قبل أربعة أشهر تقريبا كنت في حوار محتدم مع عدد من الفضلاء من المشايخ ورجال الأعمال وغيرهم لوزن ردة الفعل منا تجاه الملحمة الكبرى التي بدأت بوادرها ظاهرة على أرض الأنبياء بلاد الشام ، وهل ردة الفعل هذه التي قمنا بها فيها قيام كافٍ بحق الله وحق دينه وحق سنته وأتباعه صلى الله عليه وسلم الذي استأمننا الله عليها جميعا ؟
الكل يدرك هول الحدث ومفصليته وأثره دينا ودنيا علينا وعلى الخليج بل والأمة بأركانها الأربعة ، فإما أن يطفئ ماء الوحي نار المجوس أو تحرق نار المجوس راية التوحيد لا قدر الله ، ولا خيار إلا هذا أو ذاك ، وكأني ألحظ ذاك المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وهو يدعو ربه "اللهم إن تَهْلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" ، فويحاً ثم ويحاً لأرض الشام إن هلكت هذه العصابة من شبابها.
ومع علو صوت الأنين منا كصدى لأنين إخواننا في سوريا لكنه وقف عند ظاهرة الصوت لا أكثر ، أنين كأنين ذات الخدر يقطع القلب لكن لا يحمي ذمارا ولا ينكأ عدوا ولا يذود عن عرض .
فهل هذا حقا هو أقصى المستطاع ؟!
أما أن خذلانا يقع منا تجاه أهلٍ تخلى عنهم القريب والبعيد نحتار في تأويل خذلاننا هذا والبحث عن مسوغاته وكأن سائلنا عن قوله (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ليس هو الله ؟
قد كنا نقول للناس قبل أشهر لمن سأل عن طريق النصرة ، ليكن بينك وبين من يشركك الهم "6" ست ساعات متواصلة في عصفٍ ذهني وعصر قلبي لتدارس ما يمكن فعله للقيام بهذا الفرض الكفائي العظيم ، ولكن في ذلك الحين ما زال كثير من التجار والناس متوجسة من ردة فعل الداخلية السعودية ، ولهم عذر في ذلك فالتجارب في هذا الجانب نتائجها مريرة .
ومن تأمل في ظرف الحدث وزمانه ومكانه وأطرافه علم أنه بحسب معطيات البشر إذا لم ترم السعودية حكومة وشعباً وعلماء ومؤثرين بثقلها لتكسر رقبة الزرافة الملعونة فلن يتم الأمر إلا بتدخل غربي أو بمعجزة من العزيز القدير سبحانه .
لكن خفف من هذا التوجس تتابع تصريحات الفيصل بن الفيصل وهو رجل يعي ما يقول تماماً ودعا فيها لتسليح الشعب السوري للدفاع عن نفسه ، فاتهمته روسيا بدعم الإرهاب والقاعدة فجاء رده قاسياً ويكفي فيه ختامه : " والتاريخ وحده هو الذي يرد على اتهام تسليح الإرهابيين ، ويشهد بما لا يقبل الشك على من هم الإرهابيون ومن وراءهم ".
ومع هذا كله ما زالت نفوس كثير من الناس مترددة حتى جاءت فتوى سماحة الوالد مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ / عبدالعزيز آل الشيخ زاده الله شرفاً وعلماً وعملاً ليجعل الدعم "المقنن" للمجاهدين هناك جهادا في سبيل الله .
السائل : هل دفع المال للجيش السوري الحر مشروع ويعتبر نوعا من الجهاد في سبيل الله؟
الجواب : إذا علم أنه سيصل إلى هؤلاء (الجيش الحر) وصولا جيدا بأمانة ودقة فلاشك إن شاء الله أنه جهاد في سبيل الله، لأن ما قوى شوكة هؤلاء (الجيش الحر) وأضعف شوكة هؤلاء (النظام السوري) مطلوب شرعا.
وهذا الفتوى الربانية المتضمنة لتحقيق المصلحة ودرء ما يخشى من المفسدة هي عين موافقة الحق عقلا وشرعا ، فإن الشريعة مستفيضة بوجوب نصرة المظلوم (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا( 75 ـ النساء ، وقال تعالى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) 72 – الأنفال ، وفي البخاري "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله " مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ "، وهو - أي وجوب النصرة - محل إجماع يقيني عند علماء الملة ، وإذا كان الكفار والمجوس كإيران ينصر بعضهم بعضا نصرا شديدا حازما من أجل مصالح الدنيا ، فكيف بنا نحن ممن يطمع في جوائز الدنيا والآخرة ؟!
وأيضا وجوب كون هذا الدعم للمقاومة "مقنن" مصلحته ظاهرة وتجربة ليبيا ماثلة أمامنا . ودواعي الانتقام بعد سقوط دولة النصيريين متفجرة والجرح غائر غائر والشباب مظنة الطيش ، ونحن نريدها دولة عدل ورشد ، وهذا السلاح لو تفلت في الناس فغوائله لن نسلم من شرها سنين عددا . وقدقال الله تعالى محذرا من مثل هذه الحال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " الحجرات : 6، وأمر الدماء أعظم ففي الصحيحين في قصة أسامة بن زيد رضي الله عنهما المشهورة "أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَاقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ! قُلْتُ : كَانَ مُتَعَوِّذًا . فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ" .
وبعض الناس نكد في كل موطن ، فترى من يعلق على مثل هذه الفتوى بأين كانت هذه الفتاوى عن العراق أو ليبيا أو الشيشان وغيرها ؟! ولست بصدد البحث في الفرق بين ما نحن فيه وتلك ، وعندي في هذا مادة ليست بالقليلة تنقيحا ثم تحقيقا للمناط ، لكن حتى لو سلمنا بصحة مثل هذا الإيراد ، واجتمعت كلمة الإدارة السياسية والعلمية والدعوية على حق ما فالشرع والعقل يأمران بمبادرته وابتهال فرصة الاتفاق عليه .
وهناك من يسأل عن آلية هذا الدعم كيف تكون ؟
ولست أعرف في بلادنا (المملكة) آلية رسمية لهذا ، لكن هناك طرق لبعض كبار الدعاة والوجهاء المشهورين السوريين الموجودين بيننا من خلالها يمكن ذلك ، والجهات الرسمية على علم بذلك ولم تنه عنه وإن كان أيضا لم تأذن به ، على عادتها في الاحتياط لنفسها .
وإن كانت الندوة العالمية للشباب الإسلامي تستقبل التبرعات لسوريا بصفة عامة .
لكن جمعية إحياء التراث وعدد من المبرات في الكويت وأيضا في قطر والبحرين تجمع ذلك جهرا دون إخفاء بعلم الجهات المسؤولة في تلك البلاد ، وكلها طرق موصولة لتحصيل المقصود بإذن الله .
وهذا رقم الأبيان لجمعية إحياء التراث في بيت التمويل الكويتي وهي من أقوى الداعمين :
KW29KFHO 0000000000011020882396
وبعد التحويل أرسل فاكس بالمبلغ على : 0096525319459
الذين يتحسسون من هذا الموضوع الدولة تدعم بكل قوه وتنادي بدعم الاخوه في سوريا
على راسهم سعود الفيصل في موتمر تونس وغيره والمشايخ ينادون على القناوات في كل
يوم بتقديم يد العون للمعارضه السوريه فلايوجد داعي للتخوف من الدعوه لدعم الاخوه في سوريا
ihj vHs; Hrfgi HgthW slhpm hgltjd