السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتحدث اليوم عن موضوع مهم وهو ليس بجديد عليكم فنحن كثيرآ مانسمع عن تلك الكلمه التي صارت العائق بيننا وبين عاداتنا وتقاليدنا فتقال لنا ان اردنا عدم تدخل امور جديده على مجتمعنا المحافظ ومنها ماصدر وسوف يصدر من اختلافات في نمط حياتنا الحاليه وهي لم تكن موجوده في الوقت السابق ولكن نحن بقبولنا تلك الامور ننسلخ من هويتنا التي نعتز بها ونعطي المجال لكي ننسخ هويات وثقافات مخالفه لنا ونطبقها في انفسنا لكي نتغير وننسى تراثنا وقيمنا والاهم من ذلك نعطي المجال لغيرنا لكي يتحكم في اسلوب حياتنا ويقلل من تعاليم ديننا الاسلامي بقوله ان تلك الكلمه هي الاسلوب السائد في هذا الزمن ويجب علينا ان نواكب العصر الذي نعيشه
وبعد تلك المقدمه اترككم مع دراسه مختصره تلك الكلمه التي صارت غصه في حلوقنا وصرنا مجبورين على تطبيقها ليس برضانا وانما محكوم علينا بأتباعها وألا صرنا شواذ عن تلك القاعده المتبعه عند المتحكمين في امورنا الدنيويه
(Globalization)
( العولمة )
ليس لها استخدام قديم في اللغة العربية، والموجود هو لفظ"العالم" ،و"العالمي". بيد أن مبدأ الاشتقاق في اللغة العربية يسمح باشتقاق لفظ "عولم"،ويعني جعل الشيء عالميا. والعولمة في اللغة الإنجليزية تعني إكساب الشيء صفة العالمية، أو جعل تطبيقه عالميا. فيكون المعنى اللغوي للكلمة في اللغتين واحدا. غير أن كلمة العولمة، كما تستخدم الآن في السياسة والتجارة والاقتصاد، تركز على عالمية المكان والزمان على ما يبدو،مع أن المفردة تتسع لعالمية الزمان أيضا. ومن هنا فإن العولمة وان تحركت في المكان العالمي، فإنها تفعل ذلك من خلال زمان عالمي أيضا، قد يقصر وقد يطول، وليس هذا هو المهم.
المهم في الأمر أن يكون النمط الحياتي، أو الاجتماعي، أو السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي بصفة عامة، والذي تعيق العولمة للشيء المعني.فعولمة الاقتصاد- على سبيل المثال- تعني جعل النظام الاقتصادي واحدا في العالم كله، وإزالة الأنظمة الاقتصادية الأخرى، وهذا يستتبع بطبيعة الحال توحيد الشروط والأنظمة الاقتصادية، وإزالة العوائق، عن حركة رؤوس الأموال والاستثمارات، وتوجيه الأسواق في جميع الدول، لتعمل وفق نظام عالمي واحد بدون قيود دينيه .
أما العصر الجديد للعولمة فنعني به العصر الذي ابتدأ بسيطرة قطب سياسي كبير واحد، على العالم، وهو القطب الأمريكي بصفة خاصة. وهو العصر الذي تميز بالإضافة إلى ذلك بشيوع استعمال الأقمار الصناعية ، والانفجار المعرفي، وثورة المعلومات والاتصالات، بدءا بتقليص المسافات بين مناطق العالم، وانتهاء باستخدام تقنية الإنترنت، وشيوع القنوات والمحطات الفضائية . هذا العصر الجديد يطرح العولمة بشكل قوي وسريع، إلى الدرجة التي لا تتمكن الدول والأمم من تجاهله، أو التخلف عنه.
وهناك مفهوم آخر لمصطلح العولمة وهو عندما يذكر مصطلح" العولمة" Globalization ، فإنه يجعل الذهن يتجه إلى الكونية، أي إلى الكون الذي نعيش فيه، وإلى وحدة المعمور من الكوكب الذي نعيش عليه. ومن ثم فإن المصطلح يعبر عن حالة من تجاوز الحدود الراهنة للدول إلى آفاق أوسع وأرحب تشمل العالم بأسره.
نشأة العولمة:
وقد نشأ مصطلح العولمة عبر مراحل متتابعة من الزمن كما هو موضح في مايلي :
حيث يتضح لنا أن مصطلح العولمة قد مر بالمراحل الآتية:
- المرحلة الأولى- مرحلة التكوين: ويطلق عليها البعض مصطلح الجنينية، باعتبار أن العولمة مثلها مثل الكائن الحي لابد من أن يمر بمرحلة تكوين جنينية، مرحلة يكون فيها المصطلح محل مراجعة ومراجحة.محل تفاوض ونقاش،وإقناع واقتناع، مرحلة مد وجزر، امتداد وانحسار.. وقد مر بها المصطلح في بداية تكوينه.
- المرحلة الثانية- مرحلة ميلاد المصطلح: وهي في الواقع حدث أكثر منها مرحلة، ويتبلور هذا الحدث في انتهاء عمل منظمة الجات،وبدء عمل منظمة التجارة الدولية W.T.O ، وممارسة أنشطتها في إزالة كافة الحواجز والقيود الفاصلة بين الدول، وتعظيم حرية خروج ودخول رؤوس الأموال عبر الدول، وفي الوقت ذاته الضغط بشدة على الحكومات من أجل التنازل عن سيادتها،ووفقا لإرادتها، وفي إطار معاهدة دولية تم التوقيع عليها، وإجازتها من السلطات التشريعية فأصبحت ملزمة لها، ويصبح بالتالي التنصل منها والخروج عنها أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا.
- المرحلة الثالثة- مرحلة النمو والتمدد: وهي مرحلة تتسم بالتداخل والتشابك الواضح لأمور الاقتصاد، وأمور السياسة، والثقافة، والاجتماع... وأن تصبح المصالح متداخلة ومتفاعلة، وأن تصبح العوالم مفتوحة دون وجود للحدود السياسية بين الدول ودون فواصل زمنية وجغرافية، فالتزامن حضوري فوري قائم على"الآن" الفعلي عبر وسائل الاتصال.
آثار العولمة:
ويمكن إجمالا القول أن للعولمة نوعان من الآثار هما:
آثار سلبية ذات مخاوف شديدة.
آثار إيجابية ذات قدرة جذب هائلة.
وفيما يلي عرضا موجزا لكل من النوعين السابقين:
أولا: الآثار السلبية للعولمة:
أ- سحق الهوية والشخصية الوطنية المحلية، وإعادة صهرها وتشكيلها في إطار هوية وشخصية عالمية، أي الانتقال بها من الخصوصية الخاصة إلى العمومية العامة... بحيث يفقد الفرد مرجعيته ويتخلى عن انتمائه وولائه، ويتنصل من جذوره، وهو ما سبق أن تعرضت له البشرية في مراحل تطورها المختلفة من أسر وعشائر إلى قبائل، ثم إلى شعوب، ثم إلى أقاليم، ثم إلى مماليك وإمبراطوريات، ثم إلى دول... والآن إلى مجتمع عالمي مفتوح. وفي واقع المر فإن الإنسان في هذا التطور لم يفقد هويته ولم يتخلى عن شخصيته، بل اكتسب هوية وشخصية جديدة، شخصية أكبر من حيث المحتوى، وأعمق من حيث المضمون، وأوسع من حيث المدى.. عما كان عليه من قبل، وفي الوقت ذاته لم تفقده جذوره أو تسلبه أصوله، بل ظل محتفظا بها كواقع حي ملموس بشكل غير كامل، يعود إليه ويرتكن عليه، خاصة عند الاختلاف مع من هو مثله من البشر عندما تسود الأطماع وينزع الجميع نحو التفاخر ونحو البحث عن تصنيفات الامتياز العنصري.
ب- سحق الثقافة والحضارة المحلية الوطنية، وإيجاد حالة اغتراب ما بين الإنسان والفرد، وتاريخه الوطني، والموروثات الثقافية والحضارية التي أنتجتها حضارة الآباء والأجداد، أي فصل الجذع عن الجذور الممتدة، وفصل السطح عن الأعماق، وإيجاد شكل جديد من أشكال الثقافة العالمية التي صنعها البشر جميعا وليس خاص بأشخاص بذاتهم أو بمناطق جغرافية بذاتها.
ج- سحق المصالح والمنافع الوطنية، خاصة عندما تتعارض مع مصالح العولمة، أو مع تياراتها المتدفقة في كافة المجالات، ونزوع العولمة إلى الانفتاح الواسع، ومحاربتها أية قيود تحول بينها وبين ما تسعى إلى الوصول إليه ولو كانت دينيه، خاصة عندما تكون القوى المناوئة لا تملك الدفاع عن مصالحها، أو عاجزة عن حماية مكاسبها، أو تسيطر عليها قوى مناوئة تستنزفها.
د- استباحة الخاص الوطني، وتحويله إلى كيان رخو ضعيف غير متماسك، وبصفة خاصة، عندما يكون هذا الخاص لا يملك القدرة على التحور أو التطور، أو إعادة تشكيل ذاته بشكل جديد قابل للتكيف مع تيار العولمة.
ه- السيطرة على الأسواق المحلية من خلال قوى فوقية تمارس سطوتها وتأثيرها ذو النفوذ القوي على الكيانات المحلية الضعيفة وتسحقها وتحولها إلى مؤسسات تابعة لها.
و- فرض الوصاية الأجنبية باعتبار أن العولمة مصدرها أجنبي، وباعتبار أن هذا الأجنبي أكثر تقدما وقوة ونفوذا، ومن ثم إذلال كل ما هو محلي والتنصل من إفرازاته وثماره... بل ممارسة القهر عليه في شكل موجات متتالية ومتصاعدة ومتلاحقة، حتى يتوقف عن ممارسة أي مقاومة والاستسلام لتيار العولمة والرضوخ لمطالبه والاستجابة لمتطلباته التي يقدمها.
ثانيا:الآثار الإيجابية للعولمة:
أ- الارتباط والترابط الإتصالي بين الأفراد الذين يعيشون المجتمع العالمي الواحد.
ب- أن العولمة ما هي إلا تطوير وامتداد لحركة المصالح الدولية، وتوحيد لأسواق العالم يتم فيه تجاوز كافة الصدوع والحواجز الفاصلة بين الأمم عبر معابر من المصالح المشتركة.
ج- بما أن العولمة تقوم على الانتخاب الانتقائي للمتفوقين فإن فتح الأسواق أمام المتفوقين سوف يزيد من كفاءتهم، وفي الوقت ذاته يعمل على تحفيز الآخرين من أجل تحقيق المزيد من التفوق.
د- إن العولمة سوف تعمل على تسريع تطبيقات التكنولوجيا الحديثة بتطوراتها السريعة المتلاحقة..فهي فرصة هائلة من أجل الاستفادة من هذا الجديد وبفاعلية كاملة.
ه- العولمة تتيح فرصة الوصول إلى المعرفة الشاملة التي في حوزة الآخرين في مختلف المجالات..كالمجال الاقتصادي، المجال السياسي، المجال الثقافي، والمجال الاجتماعي.
واسف على الاطاله
وشكرآ
hgu,gli