اشد
الخلاوي كثير التنقل والترحال من مكان لاخر بل لايكاد يستقر في مكان معين لانه رجل لايطيب له المقام مع الاعراب الا نادرا ... وفي احد الايام صدف وان نزل في جو مرتفع بالقرب من احدي القبائل - ومن عادات العرب اذا حل ونزل عليهم نزيلا اعتبروه ضيفا عليهم مما يوجب عليهم ان يذبحو له الذبائح وان يدعونه على عشاء خاص به وذلك بمناسبه جواره فتلك تقاليد العرب - فذبحو له الذبايح مسبقا ... واخذو يسالون عن جارهم الذي حل بالقرب منهم فعرفو انه (راشد الخلاوي من قوم صلب العرب - عندها لم يهتمو به ولم يراعو عادات وتقاليد الاسلام والعرب ... فاولمو وليمتهم واكلوها وحدهم دون ان يدعو ضيفهم الذي نزل بجوارهم وذلك لاسباب قبليه تختص بهم وافكارهم .. المريضه ..
عندها تذكر
راشد الخلاوي بيته الذي يقول ( حريب جدك لو صفا مايودك ) ولم يكترث بما عملو لانه على علم مسبق باخلاقهم .. فمكث في بيته دون ان يسالو عنه وعند الصباح خرج من بيته قاصدا صيد الجوازي فشمر عن ذراعه واصطاد ثمانٍ من الظباء ( جوازي ) التي يعجز عن صيدها هؤلاء القوم ..
ومن ثم نوى الرجوع الى بيته حاملا صيده الوفير معه - فلما وصل الدار اوقد له نارا ليست بالهينه ووضع الظباء
الثمانيه عليها فذهب الى هؤلاء القوم ليدعوهم على عادته الكريمه فقال لهم بشموخ وكبرياء :
من عادتي اعزم قبل لايعزموني فاستجابو لدعوته دون حياء منهم فلما قامو وجلسو على عشائهم انشد راشد الخلاوي هذه الابيات بلهجه مسموعه يتضح من خلالها طراوة وابداع لسان الخلاوي في نظم القصيد الهلالي فانشد قائلا وهم يسمعو :
يقول الخلاوي والخلاوي راشد .... للناس ميلاتن وانا لي لسانيه
اليا نزلو الطمان رقيت انا العلا .... في مرقبن كل الخلايق ترانيه
وشبيت نار يجذب الضيف نورها .... عليها من لحم الجوازي ثمانيه
ودعيت جيراني على طيب القرى .... يومن داعيهم دعى مادعانيه
واشلون اخلى الطيب وانكس للردى .... والارزاق بالدنيا والاعمار فانيه.
فلما سمعو ماقال اخذو يتجرعون عشائهم كالعلقم فاسودت وجوههم من الحرج ونكسو رؤوسهم واخذو يتلاومون بينهم ومن ثم دعوه على عشاء خاص به كي يستترون من عيبهم فقبل الخلاوي دعوتهم فلما ذهبو الى بيوتهم اوقد الخلاوي نارا كبيره وطوى بيته ورحل خلسة عنهم وترك النار مشتعله كي يوهمهم انه لازال موجودا وفي الصباح تفاجئو بان الخلاوي قد رحل عنهم بعد ان اعطاهم درسا في اكرام الجار والضيف والمراجل ..
هذا هو الخلاوي راشد ... صدق .. كرم .. شجاعه .. طيب ... فرحم الله الخلاوي رحمة واسعه .
?
vha] hgogh,d