من قصص الكرم [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     ديوان الشاعر سلطان ب... [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     نداء لأعضاء المنتدى ... [ الكاتب : أبو بتـــــال - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الأجوبة المسكتة [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم لعن المعين [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     ما هي نصيحتكم لأهل ا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     رداً على لستُ سنياً،... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم قول واسطتي الله [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الرد على مدعي الاستش... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     من فتاوى اللجنة الدا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »    

مرحبا بكم في منتدى قبيلة الغنانيم كلمة الإدارة


المنتدى الإسلامي فتاوى ، توحيد ، فقه ، مقالات إسلامية ،،،.

رد
أدوات الموضوع
إبحث في الموضوع
قديم 03-20-2011, 01:09 PM
  #1
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 17
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي من هم اهل السنة والجماعة حقيقة

من هم اهل السنة والجماعة حقيقة
الاجابة من منهج سلف الامة
ان اهل السنة والجماعة هم الفرقة التي وصفتها السنة بالجماعة: وهي الفرقة المكونة من المتمسكين بالاسلام المحض الخالص من الشوائب ، المجتمعون على ذلك ، ولم يفرقوا دينهم ولم يكونوا شيعا ، فهم على سبيل المؤمنين ، والصراط المستقيم ، وسميت بالفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، وغير ذلك من الصفات التي هي لذات واحدة ، والتي تحكي حال اهل السنة والجماعة ، ولو كانوا قلة او كثرة ، او فردا واحدا كان هو الجماعة، أي من يمثلها وعلى سبيلها ، ولكل جملة من تلك الصفات نصوص وآثار تبين ذلك ، وتبين معنا علميا ماثورا ، غير المعنى الذي يتوهمه العوام . فسبيل المؤمنين الاوائل والذين اتبعوهم باحسان ، اوجبه الله علينا، ونهانا عن اتباع غير سبيلهم ، وجعل ذلك مشاققة للرسول صلى الله عليه وسلم الذي دلهم على هذا السبيل ، واسس تلك الجماعة التي عليها اتباعه الى يوم الدين ، قال تعالى في سبيل المؤمنين : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ( النساء ). وتبين له الهدى : أي عرف هذا السبيل الذي هدى له رسوله كما قال تعالى : ( قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين). ( الانعام ) . ثم تحول الى سبيل اخر غير سبيل المؤمنين أي فارق جماعتهم . فالسبيل هو المنهج الديني ، والسالكون عليه هم : الفرقة العاملة به . فمفارقتهم : هي ترك لسبيلهم وهذا السبيل شيخه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تبعه وسار مع اتباعه وناصرهم فهو المفلح ، السائر على نهج سلفه الصالح ، وهو والمجتمعون معه يمثلون تلك الجماعة ، وكثيرا ما يرمز لها او يشار اليها بالفرقة الناجية ، وانها هي الجماعة المعنية . قال شيخ الاسلام رحمه الله في ( 24 / 172 ) : ( فوصف الفرقة الناجية بانهم المتمسكون بسنته وانهم هم الجماعة ) ، والجماعة المعرفة بالألف والّلام هي الجماعة وقت الاخبار ، تلك التي اسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليها اصحابه حتى وقوع الفتن في القرن الاول للاسلام ، عندما ظهرت البدع وكان المبتدعة اناس قلة شواذ، وكانت العامة على السنة وفي الجماعة

ثم كثرت البدع حتى تساوى اهلها مع السنة ، ثم توسعت البدعة وكثرت الفرق حتى صار اهل الحق والسنة قلة وغرباء ، وعامة الناس خالفوا السنة والجماعة ، عند ذلك دعى المتمسكون بالسنة الى الجماعة التي تعمل بمنهج الفرقة الناجية . اما من اقام جماعة ولها منهج محدث فانه لا يمثل تلك الجماعة المعنية، بل هو مشاقق للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما ان من اعتزل الجماعة الحقة لانكاره على انهم جماعة فهو ليس من اهل السنة والجماعة الذين من اصولهم الجماعة وعلى سبيل الفرقة الناجية ، بل هو من الفرق الاخرى شاء ام ابى وامره الى الله . اما وصف اهل هذا السبيل : بالجماعة ، لانهم مع التوحيد والدعوة له ، يرون وجوب الاجتماع على ذلك ، للتواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه ، واقامة الحجة . وبين شيخ الاسلام انهم لهذا الاجتماع سمو اهل الجماعة وذلك في ( 3/157) قال : وسمو اهل الجماعة ، لان الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين ) انتهى. وذلك ما يفيد ان اسم الجماعة جاء في من تجمعوا فصاروا جماعة لذلك ، وليس فقط توافقهم على نهج واحد ، وقد اشار الشيخ لهذا في منهاج السنة بقوله السنة والجماعة حقيقة والجماعة هم المجتمعون الذين ما فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، فالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا خارجون عن الجماعة، وقد براء الله رسوله نبيه منهم) انتهى وسياتي كلامه بطوله .

ومن كلامه ايضا في من هي الجماعة والفرقة الناجية ما جاء في الفتاوى ( 3 / 347 ) : ( وبهذا يتبين ان احق الناس بان تكون هي الفرقة الناجية ، اهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم اعلم الناس باقواله واحواله ، واعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها ، وأئمتهم فقهاء فيها ، واهل معرفة بمعانيها ، واتباعا لها تصديقا وقولا وحبا وموالاة لمن والاها ، ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملة ، الى ما جاء من الكتاب والحكمة ، فلا يتعصبون لمقالة ويجعلونها من اصول دينهم ، وجمل كلامهم ان لم تكن ثابتة فبما جاء به الرسول ويجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الاصل الذي يعتقدونه ، ويعتمدونه ) . انتهى

واهل الحديث الذين اشير اليهم ، هم الذين لا يعملون بشي من العبادات في دينه الا اذا كان لها ذكر ومشروعية بالاحاديث النبوية بعد القرءان ولا يفسرون القرءان الا بالسنة ، ولا يقلدون الاباء في دينهم ، وانما يتقيدون بالسنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد .

والقول اهل السنة : يراد به العاملون والمتمسكون بها ، والمتقيدون بها فهم احق الناس بها واهلها ، وغيرهم يدعيها ولا يتمسك بها ، فلم يكونوا من اهلها ، وان كانوا من عوام اهل القبلة ، وبعدهم في الضلال حسب بدعتهم

ملاحظـة : هناك مفهوم خاطئ في تعريف اهل السنة والجماعة عند كثير من المسلمين ، حيث يرى العوام ان كل من هو ليس من الشيعة يعني ذلك انه من اهل السنة والجماعة ، ولكن هذا التصنيف الذي اعتمدوه : ( سني ) فقط ، يعني انه خلافا للشيعة الذين من اصولهم : مخالفة اهل السنة . والقول : مسلم سنة ، لا يعني مصطلح ، ( اهل السنة والجماعة)، بل يعني انه ليس شيعي فقط ، الا ان مخالفة الشيعة وحدها لا تكفي ليكون الشخص من اهل السنة والجماعة ، فهذا الاسم عندما اطلق (اهل السنة والجماعة ) ، يراد به فئة معينة من بين المسلمين السنة، تتميز عن عامة المسلمين السنة ، حيث ان الخوارج والمعتزلة والمرجئة ليسو من الشيعة ، بل من فرق المسلمين السنة ، لكنهم لا يدخلون في اهل السنة والجماعة ، بل ما كان هذا الاسم الا للتميز عنهم ، وعن غيرهم من المبتدعة والمتصوفة الذين ابتدعوا في الدين وشرعوا من عندهم ما لم ياذن به الله. وحتى خليفة المسلمين وعلماءه في عصر الامام احمد ، عندما قالوا جميعا بخلق القرآن ، في تلك الفترة ، لم يحسبهم اهل العلم انذاك من الجماعة التي عليها اهل السنة

ومما يشار به الى الجماعة وصف : ( السواد الاعظم ) ، ويتوهم البعض بان السواد الاعظم هم غالبية المسلمين عموما ، الا ان الغالبية المعنية هنا : غالبية من اهل العلم من اهل السنة ، اذ ان العوام لا يعتد بهم ، وهذه موازنة داخل مجتمع العلماء ولو كانوا ثلاثة . قال الامام الشاطبي في الاعتصام ( 226) : ( وذلك ان الجميع اتفقوا على اعتبار اهل العلم والاجتهاد سواء ضموا اليهم العوام او لا ، فان لم يضموا العوام اليهم فلا اشكال اذ الاعتبار انما بالسواد الاعظم من العلماء المعتبر اجتهادهم ، فمن شذ عنهم فمات ، فميتته جاهلية ، وان ضموا اليهم العوام ، فبحكم التبع لانهم غير عارفين بالشريعة ، فلا بد من رجوعهم في دينهم الى العلماء ، فانهم لو تمالئوا على العلماء فيما حدوا لهم ، لكانوا هم الغالب والسواد الاعظم في ظاهر الامر ، لقلة العلماء وكثرة الجهال ، فلا يقول احد : ان اتباع جماعة العوام هو المطلوب ، وان العلماء هم المفارقون للجماعة والمذمومون في الحديث ، بل العكس ، وان العلماء هم السواد الاعظم وان قلوا ، والعوام هم المفارقون للجماعة ، فان وافقوا فهو الواجب عليهم ) . انتهى . وايضا قال : ( واعلم ان الاجماع والجحة والسواد الاعظم ، هو العالم صاحب الحق ولو كان وحده ، وان خالفه اهل الارض ) ، وسياتي ذكره بكامله

وهذا لا يعني في حالة وجود الجماعة وهو معتزل لها كان لوحده الجماعة ، وانما هذا فرض جدلي ، أي حتى لو كان وحده اذا لم يكن هناك معه آخرين كان هو الجماعة ايضا ، لانه لم تكن هناك جماعة فكان هو ممثلها . لكن ان خالفها وهي قائمة فهذا حكم اخر ، وقدح في علمه فلم يكن ذلك العالم المعني بالجماعة ولو كان وحده ، ويدل على هذا ما سياتي عن ابن القيم عن نعيم بن حماد ، وكلام اسحاق. وقال شيخ الاسلام في ( 3 / 345 ) : ( ولهذا وصف اهل السنة ، بالجمهور الاكبر والسواد الاعظم ، اما الفرق الباقية فانهم اهل الشذوذ والتفرق والبدع والاهواء .. الخ) .انتهى .

وقال ايضا في منهاج السنةج3 ص 4: فاذا كان وصف الفرقة الناجية : اتباع الصحابة على عهد رسول الله وذلك شعار السنة والجماعة ، كانت الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة ، والسنة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو واصحابه في عهده ، وامرهم به ، او اقرهم عليه ، او فعله هو/ والجماعة ، هم المجتمعون الذين ما فرقوا دينهم وكانوا شيعا، فالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، خارجون عن الجماعة ، وقد برأ الله نبيه منهم ، فعلم ان هذا وصف اهل السنة والجماعة ، لا وصف الرافضة ، وان هذا الحديث وصف الرفقة الناجية ، اتباع سنته التي كان عليها هو واصحابه ، وبلزوم جماعة المسلمين ) . انتهى . فقد اشار شيخ الاسلام الى شيئين احدها اتباع السنة ليكون من اهلها حقيقة ، والاخر لزوم الجماعة ليكون من اهلها حقيقة ، فمن ترك احد الاصلين لم يكن من اهل السنة والجماعة لان الجماعة من الاجتماع . وقال شيخ الاسلام في ( 3 /368 ) : ( ولهذا امتاز اهل الحق من هذه الامة والسنة والجماعة : عن اهل الباطل الذين يزعمون انهم يتبعون الكتاب ، ويعرضون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما مضت عليه جماعة المسلمين ، فان الله امر في كتابه باتباع سنة رسوله ولزوم سبيله ، وامر بالجماعة والائتلاف ، ونهى عن الفرقة والاختلاف ) الى قوله (ص 369 ) : ( وهذا الصراط المستقيم : هو دين الله الاسلام المحض وهو ما في كتاب الله تعالى ، وهو السنة والجماعة ، فان السنة المحضة هي دين الاسلام المحض ، فان النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه وجوه متعددة رواها اهل السنن والاسانيد كالامام احمد وابي داود والترمذي وغيرهم ، أنه قال : ( ستفترق هذه الامة على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ، وهي الجماعة ) وفي رواية ( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) . وهذه الفرقة الناجية ( اهل السنة ) (وهم وسط النحل) انتهى . تتحسس في السياق والاستشهاد وذكر الفرق ثم الفرقة الناجية ، انه يريد الدعوة لتلك الفرقة التي قال عنها "الجماعة"

ومما يبين انه يريد الاجتماع والترابط ما جاء في ( ص 409 ) : ( وقد نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت وامر بالاعتصام بحبله . فهذا موضع يجب على المؤمن ان يتثبت فيه ويعتصم بحبل الله ) انتهى . وهنا رواية طويلة وثرة بين اجلاء من شيوخ السنة ، تتضمن عدة وجوه في الجماعة تصلح للاستدلال في كل فقراتها ، منها موقع الجماعة بين عامة المسلمين ، وذلك ما جاء في اعلام الموقعين ، للعلامة الامام ابن القيم رحمه الله ، ( ص 397 ) : ( واعلم ان الاجماع والحجة والسواد الاعظم ، هو العالم صاحب الحق ولو كان وحده ، وان خالفه اهل الارض " قال عمرو بن ميمون الاودي : صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام ، ثم صحبت من بعده افقه الناس عبد الله بن مسعود فسمعته يقول : عليكم بالجماعة ، فان يد الله مع الجماعة . ثم سمعته يوما من الايام يقول : سيولى عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة وصلوا معهم فانها نافلة ، قال : قلت يا اصحاب محمد ما ادري ما تحدثون ، قال : وما ذلك ؟ قلت تامرني بالجماعة وتحضني عليها ، ثم تقول لي صلي الصلاة وحدك وهي الفريضة وصل مع الجماعة وهي نافلة ؛ قال : يا عمر بن ميمون قد كنت اظنك من افقه اهل هذه القرية ، اتدري ما الجماعة ؟ قلت : لا ؛ قال : ان جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة . الجماعة ؛ ما وافق الحق وان كنت وحدك ؛ وفي لفظ : فضرب على فخذي وقال : ويحك ان جمهور الناس فارقوا الجماعة ، وان الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى". انتهى . ومنه يتضح ان مصطلح الجماعة لا يراد به غالبية المسلمين وانما من وافق تلك الجماعة الاولى سواء كانوا جماعة او فرد هو تلك الفرقة التي على الحق ، فمن كان على ذلك الحق بما فيه وجوب الجماعة كان منها ، والا فلا . وقوله : ما وافق الحق وان كنت وحدك ، لا يعني الواحد المفارق للجماعة المعتزل لها مع وجودها ، وانما للذي لم يجد جماعة وكان وحده ، واشارة : ما وافق الحق ، تعنى الذين على الحق ، فان فرض كان واحد فهو ايضا تلك الجماعة. واحيانا الاشارة للجماعة في منهاجها واحيانا في تجمعها وطائفتها ، ولما كان لا مفر من الجماعة ، فحتى حينما كان وحده امره بان يكون تلك الجماعة اعترافا بها واحياء لها .

وايضا ذكر ابن القيم : وقال نعيم بن حماد : " اذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل ان تفسد ، وان كنت وحدك ، فأنك انت الجماعة حينئذ " ذكره البيهقي وغيره . وقال ايضا : (وقال بعض ائمة الحديث وقد ذكر له السواد الاعظم ، فقال : اتدري ما السواد الاعظم ؟ هم محمد بن اسلم الطوسي واصحابه . فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الاعظم والحجة هم الجمهور ، وجعلوهم عيارا على السنة ، وجعلوا السنة بدعة ، والمعروف منكرا ، لقلة اهله ، وتفرقهم في الاعصار الامصار ، وقالوا : من شذ شذ الله به في النار ، وما عرفوا المختلفون ان الشاذ ما خالف الحق وان كان الناس كلهم عليه - الا واحدا منهم - فهم الشاذون ، وقد شذ الناس كلهم زمن الامام احمد بن حنبل الا نفرا يسيرا ، فكانوا هم الجماعة ، وكانت القضاة حينئذ ، والمفتون ، والخليفة واتباعه كلهم ، هم الشاذون ، وكان الامام احمد وحده هو الجماعة ، ولما لم يحتمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة : يامير المؤمنين ، اتكون انت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل ، واحمد وحده على الحق ؟ فلم يسع علمه لذلك ؛ فأخذه بالسياط ، والعقوبة ، بعد الحبس الطويل . فلا اله الا الله ، ما اشبه الليلة بالبارحة ، وهي السبيل المهيع لاهل السنة والجماعة ، حتى يلقون ربهم ، مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم ، ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) . ولا حول ولا قوة الا بالله ). انتهى كلامه رحمه الله . وقال الامام الشاطبي : ( وذكر اسحاق بن راهويه مرفوعا : ان النبي قال صلى الله عليه وسلم: ان الله لم يكن يجمع امة محمد على ضلالة ، فاذا رايتم الخلاف ، فعليكم بالسواد الاعظم ، فقال رجل : ياابا يعقوب من السواد الاعظم ؟ فقال : محمد بن اسلم واصحابه ومن معهم ، ثم قال سال رجل عبد الله بن المبارك : من السواد الاعظم ؟ قال : ابو حمزة السكري ، ثم قال اسحاق : في ذلك الزمان ، ( يعني ابو حمزة ) : وفي زماننا محمد بن اسلم ومن تبعه ، ثم قال اسحاق : لو سال الجهال عن السواد الاعظم ؟ لقالوا جماعة الناس . ولا يعلمون ان الجماعة عالم متمسك باثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقه ، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة ) . ثم قال الشاطبي : ( فانظر في حكايته تتبين غلط من ظن ان الجماعة هي الناس وان لم يكن فيهم عالم ، وهو وهم العوام ، لا فهم العلماء . فليثبت الموفق في هذه المنزلة قدمه ، لئلا يضل عن سواء السبيل ) انتهى

وفي هذا تاملات ، فذكرهم لاناس بأسمائهم ، يفيد جواز التصنيف عندهم ، وان الجماعة الحقة هي التي على منهجها المذكورين من العلماء والمشايخ ومن تبعهم ، كما انه يتحدث عن السواد الاعظم ، بانه يمكن ان يكون في الموازنة مع العامة ، وايضا يمكن ان يكون حتى داخل الجماعة المعنية اذا اختلف اهل السنة بينهم في شيء ، فكذلك يكون السواد الاعظم من بينهم . وذكر الشاطبي : ( وسال ابن المبارك عن الجماعة الذين يقتدى بهم فاجاب بان قال : ابو بكر وعمر ، قال : فلم يزل يحسب حتى انتهى الى محمد بن ثابت ، والحسن بن واقد ) . انتهى . فيشير الى صفوة اهل العلم ، وكانما غيرهم لا يمثل الجماعة ولو كانوا عامة الناس ، لوقوعهم في البدع ومخالفة السنة ومخالفة الجماعة الحقة. وقال الشاطبي : ( وتارة نسبت الي مخالفة السنة والجماعة بناء على ان الجماعة التي امر باتباعها ، ما عليه العوام ، ولم يعلموا ان الجماعة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعون لهم باحسان ) . كما قال : (فلا تجتمع الفرق كلها - على كثرتها - على مخالفة السنة بل لا بد ان تثبت جماعة اهل السنة حتى ياتي امر الله ) . ان الدعوة للسنة والجماعة ليست حركة حديثة وانما هي دعوة اهل العلم منذ عصر التابعين والقرون الخيرة ، وكلما بعد الناس عن عصر النبوة زادت الاهمية في الدعوة لها ولزومها ، فقد قال فيها مشاهير اهل العلم والسنة امثال عبد الله بن المبارك ، واسحاق بن راهويه ، ثم امام اهل السنة والجماعة الامام احمد بن حنبل رحمهم الله جميعا ، ونعيم بن حماد ، والامام ابن بطة ، وبعد ان كثرت البدع وزادت الفرقة واستغرب الناس الجماعة وشعائرها السنية ، فرأى الامام ابن بطة ضرورة جمع كتابا يبين لطالب الحق والعلم وجوب الجماعة والمنهج الذي تكون عليه فكتب فيها رسالة اسمها : ( الابانة عن شريعة الفرقة الناجية ، ومجانبة الفرق المذمومة ) ، وعرفت بالابانة الكبرى ، وله الابانة الصغرى

كما كتب فيها امام اهل السنة والجماعة في القرن الرابع ، الامام ابو محمد الحسن بن علي خلف البربهاري ، وقد عرف عصره بكثرة البدع وغربة الاسلام ( في ذلك الزمان فكيف بنا الان ) وعرف عصره بالدعوة لغير سبيل الحق والجماعة مع غربة اهل الحق في ديارهم فألف كتابا اسمه ( شرح السنة ) وجاء منه في (ص 40 و 41) : ( وكان الامر مستقيما حتى كانت الطبقة الرابعة زمن خلافة فلان ، انقلب الزمان ، وتغير الناس جدا ، وفشت البدع ، وكثر الدعاء الىغير سبيل الحق والجماعة ، ووقعت المحنة في كل شيء لم يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه. ودعوا الى الفرقة ، وقد نهى الله عزّ وجلّ عن الفرقة ، وكفر بعضهم بعضا ، وكل دعا الى رأيه والى تكفير من خالفه ، فضل الجهال الرعاع ومن لا علم له ، واطمعوا الناس شيئا من امر الدنيا، وخوفوهم عقاب الدنيا ، فأتبعهم الخلق على خوف في دينهم ، ورغبة في دنياهم ، فصارت السنة واهل الكتاب مكتومين ، وظهرت البدعة وفشت ، وحملوا قدرة الرب وآياته، واحكامه وامره ونهيه على عقولهم وآرائهم فما وافق عقولهم قبلوا ، وما خالف عقولهم ردوه ، فصار الاسلام غريبا والسنة غريبة واهل السنة غرباء في جوف ديارهم) انتهى . ذلك الواقع ما يدفع اهل السنة والجماعة لبيان سبيل الحق وجماعته المتميزة عن الفرق الضالة ، وان يجمعوا اهل الإسلام المحض كما كانوا قبل ان يفترق المسلمون. فهم يرون وجوب اتباع السنة ، ووجوب الاجتماع عليها ، أي ان يكونوا جماعة على السنة ، فمن لم يرى وجوب الجماعة ، او التقيد بالسنة في كل شيء ، فليس من اهل السنة والجماعة ، وان كان من عوام المسلمين ، وفرقهم الاخرى ، والتي وصفها صلى الله عليه وسلم بالهلاك ،أي عدم السلامة من النار على اقلهم ، ومنهم من هو في الضلال البعيد حسب بدعته . والهلاك المذكور في الحديث درجات ، منه مثل الوعيد لاهل الكبائر، ومنه ما هو هو اشد ، ويصل الى الشرك المخرج من الملة، اما ترك الجماعة فهو من بدع الخوارج ، لكن اهل السنة من اصولهم ان يكونوا جماعة متميزة ، ظاهرين على الحق ، وذلك للوجوب . وكذلك قال البربهاري في شرح السنة ( ص 21 ) : ( والاساس الذي بينا عليه الجماعة هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ـ رحمهم الله اجمعين ـ وهم اهل السنة والجماعة ) . كما كتب فيها العلامة عبد الرحمن بن اسماعيل المعروف بابي شامة في كتابه ( الباعث على انكار البدع والحوادث ) قال : (وحيث جاء الامر الامر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحق واتباعه وان كان المتمسك به قليل ، والمخالف له كثير ، لان الحق الذي كانت عليه الجماعة الاولى من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم ـ ولا نظر الى كثرة الباطل بعدهم ) انتهى . وقوله : كانت عليه الجماعة الاولى ، يشير الى انه يريد الجماعة التي عليها اهل الحق ، على قرار تلك الاولى ، خاصة وان موضوع الحديث ووجه الاستدلال : هو الجماعة .

والاشارات المختلفة للجماعة تكون احيانا الاشارة لافرادها وصفاتهم واحيانا لمنهجها ، واحيانا لمن يمثلها في الزمن المعني ، وكل ذلك متوافق حيث يشير الى صفات جهة واحدة وهي الجماعة، واي وصف من ذلك لا ينافي وجود الصفات الاخرى . ومن المواضع والرسائل التي تبين اقرار شيخ الاسلام للجماعة والثناء عليهم في ذلك الوقت ، وهم كانوا جماعة في منقطة اخرى يراسلهم ثم يعمم لكل من شابههم ، وذلك ما جاء في ( 3 / 363 ) : (من احمد بن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات ، عدي بن مسافر الاموي ـ رحمه الله ـ ومن نحى نحوهم ، وفقهم الله الى سلوك سبيله ، واعانهم على طاعته وطاعة رسوله وجعلهم معتصمين بحبله المتين ) انتهى . فوصفهم بجماعة الشيخ فلان ، بل قال ( المنتمين ) ولم يرى في ذلك حرج او بدعة كما يظن بعض الاخوة في ذكر انهم جماعة ، وقال : (ومن نحى نحوهم ) ، وكانه يرغب في ذلك ويثني عليه ، فمن راجعه وتدبره وجد موقف الشيخ في غاية الجلاء من هذه المسالة والله يهدي الى سواء السبيل . ومن اقوال شيوخ المدرسة السلفية ايضا ما جاء في ( مجموعة التوحيد الرسالة الرابعة ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وطيب الله ثراه، في ( ص 349 ) قوله : ( الاصل الثاني ، امر الله بالاجتماع في الدين ، ونهى عن التفرق ، فبين الله هذا بيانا شافيا تفهمه العوام ، ونهانا ان نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ، وذكر انه امر المسلمين بالاجتماع في الدين ، ونهاهم عن التفرق فيه، ويزيده وضوحا ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الامر بالاجتماع لا يقوله الا زنديق او مجنون . الاصل الثالث ، ان من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تامر علينا ولو كان عبدا حبشيا فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانا شائعا ذائعا بكل وجه من انواع البيان شرعا وقدرا ، ثم صار هذا الاصل لا يعرف عند اكثر من يدعي العلم ، فكيف العمل به ؟ ) انتهى . ومن اقوال اهل السنة المعاصرين ، نذكر تعليقا للشيخ رضا بن نعسان مطيعي ، اثابه الله ، في تلخيصه لابواب رسالة : ( الابانة عن شريعة الفرقة الناجية ) ، للامام بن بطة ، وجاء في التعليق (ص 18 ) وهي مقالة طويلة قال : ( ذكرنا في نهاية الباب السابق انه والذي بين ايدينا يكمل كل منهم الاخر في تحقيق ما يهدف اليه المصنف ، بايراد الايات والاحاديث التي فيها الحض على الائتلاف ونبذ الفرقة في الدين بالتحذير منها ومن نتائجها ، ويزيد هذا الباب التاكيد على لزوم الجماعة ، وعدم الخروج عليها ، سواء كانت الجماعة تعبيرا عن اجتماع المسلمين على امام واحد ، او كانت تعبيرا عن اجتماع المسلمين على عقيدة واحدة ، فلزوم الجماعة باي معنى من هذين المعنيين ، وعدم الخروج عليها او الشذوذ عنها اتباعا لهوى النفس وتأثرا بما بقع وسط الجماعة من اخطاء وهنات، وكذلك لزومها وعدم الخروج عليها والشذوذ عنها باتباع البدع والاهواء ، كل ذلك هو مقتضى ما يذكره المصنف من الاحاديث وآلا ثار في هذا الباب .

وقد تضمنت تلك الاحاديث والآثار من المعاني ما يؤكد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى التمسك بالجماعة الاسلامية في حكمها وفكرها ، مما يكشف عن فقه الى ذلك ، فلزوم الجماعة اتباع للسنة، اماrالصحابة رضي الله عنهم بدعوة رسول الله الخروج عنها فترك للسنة ، وموت على جاهلية ، ولزوم الجماعة عصمة من الشيطان ، ورحمة من الله للعبد ، ومعه يكون النعيم في بحبوحة الجنة ، اما الشذوذ والفرقة فمع الانفراد يسهل تأثير الشيطان ، ويكون مع الانسان المنفرد كالذئب مع الغنة القاصية ، ومع الفرقة يكون العذاب في الاخرة ، ومع الجماعة يكون تأييد الله لمن تمسك بها ، اما من شذ عنها فلا يبالي الله يه ، والعمل في الجماعة يقبل من صاحبه ان اصاب ، اما ان اخطا فليتبوأ مقعده من النار ، والجماعة حبل الله الذي امر بالتمسك به ، وما يكره في الجماعة خير مما يحب في الفرقة ، ومع لزوم الجماعة يكون الصراط المستقيم ، اما الاختلاف فانما يكون باتباع البدع والشهوات ، ان صراط الله واحد ، اما ما عداه في سبل متفرقة ، يقوم على راس كل شيطان يدعو اصحابه اليه ). ومن هذه المعاني والمقابلات بين ما يكون من لزوم الجماعة ومن الخروج عليها مما تضمنته الاحاديث وآلاثار التي اوردها المصنف . من هذه المعاني نفهم ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من أتاكم وامركم جميع فاضربوا عنقه كائنا ما كان ) . وحتى يبرأ الله ورسوله ممن فرقوا دينهم وكانوا شيعا . ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من فارق الجماعة شيرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يرجع) ان الامة لا تجتمع على ضلالة ، فلا بد من التمسك بالجماعة اتباعا لما تكون عليه من الحق ، وعند وقوع الاختلافات ، على المؤمن ان يلزم السواد الاعظم من المسلمين ، لان يكون بذلك ابعد عن الضلال ) . انتهى

ومن اقوال اهل العلم في هذا العصر ، وشيخ الجماعة الرابط بين فروعها ، القائم باصولها والداعم لرموزها، ناصر السنة وناشر الدعوة السلفية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وطيب الله ثراه ( وانا لله وانا اليه راجعون ) ، فقد كنت أعددت هذه الرسالة لكي يعلق عليها ، وكنت قد ابلغته بالتعليق على غيرها ، وحتى اكتمال هذه لم اتمكن من ذلك لغيابنا عن المنطقة ، حتى انتقل الى دار خير من داره ، فنسال الله ان يجزيه خير ما جزى به النبيين ، وان يعوضنا جهده في خلفه ومن حفظ الله بهم الدين بعده من علماء وامراء خدموا الدين والحرمين ) . فقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله في رد له على من اعترض على السلفيين ضمن كلامه عن الفرق الاخرى وكان ذلك الشخص يريد الطعن في السلفيين ، فبين الشيخ ردا عليه ان الطائفة السلفية ليست ضمن الفرق المحذور بل انها على الحق ، جاء ذلك ضمن مقالة طويلة في مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ( 3 / 59 ) : ( ثم نعى الكاتب الشيخ محمد علي الصابوني في مقاله الثاني ـ على المسلمين تفرقهم الى سلفي وأشعري وصوفي وماترودي .. الخ . لا شك ان هذا التفرق يؤلم كل مسلم ، ويجب على المسلمين ان يجتمعوا على الحق ، ويتعاونوا على البر والتقوى ، لكن الله سبحانه وتعالى قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة ، وغاية محمودة ، يحمد عليها سبحانه ، ولا يعلم تفاصيلها سواه ، ومن تلك التمييز بين أوليائه وأعدائه ، والتمييز بين المجتهد في طلب الحق والمعرضين عنه ، المتبعين لاهوائهم ، الى حكم اخرى ، وفي ذلك تصديق لنبيه ص ودليل على انه رسول الله حقا لكونه قد اخبر عن هذا التفرق قبل وقوعه ، فوقع كما اخبر حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( ستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة ، كلها في النار الا واحدة ، قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : هي الجماعة ، وفي رواية اخرى ( ما انا عليه واصحابي ) . وهذا يوجب على المسلمين ان يجتمعوا على الحق ، وان يردوا ما تنازعوا فيه الى الله والى الرسول ، لقول الله عزّ وجلّ : ( فأن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرا وحسن تاويلا ) . وقوله سبحانه ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ) . وهاتان الآيتان الكريمتان تدلان على ان الواجب على المسلمين رد ما تنازعوا فيه من العقيدة وغيرها . وبذلك يتضح الحق لهم ، وتجتمع كلمتهم عليه ، ويتحدrالى الله سبحانه والى الرسول صفهم ضد اعدائهم . اما بقاء كل طائفة على ما لديها من الباطل وعدم التسليم للطائفة الاخرى فيما عليه من الحق ، فهذا هو المحذور والمنهي عنه ، وهو سبب تسليط الاعداء على المسلمين ، واللوم كل اللوم على من تمسك بالباطل وأبى ان ينصاع الى الحق ، اما من تمسك بالحق ودعا اليه واوضح بطلان من خالفه ، فهذا لا لوم عليه، بل هو مشكور وله اجران ، اجر اجتهاده ، واجر اصابته للحق ). انتهى وشكره رحمه الله لواحدة من الفرق يعني به السلفية كما هو واضح. وقد نقل ايضا عن الشيخ في بعض الاشرطة قول اشكل على البعض وفهمه او اراد ان يلوي عنقه ليفيد اعتراض الشيخ على الجماعة ، في حين ان كلامه من اوضح الاقوال على دعوته الى الجماعة ، وقد كان اعتراض الشيخ على الانتساب الى جماعات ذكرت باسمها في السؤال ( جماعة الاخوان ، جماعة التبليغ ، جماعة الجهاد ) فدعا للاجتماع في جماعة واحدة ، ولم ينكر الجماعة مطلقا حيث قال : (بان يكونوا كتلة واحدة ، وجماعة واحدة ، يتواصون بالحق والصبر عليه ، وينتسبون لاهل السنة والجماعة ) . اذن هو ينهى عن التعدد وليس عن الجماعة الواحدة التي على الحق .

كما كتب في الجماعة والتي تقوم على نهج السلف الصالح ، شيخنا ربيع بن هادي المدخلي تقبل الله جهده ، في بيان المنهج السلفي ونصرة السنة ، رسالة بعنوان ( جماعة واحدة لا جماعات ، وصراط واحد لا عشرات ) ، وهي رسالة قيمة تبدوا فيها الدعوة لقيام الجماعة التي على الحق بل وامارتها وادارتها ، من غير ارهاب ولا تجارة بالدين ولا خروج على حكام المسلمين ، كما ذكر امثلة لها وجواز العمل الجماعي والتنظيم الاداري . ورقم وضوح الدعوة للجماعة ، نجد بعض اخواننا ممن يعتبرون الشيخ هو الموثوق في المنهج السلفي ، الا انهم خالفوه ، وفي هذه المسألة ابعدوا النجعة ، ولعل تباعد البلدان زاد من التعصب لرأيهم شدة ، فنسأل الله لهم متابعة اهل السنة منهجا واجتماعا . وايضا من علماء السنة الاجلاء الذين اشاروا للامر بالجماعة الواحدة ، فقد قال الشيخ صالح الفوزان اجزل الله له الثواب ، في لقاء مع مجلة السلفية العدد الثالث قال : ( التفرق ليس من الدين ، لان الدين يامرنا بالاجتماع ، ونكون جماعة واحدة ، وامة واحدة ، على عقيدة التوحيد ، وعلى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم الى قوله : ( فتعدد الجماعات هذا ليس ، لان الدين يأمرنا ان نكون جماعة واحدة ) الى قوله : ( فلا بد من الاجتماع وان نكون جماعة واحدة ) انتهى . ان جمهور علماء المنهج السلفي والسواد الاعظم منهم ، لا ينكرون قيام الجماعة السلفية ، بل هي عندهم من الواجبات واصول اهل السنة، واما من شذ وخالفهم من اهل العلم واعترض على الجماعة وقال ان ذلك حزبية كاهل الباطل ، فاذا نظرنا في سيرته وفتواه نجده اصلا يختلف معهم في الكثير وان منهجه يشذ في كثير من الامور عن السواد الاعظم الذي امرنا به ، وان الخطاء مع السواد الاعظم اخف من مشاققة الجماعة وسبيل المؤمنيين . كما انه ليس كل من كتب او رأى رأيا فهو محق ، فعلى طالب العلم ان يوطن نفسه ، وينظر في موقع الاقوال من السنة ، وطرق اخراج الاحكام ، حتى لا يجعل من زلّات الاخرين له دين ، اذا ان كل مفتون له ادلته ، حتى من خاضوا في الصفات لهم ادلة لكنها باطلة ، ومخالفة للسنة ولاجماع اهل العلم ، وقال الله في امثالهم (فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ) مثال المعتزلة والخوارج وغيرهم ، رجحوا الامور برأيهم وما تهوى الانفس ، لكن السنة تبين للناس ما نزل اليهم ، وقد قال عمر بن الخطاب ض : ( سياتي اناس يجادلوكم بشبهات القرآن فجادوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله ) . كما اننا نستعين على تفسير السنة باقوال الصحابة ض لانهم عاشوها وروها وشرحت لهم حتى وعوها ، وان اشكل منها ، وما مات حتى عرفوا كلrعليهم شيء منها سألوا عنه حتى يدركون مراد رسول الله شيء في دينهم حتى تقوم الساعة ، قال تعالى (تبيانا لكل شيء ) (وما فرطنا في الكتاب من شيء ) ثم ختم برضاه عن ذلك ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) ، فعلى التائهين خلف آراء الرجال عملا بزلاتهم ، ويتعصبون لآرائهم ، ويجعلونها من اصول دينهم ، حتى انهم يوالون ويعادون فيها ، ويفرون من السنن الواضحة والاقوال الموضحة من السواد الاعظم من اهل السنة ، فعليهم مراجعت موقفهم ، والتنقيب في السنة والآثار ، يجدون الدواء الشافي ، اما من قاسوا الامور برأيهم ، وتوكلوا على انفسهم ، فانهم يهلكون انفسهم وما يشعرون .

وخلاص القول في من هي تلك الجماعة ؟: فهي الفئة ذات العلم بالسنة قائمة بها قولا وعملا ، متمسكة بها ، وهي على ذلك فرقة وطائفة وليس فقط مجرد منهج وتوجه ديني يسيرون عليه افرادا ، بل هم يجتمعون على السنة وليس فقط العمل بها في الشعائر ، ويرون الجماعة من واجبهم الديني واصل من اصولهم ، كما ذكر شيخهم شيخ الاسلام سابقا. واما عن من يملثها من الافراد ، فذلك يتبين من صفاتهم الموافقة لما وصف به اهل السنة واهل الجماعة ، اذ لهم عدة صفات يوصفون او يسمون بها او ببعضها احيانا ، وان اختلفت بهم البلدان فهم يرون انهم جماعة واحدة لا جماعات كما كتب الشيخ ربيع ، وبيان صفاتهم في الفقرة التالية .




منقول


lk il hig hgskm ,hg[lhum prdrm

__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-20-2011, 10:20 PM
  #2
إياد الروقي
كاتب ماسي
 الصورة الرمزية إياد الروقي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الرياض
المشاركات: 9,634
معدل تقييم المستوى: 24
إياد الروقي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك
__________________

إياد الروقي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-25-2011, 12:07 AM
  #3
ليان
 الصورة الرمزية ليان
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: ..في عالمي الخاص..
المشاركات: 71
معدل تقييم المستوى: 14
ليان is on a distinguished road
افتراضي

جزاآاكـ الله كل خير


ليان
__________________

..كلام في قمة الروعة..
شجرة واحده تصنع مليون عود كبريت
وعود كبريت واحد يحرق مليون شجره
فلا تدع أمر سلبي واحد يؤثر عاى ملايين من
الايجابيات في حياتكــ..
ليان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-25-2011, 01:55 AM
  #4
ياذيب صوتك فقدناه
 الصورة الرمزية ياذيب صوتك فقدناه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 101
معدل تقييم المستوى: 14
ياذيب صوتك فقدناه is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك ومشكور والله يعطيك الف عافيه
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

ياذيب صوتك فقدناه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-26-2011, 03:20 AM
  #5
قلب جدتي
 الصورة الرمزية قلب جدتي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 42
معدل تقييم المستوى: 0
قلب جدتي is on a distinguished road
افتراضي

مادة دسمة تستحق القراءة بتمعن

جزاك الله خير
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

قلب جدتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-26-2011, 08:39 AM
  #6
سند
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية سند
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 779
معدل تقييم المستوى: 14
سند is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم

سؤأل:ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين

ثم أن لقب شيخ الأسلام أرى أن أبينا أبراهيم صلى الله عليه وسلم أولى به من أبن تيميه..لاأدري من أسمى أبن تيميه بهذا الأسم .!!

ألم تسمعوا قول الله :مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

أذاً لايكون للأسلام شيخاً غير أبراهيم خليل الله ونبيه الآواه الحليم صلى الله عليه وعلى آله وسلم..يقول الله :" قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب",الملاحظ أن لفظة شيخ جاءت منصوبة على الحال لأن المقصود هو التعريف بحالة ابراهيم الخاصة وهي الشيخوخة

شيخ الأسلام أبراهيم صلى الله عليه وسلم والفرقه الناجيه علمها عند لله
__________________
ـ
السلام عليكم..لاتغفل عن الذكر ..أذكر ربك ..سبًّح ..أستغفر
ـــ
سند غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-26-2011, 12:42 PM
  #7
عبدالله الهاشمي
كاتب فضي
 الصورة الرمزية عبدالله الهاشمي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,932
معدل تقييم المستوى: 15
عبدالله الهاشمي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير ورحم الله والديك
__________________
عبدالله الهاشمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اثبات كفر الاشاعرة ساير بن فاضي الغنامي المنتدى الإسلامي 2 11-22-2015 01:34 AM
الأشاعرة الشاعر سلطان براك الغنامي القسم العام 14 11-25-2011 08:44 PM
الجاميه تحت المجهر العد الرهاوي القسم العام 26 05-24-2011 02:07 PM
لماذا تميّز اهل السنة بهذا الاسم عن عامة المسلمين ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 3 03-25-2011 01:52 AM
عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 6 02-11-2011 12:36 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

+4. الساعة الآن 08:43 PM.


جميع المواضيع و الردود لا تمثل وجهة نظر ورأي إدارة المنتدى و إنما تمثل رأي كاتبها فقط
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - 2021
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70