كان لنا السبق في كل شي ولاكننا افلتنا زمام الأمور فاصبحنا تبع لغيرنا ونحن من بداء بهاه ولعلي في هذا التقرير المختزل اتذكر اين كنا وكيف اصبحنا وليس لى جدوى الا تذكر الماضي لعلي اجد به سلوه وأتي على بعض من
العلوم الكونيه ونشأتها وترجمتها واشهر المترجمين والمنشغلين بها فقد كانت تسمى علوم الفلسفه والحكمه وتشمل اربعة علوم وهي :
المنطق - والطبيعيات - والرياضيات - والآلهيات وتشمل الطبيعيات علم الطبيعه والكيمياء وفن المواليد الثلاثه والطب والصيدله والفلاحه
وتشمل الرياضيات علم الحساب علم الجبر وعلم الهندسه وعلم الآلات (الميكانيكا) وعلم الفلك الشامل للهيئه والتنجيم ومن متعلقاته علم الجغرافيا الرياضيه ويلحق بهذه العلوم علم السياسه وتدبير المنزل والمال وعلم الأخلاق وفنون الموسيقى
وتشمل الألهيات علم ما ورى الطبيعه من الروحانيات والمدركات العقليه كالبحث عن صفات الخالق والقوى النفسيه والجن والملائكه ونحو ذلك
وهذه العلوم فطريه في الأنسان من حيث انه متفكر وهي لا تختص بها امه دون اخرى فكان الاشتغال بها ضروريآ لكل امه اصبحت ذات حضاره
ولذا فقد ترجم المسلمون بعضها في عصر بني اميه واستقدم المنصور العباسي كثير من الأطباء والمترجمين فترجمو له كتب اليونان والفرس والهنود في الطب والفلك والسياسه وفتر بعده أمر الترجمه الى ان جاء عصر الرشيد والبرامكه فحثو العلماء على ترجمة اليونانيه وصححو بعض ماترجم في عصر المنصور
ثم جاء عصر المامون فزخرت بحور الترجمه وبعث الى بلاد الروم جماعه من المترجمين كأبن البطريق وسلم صاحب بيت الحكمه والحجاج بن مطر وحنين بن اسحاق فأختارو كتب حملوها الى بغداد وترجمت وتعلمها الناس وصححو اغلاطها واستدكو عليها ولم يمض قرن من تأسيس الدوله العباسيه حتى برع المسلمون في هذه العلوم كلها وظهر بينهم من الحكماء والفلاسفه من كاد يلحق فلاسفة اليونان ومن هؤلا فيلسوف الآسلام والعرب ( ابو يوسف يعقوب بن اسحاق بن الصباح الكندي ) وتلميذه احمد بن الطيب السرخي وبنو موسى بن شاكر محمد واحمد والحسن اشهر رياضي العصر وأول المخترعين من المسلمين في الحيل والهندسه ومحمد بن موسى الخوارزمي مخترع علم الجبر والمقابله ومذيع الحساب الهندي بين العرب .
ثم ذهب طور الترجمه والتصحيح وتلاه طور التاليف والتكميل والأختراع فأبدع فيه كل الابداع ابو نصر محمد بن طرخان الفاراني الحكيم الكبير مخترع الة الطرب المسماه بالقانون والتي استنبط الأفرنج منها ألة البيانو وتوفي سنة 339هـ
وايضآ ابو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب الكيميائي الشهير المتوفى سنة 164هـ
والشيخ الرئيس حكيم المشرق ابو علي الحسين بن سينا المتوفى سنة 448هـ
وابو الريحن احمد بن محمد البيروتي الفلكي الرياضي المقوم والذي توفي سنة 430هـ
وكان لدولة الفواطم في مصر اشغال بهذه العلوم واشتهر في دولتهم في الفلك والرياضيات ابن يونس وفي الطب بن رضوان وغيرهما
ولم يعن اهل الأندلس بهذه العلوم عناية اهل المشرق واشهر من نبع منهم فيها ابو الوليد القاضي احمد بن رشد وابو القاسم الزهراوي
وما نراه الأن من حضاره في الغرب هو اقتباس من هؤلا العلماء حيث اضعنا علومهم وتعبهم وابحاثهم التي امضو فيها سنين طويله واستفاد منها غيرنا ونحن توجهنا الى ما لا فائده منه ومع الانفتاح العلمي الذي نعيشه الأن الا اننا لازلنا في غفلتنا فبعضنا منشغل بكرة القدم والبعض الأخر منشغل في امور تافهه مثل مزاين الأبل والمزايدات الفارغه والبعض الأخر يكدح ويتعب ويذل نفسه امام الحكام لكي يحصل على ختم شيخ وما تبقى من المجتمع فهو في نوم سبات تحت تأثير المخدرات والمغيبات العقليه ولا تجد من يجاهد في التحصيل العلمي الا قله من الشباب واغلبهم لايريد من الشهاده تحصيل علمي وانما لكي يكسب بها مردود مالي كوضيفه وغيرها
وفي خضم هذه الغفله نجد ان من يساعد على بقائها اطول مده هم اصحاب القرار فقد وفره التسهيلات لقنوات التخلف من قنوات شعريه ورياضيه وغنائيه وزادة هذه القنوات الطين بله
انا لم اكتب ما كتبته شماته او تنصل من المجتمع ولاكنني منغمس في هذه الغفله كغيري واردت ان انفس عن ما احس في نفسي وحولي من غفله والعالم من حولنا تتسارع به الخطاء الى الآمام ونحن تتسارع بنا الخطاء الى الخلف
ارجو ان اكون اصبة بما كتبت وعذرآ على الأطاله
اخوكم نياف عريمط الغنامي
hgug,l hg;,kdi