السؤال: يتداول مجتمع المثقفات والأكاديميات مناقشات حول
مشاركة المرأة السياسية في المرحلة القادمة: ومن ذلك دخولها مجلس الشورى،ومشاركتها في الانتخابات، ما رأي سماحتكم في هذه الأطروحات؟
الجواب: أنا أحب أن أوجه رسالة صادقة إلى أخواتي المثقفات والأكاديميات آمل أن يعوها جيدا، أخواتي: إن الله عز وجل حين بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من العرب كاد له أعداء الله من اليهود والنصارى، مع علمهم بأنه سيبعث رسول في ذلك الزمان وعلمهم باسمه وصفته كأنهم يرونه رأي العين، يقول الله تعالى: (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)(سورة البقرة:146 (أخواتي، أنا هنا أخاطب نخبة مثقفة مسلمة واعية، وأنا على ثقة تامة بوعيها الديني وحرصها على دينها دين الإسلام والمحافظة عليه، لذا فإني أقول إن مثل هذه المطالبات يجب أن يعاد النظر فيها، هل هي تخدم دين الإسلام؟ هل ستساعد على لحمة الأمة الإسلامية وتماسكها، هل ستؤدي إلى رفعة هذا الدين،أخواتي إن الأمر يجاوز مسألة تسجيل المواقف، أو انتهاز الفرص، أو حجز مقاعد، أو ما إلى ذلك مما نسمع ونقرأ. إن الأمر أيها الأخوات، استمرار لمكائد الأعداء ضد هذه الأمة، لن يألوا جهداً في إيصال الأذى إلينا، لن يألوا جهداً في تفريق صفنا وتشتيت كلمتنا، لن يألوا جهداً في إيقاع الفتنة بيننا، وما يروجون له في هذه العصور المتأخرة من حقوق المرأة كل هذا نوع من أنواع الكيد، وتعلمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء”[صحيح البخاري النكاح (5096)، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2740 .( وقال -صلى الله عليه وسلم : “إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2742)، سنن الترمذي الفتن (2191)، سنن ابن ماجه الفتن (4000)، مسند أحمد (3/19) (فأنا أحب من أخواتي أن يكن واعيات بصيرات بواقعهن، مدركات حجم المسؤولية عليهن، وألا يفتحن على أهل الإسلام باب شر. نعم نحن نعاني من رجال ظلمة يسلبون نساءهم حقوقهن المشروعة، فنرى البعض يحرمها من الميراث وآخرين يمنعون عنهن الأكفاء عندما يتقدمون لخطبتهن، وآخرون يضربون زوجاتهم، وآخرون يعضلوهن، وآخرون وآخرون، نحن نعاني من ذلك ونحذر منه ونبين تحريمه، ونطالب بتغيير هذا الواقع السيئ المهين البعيد عن الشرع. لكني أكرر، يجب أن نقف جميعاً يداً واحدة ضد مخططات الأعداء، فالأمر أبعد بكثير من مشاركة المرأة في الشورى أو المساواة ونحو ذلك من الدعاوى، الأمر يدور حول السعي لهدم الدين في معقله ومئرزه هذه البلاد الطاهرة التي شهدت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وظهور الدين، وأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها. فالفطنة .. الفطنة … والحذر .. الحذر أن يؤتى الإسلام من قبل أهله. بارك الله فيكن ونفع بكن الإسلام والمسلمين.
(انتهى) بتصرف من (فتوى سماحة مفتى عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ).
lahv;m hglvHm hgsdhsdm