من الذي يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده في النهـار ليتوب مسيء الليـل ؟
من الذي ينادي في كل ليلة هل من تائب فأتوب علية ، هل من مستغفـر فأغفر لـه ؟
من الذي ينادي : يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنـي لغفرتها لك ولا أبالـي ؟
من الذي ينادي : يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنـوب جميعا فاستغفرونـي اغفرلكـم ؟
من الذي ينادي : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )
إنه هو الغفور الرحيم
من الذي يرحم التائبين ويشملهم بعفوه ومغفرته وهو خير الغافرين ؟
من الذي عجّت ببابه الأصوات فلهجت بالمعذرة والمسائل والحاجات فكـان اللـه ولم يزل بهم رحيمـا ؟
- مرت بغي من بغايا بني إسرائيل ، كانت على المعاصي والفجور على كلب يلهث الثرى فانكسر قلبها وأرادتأن ترحمه ، فنزلت إلى البئر فملأت خفها ماء وسقت الكلب فشكر الله لها فغفر ذنوبها ..
- ومر رجل على غصن شوك في طريق المسلمين ، فلما رآه قال والله لأنحينه عن طريق المسلمين لا يؤذيهم ، فزحزحه عن طريقهم فزحزحه الله عن نار جهنم وغفرت ذنوبه ..
الله أكبر إذا غفرالله لعبده ، والله لا يُسأل عن أمره ، ولا يعقّب في حكمـه سبحانـه وتعالـى ..
أيها الأحبة في الله ، يقف العبد بين يدي سيده ومولاه ،يناديه رباهُ رباه ، يناديه بعد الذنوب والخطايا ، والعيوب والرزايا يناديه وقد أحزنته ذنوبه وأهمته عيوبه وأسرته خطاياه بعد أن ذهبت اللذة وانقضت الشهوة وأعقبها العذاب والهوان ، وأصابته بلية المعصية ..
ينظر يمينـا وشمـالا
فإذا بالنفس الأمارة بالسوء قد خذلته ، وإذابالشيطان المريد قد تخلى عنه فلم يجد إلا ربه لكي يقف بين يديه معتذرا نادما تائبا منكسرا .. فيناديه من صميم قلبه وفؤاده ، وهو على يقين أن الله أحلم وأرحم ، وأن الله أوفى وأكرم ، وأنه وإن كانت ذنوبه كبيرة فالله أكبر من كل شيء ، وإن كانت عيوبه كثيرة فرحمة خالقه وسعت كل شيء ..
فينادي ربه :
يـارب .. يـارب
وإذا بالله جل جلاله لا ينظر إلى مامضى من إساءته ولكن يفرح بإنابته وتوبته ، فتفتح أبواب السماوات وتصعدالكلمات والدعوات فتنتهي إلى ما شاء الله أن تنتهي ، فينادي أرحم الراحمين ،وينادي خير الغافرين :
يا ملائكتي علم عبدي أن له رب يأخذ بالذنب ويعفو عن الذنوب
قـد غفـرت لعبـدي ..
قد يكون العبد هذا ابن ستين أوسبعين فيغفر له في طرفة عين !!
فيتولى الشيطـان وهو يحـث على نفسـه التراب ويقـول :
يا ويلي أغويته من ستين وسبعين وغفر له في طرفة عين ..
فهنيئـا ثم هنيئـا لمن أصابتـه رحمة اللـه عـز وجـل ..
..
سحائب المغفرة من خير الغافرين سحائب المغفرة من أرحم الراحمين
أحب الله أهل الإيمان وشملهم بالعفو والصفح والبر والإحسان ..
الله أكبـر ما أرحم اللـه بعبـاده ..
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- أنه ما من عبد يقف بين يدي الله في الصلاة مع الجماعة فيؤَمّن فيوافق تأمينه تأمين الملائكة وفي رواية تأمين الإمام إلاغفر له ما تقدم من ذنبه ..
- وما من عبد يسجد لله سجدة إلا حطت عنه خطيئة ورفعت له بها درجة ..
- وما من عبد يقول دبر كل صلاة مكتوبة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين كل واحدة ، ثم يقول تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله وهو على كل شيء قديرإلا غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبـد البحـر ..
- وما من عبد يخرج من بيته إلى بيت من بيوت الله فيرفع قدما أو يضع أخـرى إلا تحاتـت عنه ذنوبـه ...
- وما من عبد يتوضأ في شدة الحر أو شدة البرد فيجد حر ذلك وبرده فيسبـغ الوضوء إلا تحاتت عنه خطايـاه ...
- وما من عبد يصلي صلاة في بيت من بيوت الله ، ثم يجلس في المسجد ينتظـر الصـلاة بعدهـا إلا تحاتت ذنوبه ومحيت خطايـاه ..
قال صلى الله عليه وسلم : ألا أنبأكم بما يمحوا الله به الخطايا
ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظـار الصلاة إلى الصلاة فذلكـم الرباط فذلكـم الربـاط ..
- وما من عبد يحب مسلما لله ، ويحب أخا له في الله ، فيخرج من بيته ليـزوره لله وفي الله إلا بشر بالمغفـرة من الله ..
- وما من قوم يجلسون في مجلس ذكر لله إلا نادى مناد الله : طبتم وطاب ممشـاكم، قوموا قد بُدلت سيئاتكـم حسنات ....
أخـي ..
كم من ذنب قاد إلى حرمان الرزق ؟!
كم من ذنب أظلم به القلب ؟!
كم من ذنب طمست بهالبصيرة ؟!
كم من ذنب فسدت به العيال ؟!
كم من ذنب ذهبت به الأموال؟!
كم من ذنب حُجِب به الدعاء ؟!
وكم من ذنب كان سببا في سوء الخاتمة وسوء الحال والعياذ بالله ؟!!!
الذنوب بريد إلى الكفر ، وطريق إلى الكفر ، فعلى العبد أن يفر منها إلى أرحم الراحمين ، وخير الغافرين ، وأن يستيقن أن الله حليم رحيم :
من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ..
إلهـي .. ما أكثر المُعْرِضِ عنك .. والمُعْـتَرض عليك ..
وما أقل المُتَعرّضين لـك !!!
ياروح القلوب .. أين طُـلاّبك ؟!
يا نورالسموات .. أين أحبابك ؟!
يارب الأرباب .. أين عُبّـادُك ؟!
يا مسبب الأسباب .. أين قصّادك ؟!
من الذي عاملك بلبّه فلم يربــح ؟!!
من الذي جاءك بكربه فلم يفـرح ؟!!
أي صَدْرٍ صَدَرَ عن بابك ولم يُشرح؟!!
من ذا الذي لاذ بحبلك فاشتهى أن يَبْـرح ؟!!!
اللهـم عاملنا بماأنت أهله .. ولا تعاملنا بما نحن أهله
إنك أهل التقوى وأهل المغفره
ادعوا لكاتبه وناقله
ملاحظه // هذا الاثر ليس حديث قدسي ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولم اتحقق منه الا بعد ان نزل الموضوع وقد حاولت تعديله ولم استطع بسبب اعطال في الاتصال ولكن جاء في معناه الكثير من الايات والاحاديث ومنها
ومعنى الجملة المذكورة: الترهيب من القنوط من رحمة الله تعالى، وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم
، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
{الزمر:53}.
وقال تعالى: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56}.
وقال تعالى: إنه إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87}.
فالأثر كما رأيت ليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى صحابي وهو من رواية وهب بن منبه وقد قال عنه الذهبي في السير: وروايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات ومن صحائف أهل الكتاب.
والله أعلم.
dr,g hggi u. ,[g lh yqfj ugn Hp] ;yqfn uf] Hjn luwdm tjuh/lj ugdi tn [kf ut,d