بسم الله الرحمن الرحيـــم
اللهم صل على محمد وآل محمد
حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه آله شاب يسمى علقمة كان كثير الاجتهاد في طاعة الله
فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن زوجي علقمة في
النزاع فأردت أن أعلمك يارسول الله بحاله
فأرسل النبي صلى الله عليه وآله عماراً وصهيباً وبلالاً وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة
فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير
فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة
فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل من أبويه من أحد حيّ ؟
قيل: يارسول الله أم كبيرة السن
فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله
وقال للمرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك
قال: فجاء إليها المرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله
فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه
فتوكأت، وقامت على عصا، وأتت رسول الله صلى الله عليه وآله
فسلَّمت فردَّ عليها السلام
وقال: يا أم علقمة أصدقيني
وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى كيف كان حال ولدك علقمة ؟
قالت: يارسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فما حالك ؟
قالت: يارسول الله أنا عليه ساخطة
قال: ولما ؟
قالت : يارسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ،ويعصيني
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة
ثم قال: يابلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً
قالت: يارسول الله وماتصنع ؟
قال: أحرقه بالنار بين يديك
قالت: يارسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي
قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى
فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه
فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة
فقالت: يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملا ئكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنطلق يابلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟
فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءاً مني
فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله
فدخل بلال وقال: ياهؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه
ثم مات علقمة من يومه
فحضره رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه ، وحضر دفنه
ثم قال صلى الله عليه وآله على شفير قبره:
(( يامعشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه فعليه لعنـة الله والملا ئكة والناس أجمعين
لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها )).
.تحياتي
اسيرة الورد
vqh; Hld