من
يقود الدول السنية.. تركيا أم السعودية؟ (تقرير) السبت, 04 أبريل, 2015, 11:20 م
FacebookTwitterGoogle+Print
من يقود الدول السنية.. تركيا أم السعودية؟ (تقرير) الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك
السعودية والرئيس التر
كتب ـ علاء المطيري:
قال موقع "ستراتفور" البحثي الأمريكي إن تركيا تريد أن تكون قائدا للدول الإسلامية السنية في الشرق الأسط، لكنها تواجه منافسة من السعودية التي بدأت في الآونة الأخيرة تسحب البساط من تحت أقدام الأتراك الذين وصف البعض مواقفهم بأنها مجرد تصريحات سياسية لا ترقى إلى حد الأفعال.
تضاؤل الدور التركي
ولفت الموقع إلى أن تركيا بدأت تشعر بأن دورها تضائل أمام السعودية خاصة بعد عاصفة الحزم فمن ناحية هي لا تريد أن تكون مجرد أحد المشاركين في التحالف الذي تقوده السعودية، ومن ناحية أخرى فإن بيئة الاستقطاب السياسي داخل تركيا تجعل من الصعب على أنقرة الانخراط في عمل عسكري خارج حدودها، وهو ما يدعم فكرة أن السعودية هي الدولة التي تقوم بعمل عسكري في ذات الوقت الذي تبقى فيه تركيا على خط التماس.
ونوه الموقع إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول تدارك الموقف بتصريحه أن تركيا لن تتسامح مع محاولات إيران للهيمنة على المنطقة، مشيرا إلى أن تصريحه مثّل تصرفا نادرا لأنه أول انتاقد واضح لإيران من قِبل تركيا التي تٌفضل الاحتفاظ بعلاقة صداقة ظاهرية مع إيران حتى إذا كان كلا الدولتين يتنافسان في عدد من ساحات المعارك.
فأردوغان مازال يخطط لزيارة إيران أوائل الشهر الجاري وكلاهما يحاول الاحتفاظ بالآخر كامتداد له، ومع ذلك، فإن البيئة السياسية في المنطقة سوف تدفع أنقرة باتجاه صدامات تجعلها ترى إيران كمنافس لها في القيام بدور قيادي للمسلمين السنة في الشرق الأوسط.
المواجهة مع إيران
وفي ذات الأثناء فإن تركيا لديها بعض التحفظات في تحد طهران، فهي تدفع في اتجاه طرق غير مباشرة مثل دعم المتمردين الإسلاميين في سوريا وتوطيد مواضئ أقدام لها في اقتصاد كردستان العراق في ذات الوقت الذي تعمل فيه بصورة مباشرة مع الحكومة الشيعية في بغداد، لكن مؤهلاتها كدولة قيادية في مواجهة السعودية ستبقى رهن التساؤلات.
وعلى الرغم من أن تركيا باتت قريبة من المشاركة في عمل عسكري مع الولايات المتحدة للحد من خطر "داعش" في سوريا والعراق إلا أن رؤيتها لصعود الإسلام السياسي إلى السلطة سوف تتصادم مع السعودية والإمارات والكويت التي تهتم بمنع الإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم من تحدي حكوماتهم.
تركيا والإسلاميين
ولكن تركيا تمارس لعبة طويلة الأمد في المنطقة، فهي تعرف أن الإسلاميين في مصر وسوريا ودول الخليج سيبقون كقوة سياسية في المستقبل، وفي ذات الاثناء أصبحت السعودية تحت حكم الملك سلمان أكثر إدراكا لتلك الحقيقة وهو ما انعكس في سعيها للتصالح مع قطر الداعم الثاني للإسلاميين في المنطقة.
ويمكن لتركيا أن تستفيد من ميزة زيادة وعي السعودية مسؤوليتها تجاه دول الجوار وعرض تعاون انتقائي في سوريا والعراق التي تتركز فيها المصالح التركية.
تركيا وثوار سوريا
وتعتبر تركيا مكون رئيسي لبرنامج تدريب الثوار السوريين الذي تشارك فيه السعودية وأمريكا والأردن وقطر، وعرضت أيضا تقديم الدعم اللوجستي لبغداد أثناء الهجوم على الموصل، إضافة إلى دخولها في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول السماح للطائرات الأمريكية بدون طيار طراز " براديتدور" بالانطلاق من قاعدة إنجرليك العسكرية في جنوبها.
وهذا الدور الذي تشارك به تركيا في الوقت الحالي لا يعبر عن أهدافها الحقيقية في ظل سعيها لتوسيع نشاطها العسكري في المنطقة.
الجيوش الكرتونية
وحتى الآن تمسك السعودية بزمام الأمور في الشرق الأوسط، فحتى في ظل هبوط سعر النفط إلى 50 دولار للبرميل مازالت السعودية تجني الأرباح من عائدات النفط التي تحقق احتياطات نقدية من العملة بالتوازي مع الدعم الإماراتي الذي يجعلها تغير التوقعات القائلة بأن جيوش الخليج كرتونية وتعتمد على دعم القوات الأمريكية المتواجدة بالمنطقة.
ومع ذلك، فإن السعودية العربية ليست لديها حلول سهلة لمشاكل معقدة مثل مشكلة اليمن التي تعرض قرارا سعوديا باحتواء التمدد الحوثي، لكنه يبدوا أن السعودية لن تكون قادرة على جعل المملكة بمنأى عن التهديدات التي تتزايد على حدودها الجنوبية عن طريق الضربات الجوية فقط إلا إذا أقدمت على تنفيذ هجوم أرضي مكثف لانهاء التهديدات واحتلال المناطق المعادية.
السعودية وإيران
ومن المنتظر أن تجلس السعودية على طاولة المفاوضات مع الحوثيين في نهاية المطاف، وهو ما تأمل إليه إيران تماما فمفاوضات الأبواب الخلفية بين إيران والسعودية بخصوص اليمن تحدث بعيدا عن الأضواء، وقد بقيت سلطنة عمان التي خارج العملية العسكرية للحفاظ على حياديتها يمكن أن تكون قناة الاتصال المثالية لتلك النقاشات بين السعودية وإيران، إضافة إلى أنها وسيطا يتمتع بالمصداقية بين إيران والولايات المتحدة.
والواقع أن أي مفاوضات بين السعودية وإيران ستتضمن انسحاب الحوثيين من صنعاء وعدن، وتسوية حول موقف القوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح، إضافة إلى تقديم تنازلات حكومية للحوثيين في الحكومة الجديدة، وستحصل إيران من الناحية المقابل على تنازلات من المملكة العربية السعودية في العراق وسوريا.
المساومات السياسية
وقريبا يمكن معرفة ما إذا كانت المحادثات بين الرياض وطهران يمكن أن تقود إلى مساومات سياسية لنزع فتيل الأزمة ووقف التصعيد في اليمن من جهة، وما إذا كانت إيران لديها الرغبة في الدفع في هذا الاتجاه من جهة أخرى.
ويعتبر إيقاف القوات الموالية لصالح عن دعم الحوثيين على رأس أولويات السعودية لأن ذلك سيجعلها قادرة على التعامل مع ما يحدث في اليمن كصراع يمكن إدارته وليس عمل يدار من الخارج عن طريق التفاوض مع إيران.
تركيا تنافس السعودية
ومع ذلك، حتى إذا كانت السعودية وتركيا يعمل كل منهما بطريقته الخاصة لمحاربة النفوذ الإيراني، فإن كلاهما يتنافس مع الآخر لقيادة الدول السنية في المنطقة في مواجهة إيران التي تحاول استعادة مجدها السابق عن طريق استعادة علاقاتها الطبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية وسعى الأخيرة إلى التخلص من إرثها الثقيل في الشرق الأوسط.
وتتنافس كل من تركيا والسعودية على قيادة الدول السنية لاحتواء تطلعات إيران الإقليمية، لكنه في الوقت الذي مازالت فيه تركيا في مرحلة التصريحات والمواقف الدبلوماسية بدأت السعودية قيادة عمليةعاصفة الحزم الجوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وأصبحت محط السنة في العالم العربي لتجعل مكانتها الدينية مقترنة بمواقف قوية تضمن لها مرتبة القيادة.
lk dr,] hg],g hgskdm>> jv;dh Hl hgsu,]dm