النظافة الشخصية من أهم وسائل المحافظة على الصحة، حتى إن الإسلام يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الإيمان؛ إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان)
رواه مسلم عن أبى مالك الأشعري. وقال سعيد بن المسيب - وهو أحد التابعين -:
إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود.
وتشمل النظافة الشخصية نظافة البدن كله مرة أو مرتين على الأقل في الأسبوع، وتنظيف اليدين والفم والأنف والوجه والأذنين والشعر يوميًا كما يحدث في الوضوء، وغسل اليدين قبل الطعام وبعد قضاء الحاجة وبعد ملامسة المرضى، وتنظيف السبيلين بالماء بعد التبول والتبرز (الاستنجاء أو الاستطابة)، وهذه سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد قالت السيدة عائشة لنساء المسلمين (مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء فإني أستحييهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله) رواه الترمذي عن عائشة.
وعلى الإنسان كذلك أن يحسن تقليم الأظافر والعناية بالشعر، وعدم البصق إلا في منديل من القماش أو الورق، وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، وعدم رمى القاذورات في الأماكن العامة.
العناية بالأسنان:
يحسن استعمال الفرشاة والمعجون أو السواك صباحًا وقبل النوم، وبعد الطعام كعادة روتينية، فتلك من صفات الشباب في العالم المتقدم، وهي لنا عادة إسلامية حرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ونصح بها، فقال: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) رواه النسائي عن عائشة - ويعني ذلك أن في استعمال السواك أو فرشاة الأسنان حسنة جزاء النظافة.
صحة الملبس:
الملابس من نعم الله، ويجب أن تكون نظيفة لائقة وجميلة ما أمكن، ويجب أن تكون طاهرة، قال تعالى (وثيابك فطهر) [سورة المدثر:4]. ومن الضروري تغيير الملابس الداخلية بانتظام وغسلها جيدًا بالماء والصابون.
صحة المسكن:
المسكن وسيلة لضمان السكينة الجسمية والنفسية، ولذلك يجب أن يكون نظيفًا ومتسعًا بقدر القدرة المالية، ويجب أن يكون فيه إمكانية للتفريق بين الأطفال والمراهقين عند النوم، قال صلى الله عليه وسلم (فرقوا بينهم في المضاجع) - رواه أحمد عن عمرو بن شعيب.
ويجب حفظ النفايات فى أكياس أو ما شابهها إلى حين أخذها من قبل عمال النظافة، كما يجب تنظيف المراحيض بالماء وتطهيرها بالمحاليل المطهرة لقتل الجراثيم، وحفظ الطعام بطريقة صحية، وغلي اللبن غير المبستر، وإبادة الذباب والحشرات.
ترويح النفس:
من الضروري ترويح النفس واتخاذ حظها من الراحة، فإن ذلك معين على استئناف العمل ومساعد على حفظ الصحة، ويجب أن يكون هذا الترويح بالطبع في حدود ما أحل الله.
الرياضة البدنية:
الرياضة البدنية من أهم وسائل المحافظة على الصحة والوقاية من المرض؛ فهي وسيلة جيدة للترفيه وشغل أوقات الفراغ بأقل تكلفة، وهى تجعل الشخص أكثر نشاطًا وحيوية، وتحفظ للجسم رشاقته ومرونته ولياقته خصوصًا مع تقدم السن. وتعتبر الرياضة البدنية من أهم الوسائل للوقاية من أمراض القلب خصوصًا أمراض الشريان التاجي، وهى وقاية من السمنة وأمراض المفاصل، ووسيلة للمحافظة على الوزن، وهناك تمرينات رياضية معينة لعضلات معينة ولأمراض معينة تحت رعاية أخصائي العلاج. وتختلف أنواع الرياضة بالطبع حسب السن، والجنس، والحالة الصحية، والحمل.
التمنع أو التحصين:
التمنع (ومعناه إكساب المناعة أو تعزيزها) نوعان: نوع يقال له التطعيم أو التلقيح ويعطى فيه اللقاح وقاية من حدوث العدوى، واللقاح يحتوى على الفيروس أو الجرثوم المسبب للمرض ويكون ضعيفًا أو مقتولا أو على سم الجرثوم معطلا، بحيث لا تسبب هذه العوامل المرض ولكنها تدفع الجسم إلى تكوين أجسام مضادة للجرثوم أو الفيروس. وهذه الأضداد أو الأجسام المضادة تقاوم العدوى.
وتبقى المناعة التي يحدثها اللقاح مدة من الزمن يختلف طولها حسب نوع المرض، ومن الأمراض التي لها لقاحات: السل، وشلل الأطفال، والخناق (الدفتريا)، والسعال الديكي والكزاز (التتانوس) والحصبة، (وهذه لقاحات ستة تعطى للأطفال في برامج التطعيم في مختلف البلدان)، وهناك لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (b ) والتهاب السحايا (الحمى المخية النخاعية) والنزعة الوافدة (للإنفلوانزا) والالتهاب الرئوي والنكاف وداء الكلب والحصبة والألمانية والحمى الصفراء.
ويحتاج المراهقون إلى استكمال اللقاحات الستة الأولى إذا لم تكن قد أخذت في الطفولة، ويعطى عند اللزوم لقاح الكزاز (التتانوس) خوفًا من تلوث الجروح في الرياضة، ولقاح التهاب الكبد الوبائي والحمى المخية النخاعية والإنفلوانزا (التي تعاد سنويًا)، والحمى الصفراء (عند السفر إلى جهات موبوءة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية) وداء الكلب إذا تعرض المراهق لعضة كلب أو حيوان يخشى أن يكون مسعورًا، أما لقاح الالتهاب الرئوي فيعطى للبالغين مرة واحدة في العمر.
والنوع الثاني من التمنع أو التحصين هو إعطاء الأمصال.
والمصل هو غير اللقاح إذ لا يحتوى على المكروبات أو سمومها، ولكنه يحتوى على أجسام مضادة جاهزة ضد الفيروسات أو الجراثيم، ثم توليدها في كائن حي آخر ( أو إنسان أو حصان الخ...) وتكون المناعة هنا محدودة وقصيرة المدة ولكنها تنفع عند التعرض للمرض مثل المصل المضاد لعضة الثعبان والعقرب وحتى النحل عند المستهدفين (خصوصًا في رحلات ومعسكرات الشباب الكاشفة).
وبالإضافة إلى التمنع أو التحصين باللقاح والمصل توجد أدوية معينة تنفع في الوقاية من المرض في الرحلات أو السفر إلى أماكن موبوءة، وذلك مثل حبوب الكلوروكين ضد الملا ريا (بالإضافة إلى استعمال المبيدات الحشرية ضد الناموس) واستعمال المضادات الحيوية مثل البنسلين للمستهدفين للحمى الروماتيزمية، وذلك تحت إشراف الطبيب .
الرعاية الطبية الدورية:
هذه رعاية طبية للكشف عن مرض مستتر فيحسن أن يكون طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة تحت إشراف رعاية صحية مدرسية، ويتم فيها إجراء الكشف الدوري وربما التحاليل المختبرية (المعملية) للبول والبراز والدم والبلغم حسب اللزوم.
المصدر: سلسلة التثقيف الصحي للمراهقين/ المجلس القومي للطفولة والأمومة.
hgk/htm hgaowdm ,rhdm lk hgHlvhq