بسم الله الرحمن الرحيم
حينما كنت في سن الطفولة , كنت اتمنّى من الأيام ان تبتعد عن طريقي لكي اصل , ولسان حالي يقول :
في صغرنا كنا نحسب الدقيقه=وعلى أساس انّا نعوّض , صبرنا
وعندما وصلت , لم يسعني إلا ان أقول :
وبعد كبرنا واكتشفنا الحقيقه=قمنا انتمنّى , ليتنا ما كبرنا
وحالتي هذه ليست استثنائية , فالسواد الأعظم من بني قومي هم مثلي , كانت لهم أحلام فتبخرت بفعل حرارة العادات والتقاليد وما أدراك مالعادات والتقاليد .
حصنٍ بناه آبائنا واجدادنا بنيّة المخلص المحافظ على تماسك مجتمعه , ومع مرور الزمن فقدت بريقها واصالتها فتخللها التقليد والزيف .
أعزائي ,
انا هنا لا أريد ان اقف موقف المهاجم الغاضب وانما سأقف واوقفكم معي لنتأمل مجتمعاتنا وهل نحن متمسكين بتلك العادات الأصلية المبسطة المستمدة من نعمة الله الكبرى علينا وهي ديننا الإسلام , أم اننا تمسكنا بفقاعات زبد البحر ونحنُ مغمضي اعيننا جهلاً منّا او قد يكون تكاسلاً , لكلٍ منّا عذره في ما يفعل ؟
اعزائي لا اخفيكم سراً بأن التعبير والتشخيص اصعب من التأمل والشعور , لذا ارجوا منكم العون والمساعدة في كلا المرحلتين حتى نصل إلى مرحلة العلاج فبمساعدتكم سنتأمل حال مجتمعاتنا وسنعبر عن أوجاعها ونشخص امراضها وبتعاوننا سنعالج مايمكننا معالجته وهنا سأكلف قلمي بأن يكون مشرطاً حبره قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
وسأبدأ بأكثر هذه الأمراض تأثيراً في مجتمعي
وهي الأمراض الإقتصادية :
اعراضها ( فقر , حاجة , تفاوت بين طبقات المجتمع الواحد , ديون , طفرة في الأمراض النفسية ) .
وقد تكون من مسبباتها :
1 - الإسراف والبذخ في جميع المظاهر والشكليات الإجتماعية .
2 - ضياع ثلاثة أرباع الراتب في الأقساط .
3 - تقديم المساعدات في غير وقتها المناسب ( العانية والرفدة ) .
4 - عدم التشجيع المادي والمعنوي لمن أراد تكوين رأس مال أو البدء بمشروع .
ثانياً /
الأمراض الإجتماعية والأخلاقية :
واعراضها ( الحوارات المكررة العقيمة , النزاعات على آثار بالية , النقد الهدام , عدم الإستفادة من حملة الشهادات والمثقفين , ضعف روابط المحبة والإحترام والعطف , إنعدام الإيثار في ما بين الأفراد , علو شأن بعض النماذج السيئة )
واسباب هذه الأعراض :
1 - الفراغ الفكري والثقافي .
2 - عدم وجود مرجع ثابت وموثوق به من كبار السن ذوي الخبرة والدراية والحكمة .
3 - تخلي المثقفين عن دورهم تجاه مجتمعهم وعيشهم في بروج عاجية بعيديدن عنّا , منعهم الحياء أو الغرور الذي تلبسهم .
4 - الأنانية وتفشيها في المجتمع .
5 - مشاكل الزواج بدءاً من جمع المهر ومستلزمات يوم الزفاف والمصاريف التي تصرف من غير منفعةٍ واضحة .
وأخيراً :
اعزائي كلما ذكرت سابقاً كان وجهت نظر لشخص محب لعاداته وتقاليده الأصيلة ومحاولة بسيطة لتوضيح تلك السلوكيات الخاطئة التي تغرس فينا بإسم العادات والتقاليد وتحولت عاداتنا وتقاليدنا من حصنٍ منيع إلى اصفاد تكبل أيدينا واقدامنا ومن يحاول التخلص منها ينبذ ويشذ عن مجتمعه , فمن يجد لديه الإدراة والقوة لفك تلك الأصفاد فلا يتوانا وإن لم يستطع شيء فيكفيه شرف المحاولة .
أخيراً :
كلي رجاء ان اكون انا وانتم أول المحاولين وآمل ان لانكون الأخيرين .
ختاماً :
هذه رسالة تحمل صرخة , ارجوا ان تعيها وتفهمها عقول
ابناء قبيلة الغنانيم بوجهٍ خاص وكل عقل قارئ بوجه عام .