لعل الانتماء لهذه البقعه هو ما جعلني اهتم واتأمل ما تحتويه تلك الجبال البركانيه المحترقه والصخور المنصهره من بقايا أثار تدل على ان الانسان عاش في هذه البقعه وتعاقب على العيش فيها وخلف اكثر من حضاره وما تبقى من اثار يعتبر شاهد على تلك الحضارات البائده والتي تعاقبت على تلك البقعه لتوفر الماء العذب والاثار الموجوده الأن هي ما احدث بعد البركان الذي حدث وحسب الدراسات الحديثه قبل البعثه بقرنين أو اقل أو اكثر ولاكنه في تلك الحدود الزمنيه وما قبل البركان لم يتبقى منه مايمكن ان يدل على وجود حضاره في هذا الموقع ولاكن الحضارات التي تعاقبت على حفر كشب بعد الثوره البركانيه العنيفه التي غيرت معالم الأرض وشكلت تلك الجبال الموجوده الأن واظهرت ما بباطن الارض من احجار كريمه ومعادن والتي لا يمكن ان يصل لها الانسان لولا تلك الثوره البركانيه فقد كانت على عمق ستون الف متر واخرجتها البراكين على شكل حمم وتناثرت على سطح الارض اضافة الى المعلم التاريخي الطبيعي وما يعرف بمقلع طميه والذي تشكل بفعل تلك البراكين مما نتج عنها اقتلاع جبل بكامله والقذف به على مسافة اربعمائة كيلو وهو الأن شاهد على ما حدث ولمن يريد ان يتأكد من صحة ذلك فهاهو متكي على جانب طريق المدينه المنوره القصيم ومكانه تلك الحفره العميقه شاهد أخر على ما حدث وقد كان العامه يتناقلون اسطوره بنوها من خيالهم لعدم معرفتهم بقوة البراكين وما تستطيع ان تفعل فقد كانو متأكدين من ان ذلك الجبل الذي سموه طميه فعلآ كان هنا وانتقل ومن اجل ان يتوجو ذلك المعتقد اخترعو قصة العشق وان طميه عشقة جبل قطن عندما شهاهدته يلمع على ضوءالبرق وقررت الذهاب له وتلك الروايه الطويله التي نسجوها من الخيال لعلمهم ان الجبل انتقل فعلآ ولاكن كيف ؟
الذي لا يعلمونه ان انتقال الجبل ليس عشقآ وانما من فعل مليارات الاطنان من الحمم المنصهره في باطن الأرض وبسبب تفاعلها وشدة احتراقها وهيجانها ولم تجد مخرج الا ان تقتلع الجبل وترمي به في هذه المسافه وانا اقول ذلك واعتقده لعدة اسباب من اهمها :
اولآ : ان من يشاهد ذلك الجبل طميه ويقارنه بجبال كشب يجد الشبه كبير جدآ ومن يقارن طميه مع الجبال المحيطه بها يجد انه لا ينتمى لها بأي شكل من الاشكال
ثانيآ : المعروف ان لكل نباتات موطنها فالأذخر النبته المعروفه موطنها كشب والحجاز وهي موجوده بكثره في جبل طميه وغير موجوده فيما يحيط بها وكذلك شجر السلم والسمر والخراط والراك والقطف والأثل البري وغيرها وانا شاهدت ذلك بعيبني
ثالثآ : من يشاهد جبل طميه ويدقق النظر يجد انه على سطح الارض وليس له قعر كالجبال الاخرى
رابعآ : هناك جزء متبقي على فوهة مقلع طميه ومكانها موجود في جبل طميه وواضحه للعيان
ذلك البركان وما غيره في معالم تلك البقعه اصبح بداية تاريخ وما سبق البركان فلن يستطيع أي احد ان يتنبى به الا الواحد القهار هو من يعلم السر واخفى .
وما عقب البركان من تاريخ لحفر كشب له شواهد واثار موجوده يستطيع الباحث ان يخرج بنتيجه لو امعن النظر وبحث في المراجع واستخدم علم الأثار وانا لست عالم تاريخ ولاعالم في الأثار ولاكن انتمائي لهذه البقعه جعلني ابحث فيما دون من تاريخ ولم اصل الا للقليل فقد وجدت ان حفر كشب كان يعرف بحفر بني حسين في عهد الدوله العباسيه وذكر بن بليهد في صحيحه ان حفظة القران من اهل حفر كشب بلغ الف ومائه وذلك في عهد المستعين بالله العباسي وقيل ايضآ ان الحفريين كانو من الموالين للدوله الأمويه وانهم لم يتخلو عن الاعلام البيضاء رغم زوال الدوله الأمويه وسيادة الدوله العباسيه وقد نالهم ما نال القبائل في الجزيره العربيه على يد القائد العباسي التركي الأصل بغا الأكبر والذي سام العرب اشد الوان العذاب من تقتيل وتشريد فغزاء حفر كشب بجيشه وقتل منهم الكثير منهم ثلاثمائه من حفضة القرآن ومن بينهم شيخ كبير قتله وسفك دمه على مصحفه الذي كان يتقلده وشرد الباقين فمنهم من ذهب الى افريقيا ومنهم من ذهب الى الشرق وبعد ذلك بعدة سنون أل حفر كشب الى قبيلة زعب المنتسبه لقبيلة سليم وبالتحديد فخذ المتاريك وذلك حسبما ذكر في كتاب البلدانيات وعاشو فيه طويلآ ويبدو ان الحضاره الموجوده الأن من ابار واحواش واثار زراعه والقصر المعروف كل ذلك من اثار قبيلة زعب وقيل ان زراع حفر كشب كانو معفين من الضرائب لكثرة انتاجهم من البر والشعير وقيل ان موظف الضرائب في مكه الذي كان يقف في ريع الرسام ويجني الرسوم الضريبيه من كل من يدخل مكه متاجر كان لديه أمر من الحاكم ان لا يأخذ ضريبه على الحفريين تشجيعآ لهم وقيل انه ذات يوم كان يقف وكل من مرو من الصباح حتى الغروب كانو حفريين فدعى عليهم لأنه لم يستفيد من يومه وهذ كان في حوالي القرن الثامن هجري.
ومع ذلك يبدو ان حفر كشب على موعد مع التشريد فقد نزل عليهم الشريف زيان الحسيني جاليآ ومحاربآ لأخوانه أمراء المدينه المنوره وقد كان لهم مواجهه مع الأشراف في موقع يعرف بعنيزه لا اعلم ايهما لأن هناك ثلاثة مواقع محيطه بحفر كشب تعرف بعنيزه ولم تكن هذه المعركه في صالحهم فقتل منهم الكثير وشرد الكثير وبعد فتره باع بعضهم ملكه في حفر كشب على الشريف زيان الحسيني وقيل ان القيمه حصان اعور ولحقو بأقاربهم في المنطقه الشرقيه وبقي بعض من فخذ المتاريك من قبيلة زعب لم يبيعو ممتلكاتهم على الشريف وهذا القول ذكره ابن شدقم الحسيني في كتابه تحفة الأزهار فمكت الشريف زيان يبيع ماء حفر كشب حيث يجني من اصحاب الأبل بعير ومن اصحاب الغنم شاه ومن بقي من المتاريك بقي حتى القرن الحادي عشر وبعدهم أل حفر كشب الى قبيلة الرشايده المنتسبه لقبيلة عبس ومن ثم انتقل الى قبيلة مطير ولم يلبثو طويلآ حتى أل حفر كشب الى قبيلة عتيبه .
وهذا ما استطعت ان اجمعه عن تاريخ هذا البقعه وما بقي من اثار تدل على ان حفر كشب شهد حضارات سابقه هو ذلك القصر والذي هو عباره عن سور حصن بارتفاع ثلاثة امتار ولا يزال صامد وينطلق منه جداران بأتجاه قمة الجبل حيث سور اخر على القمه وبداخله ثلاث غرف وبركه مبلطه من الجبس اعتقد انها لحفظ الماء علاوة على مباني صغيره متناثره على سفح الجبل والجبال المحيطه وقد نهبة حجارتها عند الحضاره الجديده لطي الأبار وبالقرب من القصر بئر تعرف بأسم حرزه وعلى بعد مائتي متر منها بئر تعرف بأسم حريزه وهي مملوكه لبعض من قبيلة الخراريص كذلك ابار اخرى على بعد ثلاثه كيلو جنوب شرق تعرف بالضبطيات وهي مملوكه للعضيان وابار اخرى تعرف بأسم الهدباء وكانت مملوكه للمراشده اما ابار البدائع وهي عدة ابار متجاوره ويملكها قبيلة الغنانيم وجميع تلك الابار يتضح للمشاهد عراقتها وقدمها فقد يجد علامة وسم الحبال لطي الابار ووضع مسارات على حجارة الطي وهذا دليل على ان الماء كان يستخرج منها بالسانيه لسقاية المزروعات ولا يكاد يخلو سفح جبل او منخفض او وادي من وجود اثار واما المقابر فحدث ولا حرج ففي كل مكان يجد المشاهد مجموعه من المقابر ومن يلفت الانتباه وجود قبر يتجاوز طوله المترين والنصف ومحاط ببنايه ولا اعلم سر هذه المساحه لذلك القبر واغلب المقابر عباره عن زراب وهي مقابر كانت توضع للقتلى لعدم وجود وقت كافي للحفر على ما اعتقد وتشاهد بها بقاياء عضام وجماجم بعضها لم يتحلل
و قرية حفر كشب الحديثه الأن تضم عدد من قبائل الروقه وهم العوالي - الذيبه - الغنانيم - الجذاعان - العوازم - المتايهه وبها ثلاثة مراكز اداريه مركز الحفر ومركز الزربان ومركز العوالي بالأضافه الى مخفر شرطه ومجمعي مدارس بنين وبنات ومركز صحي ومكتب بريد وجمعيه خيريه ومخدومه بالهاتف الثابت والجوال وكذلك مخدومه جميع احيائها بالكهرباء ومعضم شوراعها مسفلته ومضائه وتحتوي على العديد من المحلات الخدميه التجاريه وتكثر بها المزارع والمياه بها متوفره
ارجو ان اكون وفقة فيما قدمة ومن لديه أي اضافه او تصحيح فالمجال مفتوح والصدر يتسع للكثير من النقد
اخوكم: نياف
pqhvm lh fu] hg;hvei ptv ;af ,pqhvhj gl j,vo