السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
اليوم نقف وقفة مع الحبيب صلى الله
عليه وسلم ومع هدى نبوى من هديه والذى ابتعد عنه الكثير من الخلائق ونحن اول المقصرين ونريد فى هذه العجالى ان نعرف هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى بكائه وهذا كلام نفيس من كتب اهل العلم أسأل الله ان ينفع به
البكاء آية من آيات الله، قال تعالى في سورة النجم: "وأنه هو أضحك وأبكى" ،
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على البكاء في مواضع عدة، منها عند قراءة القرآن، فقال صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا"
بكاؤه صلى الله عليه وسلم كان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز .
وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن
وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية .
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون . . وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة ( النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء 41 ] وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول : (( رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك )) وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل عليه السلام
عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } [ النساء / 40 ] قال " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . البخاري ( 4763 ) ومسلم ( 800 ) .
قال ابن بطال :
وإنما بكى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند هذا لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة ، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمان به ، وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف ، وأهواله ، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن
وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي اللَّه عنه – قال : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ . رواه أحمد
عن عبيد بن عمير رحمه الله : " أنه قال لعائشة - رضي الله عنها - : أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : فسكتت ثم قالت : لما كانت ليلة من الليالي .
قال : " يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي " .
قلت : والله إني أحب قُربك ، وأحب ما يسرك .
قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي .
قالت : فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ !
قالت : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته !
قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : " أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … } الآية
رواه ابن حبان ( 2 / 386 ) وغيره ، وصححه الشيخ الألباني
عن أنس رضي الله عنه قال : شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا ، قال : فانزل في قبرها ، فنزل في قبرها فقبرها . رواه البخاري
البكاء فطرة بشرية
والبكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير ، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى : { وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } [ النجم / 43 ] : " أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ...
" تفسير القرطبي " ( 17 / 116 )
وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ " البخاري ( 1242 ) ومسلم ( 924 )
أنواع البكاء
ذكر الإمام م ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد عشرة أنواع للبكاء
أولا : بكاء الخوف والخشية .
إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) [مريم58].
وقال عليه السلام (( وقال " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ))
من فوائد البكاء من خشية الله :
أنه يورث القلب رقة ولينا
أنه سمة من سمات الصالحين
أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة
أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته
ثانيا : بكاء الرحمة والرقة .
ثالثا : بكاء المحبة والشوق .
رابعا : بكاء الفرح والسرور .
خامسا : بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
سادسا : بكاء الحزن ....
وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول (( الحزن )) : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو ، قرة عين وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .
سابعا : بكاء الخور والضعف .
ثامنا : بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .
تاسعا : البكاء المستعار والمستأجر عليه .
كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها
عاشرا : بكاء الموافقة
فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي .
وأما عن التباكي قال : وما كان مستدعىً متكلفاً ، وهو التباكي
وهو نوعان : محمود ومذموم
فالمحمود : أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرياء والسمعة ،
والمذموم : يُجتلب لأجل الخلق .
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر : أخبرني ما
يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ( أخرجه مسلم في صحيحه ضمن حديث مطول في الجهاد )
ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم ، وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا .
والفرق بين بكاء الحزن و بكاء الخوف: هو أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول المكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح و بكاء الحزن : أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان .. ودمعة الحزن حارة والقلب حزين..
ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين وأقر الله به عينه ولما يحزن هو سخينة العين وأسخن الله عينه به.
وقال يزيد بن مسرة (رحمه الله): البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح والبكاء من الحزن والفزع والرياء والوجع والشكر وبكاء من خشية الله تعالى فذلك يطفئ منها أمثال البحور من النار..
وجاء في الشعر
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
ومن المعلوم أن بكاء الشخص أحياناً لا يكون دليلاً على صدق حاله أو مقاله. ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة يوسف ( وجاءوا أباهم عشاءً يبكون)
أسرار البكاء العاطفي و أنواع الدموع
رأي الطب والعلم في البكاء
البكاء حالة يتميز بها البشر دون سائر المخلوقات وهو لا يرتبط بالأتراح فقط واما بالأفراح أيضا، ولكن ما هى حقيقة تأثير البكاء على الصحة ؟ وهل هو ضار أم نافع؟ تشير الدراسات الأخيرة أن البكاء يزيد الأمر سوءاً لأنه يسبب الصداع، وقال الدكتور ريتشارد ايفان فى المجلة الطبية هيدايك (أى وجع الرأس)، أن الدموع التى تنهمر من العين تقود إلى الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) ذلك لأن الدماغ يتفاعل مع الخلل فى توازنات الجسم، ويعتقد إيفان أنه من المحتمل أن يكون هناك علاقة بين آلام الشقيقة والشعور بالحزن
فقد تبين أن 85% من النساء و73% من الرجال الذين شملتهم الدراسة شعروا بالارتياح بعد البكاء. ويقول فرى "على ما يبدو فإن البكاء يخفف من حدة الضغط النفسى وهذا مفيد للصحة سيما أننا نطلق على العديد من الأمراض تسمية "الاضطرابات النفسية".
ويرى فرى أن الدموع تخلص الجسم من المواد الكيماوية المتعلقة بالضغط النفسي، ولدى دراسة التركيب الكيمائى للدمع العاطفى والدمع التحسسى (الذى تثيره الغبار مثلاً) أن الدمع العاطفى يحتوى على كمية كبيرة من هرمونى "البرولاكين" و "آى سى تى أتشن" اللذين يتواجدان فى الدم فى حال التعرض للضغط، وعليه فإن البكاء يخلص الجسم من تلك المواد
ومن أبرز أنواع الدموع التى تسيل من العين:
- الدموع المطرية، وهى تحافظ على رطوبة العين وصحتها، فهى تساعد العين على التحرك بسهولة فى التجويف، ككمنا أنها تحتوى على أملاح وأنزيمات تقتل الكائنات الدقيقة.
- الدموع التحسسية: تحتوى على مواد الدموع المطرية ذاتها، وهنا تزيد الغدد الدمعية من إفراز الدموع لحماية العينين من الأوساخ والملوثات وأشياء مثل أبخرة البصل.
- جموع العواطف: وهى تنهمر مرد فعل على أحداث عاطفية، وتحتوى هذه الدموع على هرمونات وبروتينات والأندروفين وهى عبارة عن مسكن ألم طبيعي، وتساعد هذه المواد على طرد المواد السامة من الجسم لتخفيف حدة الضغط النفسي.
أثناء البكاء تزداد كمية الدمع المنهمر بمقدار يفوق المعدل الطبيعى بخمسين إلى مائة ضعف فى الدقيقة وتسكب العين وسطياً 5 مللمترات من الدمع يومياً،
فالدموع تساعد على مرونة حركة الجفون العلوية والسفلية كما تساعد أيضا على حمايتها كأداة لتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف، كما تساعد على طرد أى مواد مهيجة للعين مثل الفلفل والشطة والدخان أو مواد صلبه كالأتربة وتقوم عن طريق الغدة الدمعية بإدرار الدموع وطرد هذه الأجسام الغريبة لتعود إلى شفافيتها وتنظيفها كما تقوم الدموع على شفافية القرنية وحمايتها عن الجفاف وهى من العوامل التى تساعد على وضوح الرؤية وقوة ودقة الأبصار
وإذا كان البكاء هو أحد الوسائل للتعبير عن الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية. فهل يعد بديلا عن العقاقير المهدئة للتخفيف والترويح عن الإنسان
وآخر المقال هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية
وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال : صوتاً حسناً ، ودمعاً غزيراً ، وطعاماً من غير تكلف ، فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره ، وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 282 )
lk dpf vs,gkh lpl] wgn hggi ugdi ,sgl? d]og ikh