السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو موضوع عن شخصيه تاريخيه ورمز من رموز الامه الاسلاميه والتي لاتنسى لما فيها من الفائده الكبيره وسوف اقوم بذكر بعض من جوانب حياته وحكمته وشعره واقواله وفراسته بأختصار فهو مهما تكلمت عنه لن اوفيه حقه
هو أحد الأفذاذ العباقره الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية في وقت مضى وصنفه المؤرخون العالميين في القائمة الذهبية كأحد أذكى أذكياء العالم باحتلاله الرتب المئوية الأولى في التصنيف من بين آلاف الأذكياء العالميين على مستوى القارات كلها !!!!
هو محمد بن إدريس عالم دين وأديب , فذ بالرياضيات وبالفراسة
أو كما يلقب ( الإمام الشافعي )
الأكثرون يعتقدون أن هذا الرجل هو عالم دين وصاحب مذهب ويتكلم في الحلال والحرام فقط , وغاب عنهم أنه كان فيلسوفاً وأديباً شاعراً وعبقرياً في الرياضيات ومعرفة الناس ..
ما يزيد جمال هذا الرجل أنه عالم دين وأديب شاعر بنفس الوقت وهذا الذي يجب أن يكون عليه كل علماء الدين كي لا يسأمهم الناس لأن العلم ثقيلٌ على النفس ومادة دسمة جداً لا تتقبلها النفوس إلا على جرعات ومراحل .. تتخللها القصة والنكتة والشعر وكل وسيلة تخفف من وطأتها على النفس
كَثُرَ حساده والمعجبين فيه يوم نبغ وظهر أمره في فترة قياسية من عمره وكاد أن يلقى حتفه على يد هارون الرشيد لولا لطف الله به ثم براعته وذكاءه باستنقاذه نفسه حتى أصبح من أحب الناس عند الهارون وأقربهم .
|| اسمه ونشأته ||
هو أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي , هاجر والده من مكة لفلسطين يطلب الرزق فيها وهناك ولد الشافعي محمد سنة 150 هـ , وهو نفس العام الذي مات فيه أبو حنيفة , ولم تمر فترة قصيرة على ولادته حتى توفي والده فنشأ في كنف أمه اليمانية الأزديه فقيراً يتيماً لا حول لهما ولا قوة إلا بالله , ترعاه بحنانها وتقوم بمقام أبيه قدر ما تطيق , فلما بلغ الحولين قررت أمه العودة به إلى أهله بمكة كي تذود أيديهم عنه ويكونوا من وراءه و لا يضيع نسبه ولينشأ بمثل ما ينشأ عليه أقرانه هناك , فعادت به وسكنا بمكة فأتم حفظ القرآن ولم يتجاوز عمره السبعة أعوام فشب عليه وأخذ يتغنى به ويتلوه طرباً بصوته الرخيم الشجي حتى عرف بذلك في سائر الحجاز ..
|| نبوغه وعلمه ||
لحق بقبيلة هذيل العربية يستزيد منها اللغة السليمة والفصاحة والبيان وكانت هذيل في ذاك الوقت من أفصح العرب لساناً , فما زال يتلقى ويتعلم منها 17 سنة حتى برع وتفوق وقل من يوازيه في فصاحته وبيانه , فرجع إلى مكة ينشد أشعارهم ويتمثل بأمثالهم ويروي أخبار العرب و أخبارهم ولفت ما كان منه كبار أئمة اللغة وعلماؤها المعدودين في ذلك الوقت ومن بينهم الأصمعي حيث قال فيه : ( صححت أشعار هذيل على فتىً من قريش يقال له محمد بن إدريس )
أخذ يتعلم ويطلب العلم أينما كان , وكانت العلوم الراقية والمفخرة والتي تحرص عليه الناس في ذاك الوقت هي علوم القرآن كلها .
كانوا إذا رأوا من الفتى ذكاءً وفطنة جعلوه يشب في طلب العلوم القرآنية أولاً ومن ثم يطلب ما يشاء من سائر العلوم , لذلك نجد علماء تلك الأجيال نماذج مرموقة لصورة العالم المثالي والفقيه القدوة في مجتمعه المؤهل لتصدي أي طارئ أو خلل يتخلله ومعالجة كل معضلة بكل إتقان ورؤية.
بلغ من اجتهاد الشافعي رحمه الله في طلب العلم أن أجازه شيخه الجليل مسلم بن خالد الزنجي بالأفتاء وهو لا يزال صغير لم يحتلم.
ومن أخبار بداية طلبه للعلم يقول الشافعي
كنت وأنا في الكتاب ( حلقات الذكر في المساجد) أسمع المعلم يلقن الصبي الآية فأحفظها ولقد كنت ( أي قبل أن يفرغ المعلم من الإملاء ) قد حفظت جميع ما أملى , فقال لي المعلم ذات يوم : ما يحل لي أن آخذ منك شيئاً .
ثم لما خرجت من الكتاب كنت أتلقط الخزف والدفوف وكرب النخل وأكتاف الجمال أكتب فيها الحديث وأجيء إلى الدواوين فأستوهب منها الظهور فأكتب فيها حتى كانت لأمي قراب فملأتها أكتافا وخزفاً وقرباً مملؤة حديثاً . بعد ذلك دفعته أمه رحمها الله ليذهب إلى المدينة بعدما حرضه على ذلك وشجعه ابن عمه مصعب بن الزبير
انظروا كيف تصنع الأمهات الرجال العظماء , ومن يقرأ تاريخ معظم الرجال الذين كان لهم من الشأن العظيم والتأثير فيمن حولهم يجده أن من زرعه وسقاه في صغره حتى شب وكبر هي أمٌ صالحة متنورة تملك حنان القوة وصرامة اللين والعكس في الغالب يصح . فتجد الإمعات الأغبياء وأشباه الرجال والذكور ومن يحتلون الرقم ( صفر ) أو ما وراء الصفر وهم كثر وطبعاً يشذ من هذه القاعدة إن جاز التعبير نماذج تكسرها وتناقضها ولكن يبقى الأساس أن الأم هي المصنع الأول للأمم وتعليمها وتثقيفها شرط أساسي لإنتاج أمة مرموقة وشاهقة.
لنـعـود للـشافعي, , ,يقول الشافعي :
قال لي رجل من أبناء عمي الزبير يبينا محمد عز علي ألا يكون معما معك فقه فتكون قد سدت أهل زمانك , فقلت فمن بقى نقصد؟ فقال : مالك بن أنس سيد المسلمين حينئذ فوقع في قلبي فعمدت الموطأ فاستعرته من رجل بمكة فحفظته في تسع ليال ظاهراً , ثم ذهبت إلى والي مكة ليكتب كتاباً لوالي المدينة يستوصي بي عند مالك بن أنس فقدمت إلى المدينة فأبلغت الكتاب إلى الوالي , فما أن قرأ قال :
يا فتى إن مشيي من جوف المدينة إلى جوف مكة حافياً راجلاً أهون علي من أن أمشي إلى باب مالك بن أنس , فلست أرى الذل حتى أقف عند بابه فقلت : أصلح الله الأمير إن رأى الأمير أن يوجه إليه فيحضر , فقال : هيهات ليت إذا ركبت أنا ومن معي وأصابنا من تراب العقيق نلنا حاجتنا .
فواعدته العصر وركبنا جميعاً إليه, فوالله لكان كما قال فتقدم رجل فقرع الباب فخرجت إلينا جارية سوداء , فقال لها الأمير : قولي لمولاك أني بالباب : فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت أن مولاي يقرئك السلام ويقول : إن كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب , وإن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس فانصرف .
فقال لها : قولي له إن معي كتاباً من والي مكة إليه في حاجة مهمة, دخلت وخرجت وفي يدها كرسي فوضعته , ثم إذا بمالك قد خرج وعليه المهابة والوقار , وهو شيخ طويل مسنون اللحية فرفع إليه الوالي الكتاب فأخذه وقرأ إلى أن وصل " إن هذا رجل من أمره وحاله فتحدثه وتفعل وتصنع " فرمى الكتاب من يده ثم قال : سبحان الله ! أوَ صار علم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ بالوسائل .. فنظرت إلى الوالي وإذا به قد خافه وتهيب أن يكلمه
فقلت لمالك : أصلحك الله إني رجل مطلبي ومن حالتي قصتي فلما أن سمع كلامي نظر إلى ساعة
فقال لي : ما أسمك ؟ قلت محمد , فقال لي يا محمد اتق الله وأجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن من الشأن .
سأختصر لكم قصته مع بعض علماء العراق الذين حقدوا عليه وكادوا له لأنه تفوق عليهم وتربع على قلوب أكثر طلاب العراق فصاروا لا يحرصون إلا على مجلسه ولا يأخذون إلا رأيه .
حضّروا علماء العراق مجموعة كثيرة من الأسئلة وطلبوا من الرشيد أن يدعو الشافعي فيناظرونه
والأسئلة كانت على هيئة ألغاز ومفخخة ومعقدة والقصد من ورائها الحط من قدر الشافعي بين طلابه وعند هارون الرشيد فدعا هارون الشافعي وحضر مناظروه وأحتشد الناس .
سأذكر بعض أسئلة هذا المشهد الجماهيري والحماسي لأنها كثيرة وتفاصيلها أكثر ومن أراد الإستزاده
فليقرأ كتاب محمد أمين الجندي ( مائة قصة وقصة ) :-
كانت الأسئلة كالتالي :
س1 : لقيت امرأتان غلامين فقالتا : مرحبا يا بنينا وزوجينا وابني زوجينا فكيف ذلك ؟
قال الشافعي ج1 : الغلامين كانا ابني المرأتين , فتزوجت كل واحدة منهما بابن صاحبتها , فكان الغلامين ابنيهما , وزوجيهما , وابني زوجيهما .
س2 : أعطى رجل لامرأته كيساً مملوءًا مختوماً وطلب إليها أن تفرغ ما فيه بشرط ألا تفتحه أو تفتقه أو تكسر ختمه أو تحرقه وهي إن فعلت شيئاً من ذلك فهي طالق ؟
قال الشافعي : ج2 : الكيس كان مملوءًا بالسكر أو الملح , وما على المرأة إلا أن تضعه في الماء فيذوب ما فيه .
س3 : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ولما سلم عن شماله بطلت صلاته ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟
قال الشافعي : ج3 : لم سلم عن يمينه رأى شخصاً تزوج هو ( المصلي ) إمراته في غيبته فلما رآه حضر طلقت زوجته منه , ولما نظر عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته ولما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر فيها وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر من ظهور الهلال
فكان هارون الرشيد يتبسم كل ما أجاب الشافعي على أسئلتهم فلما فرغوا قال الشافعي يا أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء في مسألة فإن أجابوا عليها فالحمد لله وإلا فأرجو من أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم فقال الهارون لك ذلك فسلهم
فقال الشافعي : س: مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهما واحداً فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟
فنظر بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يجب أحد منهم وأخذ العرق يغرقهم ونسوا هؤلاء الأغبياء المعادلة الرياضية في مسألة الزكاة
فقال هارون الرشيد ضاحكاً أخبرهم وأخبرنا بجواب هذا يا بن إدريس؟
قال الشافعي : مات هذا الرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنا عشر أخاً وأخت واحدة فأخذت البنتان الثلثين وهو 400 درهم , وأخذت الأم السدس وهو 100 درهم وأخذت الزوجة الثمن وهو 75 درهم وأخذ الأثنا عشر أخاً 24 درهم فبقي درهم واحد للأخت فزاد إعجاب الرشيد به وأكرمه وخاب مناظروه.
|| شعر الشافعي وفلسفته بالحياة ||
شعر الشافعي فاحش الحكمة والجودة والإباء هو من أحب الشعراء عندي , فشعره عذب المفردات وجزل المعاني حتى جرى على ألسن الناس معظمه , إلا أنهم لا يعلمون أنه صاحب ذاك الشعر
كمثل / ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع
ومثل / وما أكثر الإخوان حين تعدهم , وأيضاً نعيب زماننا والعيب فينا
وغيرها وله مئات القصائد الجميلة
سأذكر بعض أجود الأبيات التي أعرفها له ...
يقول الشافعي :
أعرض عن الجاهـل السفيه ... فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـا ً .. إن خاض بعض الكلاب فيه
وله أيضاً :
لا تحملـن لمـن يمـن ... من الأنام عليـك منـة
واختر لنفسـك حظهـا ... واصبر فإن الصبر جنة
منن الرجال على القلوب .. أشد من وقـع الأسنـة
وقال :
ومن الشقـاوة أن تحـب ... ومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسان ... وهـو يريـد ضـيـرك
بالمناسبة روي إن جاء رسول عاشق إلى الشافعي برقعة فيها أبيات يستشيره في حاله ويشكو له الحب والعشق وهجر حبيبته له يقول هذا العاشق
سَلِ المفتي المكي من آلِ هاشمٍ ... إذا اشتَدَّ وَجْدٌ بامرئٍ مَاذَا يَصْنَعُ
كتب الشافعي تحته
يُـــدَاوي هَوَاهُ ثم يَكتُمُ وَجْدَهُ ... ويَصْبِرُ في كُلِّ الأمورِ وَيَخْضَعُ
فذهب رسول العاشق إليه ثم عاد وقد كُتب يجيب بها الشافعي :
فكيفَ يُدَاوِي والهَوَى قَاتِلُ الفتى ... وفـي كُلِّ يـومٍ غُصَّةً يتجـرعُ
فرد الشافعي عليه :
فإنْ هُوَ لم يَصبِرْ عَلَى مَا أَصَابَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ شَيءٌ سِوَى المَوْتِ أنْفَعُ
وللشافعي من الأبيات ما يقول فيها :
نعيب زماننا والعيـب فينـا ... وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ٍ ... ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ... ويأكل بعضنا بعضنا عيانـا
وأيضاً :
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وكذالك
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه ... وإن خليته كمداً يمـوت
ومن أجمل أبياته عندي قوله :
أنا إن عشت لست اعدم قوتا ... وإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـي ... نفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري ... فلماذا أزور زيـداً وعمـراً
وكان رحمه الله قبل وفاته كثيراً ما ينشد هذه الأبيات ويبكي :
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي ... جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه ... بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل ... تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد ... فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــهت ... فيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه ... على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر ربـه ... وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه ... وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره ... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي ... كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي ... ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي ... ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
ومن الأقوال الخالدة الماسية و التي تفرد بها الشافعي عن سائر الناس التي لم يسبقه إليها غيره أقوال منها :
(( وددت لو أن الناس استفادوا من علمي ، ولم ينسبوه لي ))
(( ما جادلت أحداً إلا أحببت أن تكون له الغلبة ))
((ما جادلني عالمٌ إلا وقد غلبته وما جادلني جاهل إلا وغلبني ))
(( لو أعلم أن الماء يفسد مروءتي ما شربته ))
|| وفاة الشافعي ||
ظل الإمام الشافعي في مصر ولم يغادرها يلقي دروسه ويحيط به تلامذته حتى لقي ربه في
(30 رجب 204 هجرية )
وتحياتى لكم
lk tjn djdl hgn uhgl ,ufrvd ,tdgst,t ,ahuv ,h]df