ارتأيت أن أقدم هذه المعلومات عن ياء المخاطبة للخطأ الذي يقع فيه البعض سببه التأثر باللهجة العامية المحكية، وربما نشأ نتيجة الخلط مع ياء المخاطبة التي يستند إليها فعل الأمر والفعل المضارع .
ياء المخاطبة: هي ياء تتصل بفعل الأمر والفعل المضارع والفعل عندئذٍ من الأفعال الخمسة ، يُرفع بثبوت النون ويُنصب ويُجزم بحذفها
مثل : تذاكرين - لن تذاكري - لم تذاكري .فقط .. وكما هو واضح من اسمها إنها تكون للمخاطبة وليست للغائبة لذا فهي لا تتصل بالماضي لأنها تشترط الحال ..
اتصال ياء المخاطبة بالفعل المضارع
أن تكون الكلمة فعلا مضارعا مجزوما لم تأكلي/ لم تنامي/ لم تخوضي في الجدال
أو فعلا مضارعا منصوبا : لن تقعي فريسة الجهل / لن تذهبي/أن تقولي
يجب إثباتها وابقاؤها ولا يجوز حذفها. والذي يحذف في حالة جزم الفعل المضارع لم تفعلي أو نصب الفعل المضارع لن تفعلي فهو النون.
اتصال ياء المخاطبة بفعل الأمر
قومي بأعمالك / أنجزي واجبك /أكتبي درسِك
الذي يحذف في حالة بناء فعل الأمر النون
اقنتي : فعل أمر ، تلحق به ياء المخاطبة ، وهي ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
اسجدي : فعل أمر ، تلحق به ياء المخاطبة .
اركعي : فعل أمر ، تلحق به ياء المخاطبة .
ياء المخاطبة لا تتصل بغير فعل الأمر والفعل المضارع
فيما عدا هذين الموضعين، يجب رسم الكسرة، فلا تلحق ياء المخاطبة بالفعل الماضي ولا الأسماء ولا الحروف ولا الضمائر ..!
عندما نخاطب الأنثى شاكرين فإننا نقول: "شكراً لكِ" حرف جر + كاف المخاطبة .
نقول "لَكِ" بالكسر، ولا نقول "لَكي" بالياء
نقول "منكِ" و "كتابكِ" و "أنتِ" و "قرأتِ" و "أرجوكِ" و "جزاكِ الله خيراً .
ولا نقول "منكي" و "كتابكي" و "أنتي" و "قرأتي" و "أرجوكي" و "جزاكي"
نقول: فعلتِ وقرأتِ وكتبتِ،
ولا نقول: فعلتي وقرأتي وكتبتي.
وذلك لأن التاء المكسورة في حالة الفعل الماضي هي الفاعل، وتدل على المخاطبة، فلا نحتاج معها إلى ياء مخاطبة.
انظر إلى الآيات الكريمة ، ودقق النظر إلى مواضع الياء ،ومواضع الكسرة:
قال تعالى في سورة آل عمران :
" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ " .
اصطفاكِ : فعل ماض وليس أمرا ولا مضارعا
كاف المخاطبة : ضمير للمؤنثة المفردة نضع أسفله كسرة وليس ياء المخاطبة : اصطفاك ِ وليس اصطفاكي .
وكذلك الأمر مع : طهرك ِ .
يُبَشِّرُكِ : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والكاف ضمير مخاطبة للمؤنثة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
الكاف ضمير مخاطبة للمفردة المؤنثة وليس ياء مخاطبة ، لهذا نكتب كسرة تحت الكاف ، ولا نكتب ياء مخاطبة : يبشرك ِ وليس يبشركي .
كَذَلِكِ : الكاف في آخر الكلمة هي حرف خطاب للمؤنثة ، نرسم أسفله كسرة وليس ياء ، لأنه حرف خطاب وليس ياء للمخاطبة : كذلك ِ وليس كذلكي .
أرجو أن يستفاد الجميع تفادياً للاستعمال الخاطئ
غيوم نجد الموضوع جميل جدآ الله يسعدك
لاكن لا اعتقد اننا نستطيع الاستفاده بسهوله فقد جبلنا على تلك الاخطاء ومن الصعب تفاديها الا بأعادة هيكلة مخزوننا الأدبي واصلاح قواعد اللغه التي اقل ما يقال عنها متهالكه
تحياتي لك ولموضوعك المفيد