قالوا إن الجنود الأمريكيين في فيتنام عندما يعثرون عليه مع جثث الفيتناميين كانوا يأخذونه ويلقون ببنادقهم الـ M-16 الفاخرة الباهظة الثمن!
قالوا إنه أصبح رمزًا لتحرير دول العالم الثالث من الإستعمار الأجنبي ولحركات التمرد والثوار والإرهاب أيضًا في العالم!
خلفت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر من مائة مليون قطعة منه فتوزعت على بلدان العالم من باكستان إلى المكسيك ومن البوسنة إلى الصومال .. حتى أصبحت القطعة الواحدة منه تباع بأقل من ثلاثين من الدولارات في بعض المناطق!
صنعوا منه نسخ مطلية بالذهب لرؤوس مافيا شيكاغو وطوكيو وأباطرة تجارة المخدرات في كولومبيا ومكسيكو سيتي
إنه " الكلاشينكوف " ذلك الرشاش السوفيتي الجبار الذي مازال محتفظًا بموقعه في المقدمة رغم مرور أكثر من ستين عامًا على إختراعه .. ومازالت قطع منه تعمل بكفاءة رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنتاجها .. الكلاشينكوف حليف الجنود في ساحات المعارك وأعتى أعدائهم أيضًا حينما يكون في أيدي منازليهم! .. واقتناه الثوار في أحراش أمريكا الجنوبية كما إقتناه إخوانهم في أدغال وغاباتها أفريقيا ومازالوا يقتنونه .. يقتنيه المقاتلون الأفغان والمجاهدين في العراق والشيشان كما كان الحال مع إخوانهم في البوسنة والهرسك وكوسوفا .. يقتنيه أفراد العصابات في شيكاغو ولوس أنجلوس كما يفعل أمثالهم من تجار الأفيون والكوكايين في المكسيك وكولومبيا .. لا يعرف ولاءً لأحد إلا لمن يحمله!
أسلحة جهنمية:
كان ذلك سنة 1941 على جبهة بريانسك المشتعلة في الحدود السوفيتية .. دبابة ألمانية تصيب بقذيفة مباشرة أخرى سوفيتية .. يزحف الشاب السوفيتي المصاب الهلِع إلى غابة قريبة مختبئًا وصورة الجنود الألمان الذين يحملون أسلحة جهنمية يراها الشاب لأول مرة لا تفارق مخيلته .. إنها رشاشات " شمايدزر " الصغيرة الرهيبة .. أشياء يراها الشاب لأول مرة في حياته .. أشياء ليست كالمسدسات التي يستعملها هو ورفاقه من الجنود .. ولا كالبنادق ذات السبطانات الطويلة التي رآها .. بل أشياء جهنمية تجمع بين دقة وتصويب البنادق الطويلة وكثافة نيران المسدسات وأي كثافة نيران! .. أشياء صغيرة تطلق الرصاص بلا توقف ولا رحمة .. ولا تحتاج للتوقف لتعميرها بالرصاص عند كل عملية إطلاق! .
صورة قديمة لميخائيل كلاشينكوف ( الشخص الواقف إلى اليمين
الشاب ميخائيل كلاشينكوف ( المولود في العاشر من نوفمبر سنة 1919 ) الآن في المستشفى يتلقى العلاج ولازال يفكر في ما رآه .. وفي المستشفى رأى زملاءه المصابين واستمع إلى شكاويهم من عدم كفاءة مسدساتم وبنادقهم البدائية وعجزها عن توفير الحماية لهم .. وفي مكتبة المستشفى عثر على كتاب يتحدث عن الأسلحة الأوتوماتيكية .. كان كمن وجد ضالته في هذا الكتاب فقد إنكب عليه مقسمًا أن لا تظل بلاده بلا حماية .. وفي المستشفى ظهرت التصميم الأولي للرشاش الجديد الذي أُستلهم من تصميم البندقية الألمانية الشهيرة MP-44 أو MP44-STG ( ومن الأشياء الطريفة أن الألمان إلى الآن لا يملون من التذكير بأن تصميم الكلاشينكوف مستلهم من إحدى بنادقهم! ) .
البندقية الألمانية MP-44]
في السنة التالية لهذا الحدث 1942 قادم مصمم أسلحة روسي يدعى سوداييف من مدينة لينين جراد ( سانت بطرس برج حاليًا وقبل أن تصبح لينين جراد أيضًا ) بتصميم رشاش للجيش الروسي أثبت فاعلية وكفاءة وأيضًا كان في غاية البساطة .. وأصبح هذا الرشاش هو السلاح الأول للجيش الروسي .. غير أن ثقل وزنها كان من العيوب الكبيرة بها.
في الأعوام القليلة التالية تتالت مجموعة من الأحداث الجسيمة على الساحة العالمية .. هزيمة الألمان وبداية إنسحابهم من الأراضي السوفيتية وبداية فقدانهم السيطرة بوجه عام بعد معركة ستالين جراد عام 1942 .. دخول اليابان الحرب إلى جانب دول المحور بعد الإعداء على الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربر عام 1941 .. ثم توالي الهزائم على دول المحور إيطاليا ثم ألمانيا نفسها بعد عملية النورماندي وذلك في سنة 1944 .. ثم الحدث الأكثر جسامة في الحرب العالمية الثانية وفي كل الحروب عندما قامت الولايات المتحدة بإسقاط القنبلتين الذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين والتي تلاها توقيع اليابان وثيقة إستسلامها وإنتهاء الحرب العالمية الثانية بإنتصار قوات الحلفاء .. وبدأت بعدها أولى ملامح الحرب الباردة بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت بالظهور.
جندي ينافس مصممي الأسلحة:
أصيب الشاب ميخائيل بالصدمة كما أصيب الجميع بها عند سماعهم الأنباء عن القنبلة الذرية وأهوالها وكم الضحايا والمشوهين والعاجزين التي خلفتهم .. وإعتقد أنه عبثًا يفعل بمحاولته تصميم الرشاش الجديد فقد ظن أن حروب المستقبل لن يكون بها مكان لتلك الأسلحة التافهة مقارنة بما سمع عنه .. وأخطأ ميخائيل كلاشينكوف كثيرًا فيما إعتقده حينها .. أخطأ أيما خطأ! .. فلرب سلاح صغير تافه بأيدي مجموعة من البدائيين يقض مضاجع دول تمتلك آلاف من قنابل تعدل قوة الواحدة منها قوة ألف قنبلة ذرية .. ويكاد يجعلها تكاد تلف حول نفسها من الفزع والرعب! .. ولكم في الدنيا من متناقضات! .. إذن فقد كنت مخطئًا يا ميخائيل ولم يصدق ما توقعته وتوقعه الكثيرين معك.
صورة أخرى لميخائل كلاشينكوف يعرض تصميمه
لم يرض رؤساء ميخائيل بأن يتوقف عن ما يفعله وطلبوا منه الإستمرار .. وفعل .. فالحرب الباردة كانت تطرق الأبواب .. والجميع يتطلع ويترقب وينظر بتوجس للجميع! .. وفي عام 1945 تم الأعلان عن مسابقة كبرى في الإتحاد السوفيتي لتصميم سلاح جديد بذخيرة من عيار لم يكن معروفًا حينئذٍ .. وإشترك ميخائيل كلاشينكوف في المسابقة بجانب عملاقة تصميم الأسلحة حينها .. وعكف على النموذج الأولي الذي عمل عليه في المستشفى فقام بالعديد من التعديلات والتطويرات عليه وقدمه للإشتراك في المسابقة غير متوقع لأي نجاح فيها .. وحدث مالم يعمل له حسابًا فقد أرسلت له لجنة المسابقة بقبول تصميمه أوليًا للإشتراك في المسابقة .. وطلبوا منه تنفيذ التصميم على الحقيقة للإشراك به في المرحلة الثانية من المسابقة .. وحدثت المفاجأة الثانية فقد توفي سوداييف صاحب الحظ الأوفر في المسابقة.
المجال مفتوح الآن أمام ميخائيل كلاشينكوف والظروف تساعده .. فأقوى منافسيه لن يكمل المسابقة .. لكن في تلك الأثناء عنّت له أفكار وتعديلات جديدة حول تصميم السلاح .. كانت هذه الأفكار ستؤدي إلى زيادة كفاءته وفاعليته ودقة تصويبه ومعدل إرتداده .. لكن ما كان يمنعه من إجراء تلك التعديلات هي قوانين المسابقة التي كانت تمنع إجراء تعديلات جوهرية في التصميم .. وللأسف كانت التعديلات التي يريد عملها جوهرية وفي الصميم أيضًا .. لكن المصمم الشاب جازف بكل شئ وقرر إجراء تلك التعديلات مهما كلفه الأمر فإدعى أنه لم يقم بتعديل شئ أساسي في التصميم .. ولم يكن قد فعل! .. وإكتشفت لجنة المسابقة التلاعب .. لكن نتائج الإختبارت والتي كانت في صالح ميخائل لأبعد حد شفعت له كثيرًا .. وإكتفت اللجنة بتوجيه اللوم له .. ونجح سلاحه في المسابقة! .
مسابقة أخرى:
وفي سنة 1954 أعلنت عن مسابقة أخرى هذه المرة لتوحيد السلاح الذي يستخدمه الجيش الروسي .. وكانت بطلب من ستالين شخصيًا! .. وتقدم ميخائيل للمسابقة بسلاحه الكلاشينكوف مع بعض التعديلات البسيطة عليه جعلته أكثر دقة عن ذي قبل وكذلك عالج موضوع الوزن والإرتداد .. ونجح سلاحه في المسابقة وأصبح منذ ذلك التاريخ السلاح الأوحد للجيش السوفيتي وظل كذلك لعشرات السنين.
إختار ميخائيل الرمز الكودي AK-47 لسلاحه .. والـ 47 ترمز إلى السنة التي بدأ فيها إستخدام السلاح في الجيش الروسي وهو أيضًا تاريخ ميلاد السلاح الذي أصبح عمره الآن يربو على ستين عامًا .. السلاح يعمل على عيار 7.62 × 39 ملم أو عيار 11 كما يعرف عند البعض .. وتراوح وزنه بين تسعة كيلوجرامات ونصف حتى وصل في بعض النسخ الحديثة إلى أقل من أربعة كيلوجرامات وذلك بإستخدام أنواع محسنة خفيفة الوزن من الصلب في تصنيعه.
صورتبن لميخائيل كلاشينكوف وهو يحتضن سلاحه
سلاح كامل:
يجمع الكثيرون على أن أهم ما يتميز به الكلاشينكوف هو متانته الشديدة وقوة تحمله وصلابته وخفة وزنه وفعاليته نظرًا لتصميمه المتقن والبسيط في نفس الوقت .. وهذه المتانة والقوة مكنت من استخدامه في بيئات وأماكن ذات بيئات قاسية .. الحرارة والرطوبة العاليتين في الأحراش والأدغال والغابات .. الرمال والأتربة في البيئات الصحراوية والوديان القاحلة .. البرودة لدرجة التثلج في المرتفعات .. المياه في المستنقعات .. أثبت الكلاشينكوف عمليًا صلاحيته للعمل في جميع هذه الأجواء الصعبة بدون أن تتأثر كفاءته ودقته مما جعله الأفضل في العمليات الدقيقة التي تستلزم أن يكون أفرادها في كامل جهازيتهم واستعدادهم .. ومن المميزات التي يتميز بها الكلاشينكوف أيضًا خفته التي وصلت في بعض النماذج إلى أقل من ثلاثة كيلوجرامات ونصف وهذا الوزن مناسب جدًا للقوات التي تعتمد على الإنتقال لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام في عملياتها .
أما إذا إنتقلنا للحديث عن ما يمكن تسميتها عيوبًا للكلاشينكوف فأول ما قد يقال هنا هو معدل الارتداد العالي للكلاشينكوف .. ومعدل الإرتداد العالي بالإضافة إلى تأثيره السلبي على المقاتل من حيث الإجهاد والتعب الذي يصيبه فإن التأثير الأكبر له يكمن في انخفاض معدل دقة الرماية بشكل كبير عند الإطلاق المتتالي الكثيف للنيران - إطلاق العرب! - بمعنى أن إرتداد الطلقة يؤثر على الطلقة التالية لها والتي تؤثر بدورها على التالية لها .. فيتجمع الخطأ مع توالي الإطلاق ويؤثر على دقة إصابة الأهداف .. والجدير بالذكر أن هذه المشكلة تم تلافيها تمامًا في النسخة المعدلة من الكلاشينكوف التي تم إنتاجها في السبعينات من القرن الماضي وهي التي يطلق عليها اسم الكلاكوف أو الـ AK-74 أو الـ AKS-74 ( سوف نتكلم عنها لاحقًا ) .. كذكلك لابد أن نشير إلى معدل خروج الطلقات البطئ للكلاشينكوف مقارنة بأقرانه وهو الشئ الذي قد لا يكون له الكثير من التأثير على أداءه وفعاليته
لمحة فنية:
الكلاشينكوف AK-47 هو سلاح إقتحام آلي يلقم بالغاز المضغوط ( خروج الطلقات يتم آليًا عن طريق أسطوانة غاز مضغوط ملحقة بالرشاش ) .. ويذكر أيضًا أن هناك طراز آخر من الكلاشينكوف يدعى AKM تم تطويره سنة 1969 وهو أخف في الوزن ومدى الرماية له أبعد من الـ AK-47 وكذلك هو أرخص ثمنًا منه .. وفيما يلي عرض لمواصفات الكلاشينكوف الفنية مع توضيع الإختلافات بين الـ AK-47 والـ AKM :
صورة للـ AK-47
صورة للـ AKM مركبًا عليه الحربة
]
المنشأ الاصلي: الإتحاد السوفيتي ( روسيا حاليًا ) .
البلدان المصنعة: يصنع الكلاشينكوف في الكثير من البلدان حول العالم بترخيص أحيانًا وبدون أي ترخيص في الغالب فمن الدول التي تصنعه: الصين - الهند - إيران - المغرب - باكستان - رومانيا - يوغسلافيا - مصر - بولندا - ألمانيا - بلغاريا - رومانيا - ألبانيا - كوريا الشمالية - فنلندا - العراق - هنجاريا - التشيك .. حتى تنظيم القاعدة أعلن ذات مرة أنه يصنع الـ AK-74 ! .
العيار ( نوع الذخيرة ) : 7.62 × 39 ملم أو كما يدعى عيار 11 .. وقد صنعت منه نماذج بعيار 7.62 × 40 .
التلقيم: غاز.
المدى ( أقصى مسافة تقطعها الذخيرة ) : في الـ AK-47 يبلغ 800 متر أما في الـ AKM فيصل إلى 1000 متر .. أما المدى الفعال ( المدى القاتل ) ففي الـ AK-47 يبلغ 350 متر أما في الـ AKM فيصل إلى 450 متر.
عدد الطلقات في المخزن: 20 – 30 وقد تصل إلى 40 – 75 - 100 طلقة
سرعة إنطلاق الطلقة ( السرعة الإبتدائية ) : 710 - 715 متر/الثانية.
قوة الزناد: 2.750 كيلوجرام.
التبريد: هواء.
عدد الخطوط الحلزونية داخل الماسورة: 4 .
معدل الرماية النظري: 600 طلقة في الدقيقة.
معدل الرماية العملي: 100 طلقة في الدقيقة آلي .. و 40 طلقة في الدقيقة نصف آلي.
الوزن: يختلف الوزن كثيرًا حسب النوع وسنة التصنيع والبلد المصنعة ونوع الصلب المستخدم لكن في الغالب لا يزيد الوزن عن 9.5 كيلوجرام ( في الأنواع القديمة جدًا ) ولا يقل عن 3.15 كيلوجرام.
الطرازات الأخرى والأنواع المشابهة:
يخلط البعض كثيرًا بين طرازات الكلاشينكوف والأنواع الأخرى من الرشاشات الآلية لذلك وجب وضع بعض الإيضاحات
الطرازين AK-47 و AKM هما فقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم الكلاشينكوف وهما يحملان العيار ذاته ( 7.62 × 39 ملم ) مع بعض الإختلافات البسيطة فيما بينهما في الوزن والتصنيع ( الـ AK-47 يصنع كقطعة واحدة من الصلب أما الـ AKM فيصنع من عدة أجزاء يتم تركيبها معًا ) ومدى الرماية ونوع الأخمص.
صورة للـ AKS-74 [/align]
الطراز AK-74 أو AKS-74 هو تطوير للكلاشينكوف تم التطوير في بداية السبعينات يطلق عليه اسم الكلاكوف .. وعياره مختلف عن عيار الـ AK-47 والـ AKM فهو يعمل بالعيار الأصغر ( 5.45 × 39 ملم ) وهو أخف من الكلاشينكوف ومعدل ارتداده أقل من مثيله في الكلاشينكوف وذلك عن طريق تقنية تحويل الضغط إلى الأعلى وإلى الجانبين فيقل الارتداد بشكل كبير .. لكن تلك التقنية تؤدي إلى ارتفاع الصوت بشكل كبير عند الإطلاق الآلي .. وجدير بالذكرأن هذا الرشاش يسمى AK-74 إذا كان الأخمص ثابتاً ويسمى AKS-74 إذا كان الأخمص قابلاً للطي بدون أي إختلافات جوهرية بين الطرازين.
صورة للـ AKS-74U[/align]
الطراز AKS-74U أو الكرينكوف وهو يعمل مثل الـ AK-74 والـ AKS-74 بعيار 5.45 × 39 ملم .. وهو السلاح الذي يقتنيه بن لادن!
صورة للـ AKSU]
توضيح للاهمية:
الطراز AKSU او مايسمى بالشبح او بن لادن تختلف عيار طلقاتة عن الِAK-47 وتعتبر طلقاتة شبة نادرة وتعبر اصغر من عيار طلقات الرشاش العادية
اتمنى الفائدة لكم من هذا الموضوع وان شاء اللة نتطلع الى كيفية تمييز الرشاش الروسي بالتفصيل لانة طال الجدال في هذا الموضوع----مع ان
الكلاشنكوف لا افضل اقتنائة واستخدامة
تقبلو تحياتي-------عاشق المرقاب
منقوووووووووووول
kf`m uk hg;ghak;,t -,hk,hum aks-aksu