الشاعر سلطان براك الغنامي;الله يوفقهم إلى كل خير ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة
ويحفظ العباد والبلام من كيد الفجار وشر الاشرار[/q
الدعاء لولي الأمر من علامات أهل السنة والجماعة..!
سئل الفضيل بن عياض – رحمه الله – حين سمع يقول : ( لو كانت لي دعوةٌ مستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان) فقيل له : يا أبا علي فَسِّر لنا هذا ، فقال إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني .وإِذا جعلتها في السلطان صَلَح فصَلَح بصلاحه العبادُ والبلاد ) .
وفي بعض الروايات لأنه إِذا صلح الإِمام أَمِن البلادُ والعباد) .
وجاءت هذه الإِجابة أكثر تفصيلا عند أبي نعيم في (( الحلية )) ،إِذ قال الفضيل أما صلاح البلاد ، فإِذا أمن الناس ظلم الإِمام عَمَروا الخرابات ، ونزلوا الأرض ، وأما العباد فينظر إِلى قوم من أهل الجهل ، فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار ، خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عزوجل من فيئهم مما يزكي الأرض ، فرده عليهم . قال – أي الفضيل - : فكان صلاحُ العباد والبلاد ) .
ولقد راقتْ هذه الكلمات الإِمام عبد الله بن المبارك رحمه الله ، وأعجبه هذا الفقهُ والاستنباط ، فقبِّل جبهة الفضيل وقال له : ( يا معلم الخير ، مَنْ يحسن هذا غيرك؟) .
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :
( أنشدني أحمد بن عمر بن عبد الله لنفسه في قصيدة له :
نسأل الله صلاحــــا للولاة الرؤســـاء
فصلاح الدِّين والـــدُّ نيا صلاحُ الأمـراءِ
فبهمْ يلتئمُ الشَّمـلُ على بُعْد الـتنـاءِ
وهم الُمغْنُون عنــــا في مواطين العناءً
أقول : فليتأمل المتأملون ؛ كم ضيَّع كثر من الناس على أنفسهم من الخير ، بتركهم الدعاءَ لولاة أمورهم.(1)
سئل الشيخ بن باز-رحمه الله- في "نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة"
س9: ومن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر - حفظك الله - .
ج9: هذا من جهله، وعدم بصيرته؛ لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: إِن دوسًا عصت وهم كفار قال: اللهم اهد دوسًا وائت بهم ، فهداهم الله وأتوه مسلمين.
فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من يُدْعَى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح: أن يُوفَّق للحق وأن يُعان عليه، وأن يُصلح الله له البطانة، وأن يكفيه الله شرَّ نفسه وشرَّ جلساء السوء، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، وقد روي عن الإِمام أحمد رحمه الله أنه قال: ( لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان )، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله.
__________________
حديث عن الصدق
عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً ،وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً » متفقٌ عليه .