في إحدى ليالي الخريف أثناء إبحار إحدى السفن الحربية
وقف القبطان مشهور ينظر في ليلة مقمرة إلى صفاء النجوم ويحدق في الكواكب اللامعة
ويسمع صوت هدير محركات سفينته التي تمخر عباب البحر.
وفجأة رأى من بعيد ضوءاً يسطع وهذا الضوء يتجه مباشرة إليه .
انتبه إليه القبطان مشهور وأخذ يتابعه فشعر بالخطر لأنه إن كان سفينة
سيصطدمان معا ويغرقان ويكونان بخبر كان
فما كان منه إلا أن صاح بصوته الأجش المرتفع :
أرسلوا رسالة إلى ذلك القبطان وقولوا له أن يتجه شمالا 30 درجة وكان ما أراد.
وبعد لحظة جاءه الجواب يا سعادة القبطان مشهور لماذا لا تتجه أنت نحو اليسار 30 درجة
فأنا لا أستطيع و ننصحك بتغيير الاتجاه بمقدار 180 درجة.
القبطان مشهور: قولوا له أن ينحرف هو بمقدار 30 درجة أما عن سفينتي فليس ذلك من شأنهم…
وبعد لحظة جاءه الرد :لماذا يا قبطان مشهور تجادل و تصر على إصدار الأوامر ؟
دون أن تقوم أنت بتفادي التصادم بالمقدار ذاته؟
وهنا غضب القبطان ثم قال : قولوا له إذا لم ينحرف هو سأقصفه بالمدافع.
وبعد لحظة جاءه الرد يا قبطان مشهور
نحن حقل بترول عائم! و لا نستطيع الحركة !!! احترس !!
لكن الوقت قد استنفد في هذا الحوار اللاسلكي غير المثمر واصطدمت السفينة بالحقل البترولي.
و الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة
هو ألا تفترض أن
الاخرين لهم مثل مواصفاتك و عندهم نفس أفكارك.
و أن ما نفهمه جيدا نعبّر عنه بوضوح و تأتي الكلمات لتقوله و تشرحه بسهولة.
و حتى نفهم الاخرين، و نفسر مواقفهم نحتاج
1- أن نفكر بعقولهم هم لا بعقولنا نحن. وأن نقيس الأمور من خلال منطلقاتهم هم لا منطلقاتنا نحن.
2- أن نفرق بين موقفنا من رأيهم و طريقة تفكيرهم، وبين تفسيرنا لمواقفهم.
3- أن تتسع صدورنا لمن يخالفنا الراي و إلا فلن نغير انفسنا
.