طب القلوب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ألهمتني كثيرا برامج تلفزيونية و انا أحاول تجميع أفكاري حول النفس البشرية و عيوبها لذا سأنسب الجمل المفيدة إلى أصحابها .
تعلمت من أحد الدكاتره أن ( الإدراك نصف التغيير ) و قلت في نفسي آن الآوان أن يتغير الناس من حولي و العالم أيضا , حتى استمر د . الفقي في الكلام و قلت في نفسي لا أنا التي لازم أن تغير نفسها , حبا لنفسي كما أختار لها افضل الثياب اختار لها أفضل الأخلاق و السلوكيات و الصاحبات .
و تذكرت قول أحد الصحابة بعدما رجع المسلمين من أحد الغزوات فقال : رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر , فلما سئل ما هو الجهاد الأكبر قال : جهاد النفس .
دائرة تدور في بعض المجتمعات في التماس عيوب الآخرين و الغفلة عن عيوب النفس و أحيانا التماس العيب للبراء منها . إنها الطريقة الأسهل للتخلي عن مسئولية الفرد عما يحصل في حياته و الأحداث من حوله .
دائرة تدور عكس اتجاه دوران الطواف حول الكعبة , عكس دوران الكواكب حول الشمس , إلى أن يتوقف أحدهم و يعزم على نفسه انه مسئول عن التغيير و ليس له السيطرة على الآخرين و المشي ورائهم كإمعة وله الإلهام و التحفيز .
تعلمت من الشيخ د . يوسف القرضاوي أن أمراض النفس من كبر , حسد, رياء , نفاق و عجب أكثر خطرا من الأمراض العضوية و الإنسان قادر على تغيير نفسه إن عزم و صدق .
الإنسان خلق من أجل التغيير التدريجي المعتدل فمنذ ان خلقه الله من نطقة تنتقل من طور إلى طور و و حين يولد المولود يتغير تكوينه بيولوجيا و نفسيا و إدراكيا , و لا أدري ما الذي يوقفنا كبشر عن التغيير هل هي مشاكل الحياة و الإحباطات , الغفلة , اليأس , العالم ...
مع ذلك الكثير أدركوا حقيقة حب النفس , ليس في العجب و الكبر و الرياء إنما في سعيها للخلاص من هذه السلبيات التي ليس لها وزن إلا في النار في اليوم الآخر
اليوم الآخر أيضا ليس ثابت على حال من البرزخ – الحشر – الحساب – الصراط – إلى جنة أو نار
و الجنة في نعيم يزيد و لا ينقص لا ملل فيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و إلى ما لا نهاية .
السكون يخالف طبيعة الكون و إن لم اتغير للأفضل سأجمد مكاني على أحسن الأحوال إن لم أنزلق للأسوء
و قد شرح الشيخ القرضاوي أن المعاصي نوعان :
معاصي جوارح : كالتي وقع فيها سيدنا آدم عليه الصلاة و السلام , ضعف في نفسه و نسي , و توجه إلى الله فألهمه الاستغفار و تاب عليه
معاصي قلوب : مثل إبليس الذي عصى أمر الله كبر في نفسه و عجب و لم يؤنبه ضميره و لم يطلب التوبة
فمعاصي القلوب أشد ضررا
و السبيل إلى إصلاح النفوس كما ذكر الشيخ :
1 – العلم – اعرف نفسك و اعرف عيوبك و اشتغل بها عن عيوب الناس . يرى أحدكم القذى في عين أخيه و لا يرى الجذع في عينه .
2 – الإرادة و الصبر , فتهذيب النفس مثل الرياضة البدنية بحاجة إلى مداومة و لا يظن الإنسان أنه وصل إلى التمام و الكمال فهو دائم مقصر في جنب الله
3- الاستعانة بالصالحين
ملهمة جدا هنا مقولة د . إبراهيم الفقي ( رأيك في لا يؤثر علي ) يعني امنع الآخرين من التأثير السلبي عليك فهناك من يوظف نفسه في إحباط الاخرين و إشعارهم بالضعف و عدم القدرة و تذكيرهم بالأخطاء الماضية لمحاولة إبطائهم و من منا ليس له أخطاء بداية فلا يكن ذلك هو العائق امام التغيير للأحسن .
تابعت البرامج الغير عربية التي تتعامل مع جمهور حي يتكلمون و ينصحون و يضعون برامج و خطوات لكل فرد و أسرة على حسب .. كل كل وسائل الإصلاح التي يتكلمون عنها و بدأوا بتطبيقها فعلا سبق إليها القرآن الكريم و سبقت إليها السنة الفعلية لحبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم .
دلالة , مثلما شكل الله النفس من طين و روح , جمع فيها الشهوة و الكبوة , المشاكل و الحلول , السلبيات و الإيجابيات , و على الإنسان مسلم أو كافر أن يفكر و يريد و يختار ما يجلب له سعادة في الدنيا و الاخرة إن كان مؤمنا بالله .
الآخرة التي غفل عنها الغير مؤمن بالله . و لكن أليس عين المؤمن في رأسه مثل عين الكافر في رأسه , لهما نفس التكوين البيولوجي و الوظيفة بفارق استخدام هذه الجارحة ومشاعر القلب خلف هذه الجارحة و العقل المحرك لهذه الجارحة .
فلماذا تقدموا هم و تاخرنا نحن و نجحوا في حكم العالم , و حكمناه زمنا ثم تخلينا ؟!!
العين مثلها مثل النفس واحدة خلقها الله في كل البشر , و نرى الكافر يسلم و نرى المسلم يكفر و ينافق لما ؟؟!!
إنه اختيار الإنسان , الحرية التي أعطاها الله إياها في الحكم على نفسه وفق منهج الله في افعل و لا تفعل أو تركها لمنهج آخر لم يصدر من خالقها أو لهواها . فبائع نفسه او معتقها .
علاوة على أن وجود نموذج حي يقتدى به لا يهدف طلب عيوب الاخرين و لكن يهدف إلى جعل الاخرين جمهور يرى فعله و قوله الصدق في تحويل السلبي ايا كان إلى ما يقابله من إيجابية و مسئولية و قوة .
و لن يصل إلى الكمال بشر و لكن سلوك الصراط المستقيم هو الذي لا بد منه
أسميت عنوان موضوعي طب القلوب لأني وجدت استفادة من كتاب ابن قيم الجوزية ( طب القلوب )
و القراءة أسهل من الفعل و لكنها العزيمة إن شاء الله و طلب ما عنده من رضوان
تحيات
@حر نجد@
'f hgrg,f >>>>>>>>>>>>>>>>****