الحجج القويَّة على وجوب الدفاع عن الدولة السعوديَّة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فإنَّ الواجب على المؤمن أن يكون متبعاً للكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
قال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء}.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وقال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) قالوا من هي؟ قال -صلى الله عليه وسلم- : ((الجماعة)) .
وإن مما أمر به الكتاب والسنة وجوب طاعة ولاة الأمور ، ومبايعتهم ، والذب عن أعراضهم ، وعدم غيبتهم ، وذكرهم بالجميل ، والدعاء لهم بظهر الغيب .
وإن من الدول الإسلامية التي أعلنت تطبيق الشريعة ، ودعت إليه الأمم ، وبذلت المال والجاه وما تستطيعه لنصرة الإسلام وأهله الدولة السعودية .
ومع ما تقوم به هذه الدولة من نصرة للإسلام والمسلمين وقضاياهم فهي من أشد الدول التي وجهت لها السهام ، وأعلنت عليها الحرب حتى ممن أحسنت إليهم ، وغمرتهم بفضلها وإحسانها –بعد فضل الله وإحسانه- .
لذا كان الواجب على أهل السنة مناصرة هذه الدولة ، والدفاع عنها ، والذب عن عرض ولاتها ، والتحذير ممن يطعن فيها ويحاربها .
ومساهمة في نشر الحق ، ونصرة لدين الله كتبت هذا البحث أسأل الله أن يكتب لي الأجر والمثوبة ، وأن يجعله ذخراً لي {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم}.
ولا أبتغي على كتابتي من العباد جزاء ولا شكورا وإنما من الله الواحد الأحد .
وأقول كما قال الشيخ العلامة مقبل الوادعي -رحمَهُ اللهُ- في شريط براءة الذمة: [أنـا أقــول هذا ، لم يدفعني إليه أحدٌ ، و لم يُلـزمني أحدٌ بأن أقـوله، بل مِن نفسي أرى أنه يلزمني براءة لـذمَّـتي].
وقسمته إلى مقدمة وتمهيد وسبعة مباحث والخاتمة.
التمهيد : كلام بعض أهل العلم الكبار في الثناء على هذه الدولة وبيان أنها دولة إسلامية .
المبحث الأول: الأدلة من الكتاب والسنة والآثار السلفية على وجوب طاعة ولاة الأمر وتكريم السلطان وحفظ حقه .
المبحث الثاني: البراهين على أن الدولة السعودية قامت على الكتاب والسنة على منهج السلف.
المبحث الثالث: جهود الدولة السعودية في نصرة العقيدة السلفية ونشر التوحيد.
المبحث الرابع: جهود الدولة السعودية في العلم والتعليم وخدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة.
المبحث الخامس: جهود الدولة السعودية في خدمة الإسلام وأهله .
المبحث السادس : كلام العلماء في التحذير من الكلام على ولاة الأمر في هذه البلاد ، واستنكار ما يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب.
المبحث السابع: الشبه المثارة حول الدولة السعودية وكشفها وبيان زيفها.
الخاتمة.
وأسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه ، وأسأله تعالى أن يفتح به قلوباً غلفاً ، وآذاناً صماً ، وأعيناً عمياً .
إنه ولي ذلك والقادر عليه .
التمهيد
كلام بعض أهل العلم الكبار في الثناء على هذه الدولة وبيان أنها دولة إسلامية
الدولة السعودية دولة إسلامية تطبق الشرع وفيها تقصير وخطأ والعلماء متفقون على أنها دولة مسلمة وأن ملكها تجب مبايعته من جميع شعبه ، ويجب السمع والطاعة له في المعروف .
قولٌ للشيخ العلامة الإمام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ-
سئل الشيخ ابن باز –رحمه الله- :
بعض الإخوة هداهم الله لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد ما هي نصيحتكم يا سماحة الوالد ؟
فقال الشيخ –رحمه الله- :
ننصح الجميع بلزوم السمع والطاعة كما تقدم والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور بل هذا من المنكرات العظيمة بل هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج ، ودين المعتزلة .
الخروج على ولاة الأمور والسمع والطاعة لهم في غير المعصية هذا غلط ، خلاف ما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم- .
النبي –صلى الله عليه وسلم- أمر بالسمع والطاعة بالمعروف وقال: ““من رأى من أميره شيئاً من معصية الله ؛ فليكره ما يأت من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة ““
وقال: ““ ومن أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه”“
فلا يجوز لأحد أن يشق العصى أو أن يخرج عن بيعة ولاة الأمور أو يدعو إلى ذلك فإن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء والذي يدعو إلى ذلك هذا هذا هو دين الخوارج إذا شاقق يقتل لأنه يفرق الجماعة ويشق العصى .
فالواجب الحذر من هذا غاية الحذر ، والواجب على ولاة الأمور إن عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع الفتنة بين المسلمين
قال الشيخ العلامة الفقيه محمد الصالح ابن عثيمين -رحمه الله- عن الدولة السعودية:
[ وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة،
وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندها قصور كثير ، ويوجد ظلم ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه اقل .
ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب
فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين)). النساء
. وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا)). شنئان يعني بغض، ويجرم بمعنى يحمل، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألاّ تعدلوا(( اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله)). " ] وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة حفظه الله :
[ المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه
ولازالت ولله الحمد على هذا المنهج وقد نفع الله بها الإسلام والمسلمين في ميادين كثيرة جداً
ففي مجال العلم الشرعي نشرت العلم الشرعي الصحيح ، وهكذا أيضاً الدعوة إلى الله في أقطار الأرض ،وأيضاً نشرت كتب العلم بل قبل ذلك كتاب الله سبحانه
ثم أيضاً عنيت بحاجات المسلمين في كل مكان ومدت لهم يد العون والمساعدة
ولازالت تناصر قضايا الأمة وهذا شيء معلوم مشهود يشهد به العدو والصديق،
وأيضاً لها جهودها العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين وتيسير سبل الحج والعمرة ، وهكذا أيضاً بناء المساجد والمراكز الإسلامية في شتى بقاع الأرض وغير ذلك كثير
حتى أصبحت بتوفيق من الله هي مفاءة المسلمين في هذا العصر،
فلله الحمد والمنة ونسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة وأن يعزّ هذه البلاد وحكامها
وأن يلهمهم السداد في القول والعمل وأن يكبت عدوهم، أما من يشكك في هذا ويشكك في منهج هذه الدولة المباركة فهذا إما جاهل أو أن في قلبه مرضا وليحذر المسلم أن ينساق وراء مثل هؤلاء فليس وراءهم إلا الفتنة وإثارة التنازع والشقاق
والواجب السعي في وحدة الصف وجمع الكلمة، حتى تنضبط الأمور، وفقنا الله وإياكم وسائر اخواننا المسلمين لكل خير ورزقنا جميعاً تقواه والبعد عن أسباب سخطه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد.].
وقال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-:
[ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة على أيدي جماعات تتسمَّى بأسماء مختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ، وجماعة كذا وكذا ، وهدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد، وتحل محلَّها ، وفي الواقع أنَّ مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة كلهم ، يريدون القضاء عليها لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط ، وإلا لو كانت هذه الجماعات حقاً تريد الدعوة إلى الله فلماذا تتعدى بلادها التي وفدت إلينا منها؟ وهي أحوج ما تكون إلى الدعوة والإصلاح ، تتعداها وتغزوا بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلى مسارٍ معوجٍّ ، وتريد التغرير بشبابها ، وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم .
لأنهم رأوا ما تعيشه بلادنا من الوحدة والتلاحم بين قادتها ، وبين أفرادها وجماعتها ، رأوا في بلادنا دولة إسلامية في عقيدتها ومنهجها ، تحكم بالشريعة وتقيم الحدود ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر.
فأرادوا أن يسلبوها هذه النعمة ، ويجعلوها كالبلاد الأخرى تعيش الفوضى ، وفساد العقيدة ، وإلا فما هو هدفها من غزو بلادنا بالذات ، و التركيز عليها ، وترك البلاد الفاسدة .
وإذا كانت هذه الجماعات قد غررت ببعض شبابنا فتأثروا بأفكارها وتَنَكَّروا لمجتمعهم وتشكَّكوا في قادتهم وعلمائهم وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم ، فتركوا الاهتمام بها ، وصاروا يهرفون بما لا يعرفون ، وينعقون بما يسمعون .
فإن في هذه البلاد –ولله الحمد- رجالاً يغارون لدينهم ، ويدافعون عن عقيدتهم ، ويردون كيد الأعداء في نحورهم ، ولا ينخدعون بالأسماء البَرَّاقة ، ولا يتأثرون بالحماس الكاذب]. حقيقة الدعوة إلى الله تعالى- المقدمة-. قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمَهُ اللهُ-
[و بعد هذا ـ حفظكم الله تعالى ـ أُعجِبتُ عند أن نقلت إلى مكة ، كنتُ باليمن عند الباب نحو أربعة حرَّاس ، و مع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً و لا نهاراً ، و أنا في فندق دار الأزهر بمكَّة ، بعض الليالي لا يأتيني نومٌ، و أخرج إلى الحَـرم نصف اللَّيل وحدي، أشعرُ بنعمةٍ و راحةٍ و لذَّةٍ ليس لها نظير! ليس لها نظير ! أخرج وحدي إلى البيت،
فهذا الأمنُ الّذي ما شاهدتُه في بلَدٍ ، إنَّ سببه هو الاستقامة على كتاب الله و على سنَّة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، من المسؤولين، و من كثير من أهل البلد ،
و صدق ربنا عز و جل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب {و لو أنَّهُم أَقَامُوا التوراة و الإنجيلَ و مَا أُنزِلَ إلَيْهِم من ربِّهم لأَكَلوا من فوقِهم و من تحت أرجلهم منهم أمَّةٌ مقتَصِدَةٌ و كثيرٌ مِنهُم سَاء ما يعمَلُون}[المائدة:66] ، و يقول سبحانه و تعالى {و لو أنَّ أهلَ القُرى آمنُوا و اتَّقَـوْا لَـفتَحنَا عليهم بركاتمن السَّمَاء و الأَرضِ}[ الأعراف :96] ، و يقول سبحانه و تعالى{وقَالُوا} أي في شأن قُريشٍ {إن نَّـتَّبِع الهُدى معكَ نُتَخَطَّفُ من أرْضِنا} فقال الله سبحانه و تعالى {أَوِلَم نُمكِّن لَّهم حَرَمًا آمنا يُجبى إليه ثمراتُ كُلِّ شيئٍ رِّزقاً مِّن لَّدُنَّا}[القصص:57] ، و قال سبحانه و تعالى{أَوَلَم يَرَوْا أنَّـا جعَلْنَا حَرَمًا آمناً و يُتخطَّف النَّاس مِنْ حَولهِم}[العنكبوت:67]، و ربُّ العِزَّة يقول في كتابه الكريم أيضا{وَ ألَّـوِ استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهم ماء غدقا}[ الجن:16] و صدق ربُّنا عز و جل الَّذي يقول في كتابه الكريم {و عدَ الله الذينَ آمنُوا مِنكُم و عملوا الصَّالِحات ليستخلِفَنَّكُم في الأرض كما استخلف الَّذينمن قبلهم و لَيُمَـكِّننَّ لهم دينَـهُم الَّذي ارتضى لهم و لَيُـبدِّلَـنَّهُم من بعد خَوفهم أمنا يعبدُونني لا يشركونَ بي شيئاً }[النُّور:55] و يقول سبحانه و تعالى في كتابه الكريم{لإيلافِ قُريشٍ[1] إيلافهم رحلة الشِّتاء و الصَّيف[2] فليعبدوا ربَّ هذا البيت [3] الَّذي أطعَمهُم من جُـوعٍ و آمَنَهمُ من خوف[4]} [قريش]،
فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه و تعالى، نعمة عظيمة من الله ، سببه الاستقامة على كتاب الله و على سنَّة رسول الله صلى الله عليه و على آله سلم ، فالأمر أن الاستقامة .. لمَّا استقامت هذه البلاد ـ و بحمد الله ـ مكَّن الله لهم ،
مع أننا نسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة، و أن يُعيذهم من جلساء السوء، الذين يُزيِّنُـون البَاطل، و أن يحرصوا على مجالسة أهل الخير و الفضل، و حتى و لو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم فإنه كما يقال : صديقك من صدَقَك ، لا من صدَّقك، و عدوُّك من صدَّقك.
فينبغي أن نحمد الله سبحانه و تعالى ، كما أنه يجب على أهل هذا البلد أن يحمدوا الله سبحانه و تعالى ؛ فإن فيها أُناساً ربَّما يكونون شهوانيِّين يطالبون بأشياء من الإباحية و غيرها، و لكن جزى الله المسؤولين خيرا ؛ فقد رأيتُ في جريدة أن الأمير نايفاً ـ حفظه الله تعالى ـ طُلب منه ترشيح المرأة ، فقال : " أتريدون أن يبقى الرَّجل هو في بيته و هي تخرج ؟ لا ! هذا أمرٌ لا تُحاولوا فيه "، و طُلب منه الانتخابات، فقال :" رأيناها ليست ناجحة في البُلدان المجاورة ؛ فإنَّ الذي ينجحُ فيها هم أهل النُفوذ و أهل الأموال". و صدق ، ثم بعد ذلك أيضا هي واردة من قبل أعداء الإسلام.
جمعيَّة حقوق الإنسان استقبلها كثير من النَّاس على ما فيها من الأباطيل ، لماذا ؟ لأن معناه : الحدود و حشيَّة ، و معناه تعطيل الكتاب و السنة و إدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام.
الحكومة السُّعوديَّة ـ و فقها الله لكا خير ـ استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام و للكتاب و السنة، هكذا أيضا إقامة الحدود ، و إقامة الحدود كما يقول ربُّنا عز و جل في كتابه الكريم {وَ لَكُم في القِصَاص حياة}[البقرة:179].
نعم! القتل قليلٌ في هذه البلاد ، و كذلك السّرقة، تضع سيَّارتك عند المسجد أو عند بيتك و لا يأتيها السَّرقُ و لا شيء، ثم بعد ذلك في بُلدان أخرى تضعها و تخرج و لا تراها، بل ربَّما ينهبُونها على الشخص و هو في سيارته؛ فهذا هو بسبب إقامة الحدود ، فجزاهم الله خيرا ، و كما سمعتم قبلُ قول الله عز و جل {و لكم في القصاص حياة} ، فهكذا السَّارق، إذا علم أنها ستُقطع يدُه، يكفُّ عن سرقته، و الزَّاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بِكرا ، أو يُرمى إذا كان مُحْصَنًا حفَّ ذلك ، لا أقول : إنه لا يُوجد ، لكنه يخفُّ ذلك.
من ذلك تمكين هيئة الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر ؛ فقد رأينا في جريدة أنَّ الملكَ فهداً ـ حفظه الله تعالى ـ أعطى للهيئة نحو [300] سيَّارة، و قال لهم : أنتم هيئة أمرٍ بالمعروف، و نحن هيئة ضبط، و أنتم المسؤولون أمام الله سبحانه و تعالى، فجزاهم الله خيرا ، نعم! أحسنوا في هذا إلى بلدهم و إلى أم و إلى دولتهم، إنه يجب على كلِّ مسلم في جميع الأقـطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة و لو بالكلمة الطيِّبة؛ فإنَّ أعداءها كثيرٌ ، من الداخل ، و من الخَـــارج
و نعم ! هناك شهوانيون إباحيون من الداخـل، و لكنَّ الله كبتَهم بتمكين هذه الدّضولة المباركة و الحمد لله ، فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة.
القــصَاصُ أو غير ذلك من الحدود نعمة من الله سبحانه و تعالى على المجتمع، يَعِبُونعلينا إذا أقمنا حـدًّا من حدود الله و هم يسحَـقون الشُّعُوب سَحقاً !
و هذه الحدود مصلحتها للفرد و المجتمع ؛ فهي للفرد كفَّارةٌ ، كما في الصَّحيحينمن حديث عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه ، و هي للمجتمع مُحافِظَة على أموالهم و دِمائهم و أعراضهم.
نَـعم ! تَخرج إلى الشَّاطئ أو إلى غيره أو إلى أيِّ مكان، ترى الرَّجل و امرأته لا يخشى على نفسه من أحدٍ.
هذه الحدود مصلحةٌ ، لما عُطِّلت في كثير من البلاد الإسلامية عجزَ أهلها عن مكافحة السَّرقة ، و عجز أهلها عن مكافحة الجريمة، و عجز أهلها عن مكافحة المسكرات و المخدِّرات؛ و السَّببُ في هذا هو إقامة الحدود ، و الله المستعان
و بعد هذا أيضا : بناء المساجد في البلاد الإسلامية و في غيرها ، إلا أننا ننصحهم: إنهم إذا بَنَوا مسجداً أن يسلِّمُوه لأهل السنَّة ؛ فهم إذا سلَّموه لصوفـيٍّ سيَسُبُّهم ، و يخطب الجمعة في سبِّهم، و هم إذا سلَّموه لحزبيٍّ أيضا سيستغله للحزبية ،فننصحهم أن يُسلِّموا هذه المساجد لأهل السنَّة المُحبين لهذه الحكومة و للقائمين عليها
و بعد هذا ، مســألة الكِــتابة، سُـئلتُ عنها غير مرة، و الكلام في الأشرطة، فقد أمرتُ الأخ الَّذي يَــطبعُ كُـتُبي أَلاَّ يُـبقي شيـئاً في الـكلام على السُّعودية ؛ فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه الكريم{هَل جَـزَاء الإحـسَانِ إلاَّ الإحسَـان}[الرحمن:60] ، فقد أحسـنوا إلينا و أكرمونا غاية الإكرام ، فنحن لسنا ممن يُقـابل الإحسان بالإسـاءة، هذا من فضل الله سبحانه و تعالى.
أنـا أقــول هذا ، لم يدفعني إليه أحدٌ ، و لم يُلـزمني أحدٌ بأن أقـوله، بل مِن نفسي أرى أنه يلزمني براءة لـذمَّـتي ].
شريط براءة الذمة
فهذا كلام بعض أهل العلم الكبار في الثناء على هذه الدولة وبيان أنها دولة إسلامية.
فمن كفر الدولة السعودية فقد اتبع غير سبيل المؤمنين ، وقد سلك سبيل أهل البدع من الخوارج والتكفيريين
الحجج القويَّة على وجوب الدفاع عن الدولة السعودية/المبحث الثاني: دولة التوحيد والحكم بالشرع الحجج القويَّة على وجوب الدفاع عن الدولة السعودية/المبحث الثاني: دولة التوحيد والحكم بالشرع
المبحث الثاني البراهين والأدلة على أن الدولة السعودية قامت على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
إن الدولة السعوديَّة "المملكة العربية السعوديَّة" قامت على الكتاب والسنَّة على منهج السلف الصالح منذ أن بزغ فجرها ، وشع نورها ، وأَعْلَنَ عن قيامها مؤسِّسُها -رحمَهُ اللهُ- .
وهذا ليس بغريب عليها فإنما هي مقتفية لآثار مؤسسها الأول ، وباذر نواتها الشيخ الإمام محمد بن سعود -رحمَهُ اللهُ- الذي عقد العهد والاتفاق المشهور مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمَهُ اللهُ- .
فقد تعاقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الإمام محمد بن سعود -رحمَهُما اللهُ- على نصرة التوحيد والدعوة إليه ، ومحاربة الشرك وأهله.
وذلك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمَهُ اللهُ- خرج من العيينة سنة 1158 متجهاً إلى بلدة الدرعية ، وأميرها يومئذٍ الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ، فلَمَّا سمع الإمام بمقدمه قام من فوره مسرعاً إليه ، ومعه أخواه ثنيَّان ومشاري ، فأتاه في بيت محمد بن سويلم ، فسلَّم عليه ، وأبدى غاية الإكرام والتبجيل ،وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده.
فأخبره الشيخ بما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،وما دعا إليه ،وما كان عليه صحابته -رضي الله عنهم- من بعده ، وما أمروا به ، وما نهوا عنه ، وأنَّ كلَّ بدعة ضلالة ، وما أعزَّهم الله به بالجهاد في سبيل الله ، وأغناهم وجعلهم إخواناً.
ثم أخبره بما عليه أهل نجد في زمانه من مخالفتهم لشرع الله ، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالشرك بالله ، والبدع والاختلاف والظلم.
فلَمَّا تحقَّق الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- معرفة التوحيد ، وعلم ما فيه من المصالح الدينية قال له: يا شيخ ، إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه ، فأبشر بالنصرة لك ، ولِما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد.
فبسط الأمير محمد يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، وإقامة شرائع الإسلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . انظر: تاريخ نجد لابن غنام(1/81) باختصار.
ويلاحظ في هذه البيعة أنها لأمير متغلِّب على بلد تجب طاعته على من تحته من أهل البلد ، والإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- دخل بهذه البيعة في طاعة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الذي عاهده على إقامة شرع الله والدعوة إلى توحيده ، ومحاربة الشرك والبدع ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . ومن هذا اليوم المبارك انطلقت هذه الدعوة الإصلاحية التجديديَّة السلفية بقيادة الإمامين : محمد بن سعود -رحمه الله- بقوَّة السِّنان ، ومحمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- بقوَّة القرآن لنشر الأمن والإيمان ، والخير والنور ، حتى عمَّ خيرها ونورها بلاد العالم الإسلامي ، بل وتعداها إلى سائر أرجاء المعمورة بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، على الرغم من قوة أعدائها ، ومكرهم ، وكيدهم ، فقد نصرهم الله ، وجعل العاقبة لهم ، وخذل أعداءهم –ولله الحمد-.
وقد قامت بسبب هذه الدعوة المباركة دولة الإسلام في الجزيرة العربية ، فاجتمعت الأمة من بعد الفرقة ، وعزَّت من بعد الذلة ، واغتنت من بعد العالة والفاقة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، وقد حدث بهذه الدولة المباركة حوادث وفتن انتهت بسقوطها مرَّتين لأسباب معلومة داخليَّة وخارجية ، لكنها –ولله الحمد- عالجت بتوفيق الله هذه الأسباب ، وعادت على يد الملك المجدد الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- قويَّة عزيزة ، متماسكة ، ولا زال أبناؤه الميامين سائرين على نهج والدهم -رحمه الله- في نصرة هذا الدين، ودعوة الناس إلى التوحيد ، وتحذيرهم من الشرك عبر مؤسساتهم التعليمية والدعوية ، باذلين في سبيل ذلك الجهد والجاه والمال ، فجزاهم الله خيراً عن الإسلام وأهله ، وأعزَّهم بعزِّه ، وأيّدهم بتأييده، ونصرهم ، وثبَّتهم على الهدى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40} الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وفي هذا البحث سأذكر الأوجه الدَّالة على أن هذه الدولة قامت ، وما تزال ، ومستمرة -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى- على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- على منهج السلف الصالح من عهد مؤسسها الملك المجدد الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمَهُ اللهُ- إلى عهد ابنه البارَّ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله ووفقه-.
الأدلة على أن الدولة السعودية –حرسها الله- قائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
إن الملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- توجه من الكويت إلى الرياض لرد الحق إلى نصابه ، ولإعادة الحكم بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح .
كما قال العلامة الأديب البارع محمد بن عثيمين -رحمَهُ اللهُ-:
أرضيت آباءك الغر الكرام بما ### جدَّدت من مجدهم من بعد ما بانوا
نبهت ذكراً توارى منه حين علا ### للمارقين ضباب فيه دخان
فجئت بالسَّيف والقرآن معتزماً ### تُمضي بسيفك ما أمضاه قرآن
حتى انجلى الظلم والأظلام وارتفعت ### للدين في الأرض أعلام وأركان
دينٌ ودنيا وبأس في الوغى وندى### تَفيضُ من كفه بالجود خُلجان.
وقال –أيضاً- :
إمام هدى للرشد يهدي ويهتدي ### مقيم سواء بالرعية يرفق.
إلى أن قال -رحمَهُ اللهُ- :
فيا معشر الإخوان دعوة صارخ ### لكم ناصح بالطبع لا متخلق
يود لكم ما يَمْتَنِيهِ لنفسه ### ويعلم أن الحب في الله أوثق
تحاموا على دين الهدى مع إمامكم ### وكونوا له بالسمع جنداً تُوَفَّقوا
وإياكم والافتراق فإنَّه ### هو الهُلْكُ في الدنيا وللدين يوبق
فوالله ثم والله لا رب غيره ### يمين امرئ لا مفترٍ يتملَّق
لَما عَلِمَتْ نفسي على الأرض مثله ### إماماً على الإسلامِ والخلْقِ يُشْفِقُ
قال شيخنا معالي الشيخ صالح العبود بعد ذكر الأبيات السابقة وغيرها: "وصدق ابن عثيمين ؛ فإن عبد العزيز الإمام لَمَّا خرج من الكويت ؛ خرج وهو يريد أن يسترد مكاسب العقيدة السلفية التي اكتسبها آباؤه حين تأثروا بعقيدة السلف الصالح وطبقوها...وما أن أظفره الله بالاستيلاء على الرياض ؛ إلا وكان أول همته تقريبه العلماء ، وتكريمه لآل الشيخ من أجل الشيخ وعهده مع جده ، ولأجل ما يتصفون به من علم راسخ وعمل ثابت".
وسيأتي مزيد بيان لذلك فيما يأتي -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى- . ###############################
الأوجه الدالَّة على أن الدولة السعودية –حرسها الله- قائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
الوجه الأول: دستور المملكة وقانونها.
إن دستور الدولة السعودية هو القرآن ، ومبناها على الكتاب والسنة على منهج السالف.
جاء في أول نظام وضع للملكة كانت مادته من إملاء الإمام المجدد الملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- بمكة سنة 1345هـ وقد جاء فيه : [5- جميع أحكام المملكة تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح] الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز(ص/90-91) .
وأعلنت المملكة العربية السعودية عام 1364هـ للدول العربيَّة: أنَّها ستمتنع عن تنفيذ أي مبدأ في التعليم أو التَّشريع يخالف قواعد الدِّين الإسلامي وأصوله. انظر: شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز(3/1208) .
وكان الإمام المجدد الملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- كلَّما سئل عن دستور بلاده أجاب: دستورنا القرآن وهو يعني تقيّده هو ومملكته بأحكام الشَّرع الإسلامي المستمدة من معاني القرآن ، وما لم يكن فيه فمن حديث رسوله وعمله ، وما لم يكن فيهما فمن قضاء أصحابه وسيرتهم..". انظر: الوجيز(ص/90) .
وقارن كلام هذا الإمام المجدد بكلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب فسترى أنهما ينهلان من معين واحد.
قال أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: " إذا جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ، ولا يلفتنك عنه الرجال ، فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاقض بها ، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله وليس فيه سنة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانظر ما اجتمع الناس عليه فخذ به ، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت ؛ إن شئت أن تجتهد برأيك وتقدم ؛ فتقدم ، وإن شئت أن تتأخر ؛ فتأخر ، ولا أرى التأخر إلا خيراً لك" مصنف ابن أبي شيبة(4/543) والبيهقي(10/115) وسنده صحيح.
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- : " يا أيها الناس ، قد أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هناك ، ثم إن الله قد رأى من الأمر ما ترون ، فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله ، فإن جاءه أمر ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإن جاءه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه فليقض بما قضى به الصالحون ، فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يقض به الصالحون فليجتهد برأيه ، ولا يقول: إني أرى ، وإني أخاف ؛ فإنَّ الحلال بَيّن ، والحرام بيِّن ، وبين ذلك أمور متشابهات ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك" مصنف ابن أبي شيبة(4/544) والبيهقي(10/115) وسنده صحيح .
وجاء في الموسوعة العربية العالمية(16/96) : [اختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز شكل وشعار الدولة وعلمها الحاليين ، وقام دستور الدولة على القرآن ، ويقوم الحكم فيها على تطبيق أحكام الشرع الإسلامي المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وما أثر عن الصحابة وتابعيهم بإحسان وما عليه الأئمة الأربعة وصالح سلف الأمَّة ، وتطبق الدولة في المعاملات والأحوال الشَّخصيَّة المشهور من مذهب الحنابلة].
وقد صرح بأن دستور الدولة السعودية هو الكتاب والسنة على منهج السف الصالح : مؤسسها الإمام الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ- في عدة مواطن وعدة مناسبات أذكر بعضها .
قال الإمام الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ- أمام المؤتمر الإسلامي سنة1344هـ : "ففي بحبوحة هذا الأمن والحرية التي لا تفيد إلا بأحكام الشرع أدعوكم إلى الائتمار والتشاور في كل ما ترون من مصالح ونظم يطمئن إليها العالم الإسلامي بإقامة شرع الله ، والتزام أحكامه وآداب دينه" انظر: المصحف والسيف(ص/50) .
وقال في خطاب له سنَّة 1349هـ : "وإنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشَّرع الإسلامي وأنتم في تلك الدائرة –يعني: مجلس الشورى- أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط أن لا يكون مخالفاً للشَّريعة الإسلامية لأن العمل الذي يخالف الشَّرع لن يكون مفيداً لأحد ، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-". انظر: المصحف والسيف(ص/64) .
وقال -رحمَهُ اللهُ- سنة 1351هـ : "وإني أرى كثيراً من النَّاس ينقمون على ابن سعود ، والحقيقة ما نقموا علينا إلا لاتباعنا كتاب الله وسنة رسوله ، ومنهم من عاب علينا التمسك بالدين ، وعدم الأخذ بالأعمال العصريَّة ، فأما الدين فوالله لا أغير شيئاً مما أنزل الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، ولا أتبع إلا ما جاء به ، وليغضب علينا من شاء وأراد ، أما الأمور العصرية التي تعنينا وتفيدنا ويبيحها دين الإسلام فنحن نأخذها ، ونعمل به ، ونسعى في تعميمها ، أما المنافي منها للإسلام فإننا ننبذه ، ونسعى جهدنا في مقاومته ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا مدنية أفضل وأحسن من مدنية الإسلام ولا عِزَّ لنا إلا التمسك به" انظر: المصحف والسيف(ص/80) .
الإمام المجدد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ- استلم ملكاً ضائعاً فجمعه ، وبلاداً خربة فعمرها ، وشعباً جائعاً ففاض بين يديه الرزق ، فهو ليس رجلاً عظيماً فحسب ولكنه رجلٌ مبارك فقد كان ما بينه وبين الله عامرا ، والملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- أسس حكمه على تقوى من الله وهذه شهادة حق لا يجوز كتمانها كما قال الله تعالى: ]ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه[ انظر: أسد الجزيرة(ص/27)
وقد جاء النظام الأساسي للحكم ونظام الشورى ونظام المناطق ونظام مجلس الوزراء ؛ أنظمة تقوم على النظام الأساسي في الإسلام حيث يستند الحاكم المسلم في إصدار قراراته على القرآن الكريم والسنة المطهرة واجتهاد العلماء ، وعلى الإجماع في إطار تبادل المشورة بين رجال دولته والعلماء المختصين والخبراء . انظر: اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقرآن وعلومه(ص/18) .
ويؤكد خادم الحرمين الشريفين على أن دستور هذه البلاد هو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لا محيد عنهما ولا بديل بهما حين أصدر النظام الأساسي للمملكة العربية السعودية في 27 شعبان من عام 1412هـ.
إذ نصت المادة الأولى منه على أن المملكة العربية السعودية : دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة ، ديتها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولغتها العربية وعاصمتها مدينة الرياض.
يقول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد –حفظه الله- : "إن دستورنا في المملكة العربية السعودية هو كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى ، ما اختلفنا في شيء إلا رددناه إليهما وهما الحاكمان على كل ما تصدره الدولة من أنظمة ، إننا ثابتون بحول الله وقوَّته على الإسلام نتواصى بذلك جيلاً بعد جيل ، حاكماً بعد حاكم" . انظر: اتخاذ القرآن أساساً لشؤون الحياة والحكم(ص/51) . ###############################
الوجه الثاني: من كلمات الإمام المجدد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ-
الإمام المجدد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ- بما وفقه الله منذ صغره للعناية بكتاب الله ، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- جعل الجانب الديني أهم أهدافه ، بل أهم أعمدة حكمه لمملكته ، حيث كان منذ الأيام الأولى من حياته حتى نهايتها مسلماً تقياً ورعاً ملتزماً بتعاليم الإسلام السمحة . انظر: توحيد المملكة للمانع(ص/314) .
قال الشيخ ، العلامة ، الأديب ، الشاعر ، لسان أهل السنة ، وسيفها المسلول على أهل الباطل ؛ سليمان بن سحمان -رحمَهُ اللهُ- : "علمت من الملك عبد العزيز أنه يحفظ أجزاء من القرآن الكريم ، ويحفظ "الرحبية" في الفرائض" ، وتعلم "زاد المعاد" في الفقه ، ويحفظ من كتب الأحاديث "الأربعين النووية" ، و"بلوغ المرام" ، وكان يحب قراءة "البداية والنهاية" لابن كثير ، و"تاريخ الرسل والملوك" للطبري ، و"السيرة" لابن هشام ، و"المغني" ، و"الشرح الكبير" ، و"الإنصاف" ، و"تفسير ابن كثير" و"البغوي" ، وكان يحب من الشعر ما تميز بالطابع الإسلامي والنصائح" انظر: المصدر السابق(ص/108) .
وقال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ- : "والملك عبد العزيز حريص على نشره كتب السلف والعناية بها وتدريسها" انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة(1/387)
ففي عام (1363هـ) أشار الملك على سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز أن يؤلف كتاب عن الحج للحجاج وقام الملك -قدس الله روحه- بطباعته على نفقته الخاصة. وهو كتاب التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة .
قال الشيخ ناصر الهماش آل عاصم : "وحدثني سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز أن الملك عبد العزيز إذا جاء لقصره في الخرج كان يحضر درس الشيخ في الدلم بعض الأوقات الذي يقام بالمسجد.
والملك يستأنس بالجلوس مع العلماء ، وهو دمث الخلق معهم ، لين الجانب لهم، حتى أنه حدثني سماحة الوالد الشيخ العالم الجليل عبد العزيز بن باز أنه زار الملك عبد العزيز في قصره بالخرج فلما طلب الاستئذان من الملك عبد العزيز بالرجوع إلى بيته في الدلم قال الملك عبد العزيز مداعباً الشيخ بصوت مرتفع "ليه حاطني مثل وادي محسر من مر عليه أسرع لازم تنام عندنا هذه الليلة" فضحك سماحة الشيخ ووافق ونام تلك الليلة عند الملك عبد العزيز والعلماء الصادقون يعلمون أن الملك عبد العزيز حريص على احترام العلماء فكلمتهم مسموعة عنده وأمرهم وشفاعتهم مقبولة لديه هو دائماً يسترشد بعلمهم ويستفيد من فوائدهم والعلماء يشهدون أن الملك عبد العزيز مدافع ومستميت بالدفاع عن دينه وعن دولة التوحيد ولهذا صار بين الملك والعلماء تفاهم وبذل وعطاء فوقفوا معه في الشدائد والمحن" انظر : أسد الجزيرة(ص/57) .
وقد سبق ذكر جملة من أقوال الملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- يتضح منها جلياً أن هذه الدولة المباركة قامت على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ومنهجهم.
وأقواله في ذلك أكثر من أن تحصى ولكني ذاكر بعضها أسأل الله أن ينفع بها قارئها.
قال الملك عبد العزيز -رحمَهُ اللهُ- في مجمع من كبار قومه فيهم العلماء والقواد ، وهو متوجه إلى مكة عام 1343هـ : "إني مسافر إلى مكة لا للتسلط عليها ، بل لرفع المظالم التي أرهقت كاهل عباد الله ، إني مسافر إلى حرم الله لبسط أحكام الشريعة وتأييدها ؛ فلن يكون بعد اليوم سلطان إلا للشرع الذي يجب أن تطأطئ جميع الرؤوس له.
إن مكة للمسلمين كافة ، فيجب أن يكون أمر إدارتها وتنظيمها طبق رغائب العالم الإسلامي" انظر: صقر الجزيرة(2/315) .
ولَمَّا دخل الإمام المجدد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمَهُ اللهُ- مكة مظفراً منصوراً وأدى العمرة قال للناس وهم حوله : "ولم يكن يخطر على بالي أن أحضر مكة على هذه الصورة ، بل إنني لو رأيت في المنام ما تمَّ لِيَ الآن لَما عبَّرت رؤياي لدى أحد المشايخ مخافة أن يسخروا مني ، لكن فضل الله لا يُحَدّ ، وهذا من محض إحسانه جل وعلا ، وإكرامه لي ، أسأله تعالى أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، وأن يوفقني للعمل بكتاب الله ، وإحياء سنة سيد المرسلين إنه سميع مجيب" انظر: الإمام العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود(1/3) .
وقال -رحمَهُ اللهُ- في خطة ألقاها بمكة في ذي الحجة عام 1347هـ : "هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله -عزَّ وجلَّ- خالصة من كل شائبة ، منزهة من كل بدعة ، فعقيدة التوحيد هذه ، هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن وأوصاب" انظر: المصحف والسيف(ص/85-86) .
منقول من موقع الهيلا
hgp[[ hgr,d~Qm ugn ,[,f hg]thu uk hg],gm hgsu,]d~Qm