هو نمر بن قبلان بن نمر بن حمدان بن عدوان بن فايز , المعروف باسم نمر بن عدوان امير البلقا بالاردن وشيخ عشيرة العداوين , احد الكرماء المعروفين صاحب مكانة رفيعة وشأن قدير .
نبذة عن قبيلة العداوين :
قبيلة عربية اصيلة تنقسم الى قسمين القسم الاول من القبيلة يسكن مناطق نجد اما القسم الاخر فيسكن مناطق الشام .
يقال : انهم يرجعون الى قبيلة الظفير وبالتحديد الى مشائخ القبيلة الكريمة .
ويقال : انهم يرجعون الى بنو عدوان من عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن عدنان
اختلطت قبيلة العداوين الشامية مع بني صخر حتى ان البعض لايستطيع التفريق بينهما , ولعل هذا هو احد اسباب خلط كثير من الناس في مسالة نسب نمر بن عدوان , فنسبه بعضهم الى قبيلة بني صخر وبالطبع هذا الشي خاطئ لاشك في ذلك ,,,,,,,,,, نبذة قصيرة اردنا بها توضيح بعض الامور .
قصة الامير نمر بن عدوان :
عاش نمر بن عدوان حياة هانئة بطبيعة الحال كونه اميرا يجد تقديرا كبيرا ممن حوله من افراد قبيلته والقبائل الاخرى المجاروة .
كان شاعرا مجيدا وعندما يعزف احدى قصائده على الربابة فان من حوله لايستطيعون الا سماعه لما له من صوت حسن ناهيك عن جزالة شعره , وكانت تحلم به جميع فتيات القبيلة وتتمنى اي منهن ان تكون زوجة له , لكن القدر شاء غير ذلك.......
ذهب نمر بن عدوان ومعه بعض اصدقائه من افراد قبيلته الى الصيد , حيث كانت تتكاثر الظباء في تلك المناطق فنزلوا الى غدير ماء كان هنالك فاذا ببعض الفتيات من قبيلة بنو صخر يوردن عليه قرابهن ويأخذن منه حاجتهن .
ولكن رؤية النساء على الماء لم تثني نمر بن عدوان ومن معه من الاقتراب متذرعين بانهم يريدون ان يفوا حاجتهم من الماء وحاجة خيولهم .
سلم نمر بن عدوان ومن معه على النساء اللواتي هناك فكان رد السلام بمثله , فمالت عين نمر بن عدوان الى واحدة منهن فطلب منها ان تعطيه من الماء الذي امتلأت بها قربتها , فما كان منها الا ان اعطته , وكأن القدر اراد ان تكون تلك الجرعة التي ارادها نمر بن عدوان هي بداية حياة وعشق تحدثت عنه اجيال بعد اجيال .
بعد ان مد نمر بن عدوان يده الى تلك القربة يريدها اخذها والشرب منها حتى لامست يده يد تلك الفتاة وكانت لمسة يدين بظاهرها ولكن باطنها اعمق واعمق بكل تأكيد .
نظر نمر بن عدوان الى تلك الفتاة وهو يريد ان يقدم لها الشكر , ولكن الفتاة غضت بصرها بكل خجل انثوي صادق , وبطبيعة اغلب الرجال تعجبهم كثيرا الفتاة الخجول , فقد زاد اعجاب نمر بهذه الفتاة ناهيك عن لمسة يدها التي اشبهها شخصيا بلحاف بريئ يحمل معه مايحمل من مشاعر .
سال الفتاة عن اسمها ولكن خجلها اجبرها على ان تصمت , وسط غمز ولمز من رفيقاتها , فما كان من اختها الصغرى الا ان ترد سائلة هذا الرجال الغريب :
وماذا تريد باسمها هذي بنت فلاح السبيلة القضاة من بني صخر واسمها وضحى وانا اسمي وطفا , هل لك عند اهلنا شر او مطلب ؟
فرد نمر بن عدوان :
بل انا سالت عن اسمها لانها اكرمتني وقدمت لي قربتها كي اشرب ووجب علي شكر المضيف , فانا ضيف عابر من هنا .
" للرجال طرقهم بالتهرب من الاجابات "
قوله انه ضيف جعل وضحى تنطق سائلة :
هل اتيتم للقنص والصيد , ارى انكم غرباء ولهجتكم تختلف عن لهجتنا , فاعلموا انكم ضيوف عندنا ووجب علينا اكرامكم وذاك بيتنا ليس بعيد من هنا .
رد عليها نمر بن عدوان :
اكثر الله خيركم فانتم اهل خير وضيافة , وان شاء الله سوف ناتيكم...!
رجع نمر بن عدوان ومن معه الى ديارهم وفي الطريق صارح احد القريبين منه :
والله ان قلبي اخذته وضحى .
فرد عليه صديقه :
ان شاء الله تكون من نصيبك , مادمنا نعرف اهلها وقبيلتها وهي قبيلة قريبة لنا في التناسب والتقارب .
وصل نمر الى بيته حاملا معه الصيد الذي ظفر به اثناء رحلة قنصه ففرحت امه بعودته سالما غانما وقامت بتوزيع كثير مما اصطاد ولدها على الجيران , وهي عادة اعتادها اهل هذا البيت .
وفي اليوم تالي صارح نمر بن عدوان امه بانه قد احب فتاة تسمى وضحى , ففرحت الام وذهبت تبشر عمه بركات بان نمر وجد له عروسا وهي من قبيلة كريمة .
مسالة ان يتزوج نمر بن عدوان من خارج القبيلة شيء لايمكن ان تقبله نساء القبيلة ابدا وقامن يتحدثن عن الفتاة وكيف لنمر ان يتزوجها وهي ليست من قبيلتنا .
" هموم القبيلة ليست اخر هموم فتياتها بل كان اخرها هو ان تتزوج احداهن بنمر فهو حلم بالنسبة لهن لما له من رفعة شان ودماثة خلق "
كان اشد المعارضين لمسالة ان يتزوج نمر بن عدوان من خارج القبيلة هو شخص يقال له حمود وهو بالاساس ناقم على نمر فوجد شيء يتشبث به كي ينتقد مايفعله نمر , ويتسائل حمود وهو احد الشيوخ في القبيلة :
هل من المعقول انه لايوجد فتاة من فتيات القبيلة ملأت عين نمر ؟
" سؤال فيه دسيسة خبث بكل تاكيد "
ولكن هذا الاعتراض لم يكن يعني لنمر اي شيء بل انه لم يعيره اي اهتمام , فتوجه ومن معه ( جاهة من القبيلة ) باستثاء حمود المعارض لمسالة الزواج .
توجه نمر ومن معه الى بيت ابو الفتاة التي سرقت قلبه وضحى , فاستقبلوهم اهل البيت كما يستقبل الضيف بكل حفاوة وترحيب , وعلى الفور قدموا لهم القهوة كعادة العرب الدائمة , فما كان من كبير الجاهة الا ان امتنع عن شرب الفنجال فامسكه ووضعه على الارض وقال :
نحن اتينا نطلبكم وعساكم لاتخيبون هذا الطلب , نريد ابنتكم وضحى لابننا نمر .
فستاذن منهم فلاح والد وضحى قائلا :
دعوني اسال الفتاة امها .
فعاد فلاح يحمل معه كلمة تمنى سماعها نمر :
اشربوا قهوتكم طلبكم مجاب , وان وضحى اتتكم عطية لانريد منها جزية .
فاجابه كبير الجاهة :
وضحى ماتسام بمسام , والهدية عند الكرام لها خير جزية , وجزية وضحى ستصلكم ان شاء الله .
عاد نمر ومن معه الى ديارهم , فاستقبلهم البعض بنوع من الامتعاض والمعارضة على ماقد فعلوه .
وهنالك ابن عم لوضحى ايضا اعترض على تزويجها للغريب وانه هو اولى منه بها , وادعى انه يرغب بوضحى من منطلق انها ابنة عمه , فما كان من ابو وضحى الا ان اسكت ابن اخيه باعطائه اخت وضحى , وبهذه الطريقة قد الجم فمه .
مر شهر فاتى نمر وجماعته الى قبيلة بني صخر يريدون زفاف العروس حاملين معهم جزية كبيرة لهذه العطية التي لاتقدر بثمن واسمها وضحى , وكان لهم ذلك ,,,,,, فانتقل نمر بن عدوان الى حياة جديدة ,,, انها حياة وضحى ,,, بل انها وضحى الحياة التي عرفها الان .
دخل نمر بن عدوان الى زوجته وضحى في ليلتهم الاولى وهو في قمة سعادته , واقسم امام زوجته انه لن يتعرف على فتاة بعدها مادام انهم احياء مع بعضهم وهو يردد :
ماطولك حية وانا ماتوفيت ...... يحرم عليك تسمعين الطلاق
حشم نمر زوجته حشمة اسبوع مثلما تحشم الاميرات , فسارت الحياة بينهما بكل سعادة وهناء , وهذا الشيء لم يكن ليعجب الشيخ حمود العدوان , الذي يكاد يموت غيضا , والذي زاد غيضه ان رجال القبيلة كلهم يطلبون من نسائهم ان يكونن مثل وضحى !!! وهذا الطلب يقابله طلب من النساء لرجالهن ان يكونوا مثل نمر !!!
كان هنالك من النساء من يمتلئ قلبها غيضا وغيرة من وضحى فكانن يبحثن عن زلة او اي شيء كي يعيرنها بها .
ولدت وضحى بنتا كاول مولود لها , وكأن هذا الشيء بمثابة الزلة (استغفرالله) التي يبحثن عنها تلك النسوة الحاقدة وقامن بتعيير وضحى بقولهن :
وضحى جيابة البنات..... وكانن يلحنن هذه الكلمة ويغننها ايضا !!!!!!!
ماتت البنت التي ولدتها وضحى , فحملت بعد ذلك واتت ببنت اخرى , وسط فرح كبير من تلك النسوة اللاتي ينفرن وجود وضحى وتميزها عنهن بكل شيء .
لم يكتفن تلك النسوة باخبار ولادة وضحى للبنات وانها لاتلد اولاد بل انهن كان يبحثن عن كل مايدور لها مع زوجها , حتى انهن سمعن ان نمر قد قبل جبين وضحى وهي نفساء قبل ان تكمل ثلاثة ايام -" كان يعتقد ان النفساء نجسة حتى الاكل يجب ان لاياكل معها زوجها ولهم عادات كثيرة في هذا الجانب لا ارى ضرورة للتطرق لها "- , وكان هذا الخبر بمثابة الصاعقة التي حلت علين فهن كانن ينتظرن ان يتركها نمر لانها لم تخلف له اولاد ويقابل ذلك نمر بانه يتمسك بها, بل انه يزداد حبا لها يوما بعد يوم .
مرت سنة فانجبت وضحى ولد لنمر اسماه عقاب , ثم بعد ذلك ولدت له بقية اولاده..
مر على زواج نمر بن عدوان بوضحى سبعة اعوام وهما في قمة السعادة حتى اتت تلك الليلة.....
قامت وضحى باحدى الليالي لتسرج فرس نمر لانه يريد الذهاب في صبيحة اليوم التالي , وكان نمر نائم فصحى على صوت الفرس وقام باخذ بندقيته , فرأى تلك السمارة التي عند الفرس فرماها على الفور ظناً منه انه احدهم يريد سرقة فرسه ......
اي رمية هذه اللتي رماها نمر بن عدوان انها رمية تحدثت بها العرب ولازالت تتذاكر قصتها كما نحن الان .....كان نمر بن عدوان رمى نفسه عندما قتل اغلى مايملكه بالحياة انها وضحى !!! بالفعل انه قتل عشيقته وضحى !!!
للتنويه :- قيل رماها ببندقيته وقيل طعنها برمح وقيل ان وضحى قامت الى ناقة نمر وقيل وقيل ولكن القول الذي لاخلاف عليه ان نمر انقلبت حياته بعد تلك الحادثة راسا على عقب..
انه فقد قلبه وهل يعيش الانسان بلا قلب ... نعم سيعيش !! ولكن بلا حياة ؟ ليست فلسفة ولكنها حقيقة حياة نمر بن عدوان بعد عشيقته الطاهرة النقية الزوجة التي لم تخرج من بيتها ابدا ,,, الزوجة التي كانت سند لزوجها وكانت حنانه الذي لايجده الا عندها وكانت بمثابة لحاف يتحلف به جسدا وشعورا يلجأ اليه من تصاريف الايام ودورة اقدارها .