من قصص الكرم [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     ديوان الشاعر سلطان ب... [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     نداء لأعضاء المنتدى ... [ الكاتب : أبو بتـــــال - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الأجوبة المسكتة [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم لعن المعين [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     ما هي نصيحتكم لأهل ا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     رداً على لستُ سنياً،... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم قول واسطتي الله [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الرد على مدعي الاستش... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     من فتاوى اللجنة الدا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »    

مرحبا بكم في منتدى قبيلة الغنانيم كلمة الإدارة


المنتدى الإسلامي فتاوى ، توحيد ، فقه ، مقالات إسلامية ،،،.

رد
أدوات الموضوع
إبحث في الموضوع
قديم 02-18-2011, 03:56 PM
  #1
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي ياعرب تخلصوا من الطواغيت

اهل تونس تخلصوا من طاغوت وبقي الكثير وكما صرح بذلك مسؤل في تونس ان عدد الاضرحة في تونس مئة الف ضريح والمساجد ثلاثين الف مسجد وبقي علماء السوء الذين يدعون لعبادة غير الله فإنهم طواغيت وبقي السحرة والمشعوذين ومن لم يكفرهم او شك في كفرهم
وياهل مصر تخلصتوا من مسلم وقد يقال عنه طاغوت فكم بقي اليس الاولى محاربة الشرك وهدم القبب والاضرحة والمشاهد وقتل علماء الشرك والسحرة
والطواغيت كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كثيرورؤؤسهم خمسة
ولما جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بداء أولا دعوته بماحربة الطواغيت الاكبر فالاكبر وسانده محمد بن سعود رحمة الله عليهم
وفي عهد الدولة السعودية الثالثة جدد ذلك الملك عبد العزيز وابناء محمد والعلماء والدعاة والشعب الذي عرف قيمة التوحيد والسنة ومحاربة الطواغيث

وهذا كلام للشبخ
ي
قول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( والطواغيت كثير ، ورؤوسهم خمسة :
- الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله ، والدليل قوله تعالى : { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تبعدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } [ يس : 60 ]
- الثاني : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيدا } [ النساء : 60 ] .
- الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة : 44 ] .
- الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا {21} إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } [ الجن : 26-27 ] .
- الخامس : الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } [ الأنبياء 29 ] .
واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [ البقرة : 256 ] .
الرشد : دين محمد صلى الله عليه وسلم ، والغي : دين أبي جهل ، والعروة الوثقى : شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي متضمنة للنفي والإثبات ، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى ، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له . ) اهـ . [ الدرر السنية 1 / 162-163 ]


وهذ مقال جميل منقول

القبور والأضرحة دراسة وتقويم

خالد محمد حامد
انتشار القبور والأضرحة وعوامل استمراره
فسطاط الخرافة.. الجذور والواقع


تقديس القبور والأضرحة مفهوم لم يعرفه الإسلام ولو في إشارة يسيرة ، بل جاءت نصوصه الثابتة بالنهي الصريح عن كل ذريعة تفضي إلى ذلك المفهوم الذي يمثل خطوة أولى على طريق الانحراف نحو الشرك ؛ فمن الأقوال القاطعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لا يدع مجالاً لتوهم نسخ أو تخصيص أو تقييد ما جاء عنه : (لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلّوا عليّ ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) [1] ، وعنه : (اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد ، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [2] ..
هذا في قبره الشريف وفي كل قبر ، وعن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج : (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله : أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته) [3] ، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن (يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه) وفي زيادة صحيحة لأبي داود : (أو أن يكتب عليه) [4] ..ولعن (المتخذين عليها [أي القبور] المساجد والسُرج) [5] .
من النور إلى الظلمات : وعلى ذلك سار سلفنا الصالح من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان (ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء في بلاد الإسلام ، لا في الحجاز ، ولا اليمن ، ولا الشام ، ولا العراق ، ولا مصر ، ولا خراسان ، ولا المغرب ، ولم يكن قد أحدث مشهد ، لا على قبر نبي ، ولا صاحب ، ولا أحد من أهل البيت ، ولا صالح أصلاً ، بل عامة هذه المشاهد محدَثة بعد ذلك ، وكان ظهورها وانتشارها حين ضعفت خلافة بني العباس ، وتفرقت الأمة ، وكثر فيهم الزنادقة الملبّسون على المسلمين ، وفشت فيهم كلمة أهل البدع ، وذلك من دولة المقتدر في أواخر المئة الثالثة ؛ فإنه إذ ذاك ظهرت القرامطة العبيدية القدّاحية في أرض المغرب ، ثم جاؤوا بعد ذلك إلى أرض مصر) [6] .(ولم يكن في العصور المفضلة (مشاهد) على القبور ، وإنما كثر بعد ذلك في دولة بني بويه لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب ، وكان بها زنادقة كفار مقصودهم تبديل دين الإسلام ، وكان في بني بويه من الموافقة لهم على بعض ذلك .ومن بدع الجهمية والمعتزلة والرافضة ما هو معروف لأهل العلم ، فبنوا المشاهد المكذوبة كمشهد علي -رضي الله عنه- وأمثاله ...) [7] .( ...وفي دولتهم أُظهر المشهد المنسوب إلى علي -رضي الله عنه- بناحية النجف ، وإلا فقبل ذلك لم يكن أحد يقول : إن قبر علي هناك ، وإنما دفن علي - رضي الله عنه- بقصر الإمارة بالكوفة) [8] .فعندما بدأت المحدَثات تدب في حياة المسلمين ، كان منها ذلك الأمر الجلل (فظهرت بدعة التشيع التي هي مفتاح باب الشرك ، ثم لما تمكنت الزنادقة أمروا ببناء المشاهد وتعطيل المساجد ...ورووا في إنارة المشاهد وتعظيمها والدعاء عندها من الأكاذيب ما لم أجد مثله فيما وقفت عليه من أكاذيب أهل الكتاب ، حتى صنف كبيرهم (ابن النعمان) كتاباً في (مناسك حج المشاهد) وكذبوا فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته أكاذيب بدلوا بها دينه ، وغيروا ملته ، وابتدعوا الشرك المنافي للتوحيد ، فصاروا جامعين بين الشرك والكذب) [9] .
الرواد الأوائل : وعلى ذلك يتضح أن الذين بذروا بذورَ شرك القبور كانوا رافضة ، وهذا ما تؤكده لنا عالمة الآثار الدكتورة سعاد ماهر فهمي عندما تسرد أوائل الأضرحة ذات القباب ، فتقول : ( ..ويليها من حيث التاريخ : ضريح إسماعيل الساماني [10] المبني سنة 296 هـ في مدينة بخارى ، ثم ضريح الإمام علي - رضي الله عنه - في النجف الذي بناه الحمدانيون سنة 317 هـ ، ثم ضريح محمد بن موسى في مدينة قم بإيران سنة 366 هـ ، ثم ضريح (السبع بنات) في الفسطاط سنة 400هـ ، وقد احتفظت لنا جبّانة أسوان بمجموعة كبيرة من الأضرحة ذات القباب التي يرجع تاريخ معظمها إلى العصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري) [11] .
فبدايات تعظيم القبور واتخاذها مشاهد وأضرحة ارتبطت تاريخياً بأسماء : القرامطة ، وبني بويه ، والفاطميين (العبيديين) ، والسامانيين ، والحمدانيين ...وجميعهم روافض وإن تفاوتوا في درجة الغلو [12] .على أن الدكتورة سعاد ماهر تذكر لنا (أن أقدم ضريح في الإسلام أقيمت عليه قبة يرجع إلى القرن الثالث الهجري ، وقد عُرف هذا الضريح باسم (قبة الصليبية) ، ويوجد في مدينة سامرّا بالعراق على الضفة الغربية لنهر دجلة إلى الجنوب من قصر العاشق ...، ويقول الطبري : إن أم الخليفة العباسي استأذنت في بناء ضريح منفصل لولدها فأذن لها ؛ إذ كانت العادة قبل ذلك أن يدفن الخليفة في قصره ، فأقامت قبة الصليبية في شهر ربيع الثاني سنة 284هـ ، وقد ضم الضريح إلى جانب المنتصر الخليفة المعتز والمهتدي ، وتعتبر قبة الصليبية [13] أول قبة في الإسلام) [14] .
ولكن الدكتورة سعاد تذكر لنا الأضرحة (ذات القباب) فقط ، ولا ندري هل كانت قبل قبة الصليبية أضرحة أخرى ليست ذات قباب أم لا ؟ تعانق الجبت مع الطاغوت : على أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن (تقديس القبور والأضرحة) أمر حادث في الإسلام ، وإحداثه لم يرتبط بأهل التقوى والعلم ، بل ارتبط بأصحاب الدعوات الهدامة وأهل السلطان ، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل ذلك في قوله تعالى عن أصحاب الكهف : ﴿ قَالَ الَذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ﴾ [الكهف : 21] فالذين أرادوا اتخاذ مسجد على قبور الفتية هم أهل الغلبة .
ولعلنا نلمح أن في ذلك جنساً من اتباع سَنَن من كانوا قبلنا في تعانق الجبت مع الطاغوت عند حدوث الانحراف العقدي ، وذلك كما في قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِّنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ..﴾ [النساء : 51] ؛ حيث يتآزر دعاة الأوهام والخرافة مع أصحاب الطاعة والتشريع من دون الله ، ويتبادلون الأدوار أحياناً ، فتجد الكهان والمنجمين والسحرة يطلبون الطاعة ممن يؤمن بخرافاتهم ويحلون له الحرام ، ويُحرمون عليه الحلال ، كما أنهم يمدون أصحاب السلطان والطاعة بالشرعية التي هم في حاجة إليها ، وتجد أصحاب السلطان ممن يُطاعون في معصية الله يستشيرون الخرافيين ويقربونهم ويفسحون المجال للترويج لبدعهم بين الناس ..ولا شك أن لكل ذلك أثراً في الواقع .
دينهم وديدنهم : كما أن مكانة القبور والأضرحة (المقدسة) ! غير قابلة للمساومة في دين الرافضة ؛ فطائفة البهرة الإسماعيلية (من غلاة الرافضة) ذات نشاط واسع في عمارة وتجديد المساجد ذات الأضرحة بحجة الاهتمام بالعمارة الإسلامية ، وبخاصة في مصر ...والقبر الأول الذي يحظى بحج الجماهير في دمشق وهو القبر المنسوب إلى السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ما زال مكتوباً عليه إلى الآن : قام بعمارة البناية الضخمة عليه والمسجد حولها والقبة المزخرفة : محمد بن حسين نظام وأولاده من طائفة الشيعة [15] .
وأيضاً فإن أصحاب الأضرحة الكبرى ممن ينسب إلى التصوف هم في الحقيقة من غلاة الشيعة الباطنية ؛ حيث (من العراق انطلق أحد أتباع الرفاعي إلى مصر ، وهو (أبو الفتح الواسطي) (جد إبراهيم الدسوقي) لنشر دعوتهم الباطنية بها ، وقد كان ذلك في العهد الأيوبي ، وبعد موت الواسطي جاء (البدوي) ليخلفه في دعوته تلك ، وقد توزع هؤلاء الدعاة في مصر ، فكان (الدسوقي) بدسوق و (أبو الحسن الشاذلي) بالإسكندرية ، و (أبو الفتح الواسطي) ما بين القاهرة وطنطا والإسكندرية ، ولما مات الواسطي حل محله البدوي بطنطا ، وجميعهم من فلول العبيديين الذين طردهم صلاح الدين الأيوبي من مصر ، ثم حاولوا العودة تحت ستار التصوف والزهد ...كما أن كلاّ من ابن بشيش وابن عربي قد تتلمذا على يد (أبي مدين) بالمغرب) [16] .
(وفي أواخر عهدهم أنشأ الفاطميون المشهد الحسيني عام 550هـ عندما شعروا بأن سلطتهم قد ضعفت ليجذبوا إليهم المصريين ، وعهدوا إلى ابن مرزوق القرشي (564هـ (تربية مريدي الصوفية ، فانتظم أتباعه في طوائف وطرق لنشر الدعوة الشيعية ؛ إلا أن هذه التنظيمات انهارت بانهيار الدولة الفاطمية وتحول المشهد الحسيني إلى ضريح صوفي) [17] .
والحاصل : أن تقديس القبور وزيارة المشاهد تقليد شيعي في نشأته ، فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور ؛ حيث تتبعوا أو زعموا قبور من مات قديماً ممن يعظمونهم من آل البيت ، وراحوا يبنون على قبورهم ويجعلونها مشاهد ومزارات ، ثم جاء الصوفية فنسجوا على هذا المنوال ، فجعلوا أهم مشاعرهم هو زيارة القبور وبناء الأضرحة والطواف بها والتبرك بأحجارها ، والاستغاثة بالأموات [18] .
الحاجة أمّ الاختراع : وأصبح تقديس القبور والأضرحة لازماً من لوازم الطرق الصوفية ؛ بحيث لا يتصور أحد وجود طريقة صوفية من غير ضريح أو أكثر تقدسه ..ومع تمكن الداء من جسد الأمة ظهرت (الحاجة) إلى تعدد الأضرحة والمزارات لتلبي رغبات من صرعتهم الأوهام ، وضاق بالقبوريين أن يتحروا ثبوت قبور الأولياء المشهورين لدى جمهورهم ، ولأن الحاجة أُمّ الاختراع كما يقال فقد وجدوا لهذه الأزمة بعض المخارج والحيل : - فظهر ما يسمى بأضرحة الرؤيا ، تقول الدكتورة سعاد ماهر : (ظهر في العصور الوسطى وخاصة في أوقات المحن والحروب التي لا تجد فيها الشعوب من تلوذ به غير الواحد القهار أن يتلمسوا أضرحة آل البيت والأولياء للزيارة والبركة والدعاء ليكشف الله عنهم السوء ويرفع البلاء ، ومن ثم : ظهر ما يعرف بأضرحة الرؤيا ، فإذا رأى ولي من أولياء الله الصالحين في منامه رؤيا مؤداها أن يقيم مسجداً أو ضريحاً لأحد من أهل البيت أو الولي المسمى في الرؤيا فكان عليه أن يقيم الضريح أو المسجد باسمه) [19] .
وتلك كانت الدعوى نفسها التي أقيمت عليها (مزارات الشهداء) عند النصارى (وكان ذلك إبان القرن الخامس الميلادي ؛ حيث أصبح لكل قرية مزار لشهيد يحوي عظاماً لبعض الموتى المجهولين ، أخرجت من القبور ، ومنحت كل التبجيل والاحترام ، دون أدنى دليل يثبت أنها على الأقل بقايا مسيحيين ، ويُخلع على هذه الرفات أسماء وألقاب لائقة ، وفي حالات كثيرة كان المرجع الوحيد في هذا الشأن (حلم) أو (رؤيا) لكاهن أو راهب) [20] .
وعلى ذلك لا يلزم أن يكون الولي المقام الضريح باسمه ثبت وجوده في ذلك المكان ، بل لا يلزم أن يكون وطئت قدمه أرض تلك البلاد أصلاً ، ومن هنا ظهرت أضرحة مزعومة ومكذوبة في طول البلاد وعرضها ، وتعددت الأضرحة للولي الواحد في أكثر من قُطْر ، ولتسويغ ذلك الخطل نسجوا خرافة واضحة الزور والبهتان ، فقالوا : إن الأرض لأجسام الأولياء كالماء للسمك ، فيظهرون بأماكن متعددة ويزار كل مكان قيل عنه إنه فيه نبي كريم أو ولي عظيم [21] .
- ومن الحيل الرائجة لإقامة ضريح أو مشهد : نسج الكرامات حول الشخص المزعوم بأنه ولي ، أو حول المكان المزعوم بأنه مكان قبر ولي .
فمما ينسج حول الأشخاص : ما حدث مع (الشيخ) صالح أبي حديد الذي كان وبعض صحبه من قطاع الطريق ، وحين كشف أمره هرب ولجأ إلى بيت مغنية مشهورة ، فأخفته وادعت أنه مجنون ووضعت في رجليه قيداً من حديد ، وقد اعتقل لسانه من شدة الخوف ، ثم أشاعت هي والمجتمعون من حوله أن له كرامات وإخباراً بالمغيبات ، فأقبل عليه الناس بالهدايا والنذور حتى ذاع صيته ، وزاره الخديوي إسماعيل واستبشر به وبنى له قبراً بقبة عالية بعد وفاته ووقف عليه الأرض وغيرها [22] .
ومن ذلك : مسجد في حلب يعرف بمسجد العريان ، يعتقده أهل المحلة الموجود بها ، ويقولون : إنه عرف بالعريان ؛ لأنه في أكثر أوقاته يتجرد من ثيابه ، ويدّعون أن ذلك لغلبة الحال عليه [23] .
الواقع الأليم:
شبكة أضرحة : ولغفلة جموع كثيرة من الأمة عن حقيقة دينها فقد أنبتت هذه الجذور شبكة واسعة من القبور والأضرحة (المقدسة) عمت معظم أنحاء العالم الإسلامي ، بل إن بعض الباحثين يقدر عدد الأضرحة في القطر الذي يعيش فيه بما لا يقل عن عدد المدن والقرى في هذا القطر ، حيث يقول : (وأضرحة الأولياء التي تنتشر في مدن مصر ونحو ستة آلاف قرية : هي مراكز لإقامة الموالد للمريدين والمحبين ، ويمكننا القول : إنه من الصعب أن نجد يوماً على مدار السنة ليس فيه احتفال بمولد ولي في مكان ما بمصر) [24] ، بل أصبحت القرى التي تخلو من الأضرحة مثار تندر وتهكم سدنة الأضرحة ، فقد ذكر الدكتور زكريا سليمان بيومي أن من القرى التي تخلو من أضرحة الأولياء : (بِيّ العرب) و (أبو سنيطة) و (ميت عفيف) وهي جميعاً مركز الباجور منوفية ، وأطلق المشايخ أمثلة شعبية على بخل هذه القرى وخلوها من البركة ما زالت سارية بين الناس حتى الآن ! [25] .
ولكي ندرك حجم المأساة أكثر سنورد بعض ما تيسر من نماذج توضح حجم انتشار هذه الأضرحة في بعض بقاع العالم الإسلامي ، وبالطبع ، فليس من بلد به ضريح إلا وله مريدون ممن يعتقدون فيه ..فمن بين ألوف الأضرحة المنسوبة إلى الأنبياء والصحابة والأولياء في العالم الإسلامي يشتهر في مصر من بين أكثر من ستة آلاف ضريح (على تقدير من أشرنا إليهم (أكثر من ألف ضريح [26] ، (ويذكر صاحب الخطط التوفيقية علي باشا مبارك أن الموجود في زمنه في القاهرة وحدها مئتان وأربعة وتسعون ضريحاً) [27] ، أما خارج القاهرة فيوجد (على سبيل المثال في مركز فوّة ..(81) ضريحاً ، وفي مركز طلخا (54) ، وفي مركز دسوق (84) ، وفي مركز تلا (133) ، وهي الأضرحة التابعة للمجلس الصوفي الأعلى ، بخلاف الأضرحة التابعة للأوقاف أو غير المقيدة بالمجلس الصوفي) [28] كما يوجد في أسوان أحد المشاهد يسمى مشهد (السبعة وسبعين ولياّ) [29] .
وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى ، وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره وكثر زواره .
فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة : ضريح الحسين ، وضريح السيدة زينب ، وضريح السيدة عائشة ، وضريح السيدة سكينة ، وضريح السيدة نفيسة ، وضريح الإمام الشافعي ، وضريح الليث ابن سعد ...
وخارج القاهرة تشتهر أضرحة : البدوي بطنطا ، وإبراهيم الدسوقي بدسوق ، وأبي العباس المرسي بالإسكندرية ، وأبي الدرداء بها أيضاً ، وأبي الحسن الشاذلي بقرية حميثرة بمحافظة البحر الأحمر ، وأحمد رضوان بقرية البغدادي بالقرب من الأقصر ، وأبي الحجاج الأقصري بالأقصر أيضاً ، وعبد الرحيم القنائي بقنا ...
أما في الشام فقد أحصى عبد الرحمن بك سامي سنة (1890م) في دمشق وحدها 194ضريحاً ومزاراً ، بينما عد نعمان قسطالي المشهور منها 44 ضريحاً ، وذكر أنه منسوب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبراً ، لكل واحد منها قبة ويزار ويتبرك به .
وفي الآستانة عاصمة السلطنة العثمانية كان يوجد 481 جامعاً يكاد لا يخلو جامع فيها من ضريح ، أشهرها الجامع الذي بني على القبر المنسوب إلى أبي أيوب الأنصاري في الآستانة (القسطنطينية) .
وفي الهند يوجد أكثر من مئة وخمسين ضريحاً مشهوراً يؤمها الآلاف من الناس .
وفي بغداد كان يوجد أكثر من مئة وخمسين جامعاً في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، وقلّ أن يخلو جامع منها من ضريح ، وفي الموصل يوجد أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً كلها داخل جوامع ، وهذا كله بخلاف الأضرحة الموجودة في المساجد والأضرحة المفردة [30] .
وفي معظم مناطق أوزبكستان كثير من الأضرحة المنسوبة إلى الصحابة والمشائخ ورجال العلم والأولياء ، وأصبحت هذه القبور مزارات يفد إليها مريدوها جماعات وأفراداً ، يدعون ويبكون ، ومن أهم تلك المزارات ضريح قثم بن العباس ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سمرقند ، وضريح الإمام البخاري في قرية خرتنك [31] .
بين الحقيقة والوهم : وإذا كان ذكر أسماء الأضرحة المشهورة في العالم الإسلامي قد يشق على المتابع فسنذكر هنا طرفاً من الأضرحة المكذوبة والمشكوك في نسبتها : فضريح الحسين بالقاهرة (كذب مختلق بلا نزاع بين العلماء المعروفين عند أهل العلم ، الذين يرجع إليهم المسلمون في مثل ذلك لعلمهم وصدقهم) [32] ، (فإنه معلوم باتفاق الناس : أن هذا المشهد بني عام بضع وأربعين وخمسمئة ، وأنه نقل من مشهد بعسقلان ، وأن ذلك المشهد بعسقلان كان قد أحدث بعد التسعين والأربعمئة..فمن المعلوم أن قول القائل : إن ذلك الذي بعسقلان هو مبني على رأس الحسين - رضي الله عنه- قول بلا حجة أصلاً ..) [33] .
وقد ورد عن المشائخ : ابن دقيق العيد وابن خلف الدمياطي وابن القسطلاني والقرطبي صاحب التفسير وعبدالعزيز الديريني إنكارهم أمر هذا المشهد ، بل ذكر عن ابن القسطلاني أن هذا المشهد مبني على قبر نصراني [34] .
وإضافة إلى مشهدي عسقلان والقاهرة هناك ضريح آخر في سفح جبل الجوشن غربي حلب ينسب إلى رأس الحسين -رضي الله عنه- أيضاً ، وهو من أضرحة الرؤيا ، وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال إن بها رأس الحسين : في دمشق ، والحنانة بين النجف والكوفة ، وبالمدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنها ، وفي النجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه -رضي الله عنه- ، وفي كربلاء حيث يقال : إنه أعيد إلى جسده [35] .
ورغم أن المحققين يقولون إن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع ، إلا أن القبر المنسوب إليها والذي أقامه الشيعة في دمشق هو (القبر الأول الذي يحظى بحج الجماهير إليه ...) [36] .
ولا يقل عنه جماهيرية ذلك الضريح المنسوب إليها في القاهرة ، والذي لم يكن له وجود ولا ذكر في عصور التاريخ الإسلامي إلى ما قبل محمد علي باشا بسنوات معدودة كما يذكر أحمد زكي باشا [37] ، ويقول علي مبارك في الخطط التوفيقية : (لم أرَ في كتب التاريخ أن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات) [38] . وأهل الإسكندرية بمصر يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن أبا الدرداء مدفون في الضريح المنسوب إليه في مدينتهم ، ومن المقطوع به عند أهل العلم أنه لم يدفن في تلك المدينة [39] .
ومن أضرحة الرؤيا : مشهد السيدة رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقاهرة ، أقامته زوجة الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله ، وذلك بلا خلاف [40] ، ومنها كذلك : ضريح السيدة سكينة بنت الحسين ابن علي رضي الله عنهم [41] ، ويذكر المقريزي في خططه (2/45) جملة من الأضرحة المزعومة ، منها : (قبر في زقاق المزار تزعم العامة ومن لا علم عنده أنه قبر يحيى بن عقب ، وأنه كان مؤدباً للحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو كذب مختلق وإفك مفترى ، كقولهم في القبر الذي بحارة برجوان إنه قبر جعفر الصادق ، وفي القبر الآخر إنه قبر أبي تراب النخشبي ...إلى غير ذلك من أكاذيبهم) [42] .
ومن أشهر الأضرحة أيضاً : ضريح الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنجف بالعراق ، وقد مرّ بنا سابقاً كلام ابن تيمية رحمه الله من أنه قبر مكذوب ، وأن علياً -رضي الله عنه- دفن بقصر الإمارة بالكوفة [43].
وفي البصرة عدد من الأضرحة المنسوبة إلى الصحابة منها : قبر عبد الرحمن بن عوف رغم أنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع [44] .
وفي بلدة الرها من أعمال حلب ضريح يقال إنه لجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما مع أن جابراً توفي في المدينة [45] .
وفي مدينة نصيبين بالشام (حالياً بجنوب تركيا) قبة يزعمون أنها لسلمان الفارسي ، مع أنه -رضي الله عنه- مدفون في المدائن [46] .
ويضيف ابن تيمية رحمه الله : (وكذلك بدمشق بالجانب الشرقي مشهد يقال : إنه قبر أُبَيّ بن كعب ، وقد اتفق أهل العلم على أن أبيّاً لم يقدم دمشق ، وإنما مات بالمدينة ، فكان بعض الناس يقول : إنه قبر نصراني ، وهذا غير مستبعد ... فلا يستبعد أنهم [اي : النصارى] ألقوا إلى بعض جهال المسلمين أن هذا قبر من يعظمه المسلمون ليوافقوهم على تعظيمه) [47] .. وما لم يستبعده رحمه الله حدث مثله في العصر الحاضر (ففي الجزائر كان الشعب هناك يؤم ضريحاً في بعض المناطق الشرقية ويتبرك بأعتابه ، ثم اكتُشف أن هذا القبر كان لراهب مسيحي ، ولم يصدق الناس ذلك حتى عثروا على الصليب في القبر) [48] .
وفي دمشق أيضاً : قبور منسوبة إلى أمهات المؤمنين : عائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة رضوان الله عليهن مع أنهن مدفونات بالمدينة المنورة ، وفيها كذلك قبر لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما مع أنها ماتت في مكة بعد مقتل ولدها عبد الله بن الزبير بأيام قليلة [49] .
وينسب الناس في الشام قبراً إلى (أم كلثوم) و (رقية) بنتي رسول الله (وقد اتفق الناس على أنهما ماتتا في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة المنورة تحت عثمان ، وهذا إنما هو بسبب اشتراك الأسماء ؛ لعل شخصاً يسمى باسم من ذكر توفي ودفن في موضع من المواضع المذكورة ، فظن الجهال أنه أحد من الصحابة) [50] ، (ومنها (قبر خالد) بحمص ، يقال : إنه قبر خالد بن يزيد بن معاوية ...، ولكن لما اشتهر أنه خالد ، والمشهور عند العامة خالد بن الوليد : ظنوا أنه خالد بن الوليد ، وقد اختلف في ذلك : هل هو قبره أو قبر خالد بن يزيد) [51] . ولعل لهذا السبب أيضاً وجد ضريح (سيدي خالد بن الوليد) بكفر الحما مركز أشمون منوفية بمصر ، وضريح (الشيخ عمار بن ياسر) بناحية بني صالح تبع مركز الفشن [52] .
انفراط العقد : وفي دمشق كذلك ضريح يدعي الناس أنه لرأس يحيى بن زكريا عليهما السلام يقع في قلب المسجد الأموي ، وله قبة وشباك ، وله نصيبه من التمسح والدعاء ، وبجانب المسجد الأموي قبر القائد صلاح الدين الأيوبي ، وإلى جانبه في القبة قبر عماد الدين زنكي ، وقبور أخرى تزار ويتوسل بها ... وفيها قبور أخرى كثيرة كقبر زيد بن ثابت ، وأبي هريرة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والراجح أنه قبر معاوية بن يزيد بن معاوية ، أما قبر معاوية الصحابي فقيل إنه بحائط دمشق الذي يقال إنه قبر هود عليه السلام ، وفي دمشق أيضاً قبور كثير من التابعين والقواد العظماء ، ومعظم ما يقال عن هذه القبور تخرصات و تكهنات معظمها من وضع الشيعة والصوفية ، وإلا فليس هناك دليل مادي يثبت قبر كل فرد بعينه [53] .
وإضافة إلى ضريح دمشق المنسوب ليحيى بن زكريا عليهما السلام فإن له مزاراً آخر في صيدا جنوب لبنان في قمة جبل يشرف على البلد والبحر ، وله أيضاً مقام ثالث في الجامع الأموي بحلب ؛ حيث توجد حجرة تعرف بـ (الحضرة النبوية) يقال إن بها رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام في صندوق جرن ، وقيل إن بها عضواً من أعضاء نبي الله زكريا عليه السلام في صندوق مرمر [54].
وفي حلب أيضاً: (مسجد يعرف بمسجد النبي ، منسوب إلى نبي يدعى كالب بن يوفنا من سبط يهوذا) [55] .
ونحو الجنوب إلى معان بشرقي الأردن يوجد مزار النبي هارون ، ولا يوجد عند أهل هذه الناحية مقام أشد إكراماً ولا أوفر آياتٍ منه ! ، كما يوجد في شرقي الأردن أيضاً مقام النبي هوشع (يوشع) على قمة جبل بالقرب من السلط ، وهو مبني بحجارة قديمة يرتئي الباحثون أن أكثرها يرتقي إلى عهد الصليبيين ! ، كما يوجد في غربي الكرك مزار النبي نوح ، وفي بادية البلقاء وموآب يوجد مقام (الخضر الأخضر) [56] .
كما يوجد ضريح آخر للخضر عليه السلام في مغارة بمعرة النعمان بشمال سورية بالشام ، ويوجد بها كذلك ضريح آخر ليوشع عليه السلام ، وفي معرة النعمان أيضاً يوجد ضريح شيث عليه السلام ، مع أن هناك جامعاً كبيراً في الموصل يسمى بجامع النبي شيث داخله ضريح يعتقد الناس أنه مدفون فيه ، ولم يكن هذا القبر معروفاً قبل القرن الحادي عشر للهجرة ، حيث رأى أحد ولاة الموصل في ذلك القرن مناماً يدل على موضع القبر ، فبنى الضريح [57] .
ومن المقابر المكذوبة باتفاق أهل العلم القبر المنسوب إلى هود عليه السلام بجامع دمشق ، فإن هوداً لم يجئ إلى الشام [58] .
وهناك قبر منسوب إليه في حضرموت ، وفي حضرموت أيضاً قبر يزعم الناس أنه لصالح عليه السلام ، رغم أنه مات بالحجاز ، وله أيضاً عليه السلام قبر في يافا بفلسطين ، التي بها كذلك مزار لأيوب عليه السلام [59] .
ويونس عليه السلام له ضريح في بلدة حلحول بفلسطين ، وضريح آخر بقرية نينوى قرب الموصل بالعراق ، وثالث في غار بضيعة قرب نابلس بفلسطين ، وكلها يُدّعى أن فيها قبره عليه السلام [60] ، وفي نابلس أيضاً ضريح الأسباط إخوة يوسف عليه السلام ، وله عليه السلام قبر في مسجد الخليل بمدينة الخليل بفلسطين ، وفي المسجد نفسه ضريح إبراهيم عليه السلام ، وكذا : أضرحة تنسب إلى إسحاق ويعقوب عليهما السلام [61] .
ورغم وجود مزار لداود عليه السلام في قضاء كلّز من أعمال حلب بسورية ، إلا أن له مزاراً آخر في جنوب غرب صيدا بلبنان ، التي في جانبها الشرقي مزار شمعون يزعم الناس أنه من أنبياء بني إسرائيل ، وله نفسه مزار آخر في قضاء كلّز أيضاً ، وفي صيدا أيضاً مزار (صيدون) يزعم الناس أيضاً أنه من أنبياء بني إسرائيل [62] .
وذكر الفيروزآبادي في تعريفه لبلدة قرب نابلس تسمى (عَوْرَتا) : (قيل بها قبر سبعين نبياً ، منهم : عزير ، ويوشع) [63] .
وبعد هذا السرد إليك ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في نسبة قبور الأنبياء ، فقد حكى عن طائفة من العلماء (منهم عبد العزيز الكناني : كل هذه القبور المضافة إلى الأنبياء ، لا يصح شيء منها إلا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقد أثبت غيره أيضاً قبر الخليل عليه السلام[64][ ، ويقول أيضاً : (وأما قبور الأنبياء : فالذي اتفق عليه العلماء هو قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإن قبره منقول بالتواتر ، وكذلك قبر صاحبيه ، وأما قبر الخليل فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره ...ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية ، وليس حفظ ذلك من الدين) [65] .
وماذا بعد ؟ ولم يقف الأمر عند حد نسبة القبور زوراً إلى شخصيات لها نصيبها من الحب والاحترام لدى الناس ، بل وصل الادعاء إلى اختلاق بعض هذه الشخصيات من الوهم والعدم ونسبة الأضرحة إليها ، فمن ذلك : قبر في طريق بلدة (طورخال) بتركيا لصحابي أسموه (كيسك باش ! ( ، وفي معرة النعمان ضريح لرجل يدعى (عطا الله) يزعمون أنه صحابي أيضاً [66] .
وذكر المقريزي أن في القاهرة قبراً على يسرة من خرج من باب الحديد ظاهر زويلة ، يزعمون أنه لصحابي يدعى : زارع النوى ! [67] .
وفي مدينة الشهداء بمصر ضريح داخل مسجد منسوب إلى (شبل) بن الفضل بن العباس عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، رغم أن المصادر العلمية تتفق على أن الفضل بن العباس -رضي الله عنه- لم ينجب إلا بنتاً واحدة اسمها (أم كلثوم) [68] .
وأخيراً : فإننا ربما لا ننتهي إذا حاولنا استقصاء حقيقة القبور والأضرحة المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي ، والتي على فرض ثبوت صحة نسبتها فإن إقامة المساجد عليها وممارسة الأفعال التي اعتاد الناس على القيام بها حولها ..ليس من دين الله في شيء ، بل يقع معظمه في دائرة المحرمات بدرجاته المختلفة ، ومنها ما قد يصل إلى حد الشرك المخرج من الملة .
ولكن إذا ثبت أن ديننا ينهى عن تلك الأفعال ، وثبت أن سوس الجهل والأوهام يرتع ناخراً في فسطاط الخرافة ، فما الذي يدفع مرتادي الأضرحة والمعتقدين فيها إلى ولوج هذا الكيان والتمسك به ؟ !
________________________
(1) أخرجه الإمام أحمد ، 2/367 ، وأبو داود ، كتاب المناسك ، باب زيارة القبور ، وصححه الألباني، انظر : صحيح سنن أبي داود ، ح/1769 .
(2) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل 2/246 ، وصححه الألباني في تحذير الساجد ، ص25 .
(3) أخرجه مسلم في الجنائز ، باب الأمر بتسوية القبور ، وأبو داود والترمذي والنسائي .
(4) أخرجه مسلم في الجنائز ، باب النهي عن تجصيص القبر ، وأبو داود ، ح/3226 ، وانظر : صحيح سنن أبي داود للألباني ، ح/ 2763 .
(5) أخرجه الترمذي وأبو داود والإمام أحمد ، وقال أحمد محمد شاكر في تعليقه على (سنن الترمذي) 2/137 : (الشواهد التي ذكرناها ترفعه إلى درجة الصحة لغيره ، إن لم يكن صحيحاً بصحة إسناده هذا) ، وضعف الألباني لفظ (السرج) ، انظر : الضعيفة ، ح/225 .
(6) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ج/ 27 ، ص466 .
(7) السابق ، ص 167 .
(8) السابق ، ص 466 .
(9) السابق : ص161 162 .
(10) ينتسب السامانيون إلى رجل فارسي يسمى (سامان) ، كان مجوسياً واعتنق الإسلام أواخر عهد الدولة الأموية ، وإسماعيل المذكور هو : إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان ، آلت زعامة السامانيين إليه عام 279هـ ، وتوفي سنة 295هـ انظر : التاريخ الإسلامي ، لمحمود شاكر ، ج/6 ، ص91 ، 107 ، .
(11) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، ج1 ، ص46 .
(12) انظر : التاريخ الإسلامي ، ج 6 ، ص149 .
(13) نسبة إلى موقع الضريح عند تقاطع طريقين .
(14) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج1 ، ص46 .
(15) انظر : شهر في دمشق ، لعبد الله بن محمد بن خميس ، ص 67 .
(16) بدع الاعتقاد ، لمحمد حامد الناصر ، ص : 247 ، نقلاً عن (السيد البدوي دراسة نقدية) للدكتور عبد الله صابر .
(17) عمار علي حسن ، الصوفية والسياسة في مصر ، ص88 .
(18) انظر : الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ، لعبد الرحمن عبد الخالق ، ص : 427 .
(19) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، ج1 ، ص102 103 .
(20) موالد مصر المحروسة ، لعرفة عبده علي ، ص71 .
(21) الانحرافات العقدية ، ص285 .
(22) انظر : الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة ، د زكريا سليمان بيومي ص125 ، والانحرافات العقدية ، ص299 300 ، وبدع الاعتقاد ص267 .
(23) انظر : الانحرافات العقدية ، ص300 .
(24) عرفة عبده علي ، موالد مصر المحروسة ، ص7 .
(25) انظر : الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة ، ص126 .
(26) د سعاد ماهر فهمي ، مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، ج1 ص 44 .
(27) الانحرافات العقدية ، ص293 .
(28) د زكريا سليمان بيومي ، الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة ، ص127 ، 153 .
(29) انظر : الآثار الإسلامية في مصر من الفتح العربي حتى نهاية العصر الأيوبي ، مصطفى عبد الله شيحة ، ص152 .
(30) انظر : الانحرافات العقدية ، ص289 ، 294 ، 295 .
(31) انظر : مجلة (دراسات إسلامية) العدد الأول سنة 1418هـ ، مقال .
(مسلمو أوزبكستان) ، لعبد الرحمن محمد العسيري ، ص217 ، 218 .
(32) مجموع الفتاوى ، ج27 ، ص451 ، وانظر : ص465 .
(33) السابق ، ص456 .
(34) السابق ، ص485 ، ص493 .
(35) انظر : الانحرافات العقدية ، ص288 ، ومجلة (لغة العرب) ، ج7 السنة السابعة (1929م) ، ص557- 561 ، ومعالم حلب الأثرية ، عبد الله حجار .
(36) عبد الله بن محمد بن خميس ، شهر في دمشق ، ص 67 .
(37) سمير شاهين ، الوثنية في ثوبها الجديد ، ص81 .
(38) السابق .
(39) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، ج2 ، ص33 .
(40) مصطفى عبد الله شيحة ، مرجع سابق ، ص143 .
(41) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ، ج1 ، ص102 .
(42) عن مقال : تأملات في حقيقة أمر أولياء الله الصالحين ، لحسين أحمد أمين ، مجلة العربي ، ع/226 ، رمضان 1397هـ ، ص135 .
(43) انظر أيضاً : مجموع الفتاوى ج27 ، ص493 .
(44) الانحرافات العقدية ، ص291 .
(45) السابق ، وانظر : مجموع الفتاوى ، ج27 ، ص494 .
(46) السابق ، ص290 .
(47) مجموع الفتاوى ، ج27 ، ص460 .
(48) الانحرافات العقدية ، ص288 .
(49) انظر : السابق ، ص290 ، ومجموع الفتاوى ، ج27 ، ص170 .
(50) مجموع الفتاوى ، ج27 ، ص494 .
(51) السابق ، ص492 .
(52) انظر : الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة في مصر المعاصرة ، ص159 ، هامش 4 ، ص138 .
(53) انظر : عبد الله بن محمد بن خميس ، شهر في دمشق ، ص 66 ، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ج27 ، ص447 ، ص491 .
(54) الانحرافات العقدية ، ص278 ، 279 .
(55) السابق ، ص 284 .
(56) انظر : المزارات في شرقي الأردن ، بقلم الخوري بولس سلمان ، مجلة المشرق ، 11/11/ 1920م ، ص902- 910 .
(57) انظر : الانحرافات العقدية ، ص282 283 .
(58) انظر : مجموع الفتاوى ج27 ، ص491 ، ص484 .
(59) الانحرافات العقدية ، ص283 ، ص281 .
(60) انظر : السابق ، ص281 ، ص282 .
(61) السابق ، ص282 ، ص281 .
(62) نفسه ، ص281 ، ص280 .
(63) القاموس المحيط ، مادة (ع و ر) .
(64) مجموع الفتاوى ، ج27 ، ص446 .
(65) السابق ، ص444 .
(66) انظر : الانحرافات العقدية ، ص290 ، ص291 .
(67) حسين أحمد أمين ، مرجع سابق .
(68) انظر : الوثنية في ثوبها الجديد ، سمير شاهين ، ص82 .
مجلة البيان - العدد 131
منقول
__________________

وهذه إحصاية عن الاضرحة
ومقال منقول ايضا


الجمعة 20 فبراير 2009
الخرطوم: عثمان محمد سليمان
دكا: عبد الله الشهيد
القاهرة: أحمد محمد

أسمرة: إدريس محمد إدريس
هذه بعض المشاهدات التي أرسلها للبيان بعض الكتاب نضعها بين يدي القارئ ليزداد بصيـرة بحجم هذا المرض الفتاك (تقديس القبور والأضرحة) وللمارسات غير الشرعية التي تقوم بهـا العامة تحت سمع وبصر بعض العلماء، ومما يندى له الجبين أن بعض العلماء يشارك في هذه الطقوس المبتدعة تحت اسم مولد الولي فلان أو الرجل الصالح علان.
ومن هذا القبيل شـد الرحال لما يسمى بالعتبات المقدسة وما يحصل فيها من استغاثات للأموات وتمسح بها. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ البيان ـ
القبور والأضرحة ـ مزيد من البيان:
منذ عصر دولة بني عبيد بن القداح ـ الذين ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم فاطميون ـ عرفت البدع الشركية طريقها إلى السـودان، وأخذت تنتشر وتستفحل، ثم زاد الطين بلة وجود التوجهات الصوفية البدعية في عصر الدولة العثمانية، فأعطت زخماً جديداً لهذه البدع التي أضحت أحد العناصر الأساس في الحياة الاجتماعية لأكثر السودانيين، قبل أن تأتي الدعوة السلفية وتحاول الوقوف أمام هذا الطوفان..
ويقف على رأس هذه البدع: ما يتعلق بالقبور؛ فقد أصبح اتخاذ القباب والأضرحة على قبور من يُعتقد صلاحهم أحد ذرائع البدع القـوليـة والعملية، والكبيرة والصغيرة في حياة الناس.
والقبة عبارة عن بناء شاهق يُتخذ على شكل مخروطي أو نصف كروي، يقام على قبر من يُعتقد فيه الصلاح والولاية.. ولكن كيف يعرف احتواء هذا القبر على من يعتقد في صاحبه الصلاح أو الولاية؟..
يتم ذلك عن طريق ما يسمونه بـ (البيان)!، فحسب الاعتقاد السائد في السودان: يمكن أن يرى شـخص ما رؤية منامية، يرى فيها شيخاً من الشيوخ ممن ماتوا ودفنوا في مكان ما، فيرى الرائـي أن هذا الشيخ دله على مكان معين و(بيّن)، أي: ظهر فيه، فيبادر هذا الرائي عند استيقاظه بالتوجه إلى ذلك المكان فيرفعه عن سطح الأرض، وينصب عليه الخرق والرايات، معلناً أن الشيخ الفلاني بيّن في هذا المكان، فيعرف المكان بأنه (بيان) الشيخ الفلاني، ثم يزار كغيره مــن الأضرحة والقباب، وتُعقد له وحوله الطقوس المعروفة بهذه الأضرحة.
ومن حيث أماكن اتخاذها تنقسم القباب والأضرحة إلى قسمين:
أ - قباب تبنى في مقابر المسلمين العامة، حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور.
ب - قباب تبنى في المساجد، أو تبنى عليها المساجد، وقد تكون في قبلة المسجد، أو في الخلف، أو في أحد جوانبه.
ومن أشهر القباب والأضرحة في السودان:
* قبة الشيخ/ محمد عثمان عبده البرهاني (شيخ الطريقة البرهانية) بالخرطوم ـ السوق الشعبي.
* قبة الشيخ/ قريب الله، بأم درمان، ودنوباوي.
* قبة الشيخ/ دفع الله الصائم ديمة، بأم درمان ـ أميدة.
* قبة الشيخ/ حسن ود حسّونة، بالخرطوم بحري.
* قبة الشيخ/ دفع الله الفرقان، بأم درمان، جنوب السوق.
* قبة الشيخ/ أبو زيد، بأم درمان، سوق ليبيا.
* قبة الشيخ/ حمد النيل، بأم درمان.
* قبة الشيخ/ محمد بن عبد الله كريم الدين (شيخ الطريقة المحمدية الأحمدية الإدريسية).
* قبة الشيخ/ إبراهيم ود بَلاّل، بالقطينة.
* قبة الشيخ/ الطيب ود السايح، بأبي شنيب، قرب الحداحيد.
* قبة الشيخ/ حمد ود أم مريوم، بالخرطوم بحري، حي حِلّة حمد.
* قبة الشيخ/ خوجلي أبو الجاز، بالخرطوم بحري، حلة خوجلي.
* قبة الشيخ/ صديق ود بُساطي، غرب النيل الأبيض.
* قبة الشيخ/ طه الأبيض البطحاني، بشمال الجزيرة.
* قبة الشيخ/ الطريفي ود الشيخ يوسف، بأبي حراز.
* قبة الشيخ/ عبد الرحيم ود الشيخ محمد يونس، بأبي حراز.
وجدير بالذكر أن منطقة أبي حراز بها ما يقارب (36) قبة، من أشهرها ـ إضافة إلى ما سبق ـ:
* قبة الشيخ أحمد الريح، وقبة الشيخ دفع الله المصوبن (أبو النعلين).
وقد لوحظ على بعض القباب أنها حظيت برعاية بعض القادة السياسيين، مثل قبة الشيخ يوسف أبو سترة، التي شيدت برعاية الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري، وكذلك قبة الشيخ مدني السني، بمدينة ود مدني، كما لوحظ أيضاً عدم اقتصار اتخاذ القباب على قبور المعظمين في المسلمين، بل من شدة الجهل والغفلة اتخذت قبة على مقبرة (الرفيق) الصيني الشيوعي يانغ تشي تشنغ، في ود مدني، ولوحظ كذلك: أن بعض هذه القباب يتوسط المساكن.
أما في إريتريا: فمن أشهر الأضرحة التي يرتادها الناس:
* ضريح الشيخ بن علي بقرية (أم بيرم) القريبة من مدينة مصوع الميناء الرئيس لإريتريا.
* ضريح سيدي هاشم الميرغني وبنته الست علوية بمدينة مصوع، وعلى كل من هذين القبرين مبنى مستقل على شـكل مكعب ومغطى بالقماش مثل الكعبة، وفي كل زاوية منه خشبة مستديرة الشكل يتبرك بها بعد الانتهاء من الطواف بالقبر!
* ضريح الشيخ جمال الأنصاري، وله وقت مخصص لزيارته، وإن كانت أهميته لدى الناس أقل من سابقيه.
* ضريح جعفر، وقد بني عليه مسجد، ويقوم المصلون في المسجد بزيارته بعد كل صلاة مفروضة.
* ضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني، وهو ضريح وهمي في قرية (حوطيت) بالقرب من مدينة جندع على ساحل البحر الأحمر.
* ضريح الشيخ الأمين المقام في أحد مساجد مدينة (أسمرا) العاصمة.
* ضــريح سيدي هاشم في مدينة (كرن) التي تقع على الساحل الجنوبي من إريتريا، وهو يعتبر من أكبر المشاهد التي يقصدها الناس من أنحاء عديدة في البلاد، بل ومن الدول المجاورة كالسودان.
* ضريح أحمد النجاشي في (عدي قرات) التي تقع على الحدود الإريترية الإثيوبية، وله يوم محدد (مولد) يقصده الناس فيه من أنحاء إريتريا وإثيوبيا.
بنجلاديش:
ولا تختلف الصورة كثيراً في شرق العالم الإسلامي حيث تنتشر الأضرحة و(المزارات) ففي بنغلاديش، خاصة في مدن داكا (العاصمة) وشيتاغونج وسلهت وخولنا، ولكن من الغريب ارتياد الناس لمزارات يوجد بها سلاحف وتماسيح يعتقد فيها بعض الجهلاء النفع والضر، فيقدمون الأكل لها أملاً في الحـصـول على وظيفة أو لتفريج كربة، وتحرص بعض النساء على مس هذه الحيوانات أملاً في حدوث الحمل والرزق بالذرية، وقد نتجت هذه الاعتقادات والممارسات عن الزعم بـأن هذه الحيوانات تحولت إلى هذه الصورة بعد أن كانت من الأولياء الصالحين! وهناك أيضاً مزارات تحتوي على أشجار يعتقد فيها وتعلق على أغصانها الخيوط والخرق.
ويولي المعتقدون في هذه الأضرحة والمزارات اهتماماً كبيراً بعمارتها ومظهرها حيث تكون المباني مزخرفة ومزينة، ولكل قبر قبة مبنية بأحجار قيمة، وتقوم على أمر هذه المزارات لجنة تضم أصحاب السلطة والمنتفعين من ورائها؛ حتى أصبح حالنا وحال هذه الأضرحة كما قال الشاعر المصري حافظ إبراهيم:
أحياؤنا لا يرزقون بدرهم وبألف ألف يرزق الأمـوات
من لي بحظ النائمـين بحفـرة قامت على أحجارها الصلوات
تعددت المظاهر والانحراف واحد:
يعتبر الغلو والبدع والانحراف عن التوحيد الخالص عوامل مشتركة بين مرتادي الأضرحة والمعتقدين فيها وإن تنوعت المظاهر حسب بيئة كل بلد وعادات أهله.
ففي إريتريا يقصد كثير من القبوريين الأضرحة حاملين معهم الأغنام والأبقار والسكر والقهوة والشاي وغيرها من أنواع الأطعمة إضافة إلى الأموال؛ ليقدموها قرباناً إلى صاحب الضريح، وقد يذبحون الأنعام تقرباً أيضا للولي أو الشيخ، ويطوفون بالقبر وبتمرغون بترابه، ويطلبون قضاء الحوائج وتفريج الكربات منه، كما يحصل من الفساد الأخلاقي حول الأضرحة ما يستحيي الإنسان من ذكر تفاصيله وخاصة الاختلاط وانتهاك الأعراض، وتكثر هذه الممارسات حول الأضرحة الشهيرة، كضريح الشيخ (بن علي) وضريح سيدي هاشم الميرغني وبنته الست علوية، وضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني، وضريح سيدي هاشم وضريح أحمد النجاشي.
ويزداد الأمر سوءاً في السودان؛ حيث يحرص أتباع هذه الأضرحة والمنتفعون منها على التأصيل لهذه الانحرافات، فتلقى المحاضرات وتؤلف الكتب في الحث على ذلك، ومن أشهرها:
رسالة عبد الله المحجوب الميرغني، المتوفى سنة (1207هـ)، واسمها: (تحريض الأغبياء على الاستعانة بالأنبياء والأولياء)، يقول فيها:
(ولهذا يتبين لك (وجوب) التعلق بالوسائل والأسباب، وتأكد لزوم التزام الوسائط والأبواب، فتعلق بالوسائل والأسباب، والجأ واستغث، وانده [من النداء] لخواص الله والأحباب، واطرق لدى الخطوب ما شئت من الأبواب، تنل بذلك من فيض الوهاب ما لا يدخل في حساب).
ونتج عن إشاعة هذا الاعتقاد والدعوة إليه أن تأثيره لم يقتصر على الطرقيين فقط، بل امتد ليشمل جماهير عريضة في الشعب السوداني، وهذا ما شاهدته بنفسي أثناء مطالعتي لتلك المزارات، فهناك عادات ارتبطت بتلك القباب، يقوم بها روادها، منها:
1- ينبغي أن يخلع الزوار نعالهم خارج القبة، وبعضهم يخلعها خارج ساحة المسجد، احتراماً لصاحب الضريح. وعلى أية حال: فمن المسلّم به عندهم أنه لا يجوز دخول القبة بالنعلين.
2- يتم دخول القبة بإذن من حارسها، كما يتولى خادم الضريح (تطويف) الزوار.
3- يتبرك الزوار بالضريح والقبة بطرق شتى: فمنهم من يأخذ من ترابها، ومنهم من يضع يديه على السياج المعدني الذي حول القبر ويتمسح بها، ثم يمسح على جسده وملابسه.
4- الطواف داخل القبة حول القبر من الممارسات الشائعة والمألوفة عند هؤلاء الزائرين.
5- وكذلك دعاء المقبور والاستعانة به والإلحاح عليه في الدعاء، فقد رأيت بعض الزائرين يجلس عند القبر ممسكاً بسياجه، ويلح في طلب حاجته، وأحياناً يصرخ، وبعضهم الآخر يدعو المقبور أثناء الطواف حول القبر، ومما يندى له الجبين أن امرأة شوهدت عند قبة الشيخ عبد الباقي تحمل طفلاً، ترفعه بيديها وتهزه وهي تخاطب الشيخ المقبور راجية منه البركة في صغيرها، ثم تقول: (يا شيخ.. سمعت؟) لتتيقن سماعه وقضاء حاجتها!
6- ومنهم من يلتزم القبر بداخل القبة، ويصيح عنده ويجأر به.
7- ورأيت من يسجد وهو مستقبل القبة ـ نسأل الله السلامة ـ.
8- ومن المعتاد: تقديم النذور عند هذه القباب.
9- ومن الناس من يعكف عندها أياماً وشهوراً، التماساً للشفاء أو لقضاء حاجة من حوائجه، وقد أُلحقت ببعض القباب غرف انتظار الزائرين لهذا الغرض.
10- وقد لوحظ أن زيارة القباب تتم في جميع أيام الأسبوع، وتزداد في أيام الجمع والأعياد؛ حيث يكتظ كثير من القباب بالزوار في هذه المناسبات، كما لوحظ اختلاط الرجال والنساء في هذه الزيارات، وأن معظم الزائرين من النساء.
وفي بنجلاديش يأتي الناس إلى المزارات ويظنون أنها أقدس مكان على وجه الأرض، لذا: فهم يسجدون أمام الأضرحة إجلالاً لها واحتراماً، ويطلبون من أصحابها الذرية ودفع المصائب وتفريج الكروب، كما يقدمون لهم النذور من الأموال والحيوانات كالغنم والبقر التي تذبح باسم صاحب القبر، وأخيراً ينصرفون وهم يظنون أنهم فعلوا خيراً كثيراً؛ لأنهم يعتقدون أن لأصحاب هذه الأضرحة يداً في تصريف الأمور، بل وفي إدخالهم الجنة، ويكون عدد المترددين أكثر بعد العصر وخاصة ليلة الجمعة.
وينتشر حول هذه الأضرحة بعض القبوريين الذين يعيشون في ساحاتها ويلازمونها، وهم صنفان من حيث مظهرهم:
الأول: أناس أصحاب هيئة رثة لا يلبسون إلا القليل من الملابس، التي تكاد ألا تستر غير عوراتهم، ويطلقون شعورهم ولحاهم وشواربهم التي بدا عليها التلبد والقذارة، فهم لا يغتسلون من أوساخهم ولا ينظفون ملابسهم.. ومع ذلك يختلط الناس بهم طلباً للبركة منهم، وتبيت معهم النساء، ولا يتحرزن عن معاشرتهم.
الثاني: يهتمون بمظهرهم وينظفون ملابسهم إلى حد ما، يجلس الواحد منهم في ساحة الضريح وحوله الناس ينادونه بكل شوق ورغبة باسم (بابا)، وهم دائماً يحققون ما يأمر به، وتبيت النساء أيضاً عنده من غير تحرز عن ارتكاب الفواحش معه، حيث يتناولون المخدرات والمسكرات ويغنون بإيقاع خاص أشعار الشرك والفجور، ولا يتورعون عن ارتكاب الزنا.
وفي مصر تلقى الأضرحة احتراماً وتبجيلاً لدى كثير من الناس، حيث يندفع أكثرهم لا شعورياً للقيام ببعض الممارسات المتنوعة والمتعلقة بهذه الأضرحة، وتبدأ هذه الممارسات بالحرص على الصلاة في المسجد الذي به الضريح، ثم الحرص على زيارته وترديد بعض الكلمات والصلوات والدعوات. وبالطبع فإن هذا الحرص يتفاوت حسب شهرة الضريح ومكانته في نفوس الناس وحسب دوافع الزائر له، ويلي ذلك: التمسح بالضريح وتقبيله طلباً للبركة، ويليه: التوسل بجاه صاحب الضريح اعتقاداً أن ذلك أقرب إلى إجابة الدعاء، ثم ينتهي المطاف ببلوغ غاية الضلال والخرافة عندما يتوجه إلى صاحب الضريح بالدعاء والرجاء وطلب قضاء الحاجات منه، وغالباً ما يصحب الدعاء استقبال للضريح حتى ولو كانت القبلة خلف ظهره، كما يظهر على الزائر الخشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إلى حد البكاء، وقد يصل الولع والوجد ببعضهم إلى الإغراق في حالة من انعدام الوعي، فيصبح (مجذوباً).
وعادة ما يضع الزائر بعض ما تجود به نفسه في صندوق النذور صدقة أو قربة لصاحب الضريح.
ومن الملاحظ أن طبيعة النذور المقدمة تطورت من الماضي إلى الحاضر، كما أنها تختلف بحسب وجود الضريح في وسط قرى ريفية أو وسط تجمعات عمرانية حضرية.
ومن الملاحظ أيضاً: أن حركة الناس في الدخول إلى الضريح والخروج منه تختلف حسب مكانة صاحب الضريح، ولكنها عموماً تزداد في أوقات الصلوات، وهذا بالطبع بخلاف أوقات الموالد التي تعج بالزائرين.
وماذا عن الموالد؟
تكثر الموالد في مصر، ويشتهر منها: المولد النبوي، ومولد البدوي ـ الذي حضره عام 1996م حوالي 3 ملايين زائر، حسب تقرير الحالة الدينية في مصر الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية ـ، ومولد إبراهيم الدسوقي، ومولد أبي الحسن الشاذلي، ومولد المرسي أبي العباس، ومولد أبي الحجاج الأقصري، ومولد إبراهيم القنائي.
والاحتفال بالمولد النبوي ـ كغيره من الموالد ـ يغلب عليه مظاهر الاحتفال الشعبي الفولكلوري المصطبغ بالصبغة الدينية، ويشترك مع غيره من الموالد في سمة حضور جمهور كبير من أنحاء متفرقـة، وإقامة بعضهم حول أحد الأضرحـة، وإنشاد المدائـح الخاصة بصاحب المـولد، مع نشاط اقتصادي واجتماعي حول أحد الضريح، إضافة إلى ما سبق أن ذكرناه من ممارسات وطقـوس يقوم بها الزائر تجاه صاحب الضريح. وتعجب أشد العجب أن تجد بعضاً ممن ينتسب إلى العلم والدعوة يحضر بعض هذه الموالد، بل ويروج لها عند العامة، ولا يتورع عن ممارسة بعض البدعيات المحدثة، فيكون قدوة سيئة للجهلة، نعوذ بالله من الخذلان.
ويوم الاحتفال بالمولد النبوي يكون إجازة رسمية في البلاد، ويقام بصفة رسمية في كل محافظة بمصر حيث تشرف عليه السلطات لضمان سيره بانتظام وأمان، وهو يقام في ساحة عامة بجوار أحد المساجد الكبيرة غالباً، وعادة يكون المسجد ضريحاً لأحد الأولياء المشهورين، وقبل المولد تهيأ الساحة والشوارع بالزينات والأضواء، ويستعد أصحاب كل نشاط بما يلزم من جلب البضائع ونصب الملاهي، ويزدهر نشاط الباعة والمحلات وبخاصة أنشطة بيع الحلوى والألعاب وأنشطة المقاهي والمطاعم وبيع الأدوات المنزلية، وتزدحم الفنادق، وهي غالباً ذات مستوى متدنٍ.. ويشيع جو من المرح والضجيج في مكان المولد.
وقد شاهد مندوب البيان احتفال (الليلة الكبيرة) للمولد النبوي في القاهرة، حيث سار موكب ممثلي الطرق الصوفية لمدة (45) دقيقة تقريباً مشياً على الأقدام حاملين الأعلام والرايات في جو من البهجة والاحتفال بدءاً من ضريح الشيخ صالح الجعفري بمنطقة الدرّاسة إلى مسجد الحسين، وهناك وجدوا في انتظارهم بعض المستقبلين، على رأسهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية، فقاموا بالسلام عليه وقراءة الفاتحة والدعاء جماعيّاً. ويشهد هذا الاحتفال أيضاً كبار رجال الدولة أو ممثلون عنهم، وعلى رأسهم شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ورئيس جامعة الأزهر ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة؛ حيث يلقي معظمهم كلمات في الاحتفال، كما يشهد حضوراً إعلاميّاً واضحاً من صحافة وإذاعة وتلفاز.
وبعد نهاية الاحتفال الرسمي ينصرف أتباع الطرق الصوفية لإلقاء أناشيدهم ومدائحهم وأذكارهم في أماكن معدة لذلك سلفاً، ويستمرون في ذلك حتى منتصف الليل تقريباً.
ولا تختلف نوعية زوار المولد النبوي عما ذكره (تقرير الحالة الدينية بمصر) عن زوار مولد البدوي، فهم يشملون:
* فريقاً هدفه إحياء ذكرى المحتفل به.
* وآخرين يحرصون على التبرك، ومنهم البسطاء والفقراء والأغنياء، الأميون والمثقفون، ويرى هؤلاء أنه إذا لم يتمكنوا من الحضور لأي سبب، سواء أكان بإرادتهم أو رغماً عنهم، فسيصيبهم أذى أو ضرر، ويعتقدون أن الزيارة ستفتح أبواب الرزق أمامهم، بل وتغمرهم بسعادة بالغة.
* ومنهم من كان مريضاً جاء لطلب الشفاء، أو من كانت عاقراً وعقيماً تأمل في تحقيق أملها بإنجاب طفل.
* وفريقاً آخر يبحث عن الترفيه والسياحة وقضاء وقت ممتع، وهم الفئة الشبابية.
* وهناك نمط آخر من الزوار يهدف للتسويق والتجارة سواء بالبيع أو الشراء.
وبالإضافة إلى ذلك: هناك الجمع الغفير من أتباع الطرق الصوفية، هدفهم إحياء الذكرى ونوال البركة ونشر طريقتهم الصوفية. أما عن المشاركة بين المسلمين والأقباط فهي قديمة جدّاً؛ إذ إن التاريخ يذكر أن ابن طولون كان يقيم الولائم وكان المسلمون يحتفلون بالأعياد القبطية مشاركة للأقباط، وسار على نهج الطولونيين الإخشيديون في الاحتفال بأعياد النصارى.. ولا تزال هذه المشاركة موجودة حتى عصرنا الراهن! ومن أغرب الأمور بهذا الصدد؛ أن مولداً يقام سنوياً باسم (مولد سيدي أبو حصيرة) وهو يقام عند ضريح لرجل يهودي بهذا الاسم، وتأتيه كل عام وفود كبيرة من السياح اليهود من إسرائيل، وتقام حراسة مشددة لحماية الاحتفال حتى ينفض!!
وفي السودان يتم الاحتفال بالمولد النبوي في صورتين:
الصورة الأولى: الاحتفال في الميادين والساحات:
وقد تأصل هذا النوع من الاحتفالات حتى خصصت لها ميادين معينة، عرفت بميادين المولد؛ ففي كل مدينة ميدان يسمى ميدان المولد الكبير، وهو ساحة متسعة مخصصة لهذا الغرض، وتلتقي فيه كل الطرق الصوفية المشتركة في الاحتفال بالمولد، وتتم المشاركة فيه بعد الحصول على تصديق رسمي من الدولة يتم بموجبه السماح للطريقة المعينة بنصب سرادقها في المكان المخصص لها في ساحة المولد، وعمل تجهيزاتها اللازمة لها..
وتقوم كل طريقة بعمل الأذكار التي تخصها والمدائح المتعلقة بالمولد، كما تتم قراءة الكتب المؤلفة في المولد النبوي في شكل حلقات تشبه حلقات تلاوة القرآن، وعند مرورهم بمواطن معينة في هذه الموالد المؤلفة يقف الحاضرون اعتقاداً منهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحضر عند ذكر ولادته، ويرددون في صوت واحد عبارة (مرحبا بالمصطفى يا مرحبا...) وفي بعض المواضع من القراءة يضعون الأيدي على الرؤوس، وفي مواضع أخرى يضربونها أو يوجهونها نحو الأرض عند الاستعاذة من بعض الأمراض أثناء قراءة المولد.
وفي المولد يضربون أيضاً على الطبول الكبيرة (النوبة) التي تصدر أصواتاً قوية، ويرددون معها القصائد الملحنة كنوع من الذكر الذي يُتقرب به إلى الله.. وكل هذا مع الحركة والاضطراب الشديد، وربما دار أحد الدراويش على رجل واحدة وهو (يترجم)، أي: يصدر أصواتاً لا تفهم، فيوصف بأنه غرق في الذكر.
ويزداد الزحام في الليلة الأخيرة، ويكون الناس في هذه الساحات خليطاً من الرجال والنساء، وقد شاهدت في أحد الموالد نساءً يصفقن ويتحركن مع رجال يضربون هذه الدفوف (النوبة) حتى انتهين إلى أحد السرادقات المقامة وهن يصفقن على أصوات المديح، ويتحركن على صوت ضربات الطبول، إلى أن يستقبلهن شيخ ممسك بمسبحته وهو يهز رأسه استحساناً لهذا الصنيع.
أما الصورة الثانية للمولد: فهي الاحتفال به في المساجد والزوايا الخاصة:
وفيها يتم قراءة كتاب المولد المؤلف لكل طريقة، وإطعام الطعام لا سيما في الليلة الختامية، ويكون صبيحة هذه الليلة عطلة رسمية في البلاد بمناسبة ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي بنجلاديش تكون الاحتفالات حول الأضرحة أسبوعية وسنوية، حيث تعتبر ليلة الجمعة عيداً أسبوعيّاً حول الضريح يأتي إليه الزوار من جميع الأصناف: أغنياء، وفقراء، ومسؤولين في الحكومة، وغيرهم، ويشاركون في المعاصي من شرك واختلاط وغناء وتكون الفرصة مهيأة للفاحشة والزنا، ويستمر هذا الاحتفال حتى الصباح، ويكون لكل (بابا) مجلس خاص ويتحلق حوله مريدوه.
وبمثل هذا ـ ولكن بشكل موسع ـ يتم الاحتفال السنوي الذي يسمى (عرساً) تحت إشراف لجنة نظامية حكومية ويستمر مدة أطول قد تصل إلى أسبوع، فيجتمع الناس من أماكن مختلفة بعيدة حاملين معهم نذورهم من ماشية وأموال، وتنتشر كل مجموعة حول صاحب بدعة (البابا) الذي يرتدي ملابس غير ساترة مدعين أنهم وصلوا إلى مرتبة تؤهلهم لعدم التمثل بشريعة الله، ويصدقهم الجهلاء في ذلك، ويشيع في هذه الاحتفالات شرب الخمر والمخدرات ولعب الميسر والخرافات إضافة إلى ترك الصلاة، وأيضاً السجود لغير الله، وغير ذلك من الشرك الصريح.
كما يحضرها كذلك كبار المسؤولين والأغنياء والفقراء على حد سواء، وبعض هؤلاء من يشاركون (البابات) الإثراء والمنافع المادية الكبيرة من وراء رواج سوق الخرافة حول الأضرحة.
ونلاحظ أن أهل البدع ينقسمون أقساماً عدة في ممارساتهم البدعية:
فمنهم: أناس لا يؤدون الشعائر ويلبسون الملابس القصيرة، ولا يهتمون بنظافتهم، ويقيمون في بيوت أتباعهم حفلات أسبوعية كل ليلة جمعة، يبدؤون الحفلة بما يسمونه (ذكر الله) بصوت مرتفع، ثم ذكر بعض من سيرة السيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ ثم يوردون بعضاً من أخبار عبد القادر الجيلاني، ثم بعد ذلك يدخلون في ذكر جماعي مختلط، تنزع فيه النساء الحجاب؛ لأنهمن يزعمن أن الحجاب الأصلي هو الحجاب الداخلي في القلب، فلا حاجة للحجاب الخارجي، ويرقص الجميع مع الموسيقى، ثم تُطفأ الأنوار، ويحدث ما يحدث. (والله المستعان)
ومنهم: من يدعي أنه يؤمن بالله ورسوله وأنه محب للرسول ويطيل شعره ولحيته ويلبس الملابس البيضاء، وهو مع ذلك لا يصلي ويستحل الغناء والموسيقى، ولكنه لا يصل إلى أفعال القسم الأول، ويظن أنه بهذه الأفعال يدخل الجنة.
ومنهم: من يصلي ويصوم ويدعي أنه أقرب الناس إلى الله، ولكن مرشده لا يشدد عليه لاتباع الشريعة كلها، ويكتفي ببعض النصائح فقط، وأتباع هذا الشيخ يظنون أنه أقرب الناس إلى الله، وأن له قدرة على تفريج كروب الدنيا والآخرة، ويقبل الناس قدمه ويسجدون عليها من غير إنكار منه؛ لأنه مستفيد من وراء استمرار هذه الأوضاع في الأعراس وغيرها.
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يجنبنا الفتن ويهدينا وإياهم سواء السبيل.



dhuvf jogw,h lk hg',hydj

__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:01 PM
  #2
طلال الغنامي
كاتب فضي
 الصورة الرمزية طلال الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 17
طلال الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

ابو محمد

جزاك الله خير وسلمت يمينك

سجل اعجابي بكل ماتكتب
__________________
انا اشهدانك مرتكي كنك طويق=لولاك كان ابطيت وانا اتحلم
من لاعرف وقفتك في ساعة الضيق=يفداك يامسري لو انه ولدعم
طلال الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:08 PM
  #3
سامي مشعان
كاتب ماسي
 الصورة الرمزية سامي مشعان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 3,012
معدل تقييم المستوى: 17
سامي مشعان is on a distinguished road
افتراضي


الف شكر يابو محمد وجزاك الله خير
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

سامي مشعان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:11 PM
  #4
مخاوي الذيب
مشرف ومراقب سابق
 الصورة الرمزية مخاوي الذيب
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: المنطقة الغربية
المشاركات: 2,600
معدل تقييم المستوى: 16
مخاوي الذيب is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك يا الشيخ ( ساير ) ونفعنا بما تقدم
__________________
مخاوي الذيب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:27 PM
  #5
ابوعليط العطاوي
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية ابوعليط العطاوي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 936
معدل تقييم المستوى: 14
ابوعليط العطاوي is on a distinguished road
افتراضي

مافيك حيله مارالله يجزاك باالخير ويوفقك
__________________
ابوعليط العطاوي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:30 PM
  #6
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلال الغنامي مشاهدة المشاركة
ابو محمد

جزاك الله خير وسلمت يمينك

سجل اعجابي بكل ماتكتب
المؤدب الموحد دائما كلامه يشرح الصدر وشرفني مرورك
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:31 PM
  #7
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العبرود مشاهدة المشاركة

الف شكر يابو محمد وجزاك الله خير
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:33 PM
  #8
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخاوي الذيب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا الشيخ ( ساير ) ونفعنا بما تقدم
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:35 PM
  #9
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [size="5"
ابوعليط العطاوي;63005]مافيك حيله مارالله يجزاك باالخير ويوفقك

شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
[/size]
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 04:40 PM
  #10
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي



اقتباس من الموضوع
(ميت عفيف) وهي جميعاً مركز الباجور منوفية ، وأطلق المشايخ أمثلة شعبية على بخل هذه القرى وخلوها من البركة ما زالت سارية بين الناس حتى الآن


لاحض المناطق الخالية من البركة الشركية وأهلها بخلاء و منها ميت عفيف بمصر
والاسباب لايوجد فيها قبورتعبد ويتبرع لعلماء السوء القائمين بخدمتها كغيرها من الستمئة قريه
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جنون أردوغان ,,لنا الله ياعرب كاسر الحوم القسم العام 14 06-14-2011 04:05 AM
ابشروا ياعرب التخفيض قادم لا محالة حجي الغنامي منتدى الحواسيب والاتصالات 4 12-03-2008 09:41 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

+4. الساعة الآن 03:54 AM.


جميع المواضيع و الردود لا تمثل وجهة نظر ورأي إدارة المنتدى و إنما تمثل رأي كاتبها فقط
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - 2021
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70