عندما تنتهي الإجازة ويهم أحدنا بالعودة إلى الوطن، يكون في غالب الأحيان قد استهلك طاقته ومحفظته، وأصبح لا يحلم إلا بالعودة إلى بيته حيث الراحة الحقيقية. لكن الذين ما زالوا يسافرون على الخطوط السعودية مثلي، ممن ما زالوا يؤمنون بالفزعة مع الصناعة الوطنية، يجدون في كل مرة أن خطوطنا العزيزة ترد على رسائل الحب من طرف واحد هذه، بأن تبقيهم في مطارات الدول الأجنبية وبلاد الغربة الساعات تلو الساعات وهم ينتظرون رحلاتهم.. وكأن هذه هي طريقتها في شكر من اختار الخطوط السعودية. إنه لشيء مخجل وشائن أن تجد خطوط الطيران المحترمة تحافظ على مواعيدها بكل دقة، وإن حدث وتغير موعد رحلتك لظروف قاهرة نادرة، تجد أن شركات الطيران تلك ترسل لك رسالة عبر جهاز الهاتف النقال بأنها تعتذر بشدة عن تأخر موعد رحلتك، وتزودك بالموعد الجديد الذي سيتم الإقلاع فيه، فتنتبه أنت فلا تخرج من الفندق الذي تقيم فيه إلى المطار إلا في الموعد الصحيح الدقيق. بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى تأمين السكن لمن تأخرت رحلته، ثم نجد شركتنا السعودية تفاجئك في اللحظة الأخيرة وأنت في المطار وقد شحنت العفش وقطعت بطاقة الصعود للطائرة بأن الرحلة قد تم تأجيل موعدها لمدة ثلاث ساعات تتلوها ساعات أخرى، دون أن يخطرك أحد أو يستطيع أحد أن يخبرك متى ستعود لوطنك، ولا يهم خطوطنا العزيزة أين ستتشرد في هذا الزمان، وهل ستجد غرفة تأوي إليها أم أنك ستبحث عن مصلى تنام فيه، أم ستتمدد «كراعينك المسكينة» على كرسي غير مريح حتى يحين ذلك الموعد. إنهم بكل وضوح يقولون لك نحن لا نبالي بك ولا نحترمك، فرسالة الهاتف النقال التي تخبرك عن تغير موعد الرحلة لا تكلف شيئا ولكن هناك من يستكثرها عليك، برغم أنه معمول بها في كثير من شركات الطيران. يسوؤني أن أختم بهذه الجملة، لكنني لا أرى أي رسالة من الخطوط السعودية تشي بشبح احترام لمن اختار السفر عليها. هذا فقط فيما يتعلق بمسألة واحدة هي مسألة مواعيد الرحلات، أما جودة الخدمة على الطائرة والخلق «الرفيع» الذي يتميز به المضيفون، والذين تخشى أن يصل بهم الأمر إلى تجاوز الشجار بكل عنف مع الركاب، إلى تحويل الطائرة إلى حلبة ملاكمة
فهذه قصة أخرى حدث عنها ولا حرج
الكاتب/ خالد الغنامي
hgo',' hgsu,]dm ,lshtv,ih