قــد يتصـور بعـض الـبـشـر إحاطـتـه ببعـض الأمــور
من حـولـه ؛ فتـراه يعـمـد لـتـناول مـواقـف وأحـــداث
حياتية وفـقَ نهــج ٍمحــدّدٍ ونظــراتٍ مسبقـة لا تقـبـل
التغـيـيـر إطـلاقــاً ، ولئن أصبـنا في بـعـض المواقـف
فـليـس معـنى ذلك أن يـصـحـبـنـا الصـواب في البقـية
وأبـسـط تـعـلـيـل ٍلنظــرات ِالـبـشــر هـو : أن مـراحـل
العـمــر تشـكـّل الفـكــر - تربية ًوتعـلـيـماً وعـلاقـاتٍ -
لـيـأتـي التـحـلـيـل خـلـيـطـاً من تـلك الأمــور ، ثــمّ إن
مواقـف الحـيـاة - الإيجابية والسلبية - تشـكــّل رؤيــة
أخـــرى تــظــل مـلازمــة للـبـشــر على مــدار الـعـمــر
وليس غـريـبـاً أن يـلعـب َالتعـلـيـم مكـانــة سـامـية في
فـهـم جـوانب الـحـيـاة والتعـامـل مـع الأحــــداث وتـلك
النظـرات الصائبة في فـهـم الحقـائـق وتفعـيـل الحــوار
دونـمـا إعـجـاب وزهــو بـالـنـفـس ؛ والأهـــم مـن ذلك
تجنـب الأفـق الضـيق ، والذاتية والتعـمـيـم الـقـاتـلـيـن
إن تصـورات البشــر حـيـال الحياة لا تصـدر من فــراغ
لـكـنّ الأهــم مـن تـلك التصـورات هــو الـفــكـــر الناقــد
والمتأمـل الــذي يطــرح الـحــدث ويقـف على الأسـبـاب
واضـعــاً الـحـلــول المنطقـيـة دونما تــرصّــد وإجـحـاف
ويكـفـيـك أن تحـاكـي الـعــقــل تحـلـيـلاً والمشورة رأيــاً
وما رأيت أســوأ من نظـرات متعـجـلـة وأحـكـام قـاصـرة
تؤجـّج الحـيـاة من حولنا وتبعـث على الكســـاد الفكــري
والارتمـاء في إحضـان الـرتـابـة وقـتـل الهـمـم الواعــدة
وتلك آفــة العـقــل البشـري عندما يمعـن فـي أطـروحـات
هي أبعـد ما تكـون عـن الـواقـع ، فليتـنا نصحب العـقـــل
إن الفـكــر الناهـض يجـعــل من عـثـرات الحـيـاة واحــــة
أمـل ٍلـغــد مشـرق ، ويتجـاوز حاضـره لمستـقـبـل واعـــد
يـرى النور أينما حــلّ ، وليس عـيـبـاً أن نطـرق الحقائـق
غير إن الـعــيـب في الصمت القـاتـل والتـناقـض والـزيـف
فأهــلاً بالحقيقة مدعومة بالفكر الراشـد والشواهـد الحـيّـة
همسـة : من الجميل أن نتابـع مجـريـات الحياة من حـولنا
لكنّ الأجمـل من ذلك أن نـرسـم صـورة ًواضحـة الـمـعـالـم
لمـسيـرة الفـكـــر البشــري : رؤيـة ًواتــزانــاً ومصـداقـيـة ً
وعندها نقـف على معـطيات تمنحنا متعـة التفكيـر والطـرح
الصادق الـذي تصحبه الحلـول بعـيـداً عن التعجـل والتعميم
ثانـيـة : لست تـواقـاً إلى النقــد والتعـريـف بهفـوات البشــر
غـيـر أنني أنـقـــد الخـطــأ وأقـف على الصـواب ، تـلك هـي
رسـالـة البشــر المتمثلـة في فـهـم الحقـائـق ، ولـكــم أتمنى
أن نمنح العـقـل الفرصة تـلـو الفرصة ؛ بغية َالتأمـل والفهـم
والأحكـام الصحيحـة ، وعندهـا نتقـبـلُ من الآخـرين طـرحــاً
ثـالـثـة : لو علمنا ما تحدثه تصوراتنا - الخاطئة - للآخـريـن
لتـرددنـا في الطــرح ، ولأحجمنا عن تـلك الـرؤى المتعـجـلـة
التي تـؤثـّر في الفكــر ومسيـرة الحياة ، فحري بنا أن نـأخـــذ
البشــر بالأمـل والرفـعـة - مع الواقـع - دونما تعميق للجـراح
وانكسارات للقلوب وهـزائم نفسية تعـيـدنا للوراء بـدل التقـدم
k/Jvhj hgfaJv ,hg.,hdh hgljuJ]~]m