.
. الخبر السعيد (والذي قد لا يكون سعيداً للبعض) أن ذوات الشعر الأشقر (اللاتي منعن بعض المنافقين من قتال بني الأصفر في غزوة تبوك) في سبيلهن للانقراض عام 2022.. وهذا التأريخ يعتمد على دراسة واقعية تثبت وجود انخفاض متواصل في نسبة المواليد
الشقر - من جهة - وارتفاع نسبة تزاوجهم مع الأعراق السمراء من جهة أخرى. وأشرفت على هذه الدراسة منظمة الصحة العالمية وظهرت في أكثر من صحيفة ومحطة اخبارية - كالcnn والbbc وصحيفة الديلي ميرور.. ومعلوم أن الشعر الأشقر ينسب إلى جينة (أو مورثة) يجب أن تكون موجودة لدى الأم والأب معاً ليرث الجيل التالي هذا اللون. غير ان اختلاط الأعراق وتدفق المهاجرين (للدول الشقراء) جعل الكفة تميل لصالح الشعر الداكن (وهو اللون الطبيعي بالمناسبة). وحسب التقرير السابق ستختفي آخر الشقراوات من فنلندا - التي يوجد بها الآن أكبر عدد من الشُقر - بعد ثمانية أجيال فقط!
ورغم غرابة هذا التوقع إلا ان له سابقة تاريخية مشابهة حيث كانت النساء في ايطاليا واليونان - قبل ميلاد المسيح - يتمتعن بشعر أشقر وعيون زرقاء لا تختلف عما هو موجود حالياً في فنلندا والسويد؛ ويظهر هذا جلياً من الرسوم الإغريقية والجداريات الملونة التي تركها الرومان في كل مكان. غير أن توسع الحدود الجغرافية لهاتين الحضارتين وتدفق المهاجرين من أفريقيا وبلاد العرب (من جهتها الجنوبية) طغى على المورثات الشقراء فتحول مواطنوها بالتدريج إلى اللون الأسمر والشعر الداكن!!
.. وهناك دراسة ظهرت من اسكتلندا - حيث ينحسر الشعر الأشقر بسرعة - تؤكد صعوبة عكس هذه الظاهرة على المدى المنظور. وحسب رأي البروفيسور بيتر من جامعة سان آندروز فإن الملامح الأوروبية المتمثلة في الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبشرة البيضاء مواصفات حديثة الظهور (مقارنة بعمر الإنسان على الأرض) حيث ظهرت أول امرأة شقراء قبل 11 ألف عام فقط.. وأكد فروست من خلال دراسته أن ما حدث لنساء أوروبا كان مجرد طفرة جينية جعلتهن شقراوات في حين كان اللون السائد قبلها هو الخمري الداكن (وأشار إلى دور العوامل المناخية والأجواء الباردة في حدوث تلك الطفرة وكيف كانت الشقراوات في بداية عهدهن عملات نادرة يتقاتل عليهن الرجال)...
... وفي الحقيقة - باستثناء الدول الاسكندنافية في الشمال - لم يكن الشعر الأصفر في يوم من الأيام هو الطاغي في أوروبا (حيث يتقدم عليه اجتماع اللون الخمري والداكن والأحمر). ورغم ان رحلة انحساره بدأت من أيام الإغريق والرومان؛ إلا ان وتيرة انحساره تزداد هذه الأيام بسبب اختلاط الأعراق وصعوبة اجتماع «الجين» المسبب للشقار!!
... ما أخشاه فعلاً؛ هو انقراض الشعر الأصفر في فنلندا والسويد، وبقاء «الصبغة» في افريقيا وبلاد العرب!!
منقول من جريدة الرياض
الكاتب فهد عامر الاحمدي
انصح بالقراة لهذا الكاتب المميز في مواضيعه حيث اني اقراء له منذ سبع سنوات
]vhsi uk hgfkhj hgarv