طمأنة الحكام على قتل الخوارج دعاة الظلام
ان الذين كان دينهم القتل والارهاب وعقيدتهم التكفير كان من الضروري لحياة الاخرين قتلهم شرعا وعرفا ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما شدد ورغب في قتل فئة كهذه ، وقد حفلت كتب السنة بما يطمئن حكام المسلمين ويكسبهم الجرأة في قتال الذين خرجوا بمثل هذه العقيدة الفاسدة ، ونقف على المراجع في ذلك منها قول البخاري في عنوان :
( باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم ) . 283 الفتح.
وفي صحيح مسلم عنوان : ( باب التحريض على قتل الخوارج ) ، عند الحديث رقم 1066 ، ولم يقل جواز القتل بل التحريض والدعوة والترغيب في قتل الخوارج ، لان المصلحة الشرعية تقتضي ذلك.
وذكر شيخ الإسلام في حديثه عن علي رضي الله عنه ، فقال ص 473 ج28 : فاستحل علي قتالهم وفرح بقتلهم فرحا عظيما ولم يفعل في خلافته امرا عاما كان اعظم عنده من قتال الخوارج . . الخ .
وذكر ابن حجر : قال ابن بهيرة : وفي الحديث ان قتال الخوارج اولى من قتال المشركين والحكمة فيه ان في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال اهل الشرك طلب الربح وحفظ راس المال اولى.
ذلك لان المتطرفين ضرهم على المسلمين اشد لانه من داخلهم ودرء المفاسد قدم على جلب المصالح فقتالهم اولى بل هو واجب لاجل حماية عامة المجتمع.
وذلك ايضا يبين فقه الصحابة حينما قال علي لجيشه : افتذهبون الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء في ذراريكم واموالكم" أي فضل قتال الخوارج على غيرهم.
وروى ابن ابي شيبة ج7 عن عاصم بن شميخ قال : سمعت ابا سعيد الخدري ، ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر : لقتالهم الخوارج احب الي من قتال عدتهم من اهل الشرك.
وذكر الهروي في زم الكلام 228 قول الحميدي شيخ البخاري : ( لان اغزوا هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله . الخ ، يعني الخوارج ، لانهم لا يقبلون الاحاديث التي لا توافقهم فيردونها ويقولون بانها تخالف القرآن الا انها تخالفهم هم.
وفي رواية احمد عن علي زاد فيه : قتالهم حق على كل مسلم . أي يقاتلهم مع حكام المسلمين.
وقال النووي في شرح الحديث 1065: لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد) قال : أي قتلا مستأصلا كما قال تعالى : (فهل ترى لهم من باقية ) .
فمن الحديث وشرحه تبدوا الدعوة واضحة لاقتلاع جذور التطرف وتجفيف منابعه ، وحرق بذوره ، حتى يسلم الناس من شره.
وقال ايضا في شرحه للفقرة من الحديث 1066 قوله ص : ( فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر ) قال الامام النووي : هذا صريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة وهو اجماع العلماء. قال القاضي : اجمع العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد الانذار . انتهى
وانظر قوله (بوجوب) والاخر ( وجب قتالهم) وليس فقط مستحب ، بل هو فريضة واجبة على حكام المسلمين لاستئصال المتطرفين الخوارج.
ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم اليوم وسنذكر لهم امثلة.
واما الذين قاتلهم علي فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر ذلك شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي ض وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يقال ان النبي ص قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله :
: وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي صلى الله عليه وسلم كما وجب قتال ألئك ). انتهى
ويعني قتال الخوارج المتأخرين ايضا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين.
وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة اول من يخرج منهم ، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي ص انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى
يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب قتالهم
وكان عمر ض يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيع بن عسل ، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر ض : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد.
وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك وينفذوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب ض ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى
وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته ، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة ، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد ذلك من المتطرفين هو من الخوارج.
وللمزيد من الادلة في قتال من يخرج على حكام المسلمين ، ما رواه مسلم وابي داود والنسائي واللفظ لمسلم عن عرفجة ض سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هنات وهنات ، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ، وفي رواية فاقتلوه .
وفيه بيان ان الهنات التي تحدث من حكام المسلمين ليست مبرر للخروج عليهم بل تعالج بالحكمة مع الحفاظ على وحدة الامة.
فمتى ما سفكوا دما كان قتالهم واجب وقبل يجوز قتلهم ابتداء ومتروك تقيمه للحاكم في مراعاته لظروفه ، ولكن الاولى ملاحقتهم قبل ان يعتدوا مجهزين ، كما فعل على ض لاحقهم حتى حصرهم على النهر فقتلهم .
وذكر ابن حجر في الفتح عن عمر بن عبد العزيز انه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما او يأخذوا مالا فان فعلوا فقاتلوهم ولو كان ولدي.
وعن جريخ : قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج؟ قال : اذا قطعوا السبيل واخافوا الامن.
فكم من المتطرفين اخافوا الامنين وفجروا السيارات بل والطائرات حتى يصبح المسافر الى ان يرجع في رعب ، واما الذين تعسكروا في الاوكار فان ملاحقتهم لا تحتاج الى بحث الا في مسألة القدرة عليهم وكما ذكر بجواز قتل ما قدر عليه منهم من قبل ان يكون قد تعسكر واحتمى.
وذكر ابن حجر عن الاسماعيلي وكان الحديث عن قتال الخوارج فقال ص 291/12 : واما بعده ص فلا يجوز ترك قتالهم اذا هم اظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الائمة مع القدرة على قتالهم.
وفي رواية : رايت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال : انها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة او يريد ان يفرق امة محمد فأيا من كان فأقتلوه ، فان يد الله على الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض.
وروى النسائي عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله ص : من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر.
فكم من المتطرفين حملوا السلاح واقاموا المعسكرات وفجروا السيارات ففي ذلك مبررات لحكام المسلمين في ملاحقتهم ، والحاكم الرشيد لا يبالي بالنقد ان كان يفعل امرا فيه بقاء شعبه ووطنه ويحمي دينه ، وما سمي الشخص القوي قائدا الا لانه يتقدمهم وليس يسير خلفهم حتى يامروه.
منقول
'lHkm hgp;hl ugn rjg hgo,hv[ ]uhm hg/ghl