باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى:
17
ذكر إسلام كعب بن زهير رضي الله عنه
ذكر إسلام كعب بن زهير
قيل: خرج كعب بن زهير بن أبي سلمى وأبو سلمى ربيعة المزني ومعه أخوه بجير حتى أتيا أبرق العزاف فقال له بجير: اثبت في غنمنا حتى آتي هذا الرجل يعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسمع منه.
فأقام كعب وسار بجير إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم وبلغ ذلك كعبًا فقال:
ألا أبلغا عني بجيرًا رسالةً
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
ففارقت أسباب الهدى واتبعته
على أي شيء ويب غيرك دلكا
على خلقٍ لم تلف أمًّا ولا أبًا عليه
ولم تدرك عليه أخًا لكا
سقاك بها المأمور كأسًا رويّةٍ
فأنهلك المأمور منها وعلّكا
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل أما عثرت لعالكا
فلما بلغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله غضب وأهدر دمه فكتب بذلك بجير إلى أخيه بعد عود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطائف وقال: النجاء النجاء وما أدري أن تتفلت ثم كتب إليه: إذا أتاك كتابي هذا فأسلم وأقبل إليه فإنه لا يأخذ مع الإسلام بما كان قبله.
فأسلم كعب وجاء حتى أناخ راحلته بباب المسجد ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أصحابه قال كعب: فعرفته بالصفة فتخطيت الناس إليه فأسلمت وقلت: الأمان يا رسول الله هذا مقام العائذ بك.
قال: من أنت فقلت: كعب بن زهير.
قال: الذي يقول ثم التفت إلى أبي بكر فقال: كيف قال فأنشده أبو بكر الأبيات التي أولها: ألا أبلغا عني بجيرًا رسالةً فقال كعب: ما هكذا قلت يا رسول الله إنما قلت:
سقاك أبو بكرٍ بكأسٍ رويّةٍ
فأنهلك المأمون منها وعلّكا
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مأمون والله.
فتجهمته الأنصار وأغلظت له ولانت له قريش وأحبت إسلامه فأنشده قصيدته التي اولها:
بانَتْ سُــعادُ فقَلْبِي اليــومَ مَتْبُولُ
مُتَيَّـمٌ إثْرَهــا لَم يُفْـدَ مَكْبـولُ
وما سعادُ غَــدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُــوا
إلا أَغَنُّ غَضِيـضُ الطَّرْفِ مَكْحـولُ
هيفــاءُ مُقْبِلَـــةً عَجْزَاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُشْـتَكَى قِصَرٌ مِنهـا ولا طـولُ
فلما انتهى إلى قوله:
وقالَ كُــلُّ خَلِيـلٍ كُنْتُ آمُلُــهُ
لا أُلْهِيَنَّـكَ إني عنــك مَشـغُولُ
فقُلتُ خَلُّـوا سَـبيلِي لا أبا لَكُــم
فَكُـلُّ ما قَـدَّرَ الرَّحمَنُ مَفعُــولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى واِنْ طالَتْ سَـــلامَتُهُ
يومـاً على آلَـةٍ حَدْبَاءَ مَحمُـولُ
أُنْبِئْتُ أَنَّ رسُـــولَ اللهِ أَوْعَـدَنِي
والعَفْوُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُــولُ
وقَدْ أَتَيْـتُ رَسُــولَ اللهِ مُعْتَـذِرَاً
والعُذْرُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبُــولُ
مَهْلا هَدَاكَ الذي أَعْطَـاكَ نَافِلَةَ الـ
قُرْآنِ فيهـا مَوَاعِيـظٌ وتَفْصِيـلُ
لا تَأْخُذَنِّي بـأَقْوالِ الوُشَــاةِ ولَمْ
أذْنِبْ وقَد كَثُرَت فِيَّ الأَقـاوِيـلُ
لَقَد أَقُومُ مَقَامَـاً لَو يَقُــومُ بِــهِ
أرى وأَسـمَعُ ما لَم يَسـمَعِ الفِيلُ
لَظَـلَّ يَرْعُدُ إلا أَنْ يَكــونَ لَــهُ
مِنَ الرَّسُـولِ بـإذنِ اللهِ تَنْوِيــلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَمَيني لا أُنـــازِعْـهُ
في كَفِّ ذِي نَغَمَـاتٍ قِيلُهُ القِيـلُ
لَــذَاكَ أَهْيَبُ عِندي إذ أُكَـلِّمُـهُ
وقِيـلَ اِنَّكَ مَنْسُـوبٌ وَمَسـؤُولُ
مِن خادِرٍ مِن لُيُوثِ الاسْدِ مَسْــكَنُهُ
مِنْ بَطْن عَثَّـرَ غِيـلٌ دُونَهُ غِيـلُ
يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُـهُمَــا
لَحْمٌ مِنَ القَـومِ مَعـفُورٌ خَرَاديـلُ
إذا يُســـاوِرُ قِرْنَاً لا يَحِلُّ لَــهُ
أَنْ يَتْرُكَ القِـرْنَ إلا وَهْـوَ مَغلُـولُ
مِنهُ تَظَلُّ سِــبَاعُ الجَوِّ ضــامِرَةً
ولا تَمَشَّـى بِوَادِيــهِ الأرَاجِيـلُ
ولا يَـزَالُ بِـوَادِيهِ أخُــو ثِـقَةٍ
مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسَــانِ مَأكُـولُ
إنَّ الرَّسُولُ لَسَيْفٌ يُسْتَضَــاءُ بِهِ
مُهَنَّـدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْــلُولُ
في فِتْيَةٍ مِن قُرَيْـشٍ قالَ قـائِلُهُـم
بِبَطْنِ مَكَّــةَ لمَّـا أَسـلَمُوا زُولُوا
زالُوا فما زالَ أَنْكَاسٌ ولا كُشُــفٌ
عِنـدَ اللقـاءِ ولا مِيـلٌ مَعَازِيـلُ
شُمُّ العَرَانِينِ أَبْطَــالٌ لَبُوسُــهُمُ
مِن نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجا سَرَابِيـلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قَد شُكَّتْ لَهَا حَلَــقٌ
كأنَّهـا حَلَقُ القَفْعــاءِ مَجدُولُ
يَمشُونَ مَشْيَ الجِمَالِ الزُّهْرِ يَعصِمُهُم
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّـودُ التَّنابِيـلُ
يعرض بالأنصار لغلظتهم التي كانت عليه
لا يَفرَحُونَ إذا نـالَتْ رِمـاحُهُـم
قَوْمَـاً ولَيسـوا مَجَازِيعَاً إذا نِيلُوا
لا يَقَـعُ الطَّعْنُ إلا في نُحُورِهِــمُ
وما لَهُم عن حِيَاضِ المَوتِ تَهلِيـلُ
فأنكرت قريش قوله وقالوا: لم تمدحنا إذ هجوتهم ولم يقبلوا ذلك منه وعظم على الأنصار هجوه فشكوه فقال يمدحهم
من سره كرم الحياة فلا يزل *** في مقنب من صالحي الأنصار
تزن الجبال رزانة أحلامهم *** وأكفهم خلف من الأمطار
المكرهين السمهري بأذرع *** كصواقل الهندي غير قصار
والناظرين بأعين محمرة *** كالجمر غير كليلة الأبصار
والذائدين الناس عن أديانهم *** بالمشرفي وبالقنا الخطار
والباذلين نفوسهم لنبيهم *** يوم الهياج وقبة الجبار
دربوا كما دربت أسود خفية *** غلب الرقاب من الأسود ضواري
ومنها
لو يعلم الأحياء علمي فيهم *** حقا لصدقني الذين أماري
صدموا عليا يوم بدر صدمة *** دانت علي بعدها لنزار
يتطهرون كأنه نسك لهم *** بدماء من علقوا من الكفار
فكساه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بردةً كانت عليه فلما كان زمن معاوية أرسل إلى كعب: أن بعنا بردة رسول الله.
فقال: ما كنت لأوثر بثوب رسول الله أحدًا.
فلما مات كعب اشتراها معاوية من أولاده بعشرين ألف درهم وهي البردة التي عند الخلفاء الآن.
منقول من منتديات عسير
`;v Ysghl ;uf fk .idv vqd hggi uki
__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس