شــــليــــويح الــعــطـــــاوي
شليويح العطاوي من قبيلة عتيبه ، وهو رجل شهم وشجاع نشأ وترعرع على الشجاعة ، فكانت مهنته وغايته فهو يغزو صيفاً وشتاءً ، بالحر والبرد ، بالليل والنهار ، ولايهجع أبداً فما أن ينتهي من غزوة حتى يستعد للثانية حتى شاع صيته وذاع اسمه وسمع به من لايعرفه وعرفه من لايراه .
ومن أطرف ماحصل لشليويح أن إحدى بنات البادية أحبته دون أن تراه ولكن كعادتهن يعشقن الطيب والشجاعة على مايسمعن عنه ، المهم أن الفتاه وضعت جائزة لمن يريها شليويح أويكون سبباً لرؤيتها له ، وهي أن تعطيه جملاً .
وحصل أن رأته ... فقالت له ذكرك جاني وشوفك ماهجاني )
بمعنى ليتني لم أرك .
وكان وجهه أسود من لفح السموم كما أن هيئته صارت شعثة من كثرة التعب والمغازي ... لما سمع شليويح كلامها أجابها بقوله :
يابنت يااللي عن حوالي تسالين * وجهي غدت حامي السمايم بزينه
أسهر طوال الليل وأنتي تنامين * وإن طاح عنك غطاك تستلحفينه
أنا زهابي بالشهـــر قيس مـدين * مايشبعك يابنت لو تلهمينه
مرة نضحي والمضحا لنا زين * ومرة نشيله بالجواعد عجينه
وكان رده لها كالمسمار بلوح الخشب فقد أسكتها .
وكثيراً ماكانت تواجه العطاوي مثل هذه المواقف فالفتيات يسمعن بحكايته ويرسمن له صورة معينه بأذهانهن وعندما يرونه تتغير نظرتهن له ، وذات مرة كان شليويح ورفاقه في إحدى الغزوات أصابهم العطش وشح عليهم الماء وكانوا بالصيف شديد الحرارة وأخذوا يبحثون عن الماء حتى عثروا على غار صغير فيه صخرة صماء تجمع بها الماء بعد المطر فتسابقوا إليه الكل يريد أن يشرب فقد أدركهم الهلاك ... وخافوا أن يشربه أحدهم ويترك الآخرين .
فاتفقوا على أن يزنوا الماء بالوزنه وكل واحد منهم بشرب بالوزنة ولايزيد عليها ، فكان شليويح لشدة عفته ومروءته وشهامته ورغم أن العطش بلغ منه مابلغ إلا أنه كان يترك وزنته لرفاقه ويصبر على الظمأ حتى فرج الله لهم .
وبهذه يفاخر فيقول :
يـــامل قــــلـبن عانق الفطر الــفيـح * كنه على كيرانهن محزومي
ماأخلف وعدهن كود ماتخلف الريح * وإلايشد الضلع ضلع البقومي
يانــاشـدن عني تــراني شلــيــــويح * قلبي على قطع الخرايم عزومي
إن قلــَّت الـــوزنة وربـــعي مشافــيح * أخلي الــــوزنة لربعي واشومي
واليــا رزقنا الله بذودٍ مصـــالـــيــــــح * يصير قسمي من خيار القسومي
واضوي اليـــا صكت عـــلي النوابيح * واللي قعــد عنـــد الــــركاب مخدومي
وإن كـــان لحقوا مــبعــدين المصابيح * معهم من الحاضر سواة الغيومي
الــيا ضــربت الســــابق أم اللــــواليح * كلن رفع يمناه للمنــــع يومي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصـــدر : مقالة للكاتب ناصر النفيعي ، نشرت بجريدة المدينة في يوم الأحد 27 / رمضان / 1426 هـ ، ع 15530 .
agd,dp hgu'h,d >> hgthvs hg`d juvti hgwpvhx >