الحمدلله وبعد ..
الفقر المدقع ..والمرض المتفشي ..وقلة المصادر الغذائية ..والقحط ..والجفاف ..وسوء الأوضاع الإجتماعية ..كل هذه أمور واقعة في الصومال لاينكرها عاقل .
ولكن هل الأوضاع كما يصورها الغرب ؟
حركة الشباب الإسلامية في الصومال والتي تسيطر على المناطق التي تم إعلان المجاعة فيها ! أخبرت عن عدم صحة هذه الضجة الإعلامية ..وأن فيها مبالغة ..
وأقرّت أن هناك جفاف وشدة ..لكن الضجة الحاصلة مبالغ فيها بشكل كبير .
إذاً ما السر وراء الإنتفاضة الأوربية الأمريكية المفاجئة حول الأوضاع في الصومال ..مع أن الوضع مُر من عشرات السنين ؟
ما السر وراء تألم بابا الفاتيكان وحضّه على التبرعات ؟
ما الذي أقض مضجع الرئيس الأمريكي أوباما حتى صرّح مرتين وحث على التبرع للصومال ! بل واستقل التبرعات المليونية التي قُدمّت ؟
ما السر وراء إعلان الأمم المتحدة للمجاعة في الصومال ؟
ما السر وراء هذه الحملة الإعلامية الكبيرة بقيادة الإعلام الغربي الذي ما رأينا منه اهتماماً في يوم من الأيام بأوضاع البلاد الإسلامية ..
أسئلة لاأجد لها جواباً لأني أكتب هذه الكلمات ومُدن سوريا تُطحن بالدبابات في هذه اللحظة ولم نجد من يلتفت لهم حتى أصبحنا ننشاد الإعلام العربي والغربي أن ينقل شيئاً عن بعض الأوضاع في سوريا ..!
وأيضاً تُطحن ليبياً طحناً ..والمآسي فيها بحر بلاشاطئ ..ورغم ذلك لم نجد هذا الحض العالمي الأوربي الأمريكي للتبرع لهم ؟؟!
أمر غريب بالفعل ؟!
والحقيقة أن حركة الشباب وهي أعلم بواقعها وبمراد أعداءها قد ذكرت السبب في تصريحها ، فأخبرت أن وراء هذه الإنتفاضة الغربية مصالح سياسية !
ولايخفى على متابع أن الصومال هدف قديم جديد يحاول الغرب أن يسيطر عليه باستمرار..
وإن القارئ للتاريخ ليعجب من كثرة محاولات الدول الغربية فرض سيطرتها على الصومال في القرن الماضي..
ولعل المقاومة في العراق وافغانستان قد أعاقتهم عن تكرار المحاولة في وقتنا الراهن .
ولذلك كان كل متابع للأوضاع يعلم أن أمريكا تخطط لأهداف اخرى بعد انسحاب أعداد كبيرة من قواتها من العراق وافغانستان .. وأيضاً زهدهم في التدخل القيادي في ليبيا ..
إذا فالصومال مرشّح قوي للمارد الامريكي بسبب أهمية موقع الصومال عالمياً ..وغير ذلك من المميزات .
وأيضاً رؤيتهم لبذرة دولة إسلامية قد باتت تنمو في الصومال على يد حركة الشباب ، وبالتالي قد تهدد مصالح الغرب في المنطقة فيما بعد . خاصة مع ملاصقة الصومال لأحد أهم الممرات التجارية في العالم .
لذا فقد تتخذ أمريكا قضية المساعدات بوابة لنشر التنصير وزرع الجواسيس ...وقد ذكر هذا مسؤلوا حركة الشباب
وبذلك قد تكون مقدمة لتدخـّلهم بدعوى استعمار البلاد واستنهاض اقتصادها ..وبالتالي تكون بهذه الحملات قد هيأت الرأي العام ..وخففت من المعارضة الدولية ..وهذه حركة قد ألفناها قبل أي غزو لبلاد المسليمن .
الخلاصة :
الوقوف بجانب أهلنا في الصومال أمر واجب علينا..
لــكـــن ليس عن طريق المنظمات الغربية ..ولاينبغي للدول العربية والإسلامية أن تضع هذه التبرعات بعشرات الملايين في يد مدّعي الإنسانية من اليهود والنصارى ...لأن المساعدات لن تصل أبداً حينها ، بل ستكون زاداً لأعمال الغرب الإجرامية من تنصير واختراق لمناطق حركة الشباب ..
وينبغي أن نؤيد اخواننا في حركة الشباب في رفض التدخل الغربي الإغاثي إلاّ بضوابط تفرضها حركة الشباب .
وبوجه عام
ينبغي علينا أن لانغفل عن هذه الأهداف الغربية والخطط الإجرامية المغلفّة بغلاف الإنسانية التي يحيكونها في جنح الظلام من أجل تدمير أي بلد إسلامي يرون فيه أملاً يلوح في الأفق للأمة الإسلامية .
اتمنى من اعضاء منتدانا الغالي التبرع للاخواننا في الصومال في هذا الشهر الكريم عن طريق مكتب هئه الاغاثه الاسلامي
والله المستعان ، ولاحول ولاقوة إلاّ بالله
l[hui hgw,lhg ;hvei uhgldi