هذه القصيدة
لمالك بن
الريب والتي تعتبر من نوادر الشعرالعربي
واليكم قصتها كما اوردها الشيخ عايض القرني في احد محاضراته المسجلة :
"كان مالك ابن الريب في شبابة يقطع القوافل وكان يعطل السار الى الحج والعمرة
فلما مر جيش سعيد ابن عثمان ابن عفان لغزو بلاد خرسان قالوا له اصحابة
لماذا لاتصحبنا قال الى اين قالوا نريد ماعند الله
قال وكيف اصحبكم قالوا بع نفسك من الله
فلما ذهب معهم لدغته حية على ابواب خرسان
فاخذ اصحبه يوسونه ويخففون الامه فقال قصيدة مابقى احد في الجمع الا بكى
وتوفي وصلى علية الصحابة ودعوا له
يقول الشيخ الطنطاوي ( هذة القصيدة اكثر قصيدة في الادب العربي استدراجا للدموع)"
ألا لـيت شـعري هـل أبـيتن ليلة *** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه *** ولـيت الـغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى *** مـزار ولـكن الـغضى لـيس دانيا
ألـم تـرني بـعت الـضلالة بالهدى *** وأصـبحت في جيش ابن عفان غازيا
وأصـبحت في أرض الأعاديّ بعدما *** أرانـيَ عـن أرض الأعـاديّ قاصيا
دعـاني الهوى من أهل أُودَ وصحبتي *** بــذي الـطبسين فـالتفتُّ ورائـيا
أجـيت الـهوى لـما دعـني بزفرة *** تـقـنعت مـنـها أن أُلامَ ردائـيـا
أقـول وقـد حـالت قرى الكرد دوننا *** جـزى الله عمرواً خير ما كان جازيا
إن الله يـرجعني مـن الغزو لا أُرى *** وإن قـل مـالي طـالباً مـا ورائـيا
تـقول ابـنتي لما رأت طول رحلتي *** سـفارك هـذا تـاركي لا أبـا لـيا
لـعمري لـئن غالت خراسان هامتي *** لـقد كـنت عـن بابي خراسان نائيا
فـإن أنـج مـن بابي خراسان لا أعد *** إلـيـها وإن مـنـيتموني الأمـانـيا
فـلـله دري يــوم أتــرك طـائعاً *** بـنـي بـأعـلى الـرقمتين ومـاليا
ودرُّ الـظـباء الـسـانحات عـشيةً *** يـخبرن أنـي هـالك مـن ورائـيا
ودرُّ كـبـيري الـلـذين كـلاهـما *** عـلـيّ شـفيق نـاصح لـو نـهانيا
ودرّ الـرجـال الـشـاهدين تـفتكي *** بـأمريَ ألا يَـقصُروا مـن وثـاقيا
ودرّ الـهوى مـن حيث يدعو صحابه *** ودرّ لـجـاجـاتي ودرّ انـتـهـائيا
تـذكرت مـن يـبكي عـليّ فلم أجد *** سـوى الـسيف والرمح الردينيّ باكيا
وأشـقـرَ مـحـبوكٍ يـجُرُّ لـجامه *** إلـى الـماء لم يترك له الموتُ ساقيا
ولـكـن بـأكـناف الـسُمينةِ نـسوة *** عـزيـز عـليهن الـعشية مـا بـيا
صـريعٌ عـلى أيـدي الرجال بقفرةٍ *** يـسوّون لـحدي حـيث حُـمَّ قضائيا
ولـما تـراءت عـند مـروَ مـنيتي *** وخَـلَّ بـها جـسمي وحـانت وفاتيا
أقـول لأصـحابي ارفـعوني فـإنه *** يَـقَـرُّ بـعيني أن سـهيلٌ بـدا لـيا
فـيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا *** بـرابـية إنــي مـقـيم لياليا
أقـيما عـليّ الـيوم أو بـعض ليلة *** ولا تـعـجلاني قــد تـبين شـانيا
وقـوما إذا مـا اسـتل روحـي فهيئا *** لـي الـسدر والأكـفان عـند فـنائيا
وخـطا بـأطراف الأسـنة مضجعي *** ورُدّا عـلى عـيني فـضل ردائـيا
ولا تـحـسداني بــارك الله فـيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خـذانـي فـجراني بـبردي إلـيكما *** فـقد كـنت قـبل الـيوم صعباً قياديا
وقـد كـنت عطّافاً إذا الخيل أدبرت *** سـريعاً إلـى الـهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت صبّاراً على القرن في الوغى *** وعـن شـتميَ ابنَ العمّ والجار وانيا
فَـطَوراً تـراني فـي ظـلال ونعمة *** ويـومـاً تـراني والـعتاقُ ركـابيا
ويـوماً تـراني فـي رحىً مستديرة *** تُـخـرّقُ أطـرافُ الـرماح ثـيابيا
وقـوما عـلى بـئر الـسُمينة أسمعا *** بـها الـغُرَّ والبيض الحسان الروانيا
بـأنـكـما خـلـفـتماني بـقـفرة *** تَـهيلُ عـليّ الـريحُ فـيها السوافيا
ولا تـنـسيا عـهدِي خـليليّ بـعدما *** تـقـطًع أوصـالي وتـبلى عـظاميا
ولـن يَـعدم الـوالون بَـثّاً يصيبهم *** ولـن يـعدم الـميراث مـني المَواليا
يـقولون لا تـبعد وهـم يـدفنونني *** وأيــن مـكـان الـبعد إلا مـكانيا
غـداةَ غـدٍ يـالهف نـفسي على غدٍ *** إذا أدلـجوا عـني وأصـبحت ثاويا
وأصـبح مـالي مـن طـريف وتالد *** لـغيري وكـان الـمال بالأمس ماليا
فـياليت شـعري هل تغيرت الرحى *** رحـى الـمثل أو أمست بفَلْجٍ كما هي
إذا الـحي حـلّوها جـميعا وأنـزلوا *** بـها بَـقراً حُـمَّ الـعيونِ سـواجيا
وعـيناً وقـد كـاد الـظلام يُـجنها *** يَـسُـفْنَ الـخزامى مـرةً والأقـاحيا
وهـل أترك العيس الغوالي بالضحى *** بـركـبانها تـعلو الـمتان الـقيافيا
إذا عُـصَـبُ الـكبان بـين عـنيرةٍ *** وبـولانَ عـاجوا الـمنقيات النواجيا
فـياليت شـعري هـل بكت أم مالك *** كـما كـنتُ لـو عـالوا نَـعِيَّكِ باكيا
إذا مِـتُّ فـاعتادي الـقبور فـسلمي *** عـلى الرَمس أُسقيتِ السحاب الغواديا
عـلى جـدثٍ قـد حرت الريح فوقه *** تـرابـاً كـسَحْقِ الـمَرنُبانيِّ هـابِيا
رهـينةَ أحـجارٍ وتُـربٍ تـضمنت *** قـرارتُـها مـني الـعظامَ الـبواليا
فـيا صـاحبي إمـا عـرضت فبلغن *** بـني مـازن والـريب أن لا تـلاقيا
وعـطّل قَـلوصي فـي الركاب فإنها *** سـتـفلقُ أكـبـاداً وتُـبكي بـواكيا
وأبـصرتُ نـار الـمازنيات مَـوهناً *** بـعلياءَ يُـثنى دونـها الطرف وانيا
بـعُـدي ألـنجوجٍ أضـاء وقـودُها *** مـهاً فـي ظلال السدر حُوراً جوازيا
بـعيدٌ غـريبُ الـدار ثـاوٍ بـقفرةٍ *** يـدَ الـدهر مـعروفاً بـأن لا تدانيا
أُقـلّب طـرفي حول رحلي فلا أرى *** بـه مـن عـيون الـمؤنسات مُراعيا
وبـالرمل مـنا نـسوة لـو شهدنني *** بـكـين وفـدّين الـطبيب الـمداويا
ومـا كـان عـهد الرمل عندي وأهلِه *** ذمـيماً ولا ودّعـتُ بـالرمل قـاليا
فـمـنهن أُمـي وابـنتاها وخـالتي *** وبـاكـيةٌ أخــرى تَـهيجُ الـبواكيا
ازكى التحايا للجميع
سلطان
..
(gdj hgyqn) glhg; fk hgvdf