متابعة الجمعة 08 رجب 1429 العدد 13070
شبابنا وأوكار التفخيخ من الاستراحات إلى شبكات الإنترنت ثم مخططات تدمير بلادنا
الاهتمام بشؤون المرأة طغى على مناقشة أسباب الإرهاب والانحراف الفكري عند الشباب
أعد التقرير: خالد الفاضل
كنت قد كتبت مقالة قبل عدة أشهر في
جريدة (الجزيرة) الموقرة تحت عنوان (تفاصيل ومراحل تجنيد الإرهابيين في المملكة عبر شبكة الإنترنت) ولاقت بفضل الله تعالى استحسان الكثير من المهتمين في هذه القضية لاسيما ونحن ما زلنا نعاني من الإرهاب الذي عاشته هذه البلاد حفظها الله تعالى وأدام عزها وذخرها، لاسيما بعد صدور بيان وزارة الداخلية الأخير والذي جاء ليؤكد خطر تنظيم القاعدة على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية. ولعل الكثير يتساءل كيف تم تجنيد هذه الأعداد وكيف كيف جمعت هذه الأموال وكيف يتم التنقل إلى غير ذلك من الأسئلة المهمة والتي تحتاج إلى إجابة واضحة أحاول أن أتلمسها في هذا التقرير..
والحقيقة أن موضوع تجنيد الشباب للخلايا الإرهابية موضوع حساس وقوي وللأسف الشديد أن من خرج عبر وسائل الإعلام وكتب المقالات لم يتطرق إلى الأسباب الحقيقة في كيفية انخراط شبابنا ضمن الخلايا الإرهابية حتى أصبحوا وقوداً للعمليات الانتحارية وضحايا لفتاوى التكفير والخروج على ولاة الأمر، بل إن الكلام لا يعدو أن يكون من باب الاستنكار لهذه الأعمال دون الوقوف على أصل هذه المشكلة وعلاجها بينما نجد الاهتمام البالغ وإقامة الندوات والمحاضرات والتفصيل في لباس المرأة وما يتعلق بذلك من (صبغات للشعر والميش والكعب العالي والتوكة والبكلة واللباس الضيق والعباءة هل هي مخصرة أو غير مخصرة والتحدث عن أنواع الكريمات المرطبة والمبيضة وغير ذلك والتي أشبعت طرحاً عبر وسائل الإعلام) وكأن القضية اليوم هي قضية شؤون المرأة، وهذا ليس تهميشاً وتساهلاً في شأنها ولكن الاستنكار في المبالغة في هذا الأمر وترك الجانب الفكري الذي يهدد استقرار أمن البلاد حكاماً ومحكومين لذا نجد أن الكثير من الآباء والأمهات بل والمربين في سلك التعليم لا يعرفون تلك الأسباب التي تهدد أبنائهم وأبناء المجتمع كي يحذروا منها ويتم تحصين الأبناء من الوقوع في مستنقعات التكفير والتفجير.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع ولحاجة الناس بشكل عام لمعرفة هذه الأسباب استعنت بالله جل وعلا في بيان ذلك نصحاً لله ولرسوله ولعامة المسلمين.
1- جماعة التبليغ والاستراحات وتجنيد الشباب.
قبل أن أبدأ بالتحدث عن جماعة التبليغ وخطرها على أمن واستقرار الدولة أنقل لكم كلاماً للشيخ صالح الفوزان ذكره أثناء قيام الفئة الضالة بالتفجيرات، حيث سئل فضيلته ما نصه: الجماعات المعاصرة هل لها دور فيما يحدث في هذه البلاد من التفجير والتكفير؟
فأجاب بقوله: نعم: الشر أول ما يبدأ صغيرا ثم يتطور.. إلى أن قال: لما انحازوا إلى الحزبيات وإلى الجماعات وإلى التفرق والاختلاف حصل ما حصل، ونخشى ولا حول ولا قوة إلا بالله أن يزيد هذا الأمر، ولكن لعل الله أن يهدي شباب المسلمين فيرجعوا إلى الصواب ويتركوا الحزبيات والجماعات والتفرقات، ويكونون جماعة واحدة، ويكونون حزبا واحدا هم حزب الله وجند الله عز وجل، انتهى كلامه حفظه الله.
وأقول: إن بلادنا كغيرها من البلاد الإسلامية التي غشيتها الجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وقد بين العلماء حقيقة هذه الجماعات الإسلامية وخطرها على أمن واستقرار البلدان الإسلامية بشكل عام وبلادنا بشكل خاص، وجماعة التبليغ تعتبر بوابة من بوابات التجنيد لتنظيم القاعدة في بلادنا وبعض البلاد العربية الإسلامية.
وليس صحيحاً من يقول إن جماعة التبليغ لا علاقة لها بالقضايا السياسية ولا بالخروج على ولاة الأمر ويصفهم بأنهم دراويش لا يفقهون إلا الدعوة فقط، ومن يقول ذلك فهو حقيقة لا يفقه عن هذه الجماعة، فإن من يتابع المطلوبين أمنياً أو الذين خرجوا لساحات القتال في أفغانستان أو العراق أو من قاموا ببعض العمليات الانتحارية يجدهم قد انطلقوا من جماعة التبليغ ومن استراحاتهم ومخيماتهم ولعلي أذكر بعض النماذج عن ذلك/ فمصلح الشمراني الذي اشترك في تفجيرات العليات بمدينة الرياض عام 1416هـ كان من جماعة التبليغ ثم سافر لأفغانستان وعاد إلينا بثقافة التكفير والتفجير كما اعترف هو بنفسه عبر وسائل الإعلام، والقيادي البارز في تنظيم القاعدة بأفغانستان محمد جعفر القحطاني الهارب من سجن باجرام بأفغانستان كان من ضمن جماعة التبليغ (الأحباب) انظر جريدة الوطن عدد 2411 بل استراحة الدريهمية في مدينة الرياض والتي كان يجتمع فيها التبليغيون في مدينة الرياض خرج منها مجموعة من الشباب كانوا يتدربون على الأسلحة الرشاشة في الثمامة عن طريق أحد قيادي التنظيم وأحدهم قتل نفسه في إحدى المواجهات الأمنية في مدينة الرياض، لذا ذكر الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ما نصه: وحسبما بلغني عن بعض الثقات أنهم يرون أن لا طاعة لولاة الأمور عليهم.. إلى أن قال: ولذا يعرف عن هؤلاء أنهم يتربصون بالحكومة السعودية.. ص20، ولجماعة التبليغ في بلادنا استراحات ومخيمات يجتمعون فيها بشكل أسبوعي وشهري وسنوي في شتى مناطق المملكة وينشطون في الإجازات الصيفية بإقامة المخيمات وأذكر على سبيل المثال لا الحصر (استراحة الدريهمية) بجنوب مدينة الرياض فقد كانت هذه الاستراحة والتي أعتبرها (استراحة تفخيخ العقول قبل الأجساد) تفتح أبوابها كل يوم ثلاثاء لاستقبال حدثاء الاستقامة من الشباب ويتم استضافة أحد الدعاة والذين يغلب عليهم التنظيم الحركي، وفي الوقت نفسه يوجد سماسرة من أفراد قادة التنظيم القاعدة لاصطياد الشباب داخل هذه الاستراحة، فيتم اختيار الشباب بدقة وبخاصة إذا كان صاحب بنية جسمية ويرى عليه الاهتمام البالغ في الدعوة بالإضافة إذا كان صاحب سوابق ماضية سيئة، فيتم فرز كل من يصلح لقضية الجهاد والتجنيد وتخصص لهم لقاءات خاصة خارج الاستراحة ويتم وضع شخص (أمير) عليهم فيلقي عليهم الكلمات الوعظية وإعطائهم الأشرطة الإسلامية (الجهادية) وخاصة التي تتحدث عن قضايا الأمة الإسلامية والتي تتحدث عن الجهاد بشكل عام حتى يتمكن منهم ومن ثم تبدأ مرحلة الوضوح والصراحة بنصرة إخوانهم المسلمين في العراق أو أفغانستان، وإذا تغلغل ذلك حولوا من الجهاد داخل العراق إلى داخل هذه البلاد. وقد تعرفت على بعض الأشخاص من تلك الاستراحة حيث تم تدربيهم على الأسلحة الرشاشة خارج منطقة الرياض لأجل الاستعداد للجهاد وشخص من تلك الاستراحة قتل في إحدى المواجهات الأمنية وبعض من الدعاة الذين كانوا يرتادون تلك الاستراحة وهم دعاة للأفكار المنحرفة الجهادية، هم في قبضة رجال الأمن اليوم، ومن يقرأ ويتابع سير الذين يخرجون لساحات القتال في العراق أو أفغانستان يجد بعضهم كانت بدايته مع جماعة التبليغ.
وتجنيد الشباب لتنظيم القاعدة في بلادنا وفي بلاد المسلمين هي من صميم فكرة الإخوان المسلمين قديماً وليست وليدة الساعة فقد قال علي العشماوي المسئول عن التنظيم الخاص للإخوان المسلمين تحت قيادة سيد قطب مؤلف كتاب التاريخ السري للإخوان المسلمين:
وبدأ العمل في تجنيد مجموعات جديدة من الشباب المتحمس للإسلام، وكان من أقرب المجوعات إلينا، تلك المجموعة المندمجة في جماعة (الدعوة والتبليغ) وكان من السهل إقناعهم بأننا نعطيهم أكثر، وأن هذا هو الخط الإسلامي المتكامل الذي ينبغي أن يسيروا فيه، انظر ص99-100
وقال أيضاً: وكان اقترابي منهم إلى حدٍ كبير لمجرد أنهم (حقل جيد) يُعد الشباب الذي أريد، واقتطفت منه ما أشاء من الأخوة في تنظيمنا، وأكمل لهم فكرهم حسب خطتنا وحسب فكرنا المتكامل. انظر ص100
قلت: أليس هذا أقرب دليل على ما تقوم به الجماعات الإسلامية في بلاد المسلمين عامة وبلادنا خاصة، ألم يحن الوقت لمراجعات واقع المخيمات التي يديرها ثلة من جماعة التبليغ المنتشرة اليوم وبغفلة من الجهات المسؤولة والمعنية بهذا الأمر؟
2- التسجيلات الإسلامية والتعبئة الجهادية.
لا شك أن بلادنا الإسلامية هيأت كل سبل الدعوة وسهلت الكثير من المناشط الدعوية والعلمية وهذا فضل الله علينا وعلى هذه البلاد المباركة، ولكن هناك من يصطاد في المياه العكرة ويدس السم في العسل ويمرر كل ما يريده لإضلال شبابنا وشباب المسلمين (تحت شعار الدين)، فمثلاً الكثير من التسجيلات الإسلامية تحتوي على أناشيد جهادية حماسية ثورية، تنادي بالجهاد وبعصيان ولاة الأمر وبعضها يقرر العمليات الانتحارية، وتحتوي هذه الأناشيد على هدير الرشاشات وصوت التفجيرات وقصف الطائرات والصراخ وتكبير المقاتلين، بل بعض هذه الأناشيد الجهادية هي تلك الأناشيد التي دمجت مع وصايا من قام بتفجيرات شرق مدينة الرياض والمحيا فمن الأشرطة الجهادية التي تباع اليوم في التسجيلات الإسلامية والتي لا يتحدث أصحابها عن شروط الجهاد وضوابطه الشرعية بل يتحدث أصحابها عن فضل الجهاد والقتال في سبيله وتساهم بشكل غير مباشر في تغذية الأفكار المتطرفة كالأشرطة التي تتحدث عن غزوة أحد وبدر ومعركة حنين والقادسية وفتح سمرقند، وهذا ليس اعتراضاً عن التحدث عن هذه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده المبارك ومعرفة سير الجيل الأول من الأمة بل إن هذه العناوين عبارة عن غطاء يتستر المحاضر من خلاله حيث ينطلق في المحاضرة إلى ربط الشباب بما يحصل الآن في العراق وأفغانستان وتعداد فضل الجهاد وفضل الشهيد... وهذا الذي يريده الشباب وهذا الذي يجعلهم يتسابقون إلى ساحات القتال، وإلا لو كان في هذه الأشرطة فضل الجهاد والشهادة في سبيله ولكن قيد بشروط وأصول الجهاد لما رأينا شباب هذه البلاد في تلك الدول يقاتلون.
بل رأينا أن الكثير من الأشرطة التي توزع بالمجان هي من هذا النوع.
بل إن أحد الدعاة له أشرطة يتحدث فيها عن الجهاد وشريط آخر يثني فيه على أسامة بن لادن ومصرحاً بذلك.
وهذه الأشرطة تشحذ الهمم وتؤزر الشباب للإقدام للبلاد التي يحصل فيها قتال للانخراط مع الجماعات المسلحة ومن ثم يعودوا إلينا جاهزين للقيام بأي عميلة تطلب منهم أو يتم تجنيدهم هنا إذا لزم الأمر كما حصل لبعض الشباب.
ومما يدل على أن شباب هذه البلاد مقصود بالغزو الفكري من أصحاب المناهج الحزبية والحركية، أن الكثير من التسجيلات الإسلامية لا تبيع الأشرطة التي فيها تحذير من العمليات الانتحارية وتحذير من دعاة الضلال كأسامة بن لادن والمسعري والفقيه والظواهري، ولا تبيع الأشرطة التي فيها التحذير من الذهاب للجهاد في أفغانستان أو العراق وتحذير من الجماعات الوافدة باسم الدعوة كالتبليغ والإخوان المسلمين، وغيرها من الأشرطة التي تأبى وترفض بعض التسجيلات الإسلامية بيعها ونشرها للشباب والسبب لأن ذلك يخالف المنهج الذي يسيرون عليه والتزموا به وأخذوا العهد عليه.
ولذا أتحدى أي تسجيلات إسلامية في المملكة العربية السعودية التي تبيع الأناشيد الجهادية والمحاضرات الجهادية كالتي مر ذكرها أن تبيع الأشرطة التي فيها
كلام للعلماء في التحذير من أسامة بن لادن والظواهري والفقيه والمسعري وغيرها من الفتاوى المهمة في قضايا الأمة.
3- تحذيرهم من العلماء الكبار أو من يفضح منهجهم وربطهم بصغار الدعاة أو من يوافقهم مناهجهم الباطلة.
وهذه من الطرق التي يسلكها منظرو الجماعات الإسلامية ومنظرو فكر القاعدة فهم دائماً ما يحذرون من كبار العلماء إما تلميحاً أو تصريحاً ويوصفونهم بأوصاف منفرة حتى يبتعد الشباب عن العلماء فيكون الشيخ هو شيخ الاستراحة أو المخيمات الذي يرى جواز الجهاد في العراق ويأتي لهم بأخبار المعارك في العراق أو أفغانستان أو ما يحصل من تمرد في الصومال وخروج في الجزائر وجواز سماع الأناشيد الإسلامية ويثنى على المجاهدين في العراق وأفغانستان وقادتهم فهذا هو الشيخ الذي يجب الأخذ منه ولزوم ركبتيه.
ولذلك هؤلاء يحرصون على تشويه صورة العلماء وطلبة العلم الذين يخالفونهم في طرقهم المخالفة للكتاب والسنة فتارة يتهمونهم بأنهم علماء سلطة وتارة يتهمونهم بأنهم لا يفقهون الواقع وتارة يتهمونهم بأنهم أعداء للدعوة وللدعاة وللجهاد وتارية يصفونهم عملاء للغرب والدول الأجنبية ويصفونهم بألقاب لأجل التنفير منهم وحتى لا يغتر الشباب بهم بزعمهم.
4- نشاطهم يتحول من المدن إلى القرى.. حسب الظروف المحيطة بهم.
تنظيم القاعدة مازال يحرص على اجتثاث أفراد المجتمع ويعمل في الإمكان التي تقل فيها المراقبة الأمنية ويضعف فيها الجانب الفكري خاصة بعدما تلقى الكثير من الضربات الاستباقية من قبل رجال الأمن بتوفيق الله تعالى واليوم يتوجه إلى القرى والإمكان البعيدة عن المدن المكتظة بالسكان، فهم يحرصون على تجنيد الشباب وخاصة صغار السن وحدثاء الاستقامة ويركزون تركيزاً أولياً على العاطلين والتعبئة النفسية والتدريب على السلاح.، بحيث يستغلونهم نظراً لواقعهم الذي يعيشونه وبهذا يسهل التجنيد لاسيما وأن محاربة الأفكار المتطرفة تقل في القرى بشكل كبير وهذا يسهل عميلة التجنيد، وأيضاً يكثر نشاطهم في المدن وخاصة الإمكان التي يسكن فيها الأثرياء والأحياء الراقية، فيسعون للتعرف على أبناء تلك الأحياء في المساجد وتكون البداية بتقديم هدية عبارة عن شريط (إسلامي) يتحدث عن واقع المسلمين في البلاد التي فيها معارك كالعراق مثلاً بعد ذلك يتم إقناعهم بمساعدة المجاهدين في الخارج وتأمين احتياج أسرهم، حتى يتمكنوا منهم بهذه الطريقة.
بالإضافة أنه عند القيام بعملية انتحارية أو هجوم مسلح يقوم به تنظيم القاعدة في أفغانستان أو العراق أو في أي مكان تتواجد فيه هذه التنظيمات يقوم الإعلاميون لتنظيم القاعدة بنشر هذه الأخبار عبر شبكة الإنترنت وأخص بالذكر موقع الساحات السياسية وموقع أنا المسلم وغيرها من المواقع التي تخدم مصالح تنظيم القاعدة وفي المواقع المهمة والتي يتواجد فيها أكبر عدد ممكن من الناس فيقومون بنشر صور الهجوم وكتابة التقارير الخاصة بها، فينتظروا المؤيدين لهذه الأعمال في داخل الدولة السعودية أو في خارجها بعد ذلك تتم مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني للمشاركة في مساعدة الأخوة المجاهدين ولو بنشر أخبارهم وشيئاً فشيئاً حتى يتم تجنيد البعض بهذه الطريقة ومن ثم يخيرون بين الجهاد في العراق أو أفغانستان أو الجهاد في داخل المملكة العربية السعودية.
6- محاضرات وأناشيد الجهاد تقام في شقق مفروشة؟
فإذاً متى تقام هذه المحاضرات والأناشيد وأين؟
.
بل إن الشيخ ناصر العمر يقول مخاطباً حكام المسلمين كما هو منشور عبر موقعه (المسلم): (هل تتصورون أنكم في سجنكم للدعاة، أو في قتل الدعاة، أو في تشريد الدعاة تحققون أهدافكم؟! لا والله، إن من خلال التجارب في السنوات الماضية ثبت عكس ذلك تماما؛ فإن السجون مدرسة الدعاة، مدرسة لتمحيص الدعاة، ولإخراج الرجال).
وتحت عنوان رسائل إلى المجاهدين في أنحاء العالم وخص جبهة الإنقاذ حيث يدعوهم للصبر بقوله: (صبرا إخواننا في الجزائر، هذا طريق الدعوة، لا بد من الجهاد، لا بد من التحمل).
وقال: لا يمكن أن يحدث هذا بدون تضحيات، فصبرا.
ولا نستغرب أنه جاء ذكر شيخين من رموز الصحوة هما سلمان العودة وسفر الحوالي في المملكة العربية السعودية في كتاب إدارة التوحش الذي جاء ذكره في بيان وزارة الداخلية حيث جاء في نفس الكتاب (أن التيارات التي وضعت مشاريع مكتوبة وتصلح للنقاش لما لها من واقع عملي، هي خمسة تيارات:
(1) تيار السلفية الجهادية.
(2) تيار سلفية الصحوة الذي يرمز له سلمان العودة وسفر الحوالي).
وقد سبق هذا الكتاب فارس الزهراني أحد عناصر تنظيم القاعدة في بيانٍ صوتي له مشهور.
9- كلمات خطيرة لم يتم التراجع عنها؟
هناك الكثير من الكلام الخطير الذي مازالت تؤجج مشاعر الشباب والذي لم يتراجع عنها أصحابها وهي موجودة عبر شبكة الإنترنت ففيها التحريض والتكفير الشيء الكثير وأورد بعضها لضرب الأمثلة فقط.
وكيف لا نستغرب من وجود الكم الهائل من الخارجين عن الطاعة والذين يريدون سفك الدماء والتخريب والإفساد يجدون مثل هذا التوجيه في تأجيج مشاعرهم نحو المجتمع والدولة.
نستغرب عند سماع بيان لوزارة الداخلية وبث الصور، الكم الهائل من جمع الأموال التي بحوزة تنظيم القاعدة، كيف وصلت لهم وكيف تم جمعها ومن يساندهم في ذلك.
ولذلك نقول: إن جمع هذه التبرعات يمر بعدة طرق فمن تلك الطرق.
3- طلب دعم الفقراء والمحتاجين في الداخل بأشياء عينية كالثلاجات والأفران وغرف النوم والمجالس والمكيفات، وإذا تم جمع أكبر عدد ممكن من هذه العينات تم بيعها وتحويلها لتنظيم القاعدة في الداخل أو في الخارج.
هذه أغلب الأساليب التي يتم فيها تجنيد الشباب في دولتنا المباركة وجمع التبرعات وتعبئة الشباب مما يعني أننا مازلنا نعاني وسنظل نعاني مادام الوضع بهذه الصورة فنحن بحاجة إلى أن تطرح الحلول لاجتثاث هذا الفكر من منابعه الأصلية، سائلاً الله أن يحمي قيادة هذه الدولة وشعبها وكل مخلص ومحب وأن يرد كل من أراد بنا وفي بلادنا شراً.
;ghl o'dv kav td [vd]m hg[.dvm hkrgi g;l ,r] p`tj kwt hglrhg o,th lk