الأخطاء
التي تقع قبل
الصوم
عدم تبييت النية من الليل
فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجب تبييت نية الصوم في صيام الفريضة في كل ليلة، ولا يكفى نية واحدة لشهر رمضان؛ لما روت حفصة رضي الله عنها أن النبي قال «من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» رواه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني
ومعنى «من لم يجمع» أي من لم يعزم أو لم ينو وتصح النية في أي جزء من الليل؛ لقوله «قبل الفجر»، ومن دلائل النية قيام الإنسان للسحور وتهيؤه له، فمن أكل أو شرب بنية الصوم فقد أتى بالنية أحاديث الصيام، أحكام وآداب، عبد الله بن صالح الفوزان ص
ترك صلاة التراويح في أول ليلة من رمضان
وهذا خطأ يقع فيه الكثير، فحين يعلن عن رؤية هلال رمضان يسرع كثير من الناس إلى قضاء حوائجهم من الأكل والشرب، ويتركون صلاة التراويح في تلك الليلة؛ ظنًّا منهم أنها لا تبدأ إلا بعد أول يوم من رمضان، فيحرمون أنفسهم من ثواب تلك السُّنّة
الجهل بمفسدات الصوم
ومن
الأخطاء جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصوم مما يقع فيه البعض، خاصة مع بداية رمضان، وهذا خطأ عظيم، فمن الواجب على المسلم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات الصيام، حتى يتحرز من الوقوع فيها نقلاً عن أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات
تعجيل السحور
وهذا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الناس؛ إما لعدم علمهم بالسنة في ذلك الأمر، وإما لعدم الاستيقاظ قبل الفجر، فيحرمون أنفسهم من ثواب تلك السُّنة، والثابت من سنة النبي وسنة أصحابه أنهم كانوا يؤخرون السحور إلى قبيل الفجر، ولما روى أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله «بكّروا بالإفطار وأخّروا السحور» الطبراني في الكبير وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
عدم إمساك من لم يعلم بدخول رمضان
فقد يحدث في بعض الأحيان ألا يعلم الإنسان بدخول شهر رمضان إلا في الصباح لنومه قبل العلم برؤية الهلال، فيظن أنه يجب عليه الإفطار، ولا يعلم أن الواجب عليه في تلك الحالة أن يمسك عن الطعام والشراب ويتم الصوم؛ وهذه حالة خاصة لم يشترط فيها العلماء تبييت النية، فقد ثبت عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ «إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ» البخاري
امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر
ولم تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها، والذي عليه أهل العلم أن المرأة إذا انقطع عنها الدم وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عنها، ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح
تحرُّج البعض من الصيام إذا أصبح جنبًا
وذلك لظنه أنه يجب عليه أن يكون طاهرًا قبل الفجر، فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء، وهذا خطأ، والصحيح أن الرجل إذا أصبح جنبًا سواء كان من جماع أو احتلام؛ فلا حرج عليه في ذلك ويكفيه الاغتسال ويتم صومه؛ لقوله تعالى فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّه لَكُمْ البقرة الآية، ولما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ ثُمَّ يَصُومُ مسلم
إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات
وقد تكون الفتاة ممن بلغت المحيض؛ فتريد الصيام لأنها مكلفة، فيمنعها أهلها من ذلك، والواجب على هؤلاء أن يُلزِموا بناتهم بالصوم؛ لأنها إذا بلغت المحيض أصبحت مكلفة حتى وإن كانت دون العاشرة
تناول بعض النساء أدوية تمنع الحيض
فقد تتناول بعض النساء هذه الأدوية بنية إكمال الصوم والصلاة مع المسلمين، وقد أجاز العلماء هذا الأمر إذا لم يكن فيه ضرر بصحة المرأة، ولكن هذا الأمر خلاف الأوْلى، فإنها إن تركت نفسها لفطرتها كان أفضل وأَوْلَى
ثانيًا الأخطاء التي تقع أثناء الصوم
تحرج بعض المرضى والمسافرين من الإفطار
والإصرار على الصيام خاصة مع وجود المشقة، وهذا خطأ؛ لأن الله عز وجل قد رخص للمرضى في الفطر في رمضان، ثم القضاء عند الشفاء، ومن القواعد المقررة شرعًا رفع الحرج ودفع المشقة، قال الله تعالى فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ البقرة ، وإن الله عز وجل يحب أن تُؤتَى رُخَصه كما يحب أن تؤتى عزائمه؛ لما صح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ» ابن حبان وصححه الألباني
إلا أن المسافر يجب أن ينتبه إلى أمرين
الأول أنه لا يحق له الفطر بمجرد أن ينوي السفر، وإنما الصواب أن الصائم لا يجوز له أن يفطر إلا إذا سافر فعلاً؛ لقوله تعالى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أي متمكن من السفر واقع فيه، أما مجرد النية فإنها لا تبيح للإنسان أن يترخص برُخَص السفر
الثاني أن المسافر ينبغي ألا يظهر فِطْره أمام من لا يعلم بحاله حتى لا يظن به سوءًا، وكذلك ينبغي لمن يعلم أن هذا الشخص مسافر ورآه يأكل أو يشرب ألا ينكر عليه ذلك
بعض الناس إذا أكل أو شرب ناسيًا ظن أنه قد فسد صومه وعليه القضاء
وهذا خطأ، فإن الأكل والشرب ناسيًا لا يفسد الصوم على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لقوله «إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» متفق عليه
تحرُّج البعض من بلع الريق أثناء الصوم ظنًا منه أن هذا يفسد صومه
وهذا خطأ، والصحيح أنه لا بأس ببلع الريق، ولو كثر ذلك لمشقة وتعذر الاحتراز منه، أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلا إلى الفم؛ لإمكان التحرز منهما
التحرج من استعمال السواك
قد يتحرج البعض من استعمال السواك أثناء الصوم، خاصة وأن بعض أهل العلم كالإمام الشافعي قد كره استعماله بعد الزوال في رمضان، والصحيح أنه لا حرج في استعمال السواك طوال مدة الصيام؛ لقوله «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» متفق عليه قال الإمام البخاري ولم يخص النبي الصائم من غيره
وكذلك لا بأس باستعمال معجون الأسنان بشرط ألاَّ ينزل منه شيء إلى الحلق، ولا بأس بما تبقى من أثره في الفم؛ لأنه في معنى السواك
المبالغة في الاستنشاق
وهي وإن كانت سنة في الوضوء إلا أنه لا يستحب المبالغة فيها؛ لأنهما قد تؤدى إلى وصول الماء إلى الحلق؛ لقوله «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» أبو داود وصححه الألباني
تحرُّج بعض النساء من تذوق الطعام أثناء الصوم
فقد تمتنع بعض النساء عن تذوق الطعام أثناء طهيه مخافة أن يفسد عليها صومها، وهذا خطأ، يقول الشيخ ابن جبرين رحمه الله «لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن تجعله على طرف اللسان ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا تبتلع منه شيئًا، بل تمجه أو تخرجه من فمها ولا يفسد بذلك صومها»
فتاوى الصيام
التحرج من وضع القطرة في العين أو قطرة الأذن أو الكحل أو غيرها
والصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه الأشياء لا تفطر؛ لأن العين والأذن ليستا منفذًا للمعدة، ولكن استعمال هذه الأشياء في الليل أفضل خروجًا من الخلاف
سرعة الغضب والصخب والرفث أثناء الصوم
وهذه الأمور قد نهى عنها رسول الله بقوله «الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب؛ فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم» متفق عليه فيجب على الصائم أن يمسك لسانه وجوارحه عن المعاصي كما يمسك نفسه عن الطعام والشهوة؛ لأن هذا مما يضيع عليه أجر صومه
إهدار الأوقات في اللهو أثناء الصوم
وهذا من أكثر الأخطاء شيوعًا بين الصائمين، فتجد الكثير يقضي أوقات صيامه أمام التلفاز في متابعة المسابقات والمسلسلات والأفلام، إلى غير ذلك، والبعض يقضي هذه الأوقات على المقاهي في اللعب واللهو، قال الله تعالى وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا الفرقان قال محمد ابن الحنفية «الزور اللهو والغناء» تفسير ابن كثير وقد حذرنا رسول الله من ذلك فقال «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» البخاري
ثالثًا الأخطاء التي تقع بعد انتهاء الصوم
الانشغال بالإفطار عن ترديد الأذان
وهذا خطأ شائع؛ حيث ينشغل بعض الصائمين بالإفطار عن ترديد أذان المغرب، مع أن النبي قال «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» متفق عليه ، فأمرنا النبي بترديد الأذان دون تفرقة بين صائم وغيره، وعلى ذلك فيُسَن للصائم أن يردد أذان المغرب أثناء إفطاره، ولا يوجد مانع من الجمع بينهما
الغفلة عن الدعاء عند الإفطار
فترى كثيرًا من الصائمين يترك الدعاء عند فطره جهلاً أو نسيانًا، مع أن الدعاء عند الإفطار مستجاب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله «ثلاث دعوات لا تُرد دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر» أحمد والبيهقي وصححه الألباني
وقد وردت بعض الأدعية الصحيحة في السنة التي يقولها الصائم عند فطره منها حديث «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله» أبو داود وحسنه الألباني
غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم
فقد يغفل بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بدعوته على الإفطار جهلاً منه بتلك السنة، وهذا خطأ، فمما ينبغي أن يحرص عليه الصائم أن يقوم بالدعاء لمن فطَّره أو دعاه للإفطار عنده؛ لما ثبت في السنة من دعائه حين يفطر عند قوم «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ» أبو داود وصححه الألباني
تأخير الإفطار
فقد يؤخر بعض الصائمين إفطارهم، وهذا خطأ؛ لأن السنة تعجيل الإفطار؛ لما ثبت من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله قال «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه ، فبين أن تعجيل الفطر علامة على الخيرية، فيجب على الصائم أن يحرص على ذلك
تطيُّب النساء عند الخروج لصلاة التراويح
وهذا خطأ، فإن كانت صلاة التراويح من السنن المؤكدة في شهر رمضان، إلا أن على المرأة أن تحرص عند الخروج إلى المسجد على الالتزام بما أمرها الله تعالى به من الحجاب وعدم التطيب، فقد كانت نساء الصحابة يخرجن إلى الصلاة متلفعات بمروطهن لا يُعرفن من الغلس ولحديث خالد بن زيد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله «لا تمنعوا إماء الله المساجد، وليخرجن تفلات» أحمد ، وقد قال أهل العلم عن قوله «وليخرجن تفلات» أي غير متطيبات ولحديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود أن النبي قال «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبًا» مسلم قال المباركفوري ويلحق بالطيب ما في معناه؛ لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كالملبس والحلي الذي يظهر والزينة، وكذا الاختلاط بالرجال تحفة الأحوذي بشرح الترمذي
الانشغال في العشر الأواخر عن قيام الليل
قد يشغل البعض نفسه وخاصة النساء في العشر الأواخر من رمضان بشراء الملابس، وإعداد الكعك وغير ذلك، غافلين عما في هذه العشر من الفضل، وقد أخبر النبي بتحري ليلة القدر في هذه العشر، فقال «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان» متفق عليه وقد كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها، فكان يقوم الليل كله، وكان يوقظ أهله للصلاة معه، وكان لا يقرب النساء، كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ» مسلم
وقد سن لنا رسول الله في هذه الأيام سنة الاعتكاف في المساجد، وقد داوم عليها حتى موته، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه بعده متفق عليه
ادعو لكاتبه وناقله
hgHo'hx hgjd jru rfg hgw,l ,fu]i