مع الأسف نرى بعض الناس تخرج معه زوجته أو بعض اهله متبرجة سافرة متكشفه متعطرة وكانها في حفلة زفاف وهو معها بلا حياء ولا خجل ولاغيرة ولارجولة فالله المستعان
والناس من اليمين والشمال ينتهكون عرضه بأعينهم وهو يمشي كالأعمى الأصم لايتمعر وجهه غضبا ولاحياءا وقد لبس لباس الدياثة والخزي والعار
فاي ذكر هذا واي كائن من المخلوقات هذا الذي يرى الرجال تتلذذ أعينهم وعقولهم بأجساد محارمه وهي تلبس العبائة المخصرة والبنطال الضيق واللبس العاري المخزي
وبعض الناس أيضا مع الأسف تخرج زوجته أو أحدى محارمه يديها أو قدميها فيتبين لونها وبياض بشرتها فينظر فيها كل من رآها وقد يقول بينه وبين نفسه بلسان الحال سبحان من أعطى هذا النكرة تلك الزوجة
وبعضهم يسمح لزوجته أن تباسط البائع وتجادله وتكاسره في السعر وهو فاغرا فاه كالأبله فلا غيرة ولارجوله فالى الله المشتكى
ناهيك عمن يرمي زوجته أو احدى محارمه في السوق بين الباعة من الرجال والمعاكسين ويأتيها في آخر اليوم لياخذها فمن أي الكائنات هؤلاء الناس
ألم يسمع هذا حديث نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال ( ثلاثه لا ينظر الله إليهم يوم القيامه : العاق لوالديه والمرأه المترجله والديوث ) صحيح الجامع . والديوث هو الذي لا يغار على اهله ومحارمه
وقد بلغ ديننا الغاية في حفظ الاعراض والغيرة على المحارم فقال صلى الله عليه وسلم ( من مات دون عرضه فهو شهيد ) فهكذا يجل الإسلام الرجل الغيور .
ان ضعف الغيرة علامة على سقوط الرجولة بل على ذهاب الديانة ولذا كان ضعيف الغيرة يُذمّ حتى قيل :
إذ لا تغارُ على النساءِ قبائلُ
يوم الحفاظِ ولا يَفُون لجـارِ
حتى أن بعض الناس الآن كان المشركون في الجاهلية أكثر منه غيرة ورجولة
فمن مكارم الأخلاق التي كان الجاهليون يتصفون بها غيرة الرجل منهم على محارمه حتى قال قائلهم :
اصون عرضي بمالي لا أدنسه
لابارك الله بعد العرض في المال
وقد طلق اعرابي زوجته عندما رأى أناساً ينظرون اليها فعوتب في ذلك فقال
واترك حبها من غير بغض
وذلك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب ولغن فيه
الا ليت شعري ماذا احدثنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
واليكم بعض النماذج لغيرة الصحابة والسلف الصالح على اعراضهم لعلها توقض من كان في قلبه غفلة
دخل سيدنا علي أبن ابي طالب رضي الله عنه على زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين فوجدها تستاك اي تستعمل السواك فقال ممازحا وكأن السواك رجل يخاطبه
ظفرت ياعود الأراك بثغرها
ما خفت ياعود الأراك أراكا
لو كنت من أهل القتال قتلتك
مافاز مني ياسواك سواكا
وفي الصحيحين من حديث المغيرة بنِ شعبةَ قَال : قَال سعد بن عبادة : لورأَيت رجلاً مع امرأَتي لضربته بِالسيف غير مصفحٍ عنه ، فَبلغ ذَلك رسول الـلّه صلى اللـه عليه على آله وسلم فَقَال : أَتعجبون من غيرة سعد ؟ فَوالـله لأنا أَغير منه ، والـله أَغير مني
وإلى كل رجل وامرأة أسوق هذه القصة التي رواها الحافظ بن كثير في كتابة المنتظم قال : تقدمت امرأة إلى قاض فادّعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكر، فجاءت بمن يشهد لها بالصداق، فقال القاضي: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم هل هي الزوجة أم لا. فقال الزوج : لا تفعلوا، هي صادقه فيما تدعيه . قال ذلك حتى يصون زوجته من أن ينظر إليها غير ذي محرم فقالت المرأة حين عرفت أنه أقرّ ليصون وجهها:"هو في حل من صداقي في الدنيا والآخرة"
تلك هي غيرة الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح على زوجاتهم وأخواتهم التي نفتقدها حقا في حياتنا المعاصرة نسأل الله عز وجل أن تكون مثل هذه الغيرة في رجال اليوم الذين يسير أحدهم كالطاؤوس بجانب زوجته المتبرجة تنظر إليها العيون وتشتهيها النفوس دون أن تطرف له عين أو تتحرك فيه غيرة
نسأل الله تعالى أن نعود لديننا عودا أحمدا
هو ولي ذلك والقادر عليه
dhlk ov[j .,[ji h, hoji ljfv[i shtvi glh`h hvowj [s] lphvl;