[tabletext="width:70%;"]
لا يوجد سبب بدون مسبب
بقلم / ليلى الشهراني
قرأت ردود فعل العلماء والمشائخ الفضلاء وبعض كتاب الصحف على أحداث معرض الكتاب الأخيرة , وكانت تلك الردود تجرم فعل هؤلاء وتصفه بالفوضى بل وهناك من طالب بمحاكمتهم وعقابهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
وما فعله بعض المحتسبون هناك هو فعل خاطئ ولن نبرر لهم ما فعلوه , ولكن لو تركناه هكذا وجرمناهم فقط فهذا ليس حلاً للمشكلة , فمن أوصلهم لهذه الحالة من الغليان هو الحالة التي تسبق كل معرض, والتي تسبقه عناوين صحفية كبيرة لاستفزاز من لا يستفز , فمثلاً تركز الصحف على موقف الإسلاميين حتى قبل أن يكون هناك موقف , عنوان يتحدث عن وكيل وزارة الإعلام وهو يتوعد المتشددين حتى قبل افتتاح المعرض وكأنه يقول (لو فيكم خير هاجموا المعرض) , وأخرى مشهورة برواياتها الإباحية تنتقد وبكل جرأة المتشددين أيضاً وأنه لا يمكن أن يقفوا في وجه معرض الكتاب ويصورون للناس بأن هناك مصيبة في المعرض الدولي , وتشحن تلك الكتابات قلوب الشباب المتحمس , فقبل أن نحاسب شاب على تحمسه لماذا لا نسأل أنفسنا سؤال : هل هؤلاء الشباب وحوش كما يصوره لنا إعلامنا الموقر ؟ هل هم بلا أحاسيس ؟ هل هم باحثين فقط عن التشدد والخشونة والغلظة ؟ واختصار لما مضى هل هم بشر ؟
نعم هم مثلنا بشر به تشكيلة عواطف يغضب ويفرح يحزن ويسامح , بل أن لهم قلوب ترققت بالقرآن , وغلظت بما يقابلها من تجاهل وتسفيه .
ما أريد إيصاله لوزير الإعلام وللمسئولين , أنك يا وزير الإعلام بصمتك عن تجاوزات الصحافة طوال تلك السنوات ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في الفوضى التي حصلت في المعرض , وبترديدك دائماً لمقولة (نحن بلد إسلامي ولن نعتدي على ثوابت العقيدة) ثم يفاجأ الزوار للمعرض بأنهم في "باريس" بسبب موظفات الإعلام اللاتي حولنا المعرض إلى صالة لعرض الأزياء فلم يعرف هل يتابع الكتب أم يتابع عرض الأزياء .
وأيضاً كل سنة هناك ملاحظات من ناحية الكتب والتنظيم والروايات المخالفة , ولكن لا أحد يأخذها بعين الاعتبار , مما ولد عند الناس حالة من الإحباط وجعلت البعض منهم يخرج عن طوره ويفعل ما فعل .
ليس هناك دخان من غير نار , أطفئوا النار يختفي الدخان .
والنار يا معالي الوزير كانت تشتعل في مقالات صحافة الخضار , ومع ذلك لم تفكر الوزارة في تطفئتها بل استمتعت بالمنظر , ولم تعرف أن هذه النيران أرسلت شررها لمعرض الكتاب الذي من المفترض أن يكون منارة ثقافية مميزة .
إن كان هناك محاكمة للمحتسبين فلتكن هناك محاكمة للصحفيين الذين لهم تجاوزات كثيرة ولا أحد يحاسبهم , فإن كان المحتسب رفع الصوت في المعرض , فالصحفي ملأ الصحف بالضجيج . فما نراه على أرض الواقع اليوم هو انعكاس ما كتبته صحافتنا على مدى خمس سنوات.
في الختام إن كنا سنمسك بالسبب فيجب أن لا نهمل المتسبب .....
| [/tabletext]
gh d,[] sff f],k lsff <<<< ;ghl lur,g