منتدى أهمية
العقيدة فى
حياة الفرد والمجتمع.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبى الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ،وبعد.
لكى نعرف أهمية العقيدة علينا أولا أن نعرف ماهيتها لكى نقف على أهميتها فى حياة الفرد
والمجتمع .
فالعقيدة لغة مأخوذة من الفعل عقد ، ومادة عقد تدور بين عدة معانى منها الربط والشد بقوة يقال عقد الحبل يعقده عقدا إذا ربطه وشده بقوة – وتأتى بمعنى العهد يقال بين هذه القبيلة وتلك عقد وجمعه عقود ،ومنه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}المائدة
أى أوفوا بالعهود التى أكدتموها .وتأتى بمعنى الملازمة يقال عقد قلبه على الشىء إذا لزمه ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم {الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامه}،وتأتى أيضا بمعنى التأكيد يقال عقد البيع إذا أكده ومنه العقد المكتوب البيع إذ هو لم يكتب إلا بعد إيقاع البيع وتأكيده .
العقيده اصطلاحا تعرّف بعدة تعريفات منها:
ا- التصديق الجازم من القلب فيما يجب لله عز وجل من الوحدانية والربوبية والإفراد بالعبادة والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ب – عقد القلب على تصديق خبر الربّ وتنفيذ أمره والإيمان به إيمانا لا يقبل الشك مع الثبات عليه .
(1)
فالعقيدة إذن هى عقد القلب على الإيمان بالله ربا فهو المالك السيد المتصرف المدبرللكون الخالق الرازق فلا خالق إلاّ الله ولا مدبر للكون إلاّ الله فهو سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى ومن أسمائه الرب كما ذكرت إلى آخر معنى الربوبية، والإيمان بالله إلها فمن أسمائه الإله والإله سبحانه هو المعبود بحق ، والمستحق للعبادة وحده دون غيره والإيمان بأسمائه وصفاته كما وصف ربنا عز وجل نفسه وكما وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ليس كمثله شىء وهو السميع البصير .
من الآثار المترتبة على ذلك :
أولا على الفرد والمجتمع.
ثانيا فى الدنيا والآخرة.
وأثر ذلك فى حياة الفرد فى الدنيا: أنه من يتعرف على هذه المعانى ويصدق من قلبه تصديقا جازمًا بخبر الله عز وجل من آيات قرآنية وأحاديث نبوية يُخبَر العبدُ فيها عن أمور مُشاهدَة أو غيبية ،وينفذ أمر الله عز وجل عن إيمان صادق ويقين وإخلاص ومحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يُنتَظَر من مثل هذا المسلم ذا سلوك قويم ومعتدل يغض بصره ويمنع أذاه عن الخلق بل عن الحيوان والنبات لأنه فى ذلك كله يمتثل أمر الله عز وجل وما دفعه إلى ذلك إلاّ عقيدته الثابته فى دينه وأنه مصدِّقٌ بخبر السماء.
وأما أثر ذلك فى الآخرة :فإن العبد يدخل جنة عرضها السماوات والأرض فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر قال تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ* الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ* يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ*يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}الزخرف66-71
وأثر ذلك على المجتمع أنه إذا كان كل أفراده على نحو هذه العقيدة كان المجتمع مجتمع فاضل محترم مهيب يتحلى بالأخلاق الكريمة وبكل فضيلة وإن شئت أن تقف على هذا المعنى فاقرأ قول الله عز وجل{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16 فالفسق فى الأرض سبب للتدمير ولقد أهلك الله قوم لوط لما أفسدوا فى الأرض بفعل تلك الفعلة الشنيعة قال تعالى
{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ }النمل54-58 فكان الهلاك بسبب سوء أخلاقهم وعدم اتباع شريعة نبيهم من تصديق خبر الله وتنفيذ أمره أما إن كان المجتمع مجتمع مؤمن كانت له العزة والكرامة والتمكين فى الدنيا قال تعالى{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}النور55 وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}محمد7.هذا فى الحياة الدنيا .
وأما أثر ذلك على المجتمع فى الآخرة يفوز المسلمين بجوائز عظيمة منها أنهم ثلثى أهل الجنة وهم أول الناس دخولا الجنة بعد الأنبياء وهناك منح أخرى .
(من واجبات منتدى الجامعة )
hildm hgurd]m td pdhm hgtv] ,hgl[jlu