السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في موضوعي هذا أتناول قصة احد ملوك المسلمين السابقين الذي عانا في سابق حياته الامرين وفي عز حياته قد أعز الاسلام ورفع رايته عاليآ وسبب طرحي لهذه الشخصيه التاريخيه هو لانه صاحب فتوحات اسلاميه وقد حمى بلاد المسلمين من غزوات شديده ومتكرره لاعداء الاسلام وايضآ لما يتمتع به هذه الشخصيه من مواهب كثيره منها الذكاء والفطنه والحكمه والشجاعه والفروسيه والدهاء والسياسه وغيرها
فأليكم هذه النبذه عن حياته واهم اعماله
الأسد الجسور
تفتقر الأمة الإسلامية في حاضرها الأليم الكثير من مقومات الصمود والتحدي واستعادة الريادة مرة أخرى وتأتي القيادة الصالحة على رأس مقومات النجاح الغائبة والتي ما زالت تبحث عنها الأمة في ظلمات الواقع المدلهمة هذا على الرغم من أن تاريخنا يذخر بقادة أفذاذ ضربوا أروع الأمثلة في خدمة قضية الإسلام والارتفاع لمستوى المسئولية وتقدير خطورة الأحداث خاصة ما كان أيام الأزمات العنيفة وتكالب الأعداء أمثال الحملات الصليبية والاكتساح التتاري وما أشبه واقعنا بتلك الأيام وهذه قصة أحد هؤلاء الأفذاذ الذين قادوا الأمة وقت الأزمات وجددوا ما اندثر من معلم الجهاد في سبيل الله وظل طيلة حياته كالأسد الضاري الذي يحرس عرينه ومملكته ولا يجرؤ أحد على خفر ذمته ولا المساس بحريمه .
دولة المماليك
عندما اكتسح التتار بجحافلهم الجرارة العالم الإسلامي من ناحية المشرق واسقطوا الخلافة العباسية سنة 656هـ خلت الأمة من خليفة ولا قائد وأصبحت الأمة كالغنم التي فقدت راعيها في الليلة الشاتية هذا إضافة لتفرق الصف المسلم بالاختلاف الواقع بين أمراء الدولة الأيوبية بالشام بعضهم بعضا من جهة ومع أمراء المماليك بالديار المصرية من جهة أخرى، وهذا التفرق سهل مهمة التتار فاكتسحوا الشام سنة 658هـ وتوجه عزمهم بعد ذلك لاكتساح الديار المصرية .
ـ من رحمة الله عز وجل بالأمة المسلمة في تلك الفترة الحالكة السواد أن قيض لها بطلاً شجاعًا وأميرًا همامًا هو سيف الدين قطز الذي قاد المسلمين لأعظم معاركهم في القرن السابع الهجري وهي معركة ' عين جالوت ' الشهيرة وكسر التتار كسرة فظيعة أسقطت أسطورة الدولة التي لا تهزم فارتفع ذلك شأن دولة المماليك بين مماليك المسلمين وطارت شهرتهم في العالم الإسلامي كله وأصبح البطل الجسور محط أنظار الجميع ومقعد الأمل للأمة من جديد كما كان الحال عند ظهور الناصر صلاح الدين وهذا أيضًا عجل بنهاية هذا القائد الفذ حيث امتدت أصابع الشر والحقد والحسد واغتالت مشروع الإحياء للأمة الإسلامية فقتل القائد المظفر قطز أثناء رحلة عودته من انتصار ' عين جالوت ' الشهيرة وغنت شياطين الإنس والجن في كل مكان فرحة بهذه الجريمة وظنوا أن البلاد قد غدت بلا أسد يحرسها ولا قائد يسودها ولكن ظنهم قد خاب وسعيهم قد طاش فلقد ظهر أسد أشد ضراوة وقوة من سابقه وهو القائد ركن الدين بيبرس البندقداري وهو القائد الذي سوف اتكلم عنه في موضوعي .
ـ الأسد الجديد ركن الدين بيبرس البندقاري :
يرجع أصل ركن الدين بيبرس إلى أتراك ما وراء النهر فيما يعرف الآن بجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق المسلمة وبالتحديد ' قيرغيزستان ' قد أخذ وهو طفل صغير وتربى تربية إسلامية وجهادية كما كان هو الحال مع طبقة المماليك واشتراه السلطان الصالح نجم الدين أيوب ثم قتل السلطان فهرب بيبرس وصار حرآ من العبوديه ، ثم ذهب بعد ذلك إلى الأمير فارس الدين أقطاى ليلتحق بجيش المسلمين وارتقى في سلم الجنديه حتى صار من كبار قادة المماليك وأبدى قوة وشجاعة وبسالة نادرة في كل المعارك التي اشترك فيها ضد الصليبيين أثناء الحملة الصليبيه السابقة على دمياط سنة 647هـ ، ولما تولى عز الدين أيبك حكم مصر بعد زواجه من شجرة الدر لم يكن على وفاق معه فذهب إلى الشام والتحق بخدمة أمرائها من بني أيوب وظل بها حتى آل الأمر في مصر إلى سيف الدين قطز وهجم التتار على دمشق وأخذوها فأستدعاه قطز وطلب منه قيادة فيلق بالجيش المصري المقاتل للتتار وبعد الانتصار الرائع في ' عين جالوت ' عهد قطز لبيبرس بمهمة مطاردة فلول التتار المنهزمين ومنعهم من التجمع مرة أخرى فأدى المهمة بنجاح كبير.
ـ وبعد مقتل قطز في ظروف مريبة لم يجد قادة المماليك خيرًا من ركن الدين بيبرس ليولوه هذه المهمة الشاقة في هذه الظروف الدقيقة فتولى الحكم في آخر سنة 658هـ وكانت هذه الولاية من رحمة الله عز وجل بالمسلمين في هذه الفترة العصيبة من حياة الأمة الإسلامية فقد كان بيبرس شهمًا شجاعًا أقامه الله عز وجل للناس لعلو همته وشفقته على المسلمين وقصده الصالح في نصرة الإسلام وأهله.
أهم أعمال الأسد المجاهد
أولاً: إعادة الخلافة الإسلامية:
عندما احتل التتار بغداد زين لهم الوزير الشؤم ابن العلقمي الرافضي قتل الخليفة المستعصم العباسي لتسقط بقتله الخلافة العباسية وذلك في 14 صفر سنة 656هـ وظل العالم الإسلامي بلا خلافة ولا خليفة طيلة ثلاث سنوات حتى تولى بيبرس حكم الديار المصرية والشامية وعمل على إعادة الخلافة العباسية مرة أخرى فبحث عن رجل من نسل العباس فوجد الأمير أبا القاسم أحمد بن أمير المؤمنين الظاهر العباسي وكان معتقلاً في بغداد وهو أخو أمير المؤمنين ' المستنصر' باني المدرسة المستنصرية الشهيرة فاستقدمه إلى مصر ودعا الناس لبيعته فبايعه الناس في يوم عظيم مهيب ذكر الناس بأمجادهم السابقة وأفراحهم الماضية ، وكان هذا العمل على رمزيته وقلة أثره في السلطة واتخاذ القرارات إلا أنه كان له كبير الأثر في نفوس المسلمين في كل مكان إذ سرت روح الوحدة الإسلامية من جديد بين أفراد الأمة.
ثانيًا: إزالة الوجود الصليبي بالشام
كان للصليبيين بالشام عدة مدن وإمارات صغيرة من أيام صلح الرملة وقد اتسعت هذه الأملاك عندما وقع الخلاف بين أمراء الشام ومصر قبل معركة ' عين جالوت ' فلما تولى بيبرس عمل على تصفية الوجود الصليبي بالشام فاستطاع أن يطهر كل من قيسارية وأرسوف وصغد وقتل كل فرسان المعبد ' الداوية ' المتحصنين بها ويافا وطبرية والقصير من الوجود الصليبي .
أما أعظم انتصاراته على الصليبيين فكان فتح إنطاكية وهي أكبر المدن المحتلة بالشام وكان حاكمها الصليبي من أشد الناس أذية للمسلمين فاستطاع فتحها سنة 665هـ وبفتحها فتحت وسلمت كثير من الحصون الصليبية وسارع أمراء الصليبيين في عقد معاهدات صلح معه في إذعان بالخضوع والطاعة.
ثالثًا: تصديه للتوسع التتاري.
كانت للهزيمة الهائلة التي نالت التتار بعين جالوت أشد الأثر في نفوس قادة التتار خاصة ً هولاكو الذي أصر على معاودة الكرة مرة بعد مرة وهنا برز ذكاء بيبرس الفذ عندما استطاع استمالة أحد كبار قادة التتار وهو بركة خان وهو ابن عم ' هولاكو ' وكان ' بركة خان ' مسلمًا صادقًا مخلصًا فأخذ بيبرس في مراسلته واستمالته لجهاد وقتال ' هولاكو ' وأفهمه ذلك في رسائل متبادلة حتى اقتنع بركة خان بذلك وأصبح من أكبر أنصار الإسلام والمسلمين وأخذ في التنسيق مع المسلمين وبيبرس ضد ' هولاكو ' الشرير، واستطاع أن يستميل كثيرًا من التتار بالشام لدخول الإسلام وأغدق عليهم بالهدايا والعطايا فدخلوا في دين الله أفواجًا، ولما هلك الطاغية ' هولاكو ' وتولى من بعده ابنه ' أبقا ' وكان أشد من أبيه عداوة للإسلام والمسلمين سعى لتجديد التوسع التتاري بالشام الذي أصبح من أملاك الدولة المملوكية وكتب إلى بيبرس يتهدده قائلاً ' أنت صعلوك حقير فكيف يصلح لك أن تخالف ملوك الأرض وأعلم أنك لو صعدت إلى السماء أو هبطت إلى الأرض ما تخلصت مني فاعمل لنفسك على مصالحتي ' فجاء رد الملك بيبرس في منتهى العزة فرد يقول وأعلموه أني من ورائه المطالبة ولا أزال حتى أنتزع منه جميع البلاد التي استحوذ عليها من بلاد الخليفة وسائر أقطار الأرض ' وبالفعل كان الظاهر بيبرس من أشجع أمراء المسلمين في حرب التتار وأنشطهم وكان لا يسمح لهم بالتجمع بل يسارع بالأنقضاض كالأسد الضاري كما حدث سنة 671هـ عندما وصلت لمسامع بيبرس أن طائفة كبيرة من جنود التتار تجمعت عند نهر الفرات أسرع بجيشه وخاض بنفسه وجيشه نهر الفرات وانقض على التتار فمزقهم تمزيقًا، ثم كانت معركته الشهيرة مع التتار سنة 675هـ والمشهورة بموقعة ' البلستين ' وكان مع جيش التتار فرقة كبيرة من الروم وهذا يوضح مدى العلاقة بين أعداء الإسلام فيما بينهم على اختلاف راياتهم وكانت معركة رهيبة استشهد فيها الكثير من أبطال المسلمين وقادتهم وصبر المسلمون صبرًا بليغًا حتى أنزل الله عز وجل عليهم نصره وكسروا التتار كسرة قريبة من يوم عين جالوت .
رابعًا: حربه للباطنية:
كانت الشام ومصر أرض الدولة العبيدية الباطنية الخبيثة المسماة زورآ ' الفاطمية ' قرابة القرنين من الزمان مما جعل هذه البلاد مرتعًا خصبًا للفرق المنحرفة ومأوى للضالين والمنحرفين خاصة أتباع المذهب الإسماعيلي الخبيث وكانت لهم بالشام العديد من القلاع والحصون والقرى وكانوا أشد الناس ضرراً على الإسلام والمسلمين وعونًا للصليبيين والتتار على المسلمين وتخصصوا في اغتيال قادة المسلمين وعلمائهم حتى صار مجرد ذكر اسمهم يثير الرعب في قلوب الناس ، ولم يكن لهؤلاء أن يغيبوا عن حسابات الظاهر بيبرس الذي رأى من قبل مدى فداحة خطورتهم على الأمة الاسلامية فشدد الحصار عليهم واقتحم حصونهم عدة مرات واستخدم معهم الخداع والاستدراج حتى أخرج معظمهم من حصونهم وقد استخدم مع عامة الباطنية الجهلاء السفهاء أسلوب الجذب والإقناع والاندماج في المجتمع المسلم حتى أزال خطرهم .
وقد استطاع بيبرس بفضل الله ثم يقظته وسرعة حركته أن يحبط محاولة الباطنية إحياء الدولة العبيدية الرافضية من جديد عندما ظهر رجل بأرض مصر اسمه ' الكوراني ' يدعو ' للفاطميين ' ويجمع الناس من أجل ذلك فأخذه بيبرس فقتله وشرد أتباعه وقضى على فتنته.
خامسًا: غيرته على المسلمين وبعض القصص
كان مما يميز بيبرس عن غيره من ملوك المسلمين في عصره ولأعوام طويلة أنه كان شديد العناية بحرمات المسلمين ودمائهم وحقوقهم بصورة أعادت للأذهان أيام الإسلام الأولى وعهود الراشدين وأيام العز والتمكين وذلك في مواقف كثيرة فقد كان لا يصبر على أذى المسلمين ومن يتعرض لهم فقد ذكروا له عندما فتح مدينة ' صغد ' ووجد بها كثيرًا من أسرى المسلمين ذكروا له أنهم قد وقعوا في الأسر بسبب أهل قرية ' فأرا ' وهي قريبة من نواحي أرمينيا وكانوا يخطفون رجال ونساء المسلمين ويبيعونهم عبيدًا للفرنج فعندها ثارت ثورة الأسد العارمة وقرر الهجوم من فوره على أهل هذه القرية المجرمين فدمرها تدميرًا وجعل أهلها بين قتيل وأسير وأخذ ثأر المسلمين وشفى غليلهم .
وذات يوم أثناء عودته بالجيش من إحدى الغزوات أعترضت طريقه امرأه من المسلمين فقالت له يا أيها الأمير إن ولدي قد دخل مدينة ' صور ' بالشام تاجرًا فأخذه ملك صور الصليبي فغدر به وقتله وأخذ ماله وفي الحال غير بيبرس مسار جيشه وهجم على مدينة ' صور ' وأوقع بها بأسًا شديدًا فأرسل إليه ملكها يقول له ما سبب هذا ؟ فقال له لغدرك ومكرك بالتاجر فلان حتى لا تعود أنت وغيرك لمثلها '.
وأسر له يومًا أمير من أمرائه هو ' سنقر الأشقر' فأبدله بعدد كبير من الأسرى الفرنج منهم ابن ملك السيس الصليبي وسبحان الله انظر كيف انقلبت الآية فأصبح الأسير اليهودي يستبدل بمئات الأسرى من المسلمين !!.
وأعدم بيبرس الأمير عمر بن العادل الأيوبي وكان أميرًا على حصن الكرك ذلك لأنه خان المسلمين خيانة عظمى وتعاون مع التتار أعداء الإسلام وكاتبهم ودلهم على عورات المسلمين واستدعاهم للهجوم على الشام مرة أخرى ووعده التتار بأنه سيكون نائبًا لهم على الشام فاستفتى بيبرس الفقهاء في أمره فأفتوا بقتله فأعدمه جزاءً لخيانته للمسلمين .
وذات مرة وأثناء حصاره لأحد حصون الصليبيين بالشام قتل جندي مسلم فلما أراد أهل الحصن أن يستسلموا رفض عقد التسليم حتى يدفعوا دية الجندي المسلم وقال لهم : أنتم قتلتم جنديًا من جيشي وأريد ديته مائة ألف دينار .
سادسًا: قمعه للمفسدين
كان بيبرس يكره الفساد والمفسدين بشدة عكس ما يروجه المزورون للتاريخ الإسلامي الآن حيث احترفوا تزييف التاريخ وتشويه صورة القدوات والكبراء من هذه الأمة لتفقد الأمة المثال والقدوة فتقتدي بالفاسقين والمجرمين والضالين .
أمر بيبرس بإراقة الخمور وتحريم الاتجار فيها في شتى نواحي مصر ومن ضبط بتصنيع الخمر سوف يقتل ، كما منع الخواطئ والغانيات والمفسدات من الفاحشة وسلب أموالهم من بيع الأعراض وأمر بتزويجهن جميعًا بعد التوبة والإنابة فحفظ الديار المصرية من أفتك الأمراض : الخمر والزنا.
سابعًا: اهتمامه العمراني
الذي يقرأ سيرة الظاهر بيبرس وحياته الجهادية يظن أنه لم يكن له باع في جانب الاهتمام العمراني والحضاري وهذا يخالف الواقع تمامًا فقد كان معنيًا ببناء السدود والقناطر على الأنهار وتمهيد الطرق وفتح الأسواق لترويج التجارة واهتم ببناء المستشفيات والخانات وأماكن ضيافة المجاهدين والمسافرين وضرب الدراهم والدنانير الجيدة الخالصة ومنع العملات الزائفة لسلامة التعاملات بين الناس، وكان أول من نظم القضاء فجعل لكل مذهب قاضيًا مستقلاً .
ولكن أكثر ما كان يهتم به ويوليه جل عمله الحضاري والعمراني هو بناء المساجد وصيانتها فقد جدد بناء المسجد النبوي بعد احتراقه وأمر بإخراج كل المجاورين من المسجد الأموي بدمشق وقد ضيقوا على الناس من ملازمتهم للمسجد بصفة مستمرة فاتسع المسجد على الناس وأمر بتجديد عمارة الجامع الأزهر وإعادة صلاة الجمعة فيه وقد كانت لا تقام فيه منذ أيام الحُكم العبيدي، وعمل على تبليط المساجد وتوسيعها حتى لم تبق بقعة بمملكته إلا عمرها بالمساجد إلا أنه كان يؤخذ عليه اهتمامه ببناء القباب على قبور الصالحين وما أدى بعد ذلك لانتشار البدع والشركيات والموالد .
وبالجملة كان الظاهر ركن الدين بيبرس من خيرة سلاطين المسلمين وقادتهم وفتح فتوحًا كثيرة وأعاد لحظيرة الدين بلادًا كثيرة من أيدي التتار والصليبيين واتسعت دولة المماليك في عهده من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة مع الحجاز واليمن ومع ذلك كان مقتصدًا في ملبسه ومطعمه همه الجهاد في سبيل الله و قمع أعداء الله لا يفتر عنهم ليلاً أو نهاراً فهو أشبه ملوك الإسلام بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان شوكة في حلوق المارقين المفسدين والكافرين وبالجملة كان رحمة من الله عز وجل لهذه الأمة الإسلام
وأرجو ان تنال هذه الشخصية رضاكم
وشكرآ
lk uf] llg,; hgn ph;l ,l[hi]