السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بهجة مُعلنة
(1) قبل يومين ، أعلن المتحدث العسكري الامريكي في العراق عن مقتل أكثر من عشرة جنود في عملية ( انتحارية / استشهادية / ..... ) لا تهمني الصفة .. تهمني النتيجة !
وأعترف أنني أبتهج بمثل هذا الخبر ، بل أرقص طربا ً وفرحا ً .
وأجزم أنني لست وحدي الذي يمارس هذه البهجة ، أجزم أن ملايين العرب في تونس في القاهرة في الاردن في اليمن .. وحتى في قطر ( وهم يسكنون بجانب أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة ) يبتهجون أيضا لمثل هذاالخبر .
سيأتي إليك مثقف أنبطاحي متلبرل حديثا ً ، ليقول لك : من المخجل أن مثقف وشاعر وكاتب يبتهج لقتل الناس .. بل ويروّج لقتل المزيد ... ثم سيضيف بأسى وحزن تدرّب عليه في أفلام هوليوود : ألم تفكّر بعائلاتهم وأطفالهم ؟!
ولا تهتم لعويله الهوليوودي ، وقل له :
هؤلاء ليسوا " ناس " ولا بشر .. هؤلاء " جنود مارينز " تدربوا على القتل ، فإن لم يُقتلوا .. سيقتلون !
(2) والاعلام العربي ( الرسمي وغير الرسمي ) مليء بالكذب والنفاق .
لا تنتظر منه أن يقول لك : قامت " المقاومة العراقية الحرة الشريفة " بقتل عشرة جنود مارينز .
ولا تنتظر منه أن يقول لك : تم قتلهم بعملية " استشهادية " .
ولا تنتظر من المذيع أن يبتسم وهو يقرأ هذا الخبر ، بل هو " لاوي بوزه " كعلامة أستفهام تتساءل بحزن :
لماذا قُتل هذا " الآخـــر " ؟
و " الآخــر " هي المفردة الأكثر رواجا ً من المحيط الى الخليج ، ولكنهم يُصرون على أن لا يفرقوا بين " الآخر " الذي يأتي ومعه وردة أو دواء أو كمبيوتر ، أو رواية ، أو فكرة أنسانية رائعة تستحق أن يُحتفى بها وبصاحبها ، وبين " الآخر " الذي يأتي على هيئة " جندي مارينز " ومعه صواريخ توماهوك وكروز وتنتظره على الساحل حاملة طائرات بها من الاسلحة ما يكفي لمسح بلد من الخارطة !
(3) هل ستًصاب الادارة الامريكية بالحزن بسبب هذه البهجة العربية المعلنة ، وهي المشغولة بـ " دمقرطة " العالم العربي ، وايصال الديمقراطية حتى عتبة بيتنا في " رفحا " !.. ونحن مشغولون بعد قتلاها في العراق .
حسنا ً .. قولوا لهم : أن الديمقراطية لا تأتي مربوطة بحذاء جندي مارينز ..
من الممكن أن تأتي عبر دماء شابة أمريكية قتلتها جرافة أسرائيلية وهي تحاول منعها من هدم بيت فلسطيني .
من الممكن أن تأتي عبر فيلم لـ " توم هانكس " .
من الممكن أن تأتي عبر جمعية انسانية ( لا تحركها أيدي الساسة الخفيّة ) .
من الممكن أن تأتي عبر كتاب .. عبر قصيدة .. عبر علبة حلوى .. عبر دواء .. عبر فكرة ....
ولكنها من المستحيل أن تأتي عبر حاملة طائرات .
والآن .. لنعود لعد القتلى !
(4) أبتهجوا ..
منذ لحظات أعلن المتحدث العسكري الامريكي عن مقتل أربعة جنود مارينز !
شجرة !
قال لي " العصفور " :
عش بسيط ، على غصن شجرة جرداء ..
أجمل من قفص ذهبي !
(1) نَمَت وترعرعت في هذه الغابة
منحت العالم : الاكسجين ، والظل .. ولم تأخذ سوى ماء السماء وعلى أغصانها بنت العصافير أعشاشها ، وأغانيها .
ذات صباح :
أتى هدير الآلات السيئة ، وقام الغرباء بقطعها .
(2) هناك من يقول :
انها صارت طاولة اجتماعات ، طويلة وأنيقة ، يجتمع حولها مجلس ادارة نصفه من اللصوص !
وهناك من يقول :
انها صارت " هراوة " في يد شرطي !
وهناك من يقول :
أنهم صنعوا منها كرسي العرش في مملكة بعيدة .
وهناك من يقول :
انه تم تحويلها إلى " ورق " فاخر ، تستخدمه صحيفة رسميّة لتوزيع الكذب الرسمي !
(3) أبتسمت شجرة صغيرة ، وقالت لبقية الاشجار :
لا تخافوا ولا تحزنوا ، هي صارت أبهى وأنقى وأرقى من هذه الاشياء ..
صارت كراسي صغيرة وبسيطة في مقهى بسيط وحميم ، لا يأتيه سوى العُشاق الصغار .
قالوا بفرح : من الذي أخبرك بهذا ؟
قالت : العصافير .
(0) الحياة : شجرة !
.................................................. ...
يقال انه مقال تم منعه من النشر من قبل
خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن
للكاتب العملاق (محمد الرطيان)
السؤال الي يطرح نفسه لماذا منع من النشر ؟؟
الاسباب والدوافع : ابي رايكم المتصفح لكم
كل المحبه والموده لكم ..
ملاحظه لا اعرف تاريخ هذا المقال !!
ig j[h,. hg;hjf hgo' hghplv??!>