سلآم من الله يغشآكم برحمته
</B>بآدء ذي بدء:-
قآل رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه ( عن شماله ) فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار و لو بشق تمرة " الألباني - 115
إن الحمدلله أن هدآنا و منّ علينا بإن يسر لنآ سبلاً نزكي بهآ انفسنا و نطهرهآ من المعآصي..فكآن منهآ* الصدقة *التي هي نور من الله لعباده المؤمنين الموسرين منهم والمعوزين , فهي نور للموسر في حياته تنار بها روحه وفي الآخرة شافعة له عند ربه , وهي نور للفقير من ربه تفرج كربته وترفع عوزته .
شرعها الله طهرة للأموال ونماء لها وقد شرعها الله في أموال المسلمين لحق إخوانهم من الفقراء والمحتاجين , وفيها من الفوائد والحكم الشرعية الشيء الكثير فضلا عن الأجور العظيمة التي جعلها الله تعالى لمن أداها طيبة بها نفسة محتسبا الأجر عند الله تعالى .
***
معنى الصدقة:
الصدقة لغةً: جمع صدقات، وتَصَدَّقتُ: أعطيتُهُ صدقةً، والفاعل مُتصَدِّقٌ، [وهو الذي يُعطي الصدقة]، ومنهم من يخفف بالبدل والإدغام فيقال: مُصَّدِّقٌ، والمتصدِّقُ: المُعطي، وفي التنزيل: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} سورة يوسف، الآية: 88.
الصدقة اصطلاحاً: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى
قال العلامة الأصفهاني: ((الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب, وقد يُسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله)).
وهج تذكير:الفرق بين الصدقة و الزكآة:
الزكاة : هي التعبد لله عز وجل بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع .
الصدقة : هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع ، وقد تطلق الصدقة على الزكاة الواجبة .
***
حكم الصدقة:
الصدقة سنة مستحبة كل وقت، وتتأكد في زمان وأحوال:
1- الزمان: كرمضان، وعشر ذي الحجة.
2- الحالات: أوقات الحاجة أفضل: دائمة كفصل الشتاء، أو طارئة كان تحدث مجاعة، أو جدب ونحو ذلك، وأفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح، والكاشح: من يضمر العداوة.
الصدقة في ضوء كتآب الله و سنة رسوله:-
فضلهآ:-
الصدقة من أحبِّ الأعمآل الى الله عز و جلَّ..و قد ذكرها في كتآبه الكريم في موآضع كثيرة
1-التصدق من البر وبرهآن على حب الله كمآ أن الله جعلها صفة من صفات المتقين
قآل تعالى:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة"177"
و يقول السعدي رحمه الله في هذه الآية:"أن من أخرج المآل مع حبه له تقرباً لله تعالى،كان هذا برهاناً لإيمآنه وَ من ايتاء المال على حبه أن يتصدق و هو صحيح شحيح،يأمل الغنى،و يخشى اللفقر،و كذلك إذا كانت الصدقة عن قلة كآنت أفضل،لأنه في هذه الحآل يُحب إمسآكه،لمآ يتوهمه من العدم أو الفقر."
و ممن آتى المال على حبه...المخرجين أموالهم النفيسة المحببة والمقربة الى قلوبهم،
قآل تعالى:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }سورة آل عمران الآية92
فَـ/هُنا يذكر الله أنه لن تدركوا و لن تبلغوا البرَّ الذي هو خير أنواع الطاعات و المثوبات الموصل صآحبه للجنة..حتى تنفقوا و تبذلوا من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم..وبذلك قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضآته.
2-الصدقة تكمِّل زكاة الفريضة وتجبر نقصها؛ لحديث تميم الداري رضي الله عنه مرفوعاً: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن أكملها كتبت له نافلة فإن لم يكن أكملها قال الله سبحانه لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا بها ما ضيع من فريضته ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك "الألباني 1181
3-تُطفئ الخطايا وتكفرالسيئآت؛ قال تعالى{إخُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ }سورة التوبة
و لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام:"ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
المنذري2/107
4- من أسباب دخول الجنة والعتق من النار ،لحديث عائشة رضي الله عنها:جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها . فأطعمتها ثلاث تمرات . فأعطت كل واحدة منهما تمرة . ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها . فاستطعمتها ابنتاها . فشقت التمرة ، التي كانت تريد أن تأكلها ، بينهما . فأعجبني شأنها . فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال " إن الله قد أوجب لها بها الجنة . أو أعتقها بها من النار " . مسلم 2630
5 - من أسباب النجاة من حرِّ يوم القيامة, لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام"إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته" الألباني - 1867
6-تطيل في عمر الإنسان في الخير، وتقيه ميتة السوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الصدقة تزيد في العمر ، وتمنع ميتة السوء ، ويذهب الله بها الكبر والفخر"
7-البركة في الرزق فيبآرك الله في المال الذي أخرج منه صآحبه الصدقآت..قآل تعالى{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ }سورة البقرة الآية- 276
و قوله تعالى:{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سورة سبأ الآية38
8-بهآ ندآوي الأمرآض...لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"داووا مرضاكم بالصدقة "الألباني - 744
9-هي من الأعمال التي يستمر ثوآبها حتى بعد وفآة الانسآن لحديث عليه الصلاة والسلام:" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "
مسلم- 3084
أجر المتصدقين:-
1- لهم الأجر الكريم مُضآعف.. قآل تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }سورة البقرة الآية261
و قآل تعالى:{إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }سورة الحديدالآية18
2-إن المتصدِّقين ابتغاء مرضاة الله تعالى، يفوزون بثناء الله عليهم، وما وعد به المتصدقين من الأجر العظيم،قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}سورةالبقرة الآية- 274
شروط قبول الصدقة:-
الصدقة كلها مُحببة الى الله مآدآم المتصدق انفق ماله ابتغاء مرضاة الرب عز وجلَّ..
لكنهآ محآطة بشروط لقبولها منها:-
1-الإخلاص: " ويقصد بذلك أن تكون الغاية من الصدقة هي ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، ليس فيها أي شيء لهوى النفس كسائر العبادات،قآل تعالى:{وَ مَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُوْنَ إلاَّ إبْتِغَآءَ وَجْهِ اللهِ}سورة البقرة من الآية272
2- ألآ يُلحقها تفآخراً أو أذىً و قد نبه الله عبآده في شأن إلحآق صدقآتهم بالمن والأذى
فَـ قال جل شأنه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْـهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ }سورة البقرة الآية264
3-أن تكون من الكسب الحلال الطيب..حيث قآل تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}سورةالبقرة الآية267
لمن ،و بِمآ ..نتصدق؟:-
لآيخفى علينآ أن الأولوية في الانفآق -في سبيل الله-لذوي القربى و من ثم اليتآمى والمسآكين وابنِ السبيل كمآ قال تعالى:{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}البقرة"177
و قول رسوله عليه الصلاة والسلام:" خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدا بمن تعول "البخاري5356
ومن المستحقين للصدقات الفقرآء
قآل تعآلى:{لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }سورة البقرة الآية273
و لآ تجوز الصدقة لآل البيت لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الصدقة لا تحل لنا ، وإن ، موالي القوم من أنفسهم " الترمذي - 657
و لا للغني لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام:"لا تحل الصدقة لغني ، ولا لذي مرة سوي "
المحدث: الترمذي 652
أمآ بِمآ نتصدق..فـ/بكل مآ اتآنا الله من مآل و طعآم وملبس وأرض نغرس بها الزرع.. و لم تقف أوجه التصدق عند هذا الحد...فقد بين الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أعمآل تكتب لنآ صدقة إن فعلناها
وأجملها في قوله عليه الصلاة والسلام:"تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة "المنذري - 3/365
كذلك أن نحتسب في قلوبنا كل مانفعله لوجه الله صدقة..يعدها لنا الله بإذنه صدقة..و من ذلك إيضاً إنفآق وقت فراغنا في مسآعدة النآس و تعليمهم الدين وكتآب الله وسنة نبيه
والصدقة الجآرية من خير الصدقآت و ذلك لاستمرار ثوابها بعد الوفآة. ومنها ..بنآء المساجد...طبآعة المصحف...بناء دار للأيتام..
ختآماً أحبتي :-
يكفينآ أن الله تعالى إذا قبل الصدقة من عبده رباها له حتى تكون يوم القيامة كجبل أحد , وصاحب الصدقة يرفل في ظلها يوم القيامة .
وكم تسد بها حاجة وترفع بها شكاية , فعلى المجتمع المسلم أن يتداعى جميعا للقيام بهذه الشعيرة , وألا يبخل الإنسان بها وألا يستقل القليل منها فإن الله تعالى يقبل من عباده ما جادت به نفيه ولو كان قليلا..فَسآرعوا الى الخيرآت يرحمكم الله...
Yjr~A hgkNv ,Q g, fAarA jlvmS||Z
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الله يسامحك يابو فهد حتى الحوثيون زعلتهم بقتل نمر النمر | ساير بن فاضي الغنامي | القسم العام | 2 | 01-02-2016 06:39 PM |