البقاء في أراضيهم شرط ترك الإسلام والدخول في الأرثوذكسية، والحصول على الجنسية الروسية، أو إسكانهم في أراضٍ بعيدة جدًّا عن أراضيهم الأصلية داخل الإمبراطورية، أو الطردإالى الأراضي العثمانية، قَبِلَ الشركس بالحل الأخير، فشملت الشعوب التي انتقلت إلى تركيا: الأديغة، والوبخ، والأبخاز المسلمين (خاصة جماعة سادز). بالإضافة إلى أعداد قليلة من مسلمي: الأوسيتيين، والإنغوش، والشيشانيين، والليزجين القراشاي.
خلال سنة 1864 نزل حوالي 220,000 مهاجر في الأناضول، وفي الفترة من 6 مارس إلى 21 مايو 1864 غادر شعب الوبخ بكامله القوقاز من أجل تركيا، وعند نهاية إعادة التوطين ذهب أكثر من 400,000 شركسي، و200,000 أبخازي وأجري، إلى تركيا، واستُخدم تعبير شركس (بالتركية: Çerkes) عليهم؛ لأن غالبيتهم كانت من الأديغة.
يعد
ترحيل الشركس من أكبر الجرائم الإنسانية، ولقد سكت العالم عنها بالطبع؛ لأن الضحايا من المسلمين. وكانت مذابح الأرمن “المزعومة بطبيعة الحال” على كبرها وشدتها كما جاء في الوثائق المزورة لا تقاس بهذه الجريمة: جريمة طرد الشركس؛ فَقَدَ الشعبُ الشركسي 90% من أراضيه، وأكثر من 90% من سكانه جراء تعرضه للإبادة الجماعية وتشتته في أرجاء العالم متعرضًا لخسائر مادية وثقافية لا تعوض.
في وقتنا الحالي يعتبر الشراكسة من أكثر شعوب العالم المشتتة؛ حيث يعيش 93% من الشعب الشركسي خارج حدود وطنه
jvpdg hgav;s hglsgldk ,'v]il lk fgh]il